المظهر اللائق:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده. إن اللباس والبدن هما من المظهر الذي يواجه المرء به الناس ومن شأن البدن واللباس أن يكونا طاهرين نظيفين، لأن من طبع الناس أنهم يحبون النظافة والترتيب ولقاؤهم بالمظهر الحسن هو من أمارات حسن التعامل بينهم. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر” فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا، ونعله حسنة؟ قال “إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس”. “بطر الحق” دفعه ورده على قائله، وأغمط الناس احتقارهم. وأما معنى إن الله جميل أي جميل الصفات صفاته كاملة، وليس معناه جميل الشكل لأن الله منزه عن الشكل والرسم وكل ما كان من صفات الجسم ومعنى يحب الجمال أي يحب الصفات الحميدة.
ولو سئل كل امرئ أتحب أن يلقاك الآخرون بالمظهر اللائق أو بالقبيح؟ لأجاب “بالمظهر اللائق”.
وإضافة إلى ذلك أنه يجعل الآخرين منبسطين سعداء. والمطلوب في حسن المظهر المحافظة على حد الاعتدال فيه، لأنه في الشرع مطلوب التخفيف من زينة الدنيا، الذي لا همة له للتأنق في الثياب هذا أحسن، فعن أبي بردة أنه قال: أخرجت إلينا عائشة كساء ملبداً وإزاراً غليظاً قالت: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين.
ونظافة البدن كما هو معلوم تعني نظافته كله ومنه نظافة الوجه وشعر الرأس واللحية والشارب. فمن حسن المظهر أن يحسن المرء ولاية شعر رأسه بتنظيفه وتمشيطه وأن يتعطر بالطيب. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فمن كان له شعر فليكرمه. إكرام الشعر سنة يدخل في ذلك التمشيط والدهن بزيت الزيتون.