الجمعة أبريل 19, 2024

الأفعالُ ثلاثةٌ (هذا هَوَ قَوْلُ الـجمهُور): ماضٍ( وهُو ما دَلَّ على حَدثٍ مَضَى وانْقَضَى (الأَصْل فيهِ أَنَّ ما دَلَّ عَلى حَدَث مَضَى وانْقَضَى فَهُوَ الفِعْلُ الـماضِي، وقَدْ يُسْتَعمَلُ لِغَيرِ هذا. قَدْ تُسْتَعمَلُ صِيغَةُ الـماضِ للدِّلالَةِ على غَيرِ ذلِكَ)، وعَلامَتُهُ أنْ يَقْبَلَ تاءَ التَّأْنِيثِ السّاكِنَة نـحو: ضَرَبَ، تَقُولُ فِيهِ ضَرَبَتْ (هذا مِنْ علاماتِ الـماضِي لِتَفْريقِهِ عَنِ الـمضارِع والأَمر مِنْ حَيثُ العلامَة، فَعَلامَةُ الـماضِي أَنَّهُ يَقْبَل تاء التَّأْنِيثِ الساكِنَة ولا تَقُول “يَفْعَلْت” ولا تقولُ لأحد تريدُ أمرَهِ بالقِيام “قُمْتْ” لا تَقُولُ ذلِك)، )وَمُضارِع( وهو ما دلَّ على حَدثٍ يقبلُ الـحالَ والاستقبالَ (أي يَحْصُل الآن أَوْ سَيَحْصُلُ في الـمستَقْبَل، كما لَوْ قُلْتَ “يَذْهَبُ”. يَقْبَلُ الـحال والاسْتِقْبال. الآنَ يَذْهَبُ أَوْ غَدًا يَذْهَبُ)، وَعَلامَتُهُ أَنْ يَقْبَلَ السِّينَ وَسَوْفَ (السين يُقالُ لَهُ حَرْف تَنْفِيس، يَدُلُّ على الـمستَقْبَل وَسَوْفَ يُقالُ لَهُ حَرْف تَسْوِيف يَدُلُّ على الـمستَقْبَل لَكِنْ سَوْفَ دِلالَتُها أَبْعَد مِنَ السِّين) وَلـم (أيْضًا مِنْ علامَة الـمضارِع أَنَّهُ يَقْبَلُ لـم. لا تَقُول “سَأَتَى”، ولا “سَوْفَ أَتَى” ولا تَقُول “سَوْفَ قُمْ”، ولا تَقُول “لـم قُمْ” وَلا “لـم جاءَ”. تَقُول “لـم يَأْتِ”، “لـم يَقُم” دُخُولُ “لـم” علامَةُ الـمضارِع. وإذا قِيلَ لَكَ يومًا: أَلَيْسَ قالَ ابنُ مالِك “وَجَوَّزُوا دُخولَ لـم على الـمضِيِّ كَلـم أَكَلْتُ لـم شَرِبْتُ لـم رَضِي”، فقُلْ لَهُم ما قالَ ابنُ مالِك ذلِك) نـحو: يَضْرِب، تَقُولُ فِيهِ: سَيَضْرِب وَسَوْفَ يَضْرِب ولـم يَضربْ، ) وَأَمْرٌ( هو ما دَلَّ علَى حَدَثٍ في الـمسْتَقْبَلِ (ما دَلَّ على طَلَبٍ في الـمسْتَقْبَل القَريب أَو البَعِيد)، وعَلامتُهُ أَنْ يقبلَ ياءَ الـمؤنثةِ الـمـخاطَبَةِ ويَدُلَّ على الطَلَبِ (علامَةَ الأَمر كما ذَكَرْنا قَبْلُ أَنَّهُ يَقْبَلُ دُخُول الياء مَعَ الدِّلالَةِ على الطَّلَب. الدِّلالَةِ على الطَّلَب مَعَ قَبُولِ الياء. هذه علامَتُهُ. قُمْ قُومِي. اضْرِب اضْرِبي وهكذا. يُقالُ أنْتِ تَضْرِبينَ فَتَدْخُلُ الياء على فِعْل تَضْرِبُ لَكِنْ هذا لا يَدُلُّ على الطَّلَب. ليسَ أَمْرًا لأنَّهُ لا يَدُلُّ على الطَّلَب. أمّا ما دَلَّ على الطَّلَب مَعَ قَبُولِ الياء فهذا يُقالُ لَهُ فِعْل أمْر. يَقُوم مَثَلًا هَلْ يُقال تَقومِينَ؟؟ نعم يُقال لَكِن لا يَدُلَّ على الطَّلَب إذًا يَقُوم ليسَ فِعْل أمْر) نـحو: اضْربْ، تَقُولُ فِيهِ: اضْرِبي.) نـحو: ضَرَبَ وَيَضْرِبُ وَاضْرِبْ(، الأَوَّلُ مِثالٌ للـماضِي والثاني لِلـمضارعِ والثالِثُ للأَمرِ. (فَالـماضِي مَفْتُوحُ الآخِرِ أَبَدًا) (بَدَأ الآن بالإعْراب. كَيْفَ يُحَرَّك ءاخِرُ الفِعْل. الـماضِي دائِمًا مَفْتُوح الآخِر. يَعْنِي مَبْنِي على الفَتْحَ. لِذلِكَ نَقول قامَ: فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على فَتْحٍ ظاهِرٍ في ءاخِرِهِ. الـماضِي دائِمًا ءاخِرُهُ مَفتوح فَإنْ لـم يُفْتَح يَكونُ لِسَبب عارِض مثل “رَأى” هنا الفَتْحَة لا تَظْهَر. لِذلِك يُقال الفَتْحُ مُقَدَّر. وَعِنْدَما تَقول ذَهَبْتُ، تُسَكِّن الباء مَعَ ذلِك ذَهَبْتُ فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على فَتْحٍ مقَدَّر. لـماذا قُدِّرَ الفَتْح هُنا؟ لـماذا لـم نَقُل ذَهَبَتُ؟ لأَنَّ العَرَب يَكْرَهُونَ أَنْ يَتَوالى أَرْبَع أَحْرُف مُتَحَرِّكَة في كَلـمةٍ الواحِدَة أَوْ ما يُشْبِهُها. مِنَ النادِر جدا أَنْ تَجِدَ كَلـمة في اللغَة العَرَبِيَّة فيها أَرْبَعَةُ أَحْرُفٍ مُتَحَرِّكَة مُتَوالِيَة. العَرَب يستَثْقِلونَها فَتُعْرَب هكذا: فِعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على فَتْحٍ مُقَدَّرٍ منَعَ مِنْ ظُهُورِهِ كَراهَةُ تَوالِي أَرْبَعُ مُتَحَرِّكات فيـما هوَ كالكَلـمةِ الواحِدَة) يَعني أنَّهُ مَبْنِيُّ عَلَى الفَتْحِ لَفْظًا نـحو: ضَرَبَ، أو تَقْدِيرًا للتَّعَذُّرِ نـحو: رَمَى، وَيُقَدَّرُ فِيهِ الفَتْحُ أَيْضًا إذا اتَّصَلَ بِهِ ضَمِيرُ رَفْعٍ مُتَحَرِّكٌ نـحو: ضَرَبْتُ وَضَرَبْنا، وَيَكُونُ ظُهُورُ الفَتْحِ مُتَعَذِّرًا كَراهَةَ تَوالي أَرْبَعِ متحركات ِيـما هُو كالكَلـمةِ الواحدَة مُتَحَرِّكاتٍ (لا أَدري لـماذا اسْتَعمَلَ الـمؤَلِّف كَلـمة مُتَعَذِّر. لَوْ قال “يَكونُ الفَتْحُ مُقَدَّرًا كَراهَةَ تَوالِي أَرْبَعِ فِيهِما فِيـما هُو كالكَلـمةِ الواحدَة مُتَحَرِّكاتٍ” لأنَّهُ لا يَتَعَذَّر. لَوْ أَرْدَتَ أَنْ تَقُول: ذَهَبَتُ لاسْتَطَعْتَ)، ويُقَدَّرُ فِيهِ الفَتْحُ أَيْضًا إذا اتَّصَلَ بِهِ وَاوُ الضَّميرِ نـحو: ضَرَبُوا، لأَنَّ الواو يُناسِبُها ضَمُّ ما قَبْلَها (وَلا يُوجَد شىء تَتْرُكُ الفَتْحَة لأَجْلِ الدِّلالَة عَلَيْهِ لِذَلِك تَقولُ في ضَرَبُوا فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على فَتْحٍ مُقَدَّر مَنَعَ مِنْ ظُهُورِهِ اشْتِغالُ محَل الـحرَكَة، الذي هُوَ الباء، بالحركة الـمناسِبَةِ للواو التي هي الضمة لِذلِكَ لـم تَظْهَر الفَتْحَة وَإلا الأَصْلُ فِيهِ الفَتْح. وَأمّا رَمَى، فَتَقُولُ في جَمْع الـمذَكَّر هُم رَمَوْا. لأنَّ أَصْلَها ءاخِرُها أَلِف، فَإذا حَذَفْتَ الأَلِف تتْرُكُ الفَتْحَة على الـميـم للدِّلالَة على الألِف الـمحذُوفَة لأنَّكَ لَوْ قُلْتَ رَمُوا، كَيْفَ يُعْرَفُ أنَّهُ كانَ هناكَ ألِفٌ؟؟ فَتَقُول: رَمَوْا فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌ على فَتْحٍ مُقَدَّر للتعذر على الألِفِ الـمحْذُوفَة يُقَدَّر للتَّعَذُّر على الألِف الـمحذُوفَة. أصلُها رَمَى، فَكَيْفَ تَضَع واو الـجماعَة؟؟ لا تَسْتَطيع مَعَ وُجود الألِف! فَتَحْذِفُ الأَلِف فَتَصير رَمَوْا وَتَتْرُكُ الفَتْحَةَ على الـحرْفِ قَبْلَ الواو للدِّلالَة على الألِف الـمحذُوفَة)، فَضَمَّةُ الـمناسَبَةِ (يَعْنِي ضَمَّةُ مُناسَبَةِ الواو) تَمْنَعُ مِنْ ظُهُورِ الفَتْحِ، فَيُقالُ: مَبْنِيٌّ على فَتْحٍ مُقَدَّرٍ مَنَعَ مِنْ ظُهُورِهِ اشْتِغالُ الـمحَلِّ بِحَرَكَةِ الـمناسَبَةِ. (والأَمْرُ مـجزُوم أَبَدًا) يَعني أنَّهُ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الشَّبِيهِ بِالـجزْمِ (يَعْنِي كَلـمة مـجزوم مَعناهُ ءاخِرُهُ مُسَكَّن والقصدُ ليسَ أَنَّهُ مُعْرَب وَعَلامَةُ جَزْمِهِ السُّكون، لأنَّ فِعْلَ الأمر ليسَ مُعْرَبًا، فِعْلُ الأمرِ مَبْنِي، ءاخِرُهُ لا يَتَأثَّر بالعَوامِل فَتَقُول: اذْهَبْ اضْرِبْ، اقْعُد، قِفْ في كُلِّها تَقْولُ فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ على السُّكون الظّاهِرِ في ءاخِرِهِ)، فإنْ كانَ مُعْتَلًا ءاخِرُهُ (مِثْل يَرْمِي، تَقُول: ارْمِ. أيش تَصير عَلامَةُ البِناء؟ حَذْفُ الياء. فَتَقُول ارْمِ فِعْلُ أمرٍ مَبْنِيٌّ على حَذْفِ الياء. ما معنى مَبْنِيٌّ على حَذْفِ الياء؟ مَثَلًا “ذَهَبَ” مُضارِعُهُ يَذْهَبُ. تَحْذِفُ مِنْهُ حرْفَ الـمضارَعَةَ الذي هُوَ الياء مِنْ أَوَّلِهِ، بَقِيَ ذْهَبُ، وَتُسَكِّنُ ءاخره فيَصير ذْهَبْ، لَكِنْ في العَرَبيَّة الكَلـمة لا تَبْدَأ بِساكِن فَتَقُول اذْهَب. فَإذا كانَ الفِعْلُ مُعْتَلَّ الآخِر مِثْل يـمشي، حَذَفْتَ الياء صارَت مْشي، فكَيفَ تَبْنِيهِ، على أَيش تُفَرِّق؟ لا تستَطيع على السكون فَتَحْذِفُ الياء فَصارَت امْشِ والكَسْرَةُ قَبلَها دَليلٌ عَلَيْها. هكذا فِعْل الأَمر، مَبْنِي على حَذْف الياء مِنْ ءاخِرِهِ، إذا كان ءاخِرُهُ حَرْفَ عِلَّة، ألِفًا أَوْ واوًا أَوْ ياءً) بِالألِفِ أوِ الواوِ أوِ الياءِ نـحو: اخْشَ وَادْعُ وارْمِ، وإنْ كانَ مُسْنَدًا إِلى أَلِفِ الاثْنَيْنِ (كَذلِكَ إذا اتَّصَلَت بِهِ ألِفُ الاثْنَيْنِ. اذْهَب اذْهَبا، الباء صارَت عَلَيْها فَتْحَة وذلك لـمناسَبَةِ الألِف. ليسَ مَعنَى هذا أَنَّكَ تَقُول اذْهَبا مَبْنِيٌّ على الفَتْح، لا، وإنما نحن نبَيِّنُ فقط أَنَّهُ تَغَيَّرَ وليسَ سُكون، وأَمّا هذا مَبْنِي على حَذْف النُّون. لأن تَرْكِيب الأَمْر هنا هو أن تَحْذِفَ مِنَ الـمضارِع حَرْفَ الـمضارَعَة مِنْ أَوَّلِهِ يَذْهَبان صارَت ذْهبانِ وَتَحْذِفُ النون فَتَصير ذْهَبا. فَمَبْنِيُّ على حَذْفِ النُّون) أو واوِ الـجماعَةِ (اذْهَبوا) أو ياءِ الـمؤنثةِ الـمـخاطبَةِ (تَذْهَبي) يُبْنَى على حَذْفِ النُّونِ (مَعناهُ ليسَ في ءاخِرِهِ النون التي تَكونُ في ءاخِرِهِ في الـمضارِع الـمرفوع) نـحو: اضْرِبا وَاضْرِبُوا واضْربي (دائِمًا هو هكذا مِنْ غَيرِ تَأَثُّرٍ بالعَوامِل)، والألفُ فاعِلٌ وكذا الواوُ والياءُ، وإنْ كانَ مُسْنَدًا إلى نُونِ النِّسْوَةِ يُبْنَى عَلَى السُّكونِ (مثل الـمضارِع، أنْتُنَّ تَضْرِبْنَ وَأنْتُنَّ اضْرِبْنَ مع السكون) نـحو: اضْرِبْنَ يا نِسْوَةُ، وإنِ اتصلت بِهِ نونُ التَّوْكيدِ يُبْنَى عَلى الفَتح نـحو: اضْربَنْ بالنُّونِ الـخفيفةِ (مِثل الـمضارِع) واضْرِبَنَّ بالنونِ الثقيلةِ. )والـمضارِعُ ما كانَ في أَوَّلِهِ إحْدى الزَّوائِدِ الأربعِ (الأَمر والـماضِي مَبْنِيّان دائِمًا أَمّا الفِعْلُ الـمضارِع فهُوَ الفِعْلُ الوَحِيد الـمعْرَب إلا إذا اتَّصَلَت بِآخِرِهِ نُون النِّسْوَةِ أَوْ نون التَّوْكيدِ)، يَجْمَعُها قَوْلُكَ: أَنَيْتُ( بِشَرطِ أنْ تكونَ الهمْزَةُ لِلـمتَكَلـم نـحو: أَقُومُ (أَذْهَبُ، أَرْجِعُ هذا مُضارِع. ما هِيَ عَلامَة الـمضارِع؟ هي أَنَّ في أَوَّلِهِ الهَمزَة التي تَدُلُّ على الذي يَتَكَلـم. هذه علامَة مِنْ عَلاماتِهِ. وهذا ليس مِثْلَ أَكَلَ. أَكَلَ في أَوَّلِها هَمْزَة لَكِنْ هذه الهَمْزَة لا تَدُلُّ على الـمتَكَلـم بلْ هذه مِنْ أَصْل الفِعْل)، والنونُ للـمتَكلـم  وَمَعَهُ غَيْرُهُ أَو الـمعَظِّمِ نَفْسَهُ نـحو: نَقُوُم (ليس مَثْل نَشُطَ لأنَّ النون في نَشُطَ مِنْ أَصْل الفِعْل لا تَدُلُّ علَى الـمتَكَلـم وَمَعَهُ غَيرُهُ أَو الـمعَظِّمِ نَفْسَهُ)، وَالياءُ للغائِبِ (يَعنِي ليسَ الـمتَكَلـم وَلا الـمـخاطَب) نـحو: يَقُوُمُ، والتاءُ للـمـخاطَبِ نـحو: تَقُوُم، (أنتَ تَقومُ) وَلـلمؤَنِّثَةِ الغائِبَةِ نـحو: هندٌ تَقُوم؛ فخرجَتِ الهمْزَةُ التي لَيْسَت لِلـمتكلـم نـحو: أَكْرَمَ (أَكْرَمَ زَيْدٌ عَمرًا هذه لا تَدُلُّ على الـمتكلـم. لَوْ كانَ أَصْلُ الثُّلاثِي للفِعْل الذي هُوَ كَرُمَ وَزِيدَت الألِف لِيُصاغَ مِنْها فِعْل أَكْرَمَ، لكِنَّها لا تَدُلُّ علَى الـمتَكَلـم فَلَيْسَت هِيَ الـمعنِيَّة. لـما نَقُول حُروف أَنَيْتُ (أو نأيت) نُريدُ بِذلِك النون للـمتكَلـم ومَعَهُ غَيرُهُ أَوْ الـمعَظِّمِ نَفْسَهُ. الأَلِف للـمتَكَلـم، الياء للغائِب التاء للـمـخاطَبَةِ أَوْ للغائِبَةِ وهكذا) فإنَّهُ ماضٍ، وَالنُّونُ التي ليست للـمتَكَلـم وَمَعَهُ غَيْرُهُ أو الـمعَظِّمِ نَفْسَه نـحو: نَرْجَسَ زَيْدٌ الدَّواءَ (هذه لا تَدُلُّ على الـمتَكَلـم وَمَعهُ غَيرُهُ ولا على الـمعَظِّمِ نَفْسَهُ) إذا جَعَلَ فِيهِ النَّرْجِسَ، فإِنهُ ماضٍ، وَالياءُ التي ليسَت للغائِبِ نـحو: يَرْنَأَ زَيْدٌ الشَّيْبَ إِذا خَضَبَهُ بِاليَرْنَأ (فَالياء لا تَدُلُّ على الغائِب)، فإِنًّهُ ماضٍ، وَاليرْنَأُ هِي الـحنّاء، وخرجَ بالتاءِ التي للـمـخاطبِ أوِ الغائبةِ تاءُ نـحو: تَعَلـم زَيدٌ الـمسْئَلَةَ، فهُو فعلٌ ماضٍ. فَأَقُومُ ونَقُومُ ويقوم وتَقُومُ أَفعالٌ مُضارِعِيَّةٌ لِوُجُودِ حَرْفِ الزيادةِ في أَوَّلِها أَعْنِي الهمْزَةَ والنُّونَ والتاءَ والياءَ. )وهُو مرفوعٌ أبَدًا حتَّى يَدْخُلَ عَلَيْهِ ناصِبٌ أَوْ جازِمٌ) وَرافِعُهُ تَجَرُّدُهُ مِنَ النّاصِبِ وَالـجازِمِ (الفِعْل الـمضارع دائِمًا مَرْفُوع إلا إذا دَخَلَ عَلَيْهِ ناصِب أَوْ جازِم. ما يَنْصِيُهُ أَوْ ما يَجْزِمُهُ، مِثْل لَنْ يَذْهَبَ وَلـم يَذْهَبْ وَإلا فَهُوَ مَرْفوع وهنا الكَلام عَنْ الـمعْرَب، إلا إذا بُنِيَ فهُنا حالَة أُخْرَى. ما الذي رَفَعَهُ؟ ليسَ شيئا دَخَلَ عَلَيْهِ بَلْ تَجَرُّدُهُ لِذلِكَ سـموْهُ عامِلًا مَعْنَوِيًا لا لَفْظِيًا. ليس هنالك شىء لُفِظ قَبْلَهُ إنَّما عَدَم وُجود الناصِب والـجازِم هُوَ الذي رَفَعَهُ) وَهُو عامِلٌ مَعْنَوِيٌّ لا لَفْظِيٌّ، فإِنْ دَخَلَ علَيْهِ عامِلٌ ناصِبٌ فإنَّهُ يَنْصِبُهُ أَوْ جازِمٌ فَإنَّهُ يَجْزِمُهُ.

