الخميس أبريل 18, 2024

(لِلرَّفْعِ أَربعُ علاماتٍ الضَّمَّةُ وَالواوُ وَالأَلِفُ وَالنُّونُ) يعنِي أَنَّ الكلـمةَ يُعْرَفُ رفعُها بواحدٍ من أربعِ علاماتٍ (أَربَع علامات تَدُلُّ على أَنَّها مَرْفُوعَة) إمّا الضَّمَّةُ نـحو: جاءَ زَيْدٌ، فزيدٌ فاعلٌ مرفوعٌ بالضَّمةِ (الأَصْل في علامات الرَّفع الضَّمَّة لَكِنْ أَحْيانًا بَدَل الضَّمَّة، يُؤْتَى بِعلامَةٍ أُخْرَى)، أوِ الواو نـحو: جاءَ أَبُوكَ وجاءَ الزَّيْدُونَ، فأَبوكَ فاعلٌ مرفوعٌ بِالواوِ والزيدونَ فاعِلٌ مَرفوعٌ بِالواوِ (أَبوكَ مِنَ الأسـماء السِّتَّة التي علامَة رَفْعِها الواو، لِذلِكَ تقول رَأيْتُ أباكَ ولا تَقُول رأَيْتَ أبوكَ فَعَلامَة رَفْعِها الواوِ وكَذلِكَ الزَّيْدونَ علامَة رَفْعِها الواوِ)، أوِ الألِف نـحو: جاءَ الزَّيدانِ، فالزيدانِ فاعلٌ مَرفوعٌ بالألِفِ (هنا ليسَت الضَّمَّة علامَة الرَفْعِ إنَّما الألِف) (في “قامَ الزَّيْدونَ” الواو هِيَ علامَةُ الرَّفع لأنَّكَ بِها تُمَييز الـمرفوع مِنَ الـمنصُوب والـمـجرور. تَقْول “رَأيْتُ الزَّيدِينَ” بينَما يُقال “قام الزَّيدونَ” فافْتَرَقَت الكَلـمتَان بِالواو وَالياء. لِذلِكَ كانت الواو والياء علامتانِ مِنْ علامات الإعْراب وكذلكَ “قامَ الزَّيْدانَ” و”رَأيْتُ الزَّيدَيْنِ” افْتَرَقَت الكَلـمتَان بالواو والياء. أمّا النُّون فهِيَ بَدَل التَّنْوِين. التنوين يأتي في الـمفرَد مثل: قامَ رَجُلٌ. أما في المثنى والـجمع فالنون بَدَل التَّنوين. كما أَنَّ التنوين في الـمفرَد هذه في الـمثَنَّى والـجمع. لِذلِكَ أَحْيانًا نـحذِفُها. نَقُول مُعَلـمو الـمدْرَسَة هي “مُعلـمونَ” لَكِنْ حَذَفْنا النون عِنْدَما أَضَفْنا، كما نـحذِفُ التَّنْوين لـما نُضِيف على مُعَلـم، “هذا مُعَلـمٌ” و”هذا مُعَلـمُ الصَّفِّ” حَذَفْنا التَّنْوِين. ليسَت النون علامَة الرَّفع لا في الـجمع ولا في التثنية. ولا الضَّمَّة علامَة الرَّفْع لا في الـجمع ولا في التثنية ومعنى علامة للرَّفع أي شىء في الكلـمة يَفْتَرِقُ بِهِ الرَّفْع عَنْ غَيرِهِ. بِماذا يَفْتَرِق؟ بالواو وبِالألِف، لِذلِك كانَتِ الواو علامَة الرَّفْع والألِف علامَة الرَّفْع)، أَوِ النُّون نـحو: يَضْرِبانِ، فيَضربانِ فِعلٌ مضارع مرفوع بِثُبُوت النون. (أمّا في نـحوِ يَضْرِبانِ، فالنون علامَةُ الرَّفع يُقالُ “زَيْدٌ يَضْرِبُ” زَيْدٌ مُبْتَدأ يَضْرِبُ فعلٌ مُضارِعٌ مرفوع وعلامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظاهِرَةُ على ءاخِرِهِ. إذا قُلْنا “الزَّيْدانِ يَضْرِبانِ”: الزَّيْدانِ: مُبْتَدَأ مَرفوع وعلامَةُ رَفْعِهِ الألِف لأنَّهُ مُثَنّى “يَضْرِبانِ” فعلٌ مُضارِعٌ مرفوع وعلامَةُ رَفْعِهِ النون، ليس الألِف، مع أَنَّه هنا عَنِ الـمثَنَّى، بالفِعل الألِف فاعِل. بالفِعل علامَةُ الرَّفْعِ في مِثْلِ يَضْرِبان، تَضْرِبانَ، يَضْرِبون، تَضْرِبونَ، تَضْرِبينَ هِيَ النون. لـما تَكون النون مَوْجودة، الفِعل مَرفوع، لـما تُحْذَف، منصوب أوْ مـجزوم. فَعَلامَةُ الرَّفْع النون. الزَّيْدان يَضْرِبانِ، يَضْرِبانِ فعلٌ مُضارِعٌ مرفوع وعلامَةُ رَفْعِهِ ثُبوت النون. الزَّيْدان لـم يَضْرِبا. “لـم” تَجْزِم، يَضْرِبا فعلٌ مُضارِعٌ مـجزوم وعلامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ النُّون. ما الفرق بينَ حالَة الرَّفْع عَنْ حالَة الـجزْم؟ النون، وُجودُها وَحَذْفُها. لِذلِكَ كانت النُّون هِيَ عَلامَةَ الإعْراب).

(فأَمّا الضَّمَّةُ فَتَكُونُ عَلامَةً لِلْرَّفْعِ في أَرْبَعَةِ مَواضِعَ: في الاسـم الـمفْرَدِ وَجَمْعِ التَّكْسِيرِ وَجَمع الـمؤنثِ السالـم والفِعلِ الـمضارعِ الذي لـم يَتَّصِلْ بِآخِرِهِ شىء) يعني أنَّ الضَّمَّةَ (التي هِيَ الأَصْل في علامات الرَّفْع) تكونَ علامَةً لِلْرَّفْعِ في هذه الـمواضِع، أيْ يُعْرَفُ رَفْعُها بِوُجُودِ الضَّمَّةِ فيها لَفْظًا أَوْ تَقْدِيرًا (لَفْظًا أَيْ يَظْهَرُ الضَّمّ: قامَ زَيْدٌ. أَمّا تَقْدِيرًا في مِثلِ الفَتَى، فَهُنا يُقَدَّر)، فَالاسـم الـمفْرَدُ (هَوُ ما يُقابِلُ الـجمع والتَّثْنِيَة. الاسـم الـمفْرَد علامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّة إلا أنْ تَعَذَّرَ إظْهارُ الضَّمّ فيَكونُ مُقَدَّرًا. قامَ زَيْدٌ قامَ الـمعَلـم قامَ الأُسْتاذُ قامَ التِّلـميذُ، نامَ الوَلَدُ…) نـحو: جاءَ زَيْدٌ وَالفَتَى فَزَيْدٌ فاعِلٌ مَرفوعٌ بالضَّمةِ الظّاهِرة، والفَتَى فاعِلٌ مرفوعٌ بالضمةِ الـمقَدَّرَةِ للْتَّعَذُّر؛ وَجَمْعُ التَّكْسِيرِ وَهُوَ ما تغَيَّرَ عَنْ بِناءِ (أَي تَركيب) مُفْرَدِهِ (النَّوْعُ الثاني الذي علامَة الرَّفْع فيهِ الضمَّة جَمْعُ التَّكْسير، وهو الـجمع الذي لـم يسلـم فيهِ بناءُ الـمفرَد بَلْ تَغَيَّر. مَثلًا: “جيل” كَلـمة مَبْنِيَّة مِنْ حُروف. أَوَّلُ حَرْفٍ الـجيـم، ثمَّ الياء ثُمَّ اللام، هذه الـحروف على هذا التَّرتيب. هذا بِناءُ الكَلـمة. إذا جَمَعْنا جِيل قُلْنا أَجْيال. في الأوَّل كانت الـجيـم صارَ هُناكَ ألِف. بَدَل الياء صارَ هناكَ جِيـم ياء ألف وتَغَيَّرت الـحرَكَة مِنْ كَسر الـجيـم إلى تَسْكينِها والياء صارَت مُتَحَرِّكَة ولـم تكنْ مُتَحَرِّكَة فَإذًا لـم يسْلـم في هذا الـجمْع بِناءُ الـمفْرَد. هذا ليسَ مثْلَ “زَيْد-زَيْدُون” لأنَّ زَيْدُون هوَ زَيْد لَكِن بِزِيادَة واو وَنُون. فَسَلـم فيهِ بِناءُ الـمفرَد أمّا “جيل-أجْيال” لـم يسْلـم “زَيْد-زُيُود” لـم يسْلـم. هذا الـجمع الذي تَغَيَّرَ عَنْ بِناءِ مُفْرَدِهِ، لـم يسْلـم فيهِ بِناءُ الـمفْرَد يُقالُ لَهُ جَمْع تَكْسير. دائِمًا علامَةُ الرَّفْعِ فيه ضَمَّة ظاهِرَة أوْ مُقَدَّرَة) نـحو: جاءَ الرِّجالُ (أَصْلُهُ رَجُل، تَغَيَّر) والأُسارَى (أَصْلُهُ أسير، تَغَيَّر) فالرَّجال فاعلٌ مرفوعٌ بالضمةِ الظاهرةِ والأُسارى فاعِلٌ مرفوعٌ بالضمةِ الـمقَدَّرَةِ للتَّعَذُّر، وجمعُ الـمؤنثِ السّالـم وهو ما جُمِعَ بأَلِفٍ وَتاءٍ مَزِيدَتَيْنِ نـحو: جاءَتِ الهنْداتُ (جَمعُ الـمؤنثِ السّالـم عُرِّف هكذا للتَّسْهيل: ما جُمِعَ بأَلِفٍ وَتاءٍ مَزِيدَتَيْنِ. يعنِي بَقِيَ كما هُوَ في الـمفرَد لَكِن زِدْنا في ءاخِرِهِ أَلِف وَتاء فَهُوَ سالـم ليسَ تَكْسيرًا لأَنَّ بِناءَ مُفْرَدِهِ سَلـم في الـجمْع. بَقِيَ كما هُوَ. وَمُؤَنَّث لأنَّهُ يَدُلُّ على الإناث، مِثْل هِنْد هِنْدات، فاطِمَة فاطِمات، هذه التاء التي حُذَفَت مِنْ فاطِمَة ليسَ لـحذْفِها تَأْثِير لأنَّ هذه التاء تاء التَّأْنِيث بَقِيَ بِناءُ الـمفْرَد سالـما. هذا يُقالُ لَهُ جَمْع الـمؤنَّث السالـم. هذا أيْضًا دائِمًا علامَةُ الرَّفْع فِيهِ الضَّمّ. جاءَتِ الهِنْداتُ، جاءَتِ الفاطِماتُ. أَمّا فاطِمَة فَواطِم هذا جَمْع تَكْسير لأَنَّهُ لـم يَسْلـم فيهِ بِناءُ الـمفْرَد). فالهندات فاعِلٌ مرفوعٌ بالضمةِ الظاهرةِ، والفعلُ الـمضارعُ (هذا الرّابِع. دائِمًا الفِعْلُ الـمضارِع مَرْفُوع بالضَّمَّة، إلا إذا اتَّصَلَ بِهِ ما يُغَيِّرُ إعْرابَهُ أَوْ يُوجِبُ بِناءَهُ مثلًا يَضرِبُ نقول “أَنا أَضْرِبُ، أَنْتَ تَضْرِبُ، هُوَ يَضْرِبُ، هِيَ تَضْرِبُ. أما: أَنْتِ تَضْرِبِينَ هُنا علامَة الإعْراب للفِعْل تَغَيَّرَت، ما عادَت الضَّمَّة إنَّما صارت النون، لأَنَّهُ عِنْدَ الـجزْم وَعِنْدَ النَّصب تُحْذَف النُّون. العلامَة التي تُمَييز الرَّفع مِنْ غَيرِهِ هِيَ النون. فَهُنا اتَّصَلَ بالفِعْل ما يُغَيِّرُ إعْرابَهُ، أي الضَّمير الذي يَدُلّ عَلَى أنْتِ، الذي هو الياء في تَضْرِبينَ. الأشْياء التي تُغَيِّر إعْرابَ الفِعْل الـمضارِع ثَلاثَة: واو الـجماعَة “أنْتُم تَضْرِبونَ” “هُمْ يَضْرِبون” الواو التي تَدُلُّ على الـجماعَة. وَألِفِ التَّثْنِيَة “أنْتُما تَضْرِبانِ” “هُما يَضْرِبانِ” التي تَدُلُّ على الاثْنَين. وَياءُ الـمؤَنَّثَةِ الـمـخاطَبَة الياء التي تَدُلُّ على الأُنْثَى التي نَتَكَلـم مَعَها “أنتِ تَضْرِبينَ”. هذه التي تُسـمى الأفْعالُ الـخمْسَة يَفْعَلانِ تَفْعَلانِ يَفْعَلونَ تَفْعَلونَ تَفْعَلينَ، يَضْرِبانِ تَضْرِبانِ يَضْربُونَ تَضْرِبونَ تَضْرِبين… عِنْدَ دُخُول ضَمير مِنْ هذه الضَّمائِر يَكونُ اتَّصَل بالفِعْل إمّا واو الـجماعَة أَوْ ألِف التَّثْنِيَة أَوْ ياءُ الـمؤَنَّثَةِ الـمـخاطَبَة، هنا لا تَعودُ علامَةُ الرَّفع الضَّمَّة لأنَّ علامَة الرَّفْع تَصير النون فَهُنا اتَّصَلَ بالفِعْل ما غَيَّرَ إعْرابَهُ. غَيَّرَ حَرَكَةَ ءاخِرِهِ مِنَ الضَّم إلى شىءٍ ءاخَر وصارَت العلامَة شيئا ءاخَر. أوِ اتَّصَلَ بِهِ ما يوجِبُ بِناءَهُ. فِعْل الـمضارِع ليسَ مَبْنِيًّا بلْ هُوَ مُعْرَب، يَتَغَيَّر ءاخِرُهُ بِتَغَيُّر العوامِل الدّالَة عَلَيْهِ لَكِنْ إِذا اتَّصَلَ بِهِ نونانِ يَصيرُ مَبْنِيًّا. الأُولى نونُ التَّوْكِيد النون التي يُؤْتَى بِها لِتَوْكِيدِ الفِعْل لِتَأْكِيدِهِ إنْ كانت ثَقِيلَة، يَعْنِي مُشَدَّدَة، أَوْ خَفيفَة أَيْ غَير مُشَدَّدَة، ساكِنَة. إذا أُتِيَ بالنّون لِتَأْكِيدِ الفِعْل بَنَتْهُ، بُنِيَ الفِعْل باتِّصالِهِ بالنون. مِثالُ ذلِكَ “يَأْتِيَنَّ”. أَنتَ تَقُول “زَيْدٌ يَأْتِي” لَكِنْ إذا أَرَدْتَ تَأْكِيد مـجيئِهِ قُلْتَ “يَأْتِيَنَّ” أَوْ يَأْتِيَنّ” هُنا صارَ الفِعْلُ مَبْنِيًّا على الفَتْح. تَقول فِعْل مُضارِع مَبْنِي على الفَتْح الظاهِر وَكَأنَّك تَعرُب فِعْل ماضِي. ما عادَ مُعْرَبًا. لأَنَّهُ لـما تَدْخُلُهُ العَوامِلُ عِنْدَ ذلِك تَتَغَيَّرُ عَلَيْهِ العَوامِل، لا تَتَغَيَّرُ حَرَكَةُ ءاخِرِهِ. والسبب أَنَّهُ اتَّصَلَ بِهِ نونُ التَّوْكِيد التي تَبْنِيهِ ﴿لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ﴾ [سورة العَلَق/15] هذه النون نونُ التَّوْكِيد الفِعْل هو “نَسْفَعُ” لَكِنْ لاتِّصالِ نون التوْكِيد بِهِ بُنِيَ على الفَتْح. ﴿وَلَئِن لـم يَفْعَلْ مَا ءامُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ﴾ [سورة يوسف/32] لَيَكُونَنَّ هذه النون نونُ التَّوْكِيد الثَّقِيلَة “يُسْجَنُ”، “يَكونُ”، لَكِنْ اتَّصَلَت بِهِ نونُ التَّوْكِيد صارَ مَبْنِيًّا على الفَتْح. واللام أول كَلـمة لَيَكونَنَّ أيضًا إعرابُها يكُون: لِزِيادَة التَّوْكِيد. والنون الثانِيَة هِيَ نُون النِّسْوَة، نون الإِناث، النونُ التي تَدُلُّ على النِّسْوَة “أَنْتَ تَذْهَبُ”، “أَنْتُنَّ تَذْهَبْنَ”، “هُنَّ يَذْهَبْنَ”. لـماذا سُكِّنَ ءاخِرُ الفِعْل؟ لاتِّصالِه بنُون النِّسْوَة ثُمَّ لـما تَتَّصِل بِهِ نُون النِّسْوَة لا يَتَغَيَّرُ حَرَكَةُ ءاخِرِهِ لاخْتِلافِ العَوامِل. يَصيرُ مَبْنِيًّا. تَقول: “لـم يَذْهَبْنَ” “هُنَّ يَذْهَبْنَ” فَبُنِيَ الفِعْل بِسَبب اتِّصالِهِ بنُون النِّسْوَة. إذًا الفِعْلُ الـمضارِعُ علامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّة. أَرْبَعَةُ أَشياء عَلامَةُ رَفْعِها الضَّمَّة: الاسـم الـمفْرَد دائِمًا، وَجَمْعُ التَّكْسير دائِمًا، وَجَمْعُ الـمؤَنَّث السالـم دائِمًا، والفِعْلُ الـمضارِعُ إنْ لـم يَتَّصِل بِهِ ما يُغَيِّرُ إعْرابَهُ أي الواو والألِف والياء الضمائِر بِحَيْثُ لا يَصِير مِنَ الأفعال الـخمْسَة، أوْ ما يُوجِبُ بِنائَهُ أَيْ يَجْعَلُهُ مَبْنِيًّا، أي نون النِّسْوَة وَنون التَّوْكيد) نـحو: يَضرِبُ زَيدٌ ويخشى عمرٌو ويرمي بَكرٌ، فيضرب فعلٌ مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ويخشى مرفوع بالضمة الـمقدرة للتعذر ويرمي بالضمة الـمقدرة للثقَل. وقَوْلُهُ (الفِعْلُ الـمضارِعُ الذي لـم يتصِلْ بآخِرِهِ شَىء) (بِشَىءٌ قَصَدَ ما يُوجِبُ بِناءَهُ أوْ ينْقُلُ إعْرابَهُ وما قَصَد أي شىء بالـمرَّة. لا لأنَّكَ أَنْـَتَ تَقول “هُوَ يَضْرِبُهُ” يَبْقَى علامَة الرَّفع على الباء ضَّمَّة “هُوَ يَضْرِبُني”، “هُوَ يَضْرِبُهُما”) احترازٌ عَمّا إذا كانَ اتَّصَلَ بِهِ أَلِفُ الاثْنَيْنِ نـحو: يَضربانِ وتَضْرِبانِ، أو واو الـجماعَة نـحو: يَضربونَ وتضربونَ، أو ياءُ الـمؤنثةِ الـمـخاطَبَةِ نـحو: تَضْربِينَ، فإنَّهُ يُرْفَعُ بِثُبُوتِ النُّونِ كما سَيَأْتي؛ واحْترَزَ أَيْضًا عمّا إذا اتصلت بِهِ نونُ التوكِيدِ الـخفِيفَةِ أوِ الثَّقيلَةِ نـحو: ﴿لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا﴾ [سورة يوسف/32] فإنهُ يبنى على الفتحِ، أو اتصلت بِه نونُ النسوِة نـحو: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ﴾ [سورة البقرة/233] فإنهُ يبنى على السُّكُون.

