الْمُحِيْطُ: هوَ
الذي أحاطَتْ قُدرَتُهُ بجميعِ خَلقِهِ، وأحاطَ بكلِّ شيءٍ عِلمًا فلا يَغيبُ عنْ
علمِهِ شيءٌ قالَ تعالى: ﱡﭐ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﱠ([1])
وقالَ تعالى: ﱡﭐ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﱠ([2])،
فاللهُ
تعالى خلقَ كلَّ شىءٍ وقدْ أحاطَ بكلِّ شىءٍ قدرةً وعلمًا لا إحاطةَ الأجسامِ
بالأجسامِ فهذا يستحيلُ على اللهِ تعالى، وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: ﱡ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﱠ([3]) فَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّ اللهَ
مُحِيطٌ بِالْعَالَمِ كَإِحَاطَةِ الْحُقَّةِ بِمَا فِيهَا([4])
إِنَّمَا مَعْنَاهُ إِحَاطَةُ الْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ أَيْ أَنَّهُ لا يَخْرُجُ
شَىْءٌ عَنْ قُدْرَةِ اللهِ وَعِلْمِهِ.
يُعلمُ
مما مضى أَنَّ إحاطةَ اللهِ بالمخلوقاتِ مِنْ حيثُ العلمُ والقدرةُ وليسَ كإحاطةِ
الأجسامِ بالأجسامِ، وكذا معيةُ اللهِ الواردةُ في القرآنِ الكريمِ هي مِنْ حيثُ
العلمُ والقدرةُ، وأحيانًا تأتي بمعنى الحفظِ والكِلاءةِ كقولِه تعالى: ﱡﭐﲤ ﲥ ﲦ([5])
ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﳃﱠ([6])،
فهوَ منْ حيثُ الحفظُ للنبيِّ ﷺ
وصاحبِه أبي بكرٍ ، أما معنى قولِه تعالى: ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧﱨ ﱠ([7])
قالَ القرطبيُّ: يعني بقدرتِه وسلطانِه وعلمِه، وقدْ جمعَ في هذهِ الآيةِ بينَ ﱡ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌﱨ ﱠ وبينَ ﱡﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢﱨ ﱠ ، والأخذُ بالظاهرينِ تناقضٌ فدلَّ
على أَنَّه لا بدَّ مِنَ التأويلِ، والإعراضُ عنِ التأويلِ اعترافٌ بالتناقضِ([8]).اهـ
دُعَاءٌ:
اللَّهُمَّ يَا عَلِيْمًا بِحَالِنَا يَا خَبِيْرُ يَا اللهُ إنَّا نَعُوْذُ بِكَ
مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَاْلِ.