السبت مايو 18, 2024

إطعامُه خَلْقًا كثيرًا مِن كَومةِ تَمرٍ

473-        

وَأَمَـرَ الـفَـارُوقَ أَنْ يُـزَوِّدَا


 

مِـئِـيْـنَ أَرْبَعًا أَتَـوْا فَـزَوَّدَا


474-        

وَالتَّـمْـرُ كَانَ كَالفَصِيلِ الرَّابِضِ


 

كَـأَنَّـهُ مَـا مَسَّـهُ مِـنْ قَابِـضِ


 








(وَ)مِن مُعجِزاتِه ﷺ أنّه (أَمَرَ) عُمرَ (الفَارُوقَ) رضي الله عنه (أَنْ يُزَوِّدَا) والألِف للإطلاقِ أي أنْ يَكفِيَهُم الطَّعامَ وكانُوا (مِئِيْنَ أَرْبَعًا) أي أربعَمائةٍ فـ(ـأَتَوْا) عُمرَ (فَزَوَّدَا) أي فأعطَى الكُلَّ مِن التَّمرِ (وَالتَّمْرُ كَانَ) وقتَها كَومةً([1]) (كَـ)ـحَجْمِ (الفَصِيلِ الرَّابِضِ) أي ولَدِ النّاقةِ الجالِسِ المُقِيم([2])، فلمّا أخذُوا حاجَتهُم بقيَ التَّمرُ (كَأَنَّهُ مَا مَسَّ) مِنـ(ـهُ مِنْ قَابِضٍ) أي ءاخِذٍ شيئًا.

روَى البيهقيُّ وأبو نُعَيمٍ في «الدّلائل» عن دُكَينِ بنِ سَعِيدٍ قالَ: أَتَينا رَسُولَ اللهِ ﷺ فِي أَربَعِمِائَةِ راكِبٍ نَسأَلُهُ الطَّعامَ فَقالَ: «يَا عُمَرُ اذْهَبْ فَأَطعِمْهُم وَأَعْطِهِم» فقالَ: يا رَسُولَ اللهِ ما عِندِي إِلّا ءاصُعُ تَمْرٍ مِمّا يَقتاتُ عِيالِي، فقالَ أبُو بَكرٍ: اسمَعْ وَأَطِعْ، فقالَ عُمَرُ: سَمْعًا وَطاعَةً، فانطَلَقَ حَتَّى أَتَى عُلِّيّةً([3]) فَأَخرَجَ مِفتاحًا مِن حُجْزَتِه([4]) فقالَ لِلقَومِ: ادخُلُوا، فَدَخَلُوا وَكُنتُ ءاخِرَ القَومِ دُخُولًا فقالَ: خُذُوا فَأَخَذَ كُلُّ رَجُلٍ مِنهُم ما أَحَبَّ ثُمَّ الْتَفَتُّ إِلَيهِ وَإِنِّي لِمَن ءاخِرِ القَومِ وَكَأَنّا لَمْ نَرْزَأْ([5]) تَمرَةً.



([1])  بفَتح الكافِ وضَمِّها أي صُبْرةً.

([2])  النهاية في غريب الحديث والأثر، مجد الدّين بن الأثير، (2/184).

([3])  بكَسرِ العَين وضَمِّها وكَسرِ اللّامِ المشدَّدة، قاله الجوهريّ وفسَّرها بالغُرفةِ.

([4])  أي مَعقِد إزارِه.

([5])  أي نَنْقُصْ مِنهُ.