(وَأَمّا الوَاوُ فَتَكُونُ عَلامَةً لِلرَّفْعِ فِي مَوْضِعَيْنِ فِي جَمْعِ الـمذَكَّرِ السّالـم، وَفِي الأَسـماءِ الـخمْسَةِ وَهِيَ: أَبُوك وأَخُوكَ وَحَمُوكِ وَفُوكَ وذُو مالٍ) يعني أنّ جمع الـمذكر السالـم والأسـماءَ الـخمْسة يُعْرَفُ رَفْعُها بِوجودِ الواوِ (وُجود الواو هيَ علامَةُ الرَّفع، أَمّا عِنْدَما لا تَكونُ مَرْفوعَة، لا تَكونُ الواوُ فِيها)
فَتَكُونُ مَرفوعَةً بالواوِ نِيابَةً عَنِ الضَّمَّة، والـمرادُ بجمعِ الـمذكرِ السّالـم (جُمُوعُ السّلامَة أَي التي لا يَتَغَيَّرُ فيها بِناءُ الـمفْرَد مِنها جَمْعُ الـمؤَنَّث السالـم ومِنْها جَمعُ الـمذكَّر السالـم). اللفظُ الدّالُّ على الـجمْعِيَّةِ بِواوٍ ونُونٍ في ءاخِرِهِ في حالةِ الرَّفْعِ وَياءٍ وَنُون في حالَتَيْ النَّصبِ والـجرِّ (هذا هُوَ جَمْع الـمذَكَّر السالـم. سَلـم فِيهِ بِناءُ الـمفْرَد وَدَلَّ على الـجمْع بِزِيادَة واو ونُون أَوْ ياء وَنُون وعلامَةُ الرَّفْعِ فيهِ الواو. أَمَّا جَمع الـمؤَنَّث السالـم ألِف وَتاء) نـحو: جاءَ الزَّيْدُونَ وَرَأَيْتُ الزَّيْدِينَ ومَرَرْتُ بِالزَّيْدِينَ (في جمع الـمذَكَّر السالـم الـحرْف الذي قَبْل الياء يُكْسَر أَمّا بالـمثَنَّى يُفْتَح)، فالزَّيْدُونَ في قَوْلِكَ جاءَ الزَّيْدُونَ فاعِلٌ مَرفوعٌ بالواو، والنونُ عِوَض عَنِ التَّنْوِينِ في الاسـم الـمفْرَد (علامَة الرَّفْع الواو والنون مثل نون التَّنْوِين بالـمفْرَد. يُقالُ بالـمفْرَد زَيْدٌ، وَلو لـم تُكتب، لَكِنَّها تُلْفَظ. بالـجمْع تَقول زَيْدُونَ تُكْتَب وَتُلْفَظ في الآخِر)؛ والأسـماءُ الـخمسةُ نـحوُ: جاءَ أَبُوكَ وأَخُوكَ وَحَمُوكِ وفُوكَ وذُو مالٍ (الأسـماءُ الـخمسةُ هِيَ: أَبٌ وَأَخٌ وَحَمٌ وَفَمٌ وَذُو مالٍ)، فَكُلُّ واحِدٍ مِنْها فاعِلٌ مَرفُوعٌ بِالواوِ نِيابَةً عَنِ الضَّمَّةِ (في الـمثال الذي أَعْطاهُ، كُلُّ هذه الأسـماء الـخمْسَة علامَةُ رَفْعِها الواو، هذا إذا أُضِيفت إلى الضَّمير أَوْ إذا أُضِيفت إلى الاسـم مثلًا “هذا أُبو زَيْدٍ” “هذا أَبوكَ” “هذا أَبوهُ” ونـحو ذلِك. أَمّا الأَبُ أو الأَخُ أَوْ نـحو ذلِك فهنا علامَةُ رَفْعِهِ الضَمَّة لأَنَّها لـم تُضَفْ. “رُبَّ أَخٍ لَكَ لـم تَلِدْهُ أُمُّكَ” أَخٍ مـجرُور وَعلامَةُ جَرِّهِ الكَسْرَة)، وَكُلٌّ مِنْ جمْعِ الـمذَكَّرِ السّالـم والأَسـماءِ الـخمْسَةِ لَهُ شُرُوطٌ تُطْلَبُ في الـمطَوَّلاتِ) وأَمّا الألِفُ فَتَكُونُ عَلامَةً لِلْرَّفْعِ في تَثْنِيَةِ الأَسـماءِ خاصَّةً( (أي في الـمثَنَّى) الـمرادُ مِنْ تَثْنِيَةِ الأسـماءِ الـمثَنَّى (هكذا، ليس الـمراد كَلـمة تَدُلُّ على اثْنَيْن، ككلمة: شفع، وإنما المراد كقولك: رَجُل رَجُلان، امرأة امرأتان وهكذا)، وَالـمرادُ مِنْهُ ما دَلَّ على اثنينِ بأَلِفٍ ونُونٍ في ءاخرِهِ (وَالـمرادُ بِالـمثَنَّى ما دَلَّ على اثنينِ بِزِيادَة الأَلِف والنُون في ءاخِرِهِ. أَمّا عَدْنان، يوجَد في ءاخِرِهِ ألِف وَنُون لَكِن هذه ليست مَزِيدَةً لِلْدِّلالَة على اثْنَيْن) في حالةِ الرفْعِ وَياءٍ ونُون في حالَتَيْ النَّصْبِ والـجرّ، نـحوُ جاءَ الزَّيدانِ وَرَأَيْتُ الزَّيْدَيْنِ وَمَرَرْتُ بِالزَّيْدَيْنِ، فَالزَّيْدانِ في قَوْلِكَ جاءَ الزَّيْدانِ فاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلامَةُ رَفْعِهِ الألِفُ نِيابَةً عَنِ الضَّمَّةِ؛ والفَرْقُ بَيْنَ الـمثَنَّى وَالـجمْع في حالتَيْ النصبِ والـجرِّ أَنَّ الياءَ التي في الـمثنى مَفْتُوحٌ ما قَبْلَها (زَيْدَيْنِ أمّا في الـجمع تُكْسَر “زَيْدِينَ”) مَكْسُورٌ ما بَعْدَها (أي النُّون مَكْسورَة) وفي الـجمْعِ مكسورٌ ما قبلَها مفتوحٌ ما بعدَها (أي النُّون مَفْتوحَة “زَيْدِينَ”، “زَيْدُونَ”)، والنُّونُ عِوَضٌ عَنِ التَّنْوِينِ في الاسـم الـمفْرَدِ (كما في الـجمع، النون التي في الـمثَنّى عِوَضٌ عَنِ التَّنْوِينِ في الـمفْرَد يوجَد النون السّاكِنَة التي لا تُكْتَب في الـمثَنَّى هذه النُّون الـمكْسُورَة في الـجمْع النُّون الـمفتُوحَة. هكذا العَرَب يَتَكَلـمونَ) في كُلٍّ مِنَ التَّثْنِيَةِ والـجمْعِ.

(وأما النونُ فتَكُونُ علامَةً لِلرَّفْعِ في الفِعْلِ الـمضارِعِ إذا اتَّصَلَ بِهِ ضمِير تثنية (أي الأَلِف)) نـحو: يَفْعَلانِ وَتَفْعَلانِ) أَوْ ضَميرُ جَمْع ٍ (أي الواو) (نـحو: يَفْعَلُونَ وَتَفْعَلُونَ (أَوْ ضَمِيرُ الـمؤَنَّثَةِ الـمـخاطبةِ( (الـمؤَنَّثَة التي يُخاطِبُها الـمتَكَلـم والـمراد الياء) نـحو: تَفْعَلِينَ. هذه الأَوْزانُ تُسـمى الأَفْعالَ الـخمْسَةَ (يَفْعَلانِ وَتَفْعَلانِ يَفْعَلُونَ وَتَفْعَلُونَ تَفْعَلِينَ هذه يُقال لها الأَفْعالُ الـخمْسَةُ. وَقَدْ تُسـمى الأَمثِلَةَ الـخمْسَة لأَنَّها أَمْثِلَةٌ لِغَيرِها مِنَ الأفْعال، لَعَلَّ تَسـميَتَها بالأمْثِلَةَ الـخمْسَة أَحْسَن لَكِنْ شُهِرَت بِالأَفْعالِ الـخمْسَة) وَتَكُونُ النُّونُ التي في ءاخِرِها علامةً على رَفْعِها، فَهِيَ مَرْفُوعَةٌ بِثُبُوتِ النُّونِ نِيابَةً عَنِ الضَّمَّةِ (يَعْنِي الضَّمَّة علامَة الرَّفع في الفِعل الـمضارِع إلا إذا اتَّصَلَ بِهِ واحِد مِنْ هذه الضَّمائِر، إلا إذا كانَ الفِعْلُ مِنَ الأفْعالِ الـخمْسَة فَتَكونُ علامَةُ الرَّفْعِ ثُبوت النُّون) فَتَقُولُ: الزَّيْدانِ يَضْرِبانِ، فَيَضْرِبانِ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ نِيابَةً عَنِ الضَّمَّةِ، وكَذا أَنْتُما تَضْرِبانِ والزَّيْدُونَ يَضْرِبُونَ وأنتمْ تَضْرِبُونَ وَأنْتِ تَضربينَ، فَكُلُّ هذهِ الأمثلةِ مَرفوعةٌ وعلامةُ رفعِها ثبوتُ النونِ، والألفُ في الأولِ والثاني فاعلٌ (كما ذَكَرْنا، في يَضْرِبانِ الألِف هُوَ الفاعِل. دائِمًا في الأفْعالِ الـخمْسَة الضَّمير الذي يَتَّصِل بِها هُوَ الفاعِل، الألِف والواو والياء فاعِل)، والواوُ في الثالثِ والرابعِ فاعلٌ، والياءُ في الـخامِسِ فاعِل.