(فالنَّواصِبُ عَشَرَة) أربعةٌ مِنْها تَنْصِبُ بِنَفْسِها وَسِتَّةٌ منْها يَكُونُ النَّصْبُ مَعَها بِأَنْ مُضْمَرَةٍ وُجُوبًا أَوْ جَوازًا (أي الباقِي يكونُ النصْبُ فِيهِ بِأَنْ مُقَدَّرَة مثلًا: “لـن أَبْرَح حَتَّى يَأْتِيَ زَيْد” التقْدِير: حَتَّى أَنْ يَأْتِيَ زَيْد، وَلَوْ كانت أَنْ لا تُلْفَظ. هم يَعُدُّونَ أَنْ مِنَ النَّواصِب لَكِنْ الذي يَنْصِب حَقِيقَةً هُوَ “أَنْ” مُضْمَرَة بَعْدَها وَكذلِك بَقِيَّةَ السِّتَّة. أَمّا التي تَنْصِبُ بِنَفْسِها فَهِيَ الأرْبَعَة أَنْ، لَنْ، إذَنْ، وَكَيْ)؛) وهي: أنْ ولنْ وإذنْ وكيْ) هذه الأربعةُ تَنْصِبُ بِنَفْسِها مِثالُ أَنْ: يُعْجِبُنِي أَنْ تَضْرِبَ فَيُعْجِبُنِي فِعْلٌ مُضارِعٌ، وَأَنْ: حَرْفٌ مَصْدَرِيٌّ (يَعْنِي الحرف وَما بَعْدَهُ يُعْطِيانِ مَعنَى الـمصْدَر. والـمصْدَر هَوُ عِنْدَما تَقُول أَكَلَ يَأْكُلُ أَكْلًا، أَكْلًا مَصْدَر. شَرِبَ يَشْرَبُ شُرْبًا، شُرْبًا مَصْدَر. ذَهَبُ يَذْهَبُ ذَهابًا، ذَهابًا مَصْدَر. أَنْ وَما بَعْدَها يُعْطِيانِ مَعنَى الـمصْدَر يُسْبَكانِ بِمَصْدَر. وفي الـمثال الذي أَعْطاهُ الـمؤَلِّف: يُعْجِبُنِي أَنْ تَضْرِب: التَقْدِير يُعْجِبُنِي ضَرْبُك، فَإذًا ضَرْب مَصْدَر) وَنَصْبٌ والفِعلُ الـمضارعُ مَنْصُوبٌ بِها، وَسـميَت أَنْ حَرْفُا مَصْدَرِيًّا لأَنَّها تُسْبَكُ مَعْ ما بَعْدَها بِمَصْدَرٍ إِذِ التَّقْدِير يُعْجِبُني ضَرْبُكَ، وَمِثالُ لَنْ قَوْلُكَ: لَنْ يَقُومَ زَيْدٌ (لَنْ نَصَبَت بِنَفْسِها فَتَقُولَ فِعْل مُضارِع مَنْصُوب) فَلَنْ: حَرْفُ نَفْيٍّ وَنَصْبٍ (لأَنَّها تَنْفِي وَنَصْب، وتَنْصِبُ الفِعْل الـمضارِع) واستقبال (لأَنَّها تَدُلُّ على الـمستَقْبَل فَإذا قُلْتَ: يَضْرِبُ زَيْدٌ، يَحْتَمِلُ الـحال كما يَحْتمِلُ الاسْتِقْبال، أَمّا إذا قُلْتَ: لَنْ يَضْرِبُ زَيْدٌ، يَعنِي في الـمستَقْبَل. لِذَلِكَ يُقالُ عَنْها حَرْفُ اسْتِقبال) لأنَّها تُصَيِّرُ مَعْناهُ مُسْتَقْبَلًا، وَمِثالُ إِذَنْ قَوْلُكَ: إذَنْ أُكْرِمَكَ، في جَوابِ مَنْ قالَ لَكَ: أَزُورُكَ غَدًا (إذَنْ تَنْصِب بالـجواب، يعنِي بالشىء الذي يَكونُ جَزاءً لِشَىءٍ ءاخَر في الـجواب. إذا قالَ لَكَ واحِد: أَزُورُكَ غَدًا، فَقُلْتَ إذَنْ أُكْرِمَكَ، هُنا إذَنْ تَنْصِب، تَكونُ ناصِبَة بِنَفْسِها)، فإذَنْ حَرْفُ جَوابٍ وَجَزاءِ وَنَصْبِ، وَأُكْرِمَ فِعْلٌ مُضارِعٌ مَنْصُوبٌ بِإِذَنْ وَسـميَت حَرْفَ جَوابٍ لِوُقُوعِها في الـجوابِ، وَجَزاءٍ لأنَّ ما بَعْدَها جَزاءٌ لـما قبْلَها، ونَصْبٍ لأَنَّها تَنْصِبُ الفِعلَ الـمضارِعَ، وَلِنَصْبِها شُرُوطٌ تُطْلَبُ مِنَ الـمطَوَّلاتِ؛ وَمِثالُ كَيْ: جِئْتُ كَيْ أَقْرَأَ، إِذا كانَتِ اللّامُ مُقَدَّرَةً قَبْلَها أَي لِكَيْ أَقْرَأ (إذا كانَ الذي يَتَكَلـم قَدَّرَ أَنَّ هُناكَ لامًا قَبْلَها. فإِمّا أَنْ تَنْصِبَ بِنَفْسِها أَوْ تَنْصِبَ بِغَيرِها على حسب التقدير. إذا قَدَّرْتَ أَنَّ هُناكَ لامًا قَبْلَها، يَعنِي إذا قَدَّرْتَ أَنَّ الـجمْلَة جِئْتُ لِكَيْ أَفْعَلَ، لَوْ لـم تَلْفِظ اللام، لَكِنْ قَدَّرْتَ لامًا قَبْلَها، وأَنْتَ تَتَكَلـم، تَكونُ كَيْ ناصِبَةً بِنَفْسِها تَكونُ مِثْلَ أنْ، مَصْدَرِيَّة ناصِبَة، لأنَّ التَّقْدِير يَصِير جِئْتُ أُكْرِمَكَ، أَيْ جِئْتُ لِكَيْ أُكْرِمَكَ أي جِئْتُ لِإكْرامِكَ. أَمَّا إذا قَدَّرْتَ أَنَّ كَيْ نَفْسَها هِيَ بِمَعْنَى اللام، صارَت ناصِبَه بِأَنْ مُضْمَرَة بَعْدَها. فَإذًا حَتَّى تَـَنْصِبَ “كَيْ” بِنَفْسِها، يُقَدَّرُ قَبْلَها لامًا. وبالكلام لا يظهر فَرْق، يَعْنِي للسّامِع لا يَظْهِر. لأنَّك في الـحالَيْن تَقُولُ جِئْتُ لأكْرِمَكَ. سَواء كانت كَيْ ناصِبَة بِنَفْسِها أَوْ بِأَنْ مُقَدَّرَةٍ بَعْدَها، لَكِنْ الـمتَكَلـم يَعْرِف)، فَتَكُونُ كَيْ مَصْدَرِيَّة بِمَعْنَى أَنْ، وَأَقْرَأَ فِعلٌ مُضارِعٌ مَنْصُوبٌ بِها، فَإِنْ كانَت كَيْ بِمَعْنَى لام التَّعْلِيلِ كانَ النصبُ بِأنَ مضمرةٍ بَعْدَها (إذا كانت كَيْ نَفْسُها بِمَعنَى الام، هُنا صارَ النَّصْبُ بأَنْ مُضْمَرَةٍ بَعْدَها يعنِي يَصيرُ التَّقْدير جِئْتُ لِكَيْ أَنْ أَقْرَأ). (وَلامُ كَيْ) هذه وَما بَعْدَها لَيْسَت ناصِبَةً بِنَفْسِها بَلِ النَّصْبُ بِأَنْ مُضْمَرَةٍ بَعْدَها جَوازًا في لامِ كَيْ وَوُجُوبًا فيما بَعْدَها (بِلام كَيْ جَوازًا، أمّا في الباقِي مُضْمَرَةً وُجُوبًا، لا تَظْهَر بالبَقِيَّة. “أَنْ” لا تَظْهَر بالبَقِيَّة. لا تَقُولُ حَتَّى أَنْ، وَإنْ كانَ النَّصْبُ بِأَنْ مُضْمَرَة، لَكِنْ لا تَظْهَر. هِيَ مُضْمَرَة وُجُوبًا، العَرَب لا يُظْهِرُنـها)، مِثالُ لامِ كَيْ: جئْتُ لِأَقْرَأَ فَاللامُ حرفُ جَرٍّ لِلْتَّعْلِيلِ جئْتُ لِأَقْرَأَ: (أَصْلًا اللام حرْف جَرّ لِذلِكَ قُلنا النَّصْبُ بِأنْ مُضْمَرَةٍ بَعْدَها. فَلـما يقال أَرْبَعَة تَنْصِبُ بِنَفْسِها، وَسِتَّة بِغَيرِها، يَعْنِي غَيْرُها الذي يَنْصِب. حَقيقَةً أَنْ الـمضْمَرَة هِيَ التي تَنْصِب، أَمّا اللام مثل هُنا فَهِيَ حَرْف جَرّ، تُعْطِي مَعنَى التَّعْلِيل، أَيْ السبب. لـماذا جِئْتُ؟ جئْتُ لِأَقْرَأَ، فَتَقُول اللام حَرْفُ جَرّ وَتَنْصِبُ بِأنْ مُضْمَرَةٍ بَعْدَها أَقْرأَ فِعْل مُضارِع مَنْصُوب بِأَنْ مُضْمَرَة بَعْدَ اللام، والـمصْدَر الـمنْسَبِك مِنْ أَنْ الـمقَدَّرَة وَما بَعْدَها يُعْطِيانِ مَعْنَى مَصْدَر، هذا الـمصْدَر مـجرور في مَحَلّ جَرّ بحَرْفِ الـجرّ اللام، لأنَّ اللام لا تَجُرّ أنْ. أَنْ حَرْف دخل عليه حَرْف الـجرّ، الذي هو في الحَقيقَة داخِل على فِعْل يُقَدَّرُ قَبْلَهُ أَنْ وَأَنْ مَعَ هذا الفِعل يُقَدَّرانِ بِمَعنَى مَصْدَر الذي هُوَ اسـم، لِذلِكَ دَخَلَ عَلَيْهِ حَرْف الـجرّ. وهذا من العلامات التي يُعرف بها الاسم: دخول حرف الجر عليه، كما مر معنا) وَالفْعْلُ مَنْصُوبٌ بِأَنْ مُضْمرةٍ جَوازًا بَعْدَها، وَإِنَّما قِيلَ لَها لامُ كَيْ لإِفادَتِها التَّعْلِيلَ مِثْلَ كَيْ وَلأَنَّها قَدْ تَدْخُلُ علَى كَيْ نـحو: جِئْتُ لِكَيْ أَقْرَأَ (لِذلِكَ سـموها لام كَيْ لأنَّها تَدُلُّ على السبب. مِثْل كَي. كَيْ إذا قَدَّرْتَها بِمَعنَى اللام، هِيَ بِنَفْسها صارَت ناصِبَة بأَنْ مُضْمَرَة بَعْدَها وَكَيْ نَفْسها صارَت حَرْف جَرّ مثْل اللام). (ولامُ الـجحُودِ) أَي النَّفْيِ (جَحَدَ يَعْنِي نَفَى. لامُ الـجحُود يَعْنِي لامُ النَّفِي، ما كُنتُ لِأَفْعَل معناهُ ما كُنتُ لِأن أَفْعَلَ. هذه اللام للنَّفِي يُقالُ لَها لامُ الـجحود تَنْصِبُ بِأَنْ مُضْمَرَةٍ بَعْدَها)، وَالنَّصْبُ بِأَنْ مُضْمَرَةٍ وُجُوبًا بَعدَها، وَضابِطُها أَنْ يَسْبِقَها كانَ الـمنْفِيَّةُ بِما (هكذا تَأْتِي. كانَ أَوْ يَكونُ أَوْ كائِنْ أَوْ مُشْتَقّاتَها مَنْفِيَّةً) أَوْ يَكُنْ الـمنفيةُ بِلـم (لـم يَكُن أَوْ ما كانَ مَنْفِيَّتان وليسَ ما يَكونُ، لا! ضابِطُها أَنْ يَكونُ قَبلَها كانَ الـمنفِيَّةُ بِما أَوْ يكونُ الـمـجزومَةُ بِلـم فَلـما يُجْزَم تَصيرُ يَكُنْ)، نـحو ﴿وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُم﴾ [سورة الأنفال/33] وَ﴿لـم يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ﴾ [سورة النساء/137] فيُعَذِّبَ وَيَغْفِرَ مَنْصُوبانِ بِأَنْ مُضْمَرَةً وُجُوبًا بَعْدَ لام الـجحُود (دائِمًا أَنْ وما بَعْدَها يُسْبَكان). (وَحتَّى) سواءٌ كانت بمعَنى إلى (ما كُنْتُ لأفْعَلَ كذا حَتَّى تَأْتِيَ أَي إلى أَنْ تَأتِيَ) نـحو ﴿حتَىَّ يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسَى﴾ [سورة طه/91] (أَي إلى أَنْ يَرْجِعَ، حَتَّى هُنا بِمَعْنَى إلى) أو بمعنى لامِ التعليلِ (اللام تَدُلّ على السّبب) نـحو قَوْلِكَ للْكافِرِ: أَسْلـم حَتَّى تَدْخُلَ الـجنَّةَ أي لِتَدْخُلَ (هذه لام التَّعْليل يعنِي كَيْ تَدْخُلَ)، فَيَرْجِعَ وَتَدْخُلَ كُلٌّ مِنْهُما مَنْصُوبٌ بِأَنْ مُضْمَرَةٍ وُجُوبًا بَعْدَ حَتَّى.

(والـجوابُ بِالفاءِ والواوِ) يَعْني الفاءَ وَالواوَ الواقِعَتَيْنِ في الـجوابِ (أيْ جواب الشَّرْط)، وَلَيْسَتِ الفاءُ والواوُ ناصِبَتَيْنِ بِأَنْفُسِهِما بَلِ النَّصْبِ بِأَنْ مُضْمَرَةٍ وُجُوبًا بَعْدَهُما، والـمرادُ مِنْ وُقُوعِهِما في الـجوابِ وُقُوعُهُما في الـمواضعِ التِّسعةِ الـمشْهورةِ (هناكَ تِسْعُ مَواضِع، إذا وَقَعَت بَعْدَها الفاءُ أَوُ الواو تَكونُ ناصِبَةً بِأَنْ مَضْمَرَةٍ بَعْدَها مِثْل وُقُوعُها بَعْدَ الطَّلَب. كَأنْ تَقُول مَثَلًا ما تَأْتِينا فَتُحَدِّثَنا أَوْ ما تَأْتِينا وَتُحَدِّثَنا هُنا وَقَعت الفاءُ والواوُ جَوابًا لِلْطَّلَبِ فَتَكُونُ ناصِبَةً بِأَنْ مَضْمَرَةٍ بَعْدَها. مِثْل الطَّلَب التَّحْضِيض، والتَّحضِيض هوَ الطَّلَب لَكِن بِحَثّ كَأنْ تَقُول مَثَلًا هَلَّا تَأْتِينا وَتُحَدِّثَنا أَوْ فَتُحَدِّثَنا إلـخ. تِسْعُ مَواضِع مَشْهُورَة تَأْتِي الفاء أوْ الواو بَعدَها ناصِبَتَينِ بِأَنْ مَضْمَرَةٍ وُجُوبًا بَعْدَهما. هذا مُرادُهُ بالنَّصْ بالفاء والواو)، الأوَّلُ مِنْها: الأَمْرُ نـحو: أَقْبِلْ فَأُحْسِنَ إِلَيْكَ فَأُحْسِنَ مَنْصُوبٌ (هنا الفاء واقِعَة في جَواب الأَمْر أي صِيغَة الأَمْر) بِأَنْ مُضْمَرَةٍ وُجُوبًا بَعْدَ الفاءِ الواقعَةِ في جَواب الأَمْرِ (أَقْبِل، جَوابُهُ أُحْسِنُ إلَيْكَ. الفاء وَقَعَت في جواب الأَمْر. هذه تَنْصِبُ بِأَنْ مَضْمَرَةٍ بَعْدَها، وإلّا أنتَ إِنْ شىئتَ تَقُول أَقْبِل أُحْسِنُ إلَيْكَ يَعنِي يـمشي، لَكِنْ إنْ وَقَعَت الفاء هُنا، هذه تَكونُ في جَوابِ الأَمْر فَتَنْصِبُ بِأَنْ مَضْمَرَةٍ بَعْدَها وُجوبًا فَتَقُول فَأُحْسِنَ أَوْ وَأُحْسِنَ)، وإنْ قُلْتَ وأُحْسِنَ كانَتِ الواوُ واوَ الـمعِيَّةِ (يَعْنِي أَقبِل وَأُحْسِنَ إلَيْكَ مَعَ إقْبالِكَ. واو الـمعِيَّة هِيَ التي تأتِي بِمَعنَى مَع، جاءَ الأمِيرُ والـجيشَ يَعْنِي معَ الـجيش هذه الواو واو الـمعِيَّة، أَمّا واو العَطْف معناهُ جاءَ الأَميرُ وجاءَ الـجيشَ ممكِن معَ بَعض وَمُمْكِن لا)، فَالنَّصْبُ بِأَنْ مُضْمَرَةٍ وُجُوبًا بعدَ واوِ الـمعيةِ الواقعةِ بعدَ الأَمر. الثاني النَّهِي نـحو: لا تَضْرِبْ زيدًا فَيَغْضَبَ (بَعدَ النَّهِي، الفاء إذا جاءَت في جَواب النَّهِي تنْصِب) أوْ: وَيَغْضَبَ، فَيَغْضَبَ فِعْلٌ مُضارِعٌ مَنْصُوبٌ بِأَنْ مُضْمَرَةٍ وُجوبًا بعدَ الفاءِ أو الواوِ الواقِعَتَيْنِ بَعْدَ النَّهِي.

