السبت مايو 18, 2024
  • شرح حديث خَلَقَ الله ءادمَ على صورته

    يستحيل على الله عقلًا أن يكون صورة كالإنسان وغيره لأنه لو كان صورة لاحتاج إلى مصوّر.

    روى مسلم [(1170)] من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم «إذا قاتل أحدُكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق ءادم على صورته»، المراد بهذا الحديث إن أعيد الضمير إلى الأخ أن الله خلق ءادم على صورة المضروب [(1171)] وإن أعيد الضمير إلى الله كان على معنى المِلك فتكون الإضافة للتشريف [(1172)] فكأنه قال خلقه على الصورة التي هي مِلكٌ له مشرفة عنده. وهكذا يقال في حديث [(1173)] «لا تُقبّحوا الوجهَ فإن الله خلق ءادم على صورة الرحمن» [(1174)].
    ولا يصح تفسير الحديث بما قال بعضهم من أن المراد أنه خلقه على صفاته تعالى من السمع والبصر والعلم فإن صفات الله لا تفارق ذاته. ولا يصح عقلًا أن يتصف العبد بصفة من صفاته تعالى لأن الحادث لا يتصف بالأزلي. فلا يكون الحادث أزليًّا ولا الأزلي حادثًا.
    وما يروى على ألسنة كثير من الناس حديثًا «تخلَّقوا بأخلاق الله» فلا أصل له من الصحة وإن عزوه للطبراني.

    ـ[1170] نزل إلى الأرض بعد ذلك ومات فيها.
    ـ[1171] أي إلى المكان الذي ناجيت فيه ربك، كما في شرح صحيح مسلم (2/ 214).
    ـ[1172] فتح الباري (7/ 208).
    ـ[1173] انظر فتح الباري (7/ 197).
    ـ[1174] رواه البزار في مسنده انظر كشف الأستار للهيثمي (1/ 38). قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 67): «رواه البزار ورجاله موثقون إلا أن الربيع بن أنس قال عن أبي العالية أو غيره فتابعيه مجهول».