(وَلِلْنَّصْبِ خَمْسُ عَلاماتٍ: الفَتْحَةُ وَالأَلِفُ وَالكَسْرَةُ وَالياءُ وَحَذْفُ النُّونِ) عَلاماتُ النَّصْبِ خَمْسٌ، واحِدةٌ مِنْها أَصْلِيَّةٌ وهي الفَتحةُ (يَعْنِي كما أَنَّ العلامَة الأصْلِيَّة في الرَّفْع الضَّمَّة، العلامَة الأصْلِيَّة في النَّصْبِ الفَتْحَة. وتُسـمى فَتْحَة لأنَّ الشَّخْص يَفْتَحُ فَمَهُ عِنْدَ النُّطْقِ بالـحرْف الـمنْصوب بِها) نـحو: رَأَيْتُ زَيْدًا (“رأيْتُ” فِعْل وَفاعِل، وَزَيْدًا مَفْعولٌ بِهِ والـمفعول بِهِ دائِمًا مَنْصُوب وَعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَة)، وأَربَعةٌ نائِبَةٌ عَنْها (أرْبَعَةٌ هِيَ علامات لِلْنَّصْب غَيْر الفَتْحَة. كُلّ واحِدَة مِنها تَكونُ علامَةً بَدَل الفتحة) وهِي الأَلفُ نـحو: رأيتُ أَباكَ (هذه في الأسـماءِ الـخمْسَة، وتَكَلـمنا عَنْها وقُلْنا عَلامَة الرفع فيها الواو وعلامَة النَّصب فيها الألِف. تَقُول: “قامَ أَبوكَ”، “رَأيْتُ أَباكَ”)، والكَسرةُ نـحو: رأيتُ الهنْداتِ (أَمّا جَمْع الـمؤَنَّث السالـم، فَعلامَةُ النَّصْبِ فيهِ الكَسْرَة ليسَ الفَتْحَة ولا الألِف. الألِف تُناسِبُ مِنْ الفَتْحَة لأنَّ الألِفْ تَفْتَحُ فَمَكَ مَعَها، كَما تَفْتَح مَعَ الفَتْحَة. أما الكسرة تخفض اللسان معها. رأيت الهندات، جمع المؤنث السالم علامة النصب فيه الكسرة دائما)، والياءُ نـحو: رأيتُ الزَّيْدَيْنِ وَالزَّيْدِينَ (هذا بالـمثَنَّى وَبِجمع الـمذكَّر السالـم. علامَةُ النَّصْب الياء، وَقُلْنا في الـجمع الـمذكَّر السالـم الـحرف الذي قَبل الياء مَكْسُور “الزَّيْدِينَ” أَمّا في الـمثَنَّى الـحرْف الذي قَبْلَ الياء مَفْتُوح “زَيْدَيْنِ”)، وَحَذْفُ النُّونِ نـحو: لَنْ يَضْرِبُوا. (في الأفْعال الـخمْسَة علامَة الرَّفع ثُبوت النون وعلامَةُ النَّصْب حَذْف النون) (فأَمّا الفتحةُ فتَكونُ علامةً للنَّصبِ في ثلاثةِ مَواضِعَ: في الاسـم الـمفردِ وجمعِ التكسيرِ وَالفِعلِ الـمضارعِ إذا دَخَلَ عَلَيْهِ ناصِبٌ ولـم يَتَّصِلْ بِآخِرِهِ شىء) (معناهُ لـم يَتَّصِلْ بِآخِرِهِ شىء يوجِبُ بِناءَهُ أَوْ يَنْقلُ إعْرابَهُ. يَعنِي لا اتَّصَلَ بِهِ الواو وَلا الألِف ولا ياء الضَّمائِر وَلا اتَّصَلَ بِهِ نون التَّوْكِيد ولا نون النِّسْوَة. هذا مَعناهُ) يَعْني أنَّ هذِهِ الـمواضِعَ الثَّلاثَةَ إذا نُصِبَت تَكُونُ مَنْصُوبَةً بالفَتحةِ، فالاسـم الـمفْردُ نـحو: رأيتُ زَيْدًا (زيد يَدُلّ على واحِدْ، مُفْرَد) فَزيدًا مَفعولٌ منصوبٌ بالفتحةِ، وجمعُ التَّكسِير نـحو: رَأَيْتُ الرِّجالَ، والفِعلُ الـمضارعُ إذا دَخَلَ عَلَيْهِ ناصِبٌ نـحو: لَنْ أَضْرِبَ فَأَضْرِبَ فِعْلٌ مُضارعٌ مَنْصُوبٌ بِلَنْ. (وَأَمّا الأَلِفُ فَتَكُونُ عَلامَةً للنَّصْبِ في الأَسـماءِ الـخمْسةِ نـحو: رأَيتُ أَباكَ وأَخاكَ (وَحَماكِ وَفاكَ وَذا مالٍ. علامَة النَّصْب في الكُلّ الألِف) وَما أَشْبَهَ ذَلِكَ) يَعني أنَّ الأَسـماءَ الـخمْسَةَ تَكُونُ في حالةِ النَّصْبِ منْصُوبَةً بِالألِفِ نِيابَةً عِنِ الفَتْحَةِ نـحو: رأيتُ أباكَ وأخاكَ وَما أشبَهَ ذَلكَ وهي: حَماكِ وَفاكَ (أي فَمَكَ) وَذا مالٍ، فَكُلُّها مَنْصُوبَةٌ بِالألِفِ نِيابَةً عَنِ الفَتْحَةِ.) وأَمّا الكَسْرَةُ فَتَكُونُ عَلامَةً لِلْنَّصْبِ في جَمْعِ الـمؤَنَّثِ السّالـم) نـحو: ﴿خَلَقَ اللهُ السـمـٰواتِ﴾ [سورة الروم/8] (سـماء جمعها سـمـٰوات. في كلمة سـماء عندنا: سين، ميـم، ألِف وهمزَة. وفي الـجمع صارَ عندنا: سين، ميم، ألف، واو، ألفِ وتاء. والهمزة حذفت. لأن سـماء أَصْلُها سـماوَة جَمْعُها سـمـٰوات مِثْل سَنَة سَنَوات، لأنَّ أَصْلَها سَنَوَة ولَكِنْ العَرَب حَذَفُوا الواو تَخْفيفًا حتى لا يَقُولُوا سَنَوَة. فبالـجمْع الـحرف الـمحذُوف في الـمفرَد يَعودُ فَيَظْهَر)، وَإعْرابُهُ خَلَقَ فِعْلٌ ماضٍ، وَلَفْظُ الـجلالَةِ فاعِلٌ مَرفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظّاهِرَةِ، والسـمـٰواتِ مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالكَسْرَةِ نِيابَةً عِنِ الفَتْحَةِ لأَنَّهُ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سالـم. (وَأَمّا الياءُ فَتَكُونُ عَلامَةً للنَّصْب في: التَّثنيةِ والـجمْعِ) نـحو: رَأيتُ الزَّيدَيْنِ والزَّيْدِينَ، فالأولُ منصوبٌ بالياءِ الـمفتوحِ ما قَبْلَها الـمكْسُورِ ما بَعْدَها نِيابَةً عَنِ الفَتْحَةِ، والثّاني مَنْصُوبٌ بالياءِ الـمكْسُورِ ما قَبْلَها الـمفْتُوحِ ما بَعْدَها نِيابَةً عَنِ الفتحةِ أيْضًا، والنُّونُ عِوَضٌ عَنِ التَّنْوِينِ فِيهِما. (وأَمّا حَذْفُ النونِ فيكونُ علامةً للنصبِ في الأفْعالِ الـخمْسةِ التي رفْعُها بِثباتِ النُّون) يعني أنَّ حَذْفَ النُّونِ يَكُونُ عَلامَةً للنَّصْبِ نِيابَةً عَنِ الفَتْحَةِ في الأَفْعالِ الـخمْسَةِ (لأنَّهُ لَوْ لـم يَكُنْ “لَنْ” تَكونُ يَفْعلانِ وَأنْتُما تَـفْعَلانِ وهم يَفْعَلونَ) نـحو: لَنْ يَفْعَلا وَلَنْ تَفْعَلا وَلَنْ يَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلِي، فَكُلُّ واحِدٍ مِنْ هذِهِ الأَمْثِلَةِ منصوبٌ وعلامةُ نَصْبِهِ حَذْفُ النونِ نِيابَةً عَنِ الفَتْحَةِ، والألفُ فاعِلٌ في الأولِ والثاني (“يَفْعَلا” الفاعِل الألِف لأنَّ الذي يَفْعَل هُما. والذي يَدُلُّ على الاثْنَيْن الأَلِف “لَنْ تَفْعلا” الذي يَدُلُّ على الاثْنَين هنا الألِف)، والواوُ فاعِلٌ في الثالِثِ والرابعِ (“لَنْ يَفْعَلُوا” الذي يَدُلّ على الـجمْع الواو، وتَفْعَلُوا كذلِكَ الأَمْر)، والياءُ فاعِلٌ في الـخامسِ (الذي يَدُلّ على مُؤَنَّث الـمـخاطَبَة الياء).