الثالثُ الدُّعاء نـحو: رَبِّ وَفِّقْنِي فَأَعْمَلَ صالـحا (عِنْدما يَكونُ مِنَ الأدْنَى إلى الأعْلَى مَرتَبَةً لا يُسـمى الأمْر بَلْ يُسـمى الدّعاء. يُقالَ دَعَوْتَ الله ولا يُقال أَمَرتَ الله والعِياذُ بالله وكُلُّها نَوْع مِنْ أَنْواع الطَّلَب) أَوْ وَأَعْمَلَ صالـحا. فَأَعْمَلَ مَنْصُوبٌ بِأَنْ مُضْمَرَةٍ وُجُوبًا بعدَ الفاءِ أو الواوِ الواقعتينِ بَعدَ الدُّعاء؛ والفَرْقُ بيْنَ الدُّعاءِ وَالأَمْرِ أَنَّ الأمْرَ طَلَبٌ مِنَ الأَعْلَى إِلى الأَدْنَى وَالدُّعاءُ طلبٌ مِنَ الأَدْنَى إِلى الأَعْلَى.

الرّابعُ الاستفهامِ نـحو: هلْ زَيْدٌ في الدّارِ فأَذهبَ إليهِ أوْ وَأَذْهَبُ إِلَيْهِ (بعد الاستفهام، إذا جاءَت الفاء في جَوابِ الاستِفهام تَنْصِبُ بِأنْ مُضمرةٍ بَعْدَها)، فأذهبَ منْصوبُ بِأنْ مُضمرةٍ بعدَ الفاءِ أو الواوِ الواقعتينِ بعد الاستِفهام.

الـخامِسُ العَرْضُ نـحو: أَلا تَنْزِلُ عِنْدَنا فَتُصِيبَ خيْرًا أو وتُصِيبَ خيْرًا (العَرْض هُوَ الطَّلَب مِنْ غَيرِ حَثٍّ. كذلِكَ الفاء الواقِعَة في جَواب العَرْض تَكُونُ ناصِبَةً)، فَتُصِيبَ منْصوبٌ بأنْ مُضمرةٍ وُجُوبًا بَعْدَ الفاءِ أَو الواوِ الواقِعَتَيْنِ بَعْدَ العَرْضِ.

السادِسُ التَّحْضِيضُ نـحو: هَلّا أَكْرَمْتَ زَيْدًا فَيَشْكُرَكَ أَو: وَيَشْكُرَكَ، فَيَشْكُرَ مَنْصُوبٌ بأنْ مضمرةٍ وُجوبًا بعدَ الفاءِ أوِ الواوِ الواقِعتينِ بعد التَّحضيضِ، والفرقُ بينَ العرضِ والتَّحضيضِ أنَّ العَرْضَ هُوَ الطلبُ بِرِفقٍ وَلين والتَّحضيضِ هُوَ الطلبُ بحَثٍّ وإِزْعاج (إزْعاج ليسَ معناهُ المضايقة بل يُقالُ أزْعَجَهُ عَنْ مَحَلِّهِ أَيْ أقامَهُ عَنْ مَحَلِّهِ).

السابعُ التَّمَنِّي نـحو: لَيْتَ لي مالًا فَأَحُجَّ مِنْهُ أَو وَأَحُجَّ مِنْهُ (التَّمَنِّي مَعناهُ طلَب ما لا يَتَحَقَّق أَوْ ما تَحَقُّقُهُ صَعْب أي مُسْتَبْعَد. مَن قالَ هذا لا يَتَوَقَّع أَنْ سيحصُلُ على مال قَريبًا. هذا يُسـمى التَّمَنِّي. ليْتَ الشِّبابَ يَعُودُ يَوْمًا فَأُخْبِرَهُ بِما فَعَل الـمشيب. مَنْ قالَ هذا يَعْرِف أنَّ الشبابَ لا يَعود) فأَحُجَّ مَنْصُوبٌ بِأنْ مُضمرةٍ وُجوبًا بعْدَ الفاءِ أوِ الواوِ الواقعتينِ بعْدَ التَّمني.

الثامنٌ التَّرَجِّي (التَّرَجِّي يَكون بالنِّسْبَةِ لـما يُتَوَقَّعُ حُصُولُهُ لا يُسْتَبْعَد) نـحو: لَعلِّي أُراجِعُ الشَّيْخَ فَيُفْهِمَنِي الـمسئَلَة أَوْ وَيُفْهِمَنَنِي، فَيُفْهِمَ مَنْصوبٌ بأنْ مُضمرةٍ وُجُوبًا بعدِ الفاءِ أوِ الواوِ الواقعتينِ بعدَ الترَجي. (إلى الآن كُلّ الأَقْسام الأُولَى هِيَ للطَّلَب والثانِي التَّمَنِّي والتَّرَجِّي اللذان يرجعان إلى معنى واحد)

التاسِعُ النَّفِيُ نـحو: ما تَأْتِيَنا فَتُحَدِّثَنا (النَّفِي هُنا ما تَأْتِينا، ليسَ أَنَّكَ تَطلُبُ مِنْهُ. أي أنتَ الآن لا تَأْتِينا) أو وَتُحَدِّثَنا، فتحدِّثَنا مَنْصُوبٌ بِأَنْ مُضمرةٍ وجُوبًا بعدَ الفاءِ أوِ الواوِ الواقعتينِ بعد َالنَّفِي.

(وَأَوْ) (أَوْ تَنْصِبُ أَيْضًا بأنْ مُضمرةٍ بَعْدَها) يعْني أَنَّ مِنَ النَّواصِبِ لِلْفِعْلِ الـمضارِعِ أَوْ، لَكِنْ بِأَنْ مُضمرةٍ وجوبًا بَعْدَها نـحو: لأَقْتُلَنَّ الكافِرَ أَوْ يُسْلـم (أَوْ قَدْ تَكونُ بِمَعنَى إِلّا) أَي إلّا أَنْ يُسْلـم فَيُسْلـم مَنصوبٌ بِأنْ مضمرةٍ وجوبًا بعد أوْ التي بمعنى إلّا، وقدْ تكونُ بمعنى إلى نـحو: لألْزَمَنَّكَ أَوْ تَقْضِيَنِي حَقِّي أَي إلى أنْ تَقْضِيَنِي حَقِّي، فتقْضِيَ فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مُضمرةٍ وجوبًا بعد أوْ التي بمعنى إِلى.

(والـجوازِمُ ثَمانِيَةَ عَشَرَ) قِسـم مِنْها يَجْزِمُ فعْلًا واحِدًا وَقِسـم يجزِمُ فِعْلَيْنِ، وَبَدَأَ بِالقِسـم الأوَّلِ فَقال: (وَهِي: لـم (نـحو: لـم يَضْرِبْ زَيْدٌ فَلـم حَرْفُ نَفْيٍ وجَزْمٍ وَقَلْبٍ، وَيَضْرِبْ فِعْلٌ مُضارعٌ مـجزُومٌ بِلـم، وَزَيْدٌ فاعِلٌ، وسُميَت حَرفَ نَفْيٍ لأنَّها تَنْفِي الفِعْلَ الـمضارِعَ، وَجَزْمٍ لأنها تجْزِمُهُ، وَقَلْبٍ لأَنَّها تَقْلِبُ معناه وتُصَيِّرُهُ ماضِيًا. (وَلـمّا) وهِيَ بمعنَى لـم حَرْفُ نَفْيٍ وَجَزمٍ وقَلْبٍ (إلا أَنَّ لـما تُسْتَعْمَل بِما لـم يَحْصُل لَكِنْ يُتَوَقَّعُ حُصُولُهُ تَقُول لـما يَنزِل الـمطَر عِنْدَما تَتَوَقَّع نُزول الـمطَر) نـحو ﴿لـما يَذُوقُوا عَذّاب﴾ [سورة ص/8] (لَكِن سيَذُوقُون) فيَذُوقُوا فعلٌ مُضارعٌ مـجزومٌ بِلـما وَعَلامةٌ جزْمِهِ حَذْفُ النّونِ، والواوُ فاعلٌ. )وأَلـم( هي لـم إِلّا أَنَّها اقْتَرَنَت بِهَمْزَةِ الاستْفْهامِ (ألـم هِيَ لـم لَكِنْ مَعَها هَمْزَة الاسْتِفْهام) نـحو ﴿ألـم نَشْرَحْ﴾ [سورة الانشراح/1] فالهمزةُ للاستفهامِ التَّقْرِيرِيّ (أَي الاسْتِفهام الذي يُرادُ مِنْهُ إثْباتُ الشىء أي التَّقْرير. أَلـمْ أَقُلْ لَكَ كَذا؟ معناهُ قُلْتُ. أَلـم نَشْرَح لَكَ صَدْرَك معناهُ شَرَحْنا لَكَ صَدْرَك)، ولـم حَرفُ نفيٍ وجزمٍ وقَلْب، ونَشْرَحْ فعلٌ مضارِعٌ مـجزومٌ بلـم، )وَأَلـمّا) هي لـما إِلّا أنَها اقْترنت بهمزةِ الاستفهامِ (مِثْل أَلـم) نـحو: أَلـمّا أُحْسِنْ إلَيْكَ فَالهمزةُ للاسْتِفْهامِ التَّقريري، ولـما حرفُ نفيٍ وجزمٍ وقلبٍ، وأُحْسِنْ فعلٌ مضارعٌ مـجزومٌ بِلـما. (وَلامُ الأَمْرِ (نـحو ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ﴾ [سورة الطلاق/7] (وهِيَ لام تَدْخُلُ على الفِعْل الـمضارِع لِتُصَيِّرَ معناهُ أَمْرًا. لِيَقُم، لِيَذْهَب وَهِيَ تـَجْزِمُ الفِعْلَ الـمضارِع) فَاللامُ لامُ الأمْرِ، وَيُنْفِقْ فِعلٌ مضارعٌ مـجزومٌ بلامِ الأَمرِ، وذُو فاعِلٌ مَرفوعٌ بالواوِ لأنهُ مِنَ الأسـماءِ الـخمْسَة، وَسَعَةٍ مُضافٌ إِلَيْهِ مـجرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظّاهِرَةِ؛ (وَالدُّعاء) لامُ الدعاءِ هي لامُ الأمرَ إلّا أنَّها مِنَ الأَدْنَى إلى الأعْلَى فَتُسـمى لامَ الدعاءِ تَأَدُّبًا، نـحو ﴿لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ﴾ [سورة الزخرف/77] (الكُفّار يَقُولون: يا مالِك لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ هذا ليسَ أَمْرًا لـمالِك) فاللامُ لامُ الدُّعاءِ، ويَقْضِ فِعلٌ مضارعٌ مـجزومٌ بِلامِ الدُّعاءِ وعَلامَةُ جَزمِهِ حَذْفُ حرفِ العِلَّةِ وهِي الياء، والكسرةُ قَبلَها دَليلٌ علَيها.) ولا في النَّهِي) (لا النَّاهِيَة أي التي تَنْهَى: لا تَفْعَل) نـحو: لا تخَفْ. فلا ناهِيَة، وَتَخَفْ فِعْلٌ مضارعٌ مـجزومٌ بِلا النّاهِيَة؛ (وَالدُّعاء) (هِيَ نفس اللام التي في النَّهِي لَكِنْ تَأدُّبًا يُقالُ لَها لا الدُّعائِيَّة) لا الدعائية هي لا الناهية إلا أنها من الأدنى إلى الأعلى نـحو ﴿رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا﴾ [سورة البقرة/286] فتُؤاخِذ فعلٌ مضارعٌ مـجزومٌ بِلا الدعائية. إلى هُنا انتهى الكلامُ على ما يجزمُ فعْلًا واحدًا، ثم أَخَذَ يَتَكَلـم على ما يجزمُ فعلينِ فقال )وَإِنْ (وهي حرفٌ يجزمٌ فِعْلَيْن الأولُ فعلُ الشرطِ والثاني جَوابُهُ وَجَزاؤُهُ (إِنْ أَداة شَرْط أَيْ تُسْتَعْمَل للشَّرْط. والشَّرْط أَنْ تَذْكُرَ شيئا يَتَوَقَّفُ عَلَيْهِ حُصُولُ شىءٍ ءاخَر، فما تَشْرِطُهُ هذا فِعْلُ الشَّرْط وَما يَتَوَقَّفُ حُصُوله على الشَّرط هُوَ جَوابُ الشَّرْط وَجَزاؤُهُ أيْ ما يَنْتُجُ. فَلذلك تَدْخُلُ “إنْ” على فِعْلَيْن، واحِد للشَّرْط والآخَر جَواب الشَّرْط فَتَجْزِمُ الفِعْلَيْن، لأنَّكَ إنْ قُلْتَ “إنْ تَذْهَب”، بَقِيَ الكلام غير تام فَلِذلِك تَحْتاج إلى جواب الشَّرْط. وإن تدخل عليهما كليهما فتجزمهما) نـحو: إِنْ يَقُمْ زَيدٌ يقُمْ عَمْرٌو، فَيَقُمْ الأَوَّل مـجزُومٌ بِإِنْ على أنهُ فعلُ الشَّرطِ (هذا فِعْلَ الشَّرط)، والثاني مـجزومٌ بِها أيضًا على أنهُ جَوابُهُ وَجَزاؤُهُ. (وَما) نـحو: ما تَفْعَلْ أفْعَلْ، فَما اسـم شَرْطٍ جازِمٌ يَجْزِمُ فِعْلَيْنِ (“ما” هِيَ اسـم وماذا قالَ عَنْ “إنْ”؟ حَرْف، يَعْنِي ما لَها مَحَلّ مِنَ الإعْراب) الأَوَّلُ فِعلُ الشَّرطِ والثاني جَوابُهُ وَجَزاؤُهُ، فَتَفْعَل الأَوَّل مـجزومٌ بها على أَنَّهُ فِعلُ الشَّرطِ والثاني أيْضًا مـجزومٌ بها على أنَّهُ جَوابُهُ وَجَزاؤُهُ (هنا ما ذَكَرَ مَحلّ “ما” مِنَ الإعْراب تَسْهِيلًا على المبتدئ. هنا هذه ما الشَّرْطِيَّة هذه ليسَت ما النافِيَة). (وَمَنْ) نـحو: مَنْ يَقُمْ أَقُمْ مَعَهُ، فَمَنِ اسـم شرْطٍ جازِمٌ يجزمُ فعْلَيْنِ، فَيَقُمْ الأَول مـجزومٌ بها على أنهُ فعلُ الشرطِ والثاني أَيْضًا مـجزومٌ بها على أَنَّهُ جوابُهُ وجزاؤُهُ (مِثْلُ إنْ. مَنْ وَما اسـمانِ كما ذَكَرْنا يـكونان في مَحَلِّ رَفْعِ مُبْتَدَأ). (ومَهْما) نـحو: مَهْما تَفْعَلْ أَفْعَلْ، فَمَهْما اسـم شرْطٍ جازِم، وتفعلْ الأول مـجزومٌ بها على أنهُ فعلُ الشرطِ والثاني كذلكَ على أَنهُ جوابُهُ وجزاؤُهُ. (وَإذْما) هي حَرفٌ مِثْلُ إِنْ نـحو: إِذْما يَقُمْ زَيْدٌ يَقُمْ عَمْروٌ، وَإِعْرابُهُ كَإِعرابِ مِثالِ إِنْ وَقَدْ تَقَدَّمَ (إذْما حَرْفُ شَرْط جازِم. يَقُم فِعْلُ الشَّرط مـجزوم بِهِ زَيْدٌ فاعِل وَيقُم الثانِي جَوابُ الشَّرْط مـجزوم بِهِ وَعَمرو فاعِل). )وَأَيْ) نـحو: أَيًّا تَضْرِبْ أَضْرِبْ (أيًّا يجزمُ فعْلَيْنِ وَأيًّا اسـم في مَحَلّ نصْب مَفعُول بِهِ للتَقْدِير تَضْرِبُ أَيًّا الذي تَضْرِب أضْرب. هنا مَفعول بِهِ مُقَدَّر لَكِنْ مِنْ حَيثُ الـجزْم يَجْزِمُ الفِعْلَيْن الـمضارِعَيْن)، فَأَيًّا اسـم شَرطٍ جازِمٌ وَما بعدَهُ مـجزومٌ بِهِ علَى أَنَّهُ شَرطُهُ وَجَوابُهُ وَجَزاؤُهُ. (ومَتَى (نـحو: متَى تَأْكُلْ ءاكُلْ، فمَتى اسـم شرطٍ جازمٌ وما بَعدَهُ شرطُهُ وَجَوابُهُ وَجزاؤُهُ. (وَأَيّان) نـحو: أيّانَ ما تَعْدِلْ أَعْدِلْ، فَأَيّان اسـم شرطٍ جازمٌ وما زائِدَةٌ (أَي أيّانَ تَعْدِل) وما بعدَهُ شرطُهُ وَجَوابُهُ وجَزاؤُه. (وأَينَ) نـحو: أيْنَما تَنْزِلْ أَنْزِلْ، فَأَيْنَ اسـم شَرْطٍ جازمٌ وَما زائِدَةٌ وَما بَعْدَهُ شَرْطُهُ وَجَوابُهُ وَجزاؤُهُ. (وَأَنَّى) نـحو: أَنَّى تَسْتَقِمْ تَرْبَحْ، فأَنَّى اسـم شرْطٍ جازِمٌ وما بَعْدَهُ شَرطُهُ وجوابُهُ وجزاؤُهُ (أَيْ حَيْثُ تَسْتَقِمْ). (وَحَيْثُما (نـحو: حَيْثُما تَسْتَقِمْ يُقَدِّرْ لَكَ اللهُ نَجَاحًا فحيثُما اسـم شرطٍ جازمٌ وَتَسْتَقِمْ فعلُ الشَّرْطِ ويُقَدِّرْ جوابُهُ. (وَكَيْفَما (الـجزْمُ بها قالَهُ الكُوفِيُّونَ وَمَنَعَهُ البِصْرِيُّونَ (البِصْرِيُّونَ قالُوا أَنَّ كيفما لا تَجْزِم أمّا الكُوفِيُّونَ يَقُولُونَ تَجْزِم)، مِثالُهُ: كَيْفَما تَجْلِسْ أَجْلِسْ (أمّا البِصْرِيُّونَ يَقُولُونَ كَيْفَما تَجْلِسُ أَجْلِسُ)، فَكَيْفَما اسـم شَرْطٍ جَازِمٌ وَما بعْدَهُ شرطُهُ وجوابُهُ وجَزاؤُهُ. )وإذا في الشِّعْرِ خاصَّة) هذا زَائدٌ على الثّمانيةَ عَشَرَ وسـمعَ الـجزمُ بإذا في الشِّعرِ لا في النَّثْرِ، ومما سـمعَ قَوْلُ الشَّاعِرِ: (فقط سـُمعَ في الشِّعْر. فَإذا أَرادَ أَنْ يَجْزِمَ بِها الشَّخْص يَجْزِمَ بِها في الشِّعْر لا فِي النَّثر)

(اسْتَغْنِ ما أَغْناكَ رَبُّكَ بِالغِنَى)       وإذا تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَتَحَمَّلِ

(قالَ الشاعِر “تُصِبْكَ” ما قالَ إذا أَصابَكَ بَلْ جَزَمَ بِها، وَتَحَمَّلْ فِعْل أَمْر) فَتُصِبْ فِعْلُ الشَّرْطِ وَجُمْلَةُ تَحَمَّلْ (أي تَحَمَّل أَنْت، الفاعِل مُقَدَّر أَنْتَ) جَوابُهُ، فالفاءُ رابطَةٌ للـجوابِ (والفاء هنا وظيفتها أنها رَبَطَت جَوابَ الشَّرْطِ بِفِعْلِ الشِّرْط)، وَتَحَمَّلِ فعلُ أمرٍ مبْنيٌ على سُكُونٍ مُقَدَّر مَنَعَ مِنْ ظُهُورِهِ اشْتِغالُ الـمحَلِّ بحركةِ الرَّوِيِّ (في الشِّعر في ءاخِرِ البيت يوجَد شىء يُقالُ لَهُ الرَّوِيّ. هُنا الرَّوِيّ كَسْرَة لِذلِكَ كُسِرَت اللام وَإلا هي مَحَلُّها التَّسْكِين لأنَّ فِعْل الأمر مَبْنِي على السكون لَكِنْ مِنْ أجل الشِّعْر حُرِّكَت بالكَسْر). واللهُ سبحانَهُ وتعالى أَعلـم.