73 -أخبرني عن حبيبي ﷺ
قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ كَانَ ذَهَابُهُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى وَعُرُوجُهُ إِلَى أَنْ عَادَ إِلَى مَكَّةَ فِى نَحْوِ ثُلُثِ لَيْلَةٍ أَخْبَرَ أُمَّ هَانِئٍ بِذَلِكَ ثُمَّ أَخْبَرَ الْكُفَّارَ أَنَّهُ أُسْرِىَ بِهِ فَلَمْ يُصَدِّقُوهُ وَاسْتَهْزَءُوا بِهِ فَتَجَهَّزَ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى أَبِى بَكْرٍ فَقَالُو لَهُ هَلْ لَكَ فِى صَاحِبِكَ يَزْعُمُ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ فِى لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَوَ قَالَ ذَلِكَ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَأَشْهَدُ لَئِنْ كَانَ قَالَ ذَلِكَ لَقَدْ صَدَقَ قَالُوا فَتُصَدِّقُهُ بِأَنْ يَأْتِىَ الشَّامَ فِى لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ يَرْجِعَ إِلَى مَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ قَالَ نَعَمْ إِنِّى أُصَدِّقُهُ بِأَبْعَدَ مِنْ ذَلِكَ أُصَدِّقُهُ بِخَبَرِ السَّمَاءِ. قَالَ أَبُو سَلَمَةَ فَبِهَا سُمِّىَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ. وَطَلَبَ الْكُفَّارُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَصِفَ لَهُمُ الْمَسْجِدَ الأَقْصَى لِأَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَمْ يَرْحَلْ مَعَ أَهْلِ بَلَدِهِ إِلَى هُنَاكَ قَطُّ فَجَمَعَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ قَوْمَهُ فَحَدَّثَهُمُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا رَأَى فَقَالَ قَوْمٌ مِنْهُمْ مِمَّنْ كَانَ قَدْ سَافَرَ إِلَى ذَلِكَ الْبَلَدِ وَرَأَى الْمَسْجِدَ أَمَّا النَّعْتُ فَقَدْ وَاللَّهِ أَصَابَ. ومع ذلك لم يؤمنوا فالمهدي من هداه الله ومن أضله الله فلا هادي الله