)وَلِلـخفْضِ ثَلاثُ عَلاماتٍ: الكَسْرَةُ والياءُ والفتحَةُ (عَلاماتُ الـخفضِ ثلاثٌ واحدةٌ مِنْها أَصْلِيَّةٌ وَهِيَ الكَسْرَةُ (الأَصْل في علامات الـخفْض الكَسْرَة) نـحو: مَرَرْتُ بِزَيْدٍ، واثنانِ نائِبانِ عَنْها وَهِيَ الياءُ نـحو: مررتُ بأَخِيكَ وَالزَّيْدَيْنِ والزَّيْدِينَ، والفتْحةُ نـحو: مَرَرْتُ بِإِبراهيـم (أَحْيانًا قَدْ تَنُوبُ الياءُ عَنِ الكَسْرَة وَقَدْ تَنوبُ الفتْحَةُ عَنِ الكَسْرَة). ) فأَمّا الكَسرة فتكون علامَةً لِلـخفْضِ في ثلاثَةِ مَواضِع: في الاسـم الـمفردِ الـمنَصَرِّفِ (وهذا مَرَّ بَيانُهُ، الشىء الـجديد في هذه الـمسألَة أَنَّهُ قَيَّدَهُ بالـمنْصَرِف ومعناهُ الذي ليسَ مَمْنُوعًا مِنَ الصَّرْف. يَعنِي بالرَّفع وبالنَّصْب لـم يَذْكُر هذه العِبارَة “الـمنصَرِف” وأَمّا بالكَسْرَة قالَ “الكَسْرَة تَكونُ علامَةَ الـجرّ في الاسـم الـمفرَدِ الـمنصَرِف”. الصَّرْف معناهُ التَّنْوِين. يَعني في الاسـم المفرَد الذي يَنْصَرِف، الذي يُنَوَّن، تَكُونُ علامَةُ الـجرَّ فِيهِ الكَسْرَة، أَمّا الذي لا يَنْصَرِف، تَكُونُ علامَةُ الـجرَّ فِيهِ الفَتْحَة وهَذا سَيَأْتِي مَعنا)، وَجَمْعِ التَّكْسِيرِ الـمنَصَرِّفِ) (أيْضًا جَمْع التَّكْسير الـمنْصَرِف الذي يُنَوَّن أَمّا جَمْع التَّكْسير الذي يـمتَنِعُ تَنْوِينُهُ، علامَةُ الـجرَّ فيهِ الفَتْحة، مِثْل الـمفْرَد) (وَجَمْعِ الـمؤَنَّث السالـم) (علامَةُ الـجرِّ فيهِ الكَسرَة “مَرَرْتُ بالهِنْداتِ) فالاسـم الـمفردُ نـحو: مَررْتُ بِزيدٍ والفَتى (الفَتَى علامَةُ الـجرّ الكَسْرَة الـمقَدَّرَة على الألِف منع مِنْ ظُهُورِها التَّعَذُّر)، وجمعُ التكسيرِ نـحو مررتُ بالرجالِ والأُسارى (الأُسارَى: الكَسْر يُقَدَّر على الألِف) والهُنُودِ (جَمْع هِنْد هِنْدات وَهُنود كما أن جَمْعُ زَيْد زُيود وَزَيْدون)، وجمعُ الـمؤنثِ السّالـم نـحو: مَرَرْتُ بِالهِنْداتِ. وَالـمنْصَرِفُ مَعْناهُ الذي يَقْبَلُ الصَّرْفَ والصرفُ هُوَ التنْوِينُ، وللأسـماءِ التي تَقْبَلُ التَّنْوِينَ أَو لا تَقْبَلُهُ عَلاماتٌ تُعْرَفُ بِها تَطْلبُ مِنَ الـمطَوَّلات. (وأمّا الياءُ فَتَكُونُ عَلامَةً للـخفْضِ في ثلاثةِ مَواضِع: في الأَسـماءِ الـخمْسَةِ، والتثنيةِ (مَرَرْتُ بالزَّيْدَيْنِ مَرَرْتُ بِأخِيكَ ومَرَرْتُ بِالزَّيْدِينَ الـمثَنَّى والـجمْع بالـجرّ، يَكُونانِ بِالياء) وَالـجمْعِ) يعْني أَنَّ هذِه الـمواضِعَ الثلاثَةَ تكونُ الياءَ فِيها عَلامَةً على الـخفْضِ نِيابَةً عَنِ الكَسْرَة، فالأسـماءُ الـخمسةُ نـحو: مررْتُ بِأَبِيكَ وأخيكَ وحَمِيكَ وفيكَ وذِي مالٍ، فَكُلُّها مـجرورةٌ بالباءِ وعَلامةُ الـجرِّ فِيها الياءُ نِيابَةً عَنِ الكَسْرَةِ، والتثنيةُ بمعنى الـمثنى نـحو: مررت بالزيْدَيْنِ فَالزيْدَيْنِ مـجرُورٌ بالباءِ وعَلامَةُ الـجرِّ فِيهِ الياءُ الـمفتوحُ ما قبلَها الـمكْسورُ ما بعدَها نِيابَةً عنِ الكَسْرة (مِثْل النَّصْب)، والنُونُ عِوَضٌ عَنِ التنوينِ في الاسـم الـمفرد (في الـمفرَد لا تُكْـَب أَمّا هنا في الـمثنى والـجمْع تُكْتَب بالـمثنَّى مَكسورَة بالـجمع مفْتوحَة)، والـجمْعُ نـحو: مَررت بالزيْدِينَ فالزَّيدينَ مـجرورٌ بالباءِ وعلامةُ جرِّهِ الياءُ الـمكسورُ ما قبلَها الـمفتوحُ ما بعدَها والنونُ عوضٌ عنِ التنوينِ في الاسـم الـمفردِ. (وَأَمّا الفَتْحَةُ فتَكُونُ علامةً للـخفضِ في الاسـم الذي لا ينْصَرِف) يعني أَنَّ الاسـم الذي لا يَنْصَرِفُ إِنَّما يُعْرَفُ خَفْضُهُ إذا دَخَلَ عَلَيْهِ عامِلُ الـخفْضِ بِالفَتْحَةِ (إذا دَخَلَ عَلَيْهِ شىء يوجِبُ خَفْضَهُ هذا عامِل الـخفْض، أي الشىء الذي يُؤَثِّر فِيهِ فَيَخْفِضُهُ. يُعْرَفُ خَفْضُهُ بِالفَتْحَة. علامَة الـخفْض فيهِ الفَتْحَة) فيَكُونُ مـجرُورًا بالفَتْحَةِ نِيابَةً عَنِ الكَسْرةِ نـحو: مررت بأحمدَ وإبراهيـم، فَكُلٌّ مِنْهُما مـجرُورٌ بِالباءِ وَعَلامَةُ جَرِّهِ الفَتْحَةُ نِيابَةً عنِ الكَسْرَة لأَنَّهُ اسـم لا يَنْصَرِف أيِ لا يُنَوَّن لأنَّ الصَّرْفَ هو التَّنْوِين، ولِلاسـم الذي لا يَنْصَرِف أَقْسام ٌكثيرة ولَهُ حُدُودٌ وعلاماتٌ يُعْرَفُ بها تُطْلَبُ مِنَ الـمطَوَّلات، فإنَّ الـمبتدئَ يَكْفِيهِ في أَوَّلِ الأَمْرِ أَنْ يَتَصَوَّرَهُ إجْمالًا. واللهُ تعالى أَعْلـم وَأَعْلـم. (هناكَ تِسْعُ عِلَل للـمنْع مِنَ الصَّرْف. تِسْع أَشْياء إذا وُجَدَت في الاسـم، يـُمنَع مِنَ الصَّرْف. إذا اجْتَمَع اثْنان مِنْها أَوْ واحِدَة مِنْ بَيْنِها تَقُوم مَقام العِلَّتين. يَعنِي هناكَ تِسْعُ عِلَل أَحيانا تَكْفِي عِلَّة واحِدَة مِنْها لـمنْعِ الاسـم مِنَ الصَّرْف. وَأحْيانًا لا بُدَّ مِنْ اجْتَمَاعِ عِلَّتَيْن مِنْها فَيَكُونُ الاسـم مَمْنوعًا مِنَ الصَّرْف يَعنِي لا يُنَوَّن وَتَكونُ عَلامَة الـجرّ فيهِ الفَتْحَة بَدَل الكَسْرَة. العِلَّةُ الأُولَى شىء يُسـمى مُنتَهَى الـجمُوع وهوَ الـجمْعُ الذي يَكونُ على وَزْن مَفاعِل أَوْ مَفاعِيل مثل مَفاتِح، مَساجِد. يُقالُ “مَرَرْتُ بِمساجِدَ كَثيرَةٍ” ولا نَقُول “مَرَرْتُ بِمساجِدٍ كَثيرَةٍ” لا يُنَوَّن وَهُنا عَلامَة الـجرَّ فِيهِ الفَتْحَة لأَنَّهُ على وَزْن مَفاعِل. “أَلْقَيْتُ بِمَفاتِيحَ عَدِيدَةٍ” ولا نَقُولُ “بِمَفاتِيحٍ”، إلّا إذا أُضِيف كَأنْ نَقُول “مَرَرْتُ بِمساجِدِ البَلَدِ” أَوْ نَقول “ألْقَيْتُ بِمَفاتيحِي” أوْ بِمَفاتيحِ زَيْدٍ” أَمّا إنْ لـم يُضَفْ وَلـم تَدْخُلْهُ “ال”، علامَةُ جَرِّهِ الفَتْحَة. إنْ أُضِيفَ أَوْ دَخَلَتْهُ “ال”، علامَةُ جَرِّهِ الكَسْرَة كسائِر جُموعِ التّكسِير. نَقُول “مَرَرْتُ بالـمساجِدِ” “أَلْقَيْتُ بِالـمفاتِيحِ” لَكِنْ إنْ لـم يَكُنْ “ال” ولا أُضِيف تَقُول “أَلْقَيْتُ بِمَفاتِيحَ عَدِيدَةٍ” وَ”مَرَرْتُ بِمساجِدَ كَثيرَةٍ”. فَإذًا الصَّرْف هُو التَّنوِين، مَمْنوع مِنَ الصَّرْف لا يُنَوَّن. وَلَكِنْ إذا كانَ عَلى وَزْن مُنتَهَى الـجمُوع فاعِل أَوْ مَفاعِيل، علامَة جَرِّهِ الفَتْحَة إلّا إذا دَخَلَتْهُ “ال” أَوْ أُضِيفَ، تَعُودُ الكَسْرَة كالبَقِيَّة. هذه العِلَّة وَحْدَها تَكْفِي، إذا كانَ عَلى وَزْن مُنتَهَى الـجمُوع هذا وحْدَهُ يَكْفِي. العِلَّة الثانِيَة إذا كانَ الاسـم مُؤَنَّثًا بالألِف الـمَمْدودَة، أَي ألِف بَعْدَها هَمزَة التي تمد في التجويد زيادة على المد الطبيعي، مِثْل حَمراء أوْ صَحْراء تَقُول “مَرَرْتُ بِصَحْراءَ واسِعَةٍ”. مَعَ وُجود الباء، علامَة الـجرّ هُنا الفَتْحَة إلا إذا أُضِيفَ أَوْ دَخَلَتْهُ “ال” فَتَقُول “مَرَرْتُ بِالصَحْراءِ” أَوْ “بِصَحْراءِ اليـمنِ” أَوْ “بِصَحْراءِ نَجْدٍ” أَوْ نـحو ذلِك. أَوْ ألِف مَقْصُورَة التي يقتصر فيها على حركتين، مِثل “سَكْرى”. كُلٌّ مِنْ هاتَيْن العِلَّتَين تَكْفِي وَحْدَها لـمنْعِ الاسـم مِنَ الصَّرْف ولَكِن يوجَد غَيرُهُما. العلل التي سأذْكرُها الآن لا بُدّ مِنْ اجْتِماع عِلَّتَيْن. العلة الثالثة: أنْ يَكونَ الاسـم على وَزْنِ الفِعْل مِثْل أَحْمَد على وَزْن أَفْعَل، مِثْل يَزيد، وأَصْلًا هوَ فِعْل زادَ يَزيد على وَزْن يَفْعَل. إذا كانَ الاسـم على وَزْنِ الفِعْل يـمنَع مِنَ الصَّرْف، يَعنِي علامَة جَرِّهِ الفَتْحَة، “مَرَرْتُ بِأَحْمَدَ” هذا إذا كانَ هناكَ عِلَّة أُخْرَى سنذْكُرُها الآن. العلة الرابعة: العَلـميَّة أَيْ أَنْ يَكون اسـم عَلـم لِذلِك “أَحْمَد” يـمنَع مِنَ الصَّرْف لأنَّهُ اسـم عَلـم وَعلى وَزنِ الفِعل. اجْتَمَعَت عِلَّتان فامْتَنَعَ مِنَ الصَّرف. والعلة الخامسة: أَنْ يَكونَ فيهِ مَعْنَى الصِّفَة، مِثْل أَحْمَر، تَصِفُهُ بالـحمْرَة، اجْتَمَعَ فِيهِ وَزْنُ الفِعْل وَمَعْنَى الصِّفَة. مِثْل “أَكْبَر” اجْتَمَعَ فِيهِ الوَصْف بالكِبَر وَعلَى وَزْن الفِعل أَفْعَل. والعلة السادسة: العُجْمَة يَعْنِي أَنْ يَكونَ الاسـم غَيرَ عَرَبِيّ في الأصْل مِثل إبراهيـم أَوْ يَعقوب. تَقُولُ: “مَرَرْتُ بِيَعْقُوبَ” أَوْ “مَرَرْتُ بِموسى” إذا أعربْتَ موسَى تَقُول: موسى اسـم مـجرور وعلامَةُ جَرِّهِ الفَتْحَة الـمقَدَّرَة على ءاخِرِهِ. لأَنَّهُ ممنوع مِنَ الصَّرْف اجْتَمَعَت فِيهِ عِلَّتَان، أَنَّهُ اسـم عَلـم وَأَنَّهُ أَعْجَمِيّ. والعلة السابعة: الاسـم الذي في ءاخِرِهِ ألِف وَنُون زائِدَتان على وَزْن فَعلان ومُؤَنَّثُهُ على وَزْن فُعْلَى أَوْ فَعْلَى. مثلا إنْسان تَقول بِإِنْسانٍ تُنَوِّن وَتَجرّ بالكَسْرَة مَعَ أَنَّ في ءاخِرِهِ أَلْف ونون زائِدَة.  لَكِن مؤَنَّث إنسان ليسَ إنْسَى. أَمَّا عَطْشان، يُقالُ مَرَرْتُ بِعَطْشانَ ولا يُقال بِعَطْشانٍ لأَنَّ مؤنَّثَهُ على وَزْن فَعلَى. والعلة الثامنة: التَّرْكيب يَعنِي أَنْ تَكونَ الكَلـمة ممزوجَة مُرَكَّبَة بِمَزْجِ كَلـمتَيْن. أَصْلًا هما كَلـمتان مُزِجَتا، مِثْل حَضرَمَوْت حَضَرَ وَمَوْت. مَثَلًا بَعْلَبَك بَعْل وَبَكّ مِثل مَعْدِكَرب… كُلّ هذه الكَلـمات التي هِيَ ممزوجَة مُرَكَّبَة بِمَزْجِ كَلـمتَيْن، هذه عِلَّة يُقالُ لَها عِلَّة تَرْكيب تَمْنَع مِنَ الصَّرف. والعلة التاسعة: هِيَ العَدْلَ يَعنِي التَّغْيير في الاسـم مِثل عُمَر. عُمَر أَصْلُهُ عامِر عُدِلَ إلى عُمَر لِذلِكَ تَقول “مَررتُ بِعُمرَ” ليسَ بِعُمَرٍ وذلك لاجْتِماعِ عِلَّتَيْن. العِلَّة الأُولَى أَنَّه اسـم عَلـم والثانِي العَدْل فَعُمَر وَزُحَل زُحَل مَعْدُول مِنْ زاحِل وَهَكَذا. العَدْلُ عِلَّةٌ مِنْ عِلَلِ مَنْعِ الصَّرْف. الذي يَجْمَع هذه العِلَل التِّسْع بيتُ شِعْر. إذا صَعُبَ على الشَّخْص تَذكُّرُها، يَجْمَعُها بيت شِعْر:

اجمـع وَزِنْ عـــــادِلًا رَكِّب بِــــــمَعْرِفَةٍ      أَنِّثْ وَزِدْ عُجْمَةً فَالْوَصْفُ قَدْ كَمُلَ

اجْمَع: يَدُلّ على منْتَهَى الـجموع (مَفاعِل وَمفاعِيل). وَزِنْ: هذا وَزْن الفِعْل. عادِلًا: هذا العَدْل مِثْل عُمَر. رَكِّبْ: هذا لِتَرْكيب مِثْل بَعَلْبَك. بِمَعْرِفَةٍ: الـمراد بِها العَلـميَّة. أَنِّثْ: يَعني بِألِف مَمْدُودَة أَوْ مَقْصُورَة مِثل صَحْراء أَوْ عَطْشَى. وَزِدْ: ما بِآخِرِهِ أَلِف وَنُون زائِدَتان وَمُؤَنَّثُهُ على وَزْن فَعْلان، فَعلا. عُجْمَةً: العُجْمَة مِثل إبراهيـم. فَالْوَصْفُ قَدْ كَمُلَ: هذه تَكْمِلَة البيت. مُنْتَهَى الـجموع والتَّأْنيث هاتانِ العِلَّتانِ كُلُّ واحِدَة مِنْهُما تَكْفِي بِمُفْرَدِها مِنْ مَنْعِ الصَّرْف).

)وَلِلـجزْمِ عَلامَتان: السُّكُونُ وَالـحذْفُ( (يَعنِي عَلامات اثنتان، الـجزْم السُّكُون وَهِيَ الأَصْلِيَّة وَيَنُوبُ مَنابَها الـحذْف، إمّا حذْف النون وَإمّا حَذْف حَرف العِلَّة، يَأْتِي إنْ شاءَ الله معنا) فَالسُّكُونُ عَلامَةٌ أصليةٌ نـحو: لـم يَضْرِبْ زَيْدٌ فَيَضْرِب فِعلٌ مضارِعٌ مـجزُومٌ بِلـم (لأَنَّ الـجزْم معناهُ قَطْعُ النَّفَس. لـما تَقُول يَضْرِبْ تَقْطَع نَفَسَك فَهِذه علامَة الـجزْم الأَصْلِيَّة) وَعَلامَةُ جَزْمِهِ السُّكُون، وَالـحذْفُ ينوبُ عنِ السكونِ نـحو: لـم ْيَضْرِبا (قُلْنا أَنَّ ثُبوتَ النون علامَة الرَّفع في الأَفْعال الـخمْسَة. فَإذا كانَ الفِعل ليسَ مَرْفُوعًا، مَنصُوبًا أَو مـجزومًا، تُحْذَفُ نونُهُ فَعَلامَةُ الـجزْم كَعَلامَةِ النَّصب في الأَفعال الـخمْسَة هِيَ حَذْف النون: يَفعلانِ تَفْعلانِ يفعلونَ تَفعَلُونَ تَفْعَلين، فَتَقُول لـم يَفْعَلا، لـم تَفْعَلا، وهكذا) وَلـم يَخْشَ زَيْدٌ، فَيَضْرِبا فِعْلٌ مضارعٌ مـجزُومٌ بِلـم وَعلامَةُ جَزمِهِ حَذْفُ النُّون، ويخشَ فعلٌ مضارعٌ مـجزومٌ بلـم وَعلامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ الأَلِف (“يخشى” هذا فعل مُعْتَلّ الآخِر، يَعْنِي في ءاخِرِهِ حَرْفُ من حروف العِلَّة وهي الواو والألِفْ والياء، هذه حُروف يَطْرَأْ عَلَيْها تَغْييرات بالكَلـمة. أَحيانًا الكَلـمة تَكونُ أَصْلًا فيها واو فَتُقْلَبُ الواو ألِفًا. أَحْيانًا يَكونُ أَصْلُها فيها ياء تُقْلَب ألِفًا. أَحيانًا هذا الـحرْف الألِف أو الواو أوْ الياء يُحْذَف. هذه الـحروف الثلاثَة تُسـمى حُروفَ عِلَّة. هذه الـحروف الثلاثَة إذا كان الفِعْلُ الـمضارِع يَنْتَهِي بِها، فقط في الـجزْم، يُحْذَفُ هذا الـحرْف مِنْ ءاخِرِها. مِثْل يَخْشى، قَبلَ الألِف هُناك حَرَكَة تُوافِق الألِف التي هِيَ الفَتْحَة، فالألِف تَكونُ للـمدّ. أَوْ يـمشي الياء تَكونُ للـمدّ لأنَّ قَبْلَها حَرَكَة تُوافِق الياء، التي هِيَ الكَسْرَة. أَوْ يَدْعُو قَبْلَ الواو حَرَكَة تُوافِق الواو التي هِيَ الضَّمَّة. عِنْدَ ذَلِك هذه الأحْرُف تُحْذَفُ إذا جُزِمَ الفِعْل الذي يَنْتَهِي بِحَرف مِنْ هذه الـحروف. هذه علامَة الـجزْم في الفِعل الـمضارِع الـمعْتَلّ الآخِر، أي الفِعْل الـمضارِع الذي في ءاخِرِهِ حَرْف عِلَّة). (فَأَمّا السُّكُونُ فَيَكُونُ عَلامَةً للـجزمِ في الفعلِ الـمضارعِ الصحيحِ الآخر (الـمرادُ بالصحيحِ الآخرِ أنْ لا يكونَ في ءاخرِهِ أَلِفٌ أَوْ واوٌ أوْ ياءٌ (هذا مَعنَى الصحيح الآخِر، الذي ءاخِرُهُ حَرْف صَحيح. الصحيح هُوَ مُقابِل العِلَّة. حُروف العِلَّة الأَلِفُ والواو والياء وَباقِي الـحروف يُقالُ لَها أحرُف صَحيحَة) نـحو: يَخْشَى وَيَدْعُو وَيَرْمِي، مِثالُ الصحيحِ الآخِرِ يَضْرِبُ فَإِذا دَخَلَ عَلَيْهِ جازِمٌ يكونُ مـجزومًا بالسُّكونِ نـحو: لـم يَضْرِبْ زَيْدٌ. (وَأَمّا الـحذْفُ فيَكُونُ عَلامَةً لِلـجزْمِ في الفِعْلِ الـمضارِعِ الـمعْتَلِّ الآخِر) نـحو: لـم يَخْشَ زَيْدٌ، فَيَخْشَ فِعلٌ مُضارِعٌ مـجزُومٌ بِلـم وَعَلامَةُ جزْمِهِ حَذْفُ الأَلِف نِيابَةً عَنِ السُّكُون (الأَصْلَ أَنْ يَكونَ في ءاخِرِ الفِعْل الـمـجزوم سُكون لَكِن لأنَّ ءاخِرَهُ حَرْفُ عِلَّة يَظْهَر الـجزْم بما أُنيبَ مَنابَ السُّكون وهو حذف الواو فَصارَت يَدْعُ مِنْ غَيرِ مَدّ. لـم يَدْعُ لـم يَخْشَ لـم يَأتِ)، والفتحَةُ قَبْلَها دَلِيلٌ عَلَيْها (لـمّا تَجِدُ أَنَّ الفِعْلَ الـمضارِع ءاخِرُهُ مَفْتوح في مِثْلِ هذا مِنْ غَيرِ أَنْ يَتَّصِلَ بِهِ نون التَّوْكِيد فذلك لأنَّ هذه الفَتْحة تَدُلُّ على أَنَّهُ كانَ في الأَصْل ءاخره ألِفا ثُمَّ حُذِفَت. بَقِيَت الفَتْحَة لِلدِّلالَةِ على ذلِك، مثل لـم يخشَ)، وَزَيْدٌ فاعِلٌ، ولـم يَدعُ زيدٌ فَيَدْعُ فِعْلٌ مُضارِعٌ مـجزُومٌ بِلـم وَعَلامَةُ جَزمِهِ حَذْف الواوِ نِيابَةً عَنِ السُّكُون، والضَّمَّةُ قَبْلَها دَلِيلٌ عَلَيْها وَزَيْدٌ فاعِلٌ مَرْفُوعٌ، وَلـم يَرْمِ زَيْدٌ فَيَرْمِ فِعْلٌ مُضارِعٌ مـجزُومٌ بلـم وَعَلامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ الياءِ نِيابةً عنِ السُّكون، والكسرةُ قبلَها دليلٌ علَيها، وزيدٌ فاعِل) .وفي الأفعالِ التي رَفْعُها بِثَباتِ النُّون( هِي الأفعالُ الـخمْسة، يعني أنَّ عَلامَةَ الـجزْمِ فيها تَكُونُ حَذْفَ النُّونِ نـحو: لـم يَضْرِبا ولـم تضْرِبا (الأَصْل يَضْرِبانِ تَضْرِبانِ، عِنْدَ الـجزْم كَما عِنْدَ النَّصْب تُحْذَفُ النون مِنْ ءاخِرِهِ)، فَهُما مـجزُومانِ بِلـم وعَلامَةُ جزْمِهِما حَذفُ النونِ، والألفُ فاعلٌ، ولـم يَضربُوا ولـم تَضربُوا كذلك مـجزومان وعَلاَمةُ جَزمِهِما حَذْفُ النُّونِ، وَالواوُ فاعِل (الواو هِيَ التي تَدُلّ على الـجماعَة فَهِيَ الفاعِل مثل لـم يَضْرِبُوا)، ولـم تَضْرِبي (مِنَ الأفْعال الـخمْسَة وأصْلُها تَضْرِبين) مـجزُومٌ بلـم وعلامةُ جَزْمِهِ حَذْفُ النُّون، والياءُ فاعِلٌ. والله سبحانه وتعالى أعلـم.

(فصْلٌ: (هذا الفصلُ يَذْكُرُ فِيهِ جَميعَ ما تَقَدَّمَ في البابِ السّابِقِ لَكِنَّهُ في البابِ السّابِقِ ذَكَرَهُ مُفَصَّلًا (نَفْس الذي ذَكَرَهُ في البابِ السابِق الآن يُعِيدُهُ لَكِنْ بِطَريقَة أُخْرَى لِتَرسيخِها في الذِّهن) والقَصْدُ ذِكْرُهُ هُنا مـجمَلًا (أي مِنْ غَيرِ تَفْصيل. مـجمَل مُقابِل مُفَصَّل)، وهذه عادَةُ الـمتَقَدِّمِينَ يَذْكُرُونَ الكَلامَ أَوَّلًا مُفَصَّلًا ثم يَذكرونَهُ مـجملًا تَمْرِينًا للـمبتدئِ فيَكونُ كالـجمعِ عِندَ الـحساب (في الـحساب يُعَلـمون الطالِب في الابتداء واحِد زائِد واحِد اثْنان بَعْدَ ذلِك يذْكُرونَ لَهُ القاعِدَة التي هِيَ مِنْ حَيثُ الإجْمال فَيَصِير أيُّ يستَطيع أنْ يَحْسِب أَيُّ عَدَدَيْن. وهكذا هنا يذكرون أولا التفصيل. يقولون مثلا الضمة تكون علامة الرفع في كذا وكذا، ثم بعد ذلك يقولون الاسم المفرد يرفع بكذا وينصب بكذا فيصير الواحد عنده القاعدة). )وَالـمعْرَباتُ قِسـمان: قِسـم يُعْرَبُ بِالـحرَكاتِ (الـمعْرَبات جَمع مُعْرَب والـمعْرَب مُقابِلُ الـمبْنِي، والـمبْني ما لا تَتَغَيَّر علامَةُ ءاخِرِهِ بِتَغَيُّر العوامِل الدّاخِلَة عَلَيْهِ. أَمّا الـمعْرَب هو ما تَتَغَيَّر حَرَكةُ ءاخِرِهِ بِتَغَيُّر العوامِل الدّاخِلَةِ عَلَيْهِ والتَّغَيُّر إمّا لَفْظًا وَإمّا تَقْديرًا فالـمعْرَبات، أي ما يُقابِلُ الـمبْنِي، قِسـمان) يعني بِذلكَ الضَّمةَ والفتحةَ والكَسرةَ وَيُلـحقُ بِها السُّكُون (لأنَّ الضَّمةَ والفتحةَ والكَسرةَ حَرَكات. الفَمُ يَتَحَرَّكُ بِها. أَمّا السُّكون، يُقْطَعُ النَّفَس بالـحرْف فَهُوَ في الـحقيقَة ليسَ حَرَكَة لَكِنْ يُلـحق بِها. لِذا عِنْدَما يَقولون حَرَكات، السـكون تُذكَرُ مَعَها) (وَقِسـم يُعْرَبُ بِالـحرُوفِ( يعني بها الواوَ (في مِثْلِ الأسـماء الـخمْسَة) والألِفَ (في مِثْلِ الـمثَنّى) والياءَ (في مِثلِ الـجمْع الـمذَكَّر السالـم) والنُّون (في مِثْلِ يَفْعَلُون وَتَفْعَلين) وَيُلـحقُ بِها الـحذْف (لأنَّ الـحذْف ليسَ حَرْفًا موْجودًا، إِنَّـما الـحذْفُ هُوَ حَذْفُ الـحرْفِ لَكِنْ يُلـحقُ بِها. فَإذًا الـمعْرَبات قِسـمان: قِسـم يُعْرَبُ بِالـحرَكاتِ وَقِسـم يُعْرَبُ بِالـحرُوفِ، أي الألِف والواوُ والنون والياءُ والـحذف. هذه هِيَ القاعِدَة). (فَالذِّي يُعْرَبُ بِالـحرَكاتِ أَرْبعةُ أنواعٍ: الاسـم الـمفْرَدُ) كزيدٍ (أي ما دَلَّ على واحِد مِثل زَيْد يُعْرَبُ بالـحرَكات ليسَ بالـحروف) (وَجَمْعُ التَّكْسِير) ِكَالرِّجالِ (أي الـجمع الذي لـم يَسْلـم فيهِ بِناءُ مُفْرَدِهِ يُعْرَبُ بالـحرَكات أَيْضًا. ضمة، فتحة، كسرَة) (وجمعُ الـمؤنثِ السّالـم) كالهِنْداتِ (أَيْضًا يُعْرَبُ بالـحرَكات) (والفعلُ الـمضارعُ الذي لـم يتصلْ بآخرِهِ شيء) (شىء يوجِبُ بِناءَهُ مثْل نون التوكيد أوْ نون النِّسْوَة ولا يُغَيِّرُ إعْرابَهُ مِثل الواو والألِف والياء يَعني الأفْعال الـخمْسَة. ضَمير الرَّفع) نـحو: يَضْرِب. وكُلُّها تُرْفَعُ بِالضَّمَّةِ وَتُنْصَبُ بِالفَتْحَةِ وَتُـخْفَضُ بِالكَسْرَةِ وَتُجْزَمُ بِالسُّكون) وسيأتي. (الآن صارَ عِنْدَكَ قاعِدَة عامَّة: ما يُعْرَبُ بالـحرَكات، إذا كانَ مَرْفُوعًا، علامَةُ رَفْعِهِ: الضَّمَّة علامَةُ نَصْبِهِ: الفَتْحَة، والأسـماء علامَةُ جَرِّها: الكَسْرَة، والأفْعال عَلامَةُ جَزمِها: السُّكون. الأنْواع التي تُعْرَب بالـحرَكات: الاسـم الـمفرَد وَجَمْعُ التَّكْسِيرِ وجمعُ الـمؤنثِ السّالـم والفعلُ الـمضارعُ الذي لـم يتصلْ بآخرِهِ شىء) يُسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ جَمْعُ الـمؤَنَّثِ السّالـم في حالَةِ النَّصبِ (لأنَّنا قُلنا الـجمع الـمؤنث السّالـم يُرْفَع بالضَّمَّة يُنْصَبُ بالكَسْرَة ويُجَرُّ بالكسْرَة. تَقولُ “رَأَيْتُ الهِنْداتِ” فَهذا مُسْتَثْنَى) وَالاسـم الذَّي لا يَنْصَرِفْ في حالةِ الـجرِّ (الاسـم الـممنوع مِنَ الصَّرف عَلامَةُ جَرِّهِ الفَتْحَة إلا إذا دَخَلَتْهُ “ال” أَوْ أُضِيف فعَلامَةُ جَرِّهِ الكَسْرَة هذا مستَثْنَى) والفِعْلُ الـمضارعُ الـمعْتَلُّ الآخِر في حالَةِ الـجزمِ (لأنَّه إذا كانَ ءاخِرُهُ حَرْفَ عِلَّة، فعلامَةُ جَزْمِهِ حَذف حَرْف العِلَّة مِنْ ءاخِرِهِ هذا مستَثْنَى)، فَمِثالُ الرفْعِ لـما ذَكَرَهُ: يَضْرِبُ زَيدٌ والرِّجالُ والـمسْلـماتُ (كُلٌّ مِنْ زَيْد والرجال والـمسلـمات فاعِل مرفوع وعلامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّة)، فَيضربُ فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ بالضمةِ الظاهرةِ، وزيدٌ والرجالُ والـمسلـماتُ كلٌّ منْها فاعلٌ مرفوعٌ بالضمةِ، ومثالُ النَّصبِ: لَنْ أَضْربَ زَيدًا والرِّجالَ، فأَضربَ فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بِلَنْ، وَالفاعلُ مُستترٌ وُجُوبًا تَقديرُهُ أَنا (قُلْنا وُجُوبًا لأنَّنا لا نستطيعُ أَنْ نَضَع مكانَهُ اسـما ظاهِرًا. لا يَظْهَر لِذلِكَ هو مُسْتَتِر. وَإذا قُلْنا “لَنْ أَضْرِبَ أنا زَيْدًا” هُنا أنا لا تَكونُ فاعِل بلْ تَكونُ تَوْكِيدا)، وَزيدًا والرِّجالَ كُلٌّ مِنهُما مَفْعُول مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ، وَمِثالُ الـخفْضِ: مَرَرْتُ بِزيدٍ والرِّجالِ والـمسْلـماتِ، فَكلٌّ منْها مـجرورٌ بالباءِ وجرُّهٌ بِالكسرةِ. (وَخَرَجَ عَنْ ذَلِكَ ثَلاثَةُ أَشْياءَ جَمْعُ الـمؤنثِ السّالـم يُنْصَبُ بِالكسْرَةِ) نـحو: ﴿خلق اللهُ السـمـٰواتِ﴾، لفظُ الـجلالَةِ فاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمةِ، والسـمـٰواتِ مَفْعُولٌ منصوبٌ بِالكَسرة). (والاسـم الذي لا ينْصَرِفُ يُخْفَضُ بِالفَتْحَةِ) (بَدَل الكَسْرَة فَتْحة) نـحو: مَررتُ بِأَحْمَدَ، (لا نَقُول مَررتُ بِأَحْمَدٍ ولا بِأَحْمَدِ. نقول ذَهَبْتُ إلى لُبْنانَ، ذَهَبْتُ إلى بيروتَ مررتُ بِبَعْلَبَكَّ مررتُ بِإبراهِيـمَ وَيَعْقُوبَ ويوسُفَ. كُلُّها علامَةُ جَرِّها الفَتْحَة لأنَّها ممنوعَةٌ مِنَ الصَّرْف والصَّرْف مَعناهُ التَّنْوِين. هذه الأسـماءُ كُلُّها لا تُنَوَّن) )وَالفِعْلُ الـمضارعُ الـمعْتَلُّ الآخِرِ (يَعني الذي ءاخِرُهُ حَرْفُ عِلَّة) يُجزمُ بحذفِ ءاخرِهِ) (أي الواو أو الألِف أو الياء) نـحو: لـم يَخشَ (لأَنَّ الأصْلَ يَخْشَى بالـمدّ حَرَكَتَيْن ثُمَّ إذا دَخَلَت لـم عَلَى الفِعْل حُذِفَت الألِف فَبَقِيَت الشين مَفتوحَة الفَتْحَة دِلالَة على الألِف الـمحذوفَة وَعلامَةُ الـجزْم حَذْفُ الأَلِفِ مِنْ ءاخِرِهِ لأنَّهُ مُعْتَلُّ الآخِر) وَلـم يَدعُ (نَفْسُ الشىء لَكِن تُحْذَفُ الواو وَالضَّمَّةُ على العَين دِلالَةٌ عَلَيْها) وَلـم يَرمِ (تُحْذَفُ الياء والكَسْرَةُ في الأخِير تَدُلُّ عَلَى الياء الـمحذُوفَة)، فالأوَّلُ مـجزُومٌ بِحَذْفِ الأَلِفِ والثّاني بِحَذْفَ الواوِ والثّالِثُ بِحَذْفِ الياءِ (وَالذِّي يُعْرَبُ بِالـحرُوفِ) يعْني الواوَ والألفَ والياءَ وَيُلـحقُ بِها النُّون )أَرْبَعَةُ أَنْواعٍ: التَّثْنِيَةُ( يعْني الـمثنى (الـمثنّى إعْرابُهُ بالـحروف لأنَّ علامَة رَفْعِهِ ليست حرَكَة إنّما علامَة رَفْعِهِ الألِف وَعَلامَةُ جَرَّهِ وَنَصْبِهِ الياء فَهذا بالـحرُوف) )وَجَمْعُ الـمذَكَّرِ السّالـم، والأسـماءُ الـخمسةُ والأفعالُ الـخمسةُ وهي: يفْعلانِ( بالـمثَنّاةِ تحْتَ (مَعناهُ بالياء التي تَحْتَها نُقْطَتان لأنَّهُ عِنْدَ الكِتابَة، يُشْكِل النون والياء والتاء والباء. لَوْ غَلِطَ الواحِد بْنُقْطَة مِنْها يَتَغَيَّر، فلـما يُريدونَ الإيضاح يَقُولون مَثَلًا بالـمثَنّاةِ تَحْت. مُثَنّاةِ فَوْق يَعْنِي تاء. بالـموَحَّدَةِ يَعني باء نُقْطَة واحِدَة وهكذا) (وَتفعَلانِ) بِالـمثناةِ فَوْقَ (ويَفْعَلُونَ (بالـمثنّاةِ تَحتَ (وتَفْعَلُونَ) بالـمثَناةِ فوقَ (وتَفْعَلِين) بالـمثناة فوقَ لا غَيرَ (لأنَّه لا يُقال يَفْعَلين). )فأَمّا التثنيةُ فَتُرْفَعُ بِالأَلِف( نـحو: جاءَ الزَّيْدانِ )وَتُنْصَبُ وتُخْفَضُ بِالياءِ) نـحو: رَأيتُ الزَّيْدَيْنِ وَمَرَرْتُ بِالزَّيْدَيْنِ، )وأمّا جمعُ الـمذكرِ السالـم فَيُرْفَعُ بِالواوِ (نـحو: جاءَ الزَّيْدُونَ (وَيُنْصَبُ ويُخفَضُ بِالياء) نـحو: رأيتُ الزيدِينَ ومررتُ بالزَّيدِينَ، )وأمّا الأسـماءُ الـخمسةُ فتُرْفَعُ بالواوِ( نـحو: جاءَ أبُوكَ) وتُنْصَبُ بِالأَلِفِ( نـحو: رأيتُ أَباكَ، )وتُخْفَضُ بالياءِ( نـحو: مَرَرْتُ بِأَبِيكَ، )وأمّا الأفْعالُ الـخمسةُ فَتُرْفَعُ بالنونِ (نـحو: يَضْرِبانِ وَتَضْرِبانِ وَيَضْرِبُونَ وَتَضْرِبُونَ وَتَضْرِبِينَ (وَتُنْصَبُ وتُجْزَمُ بِحَذْفِها) نـحو: لَنْ يَضْرِبا ولـم يَضْرِبا وَلَنْ تَضْرِبا ولـم تَضْرِبا وَلَنْ يَضْرِبُوا وَلـم يَضْرِبُوا وَلَنْ تَضْرِبُوا وَلـم تَضْرِبُوا وَلَنْ تَضْرِبي وَلـم تَضْرِبي. والله سبحانه وتعالى أعلـم .