الأحد ديسمبر 7, 2025

ومن سنن النسائي

  • قال أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي: أخبرنا أحمد بن سليمان، حدثنا زيد بن الحباب، أخبرني معاوية بن صالح، حدثني نعيم بن زياد أبو طلحة قال: سمعت النعمان بن بشير على منبر حمص يقول: «قمنا([1]) مع رسول الله ﷺ في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل الأول، ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل، ثم قمنا معه ليلة سبع وعشرين حتى ظننا أن لا ندرك الفلاح» وكانوا يسمونه السحور([2]).
  • وقال أبو عبد الرحمن: أخبرنا هارون بن إسحاق، حدثنا عبدة بن سليمان، عن سعيد، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة رضي الله عنها قالت: «لا أعلم رسول الله ﷺ قرأ القرءان كله في ليلة، ولا قام ليلة([3]) حتى الصباح([4])، ولا صام شهرا كاملا قط غير رمضان([5])».
  • وقال أبو عبد الرحمن: أخبرنا بشر بن هلال، حدثنا عبد الوارث عن أيوب، عن أبي قلابة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «أتاكم رمضان([6]) شهر مبارك([7]) فرض الله U عليكم صيامه، تفتح([8]) فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم([9])».
  • وقال أبو عبد الرحمن: أخبرنا أحمد بن عثمان أبو الجوزاء وهو ثقة بصري أخو أبي العالية قال: أنبأنا حبان بن هلال، حدثنا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «صوموا لرؤيته([10]) وأفطروا لرؤيته([11])، فإن غم عليكم([12]) فأكملوا العدة ثلاثين([13])».

[1])) أي: بصلاة قيام رمضان.

[2])) بضم السين.

[3])) بالصلاة، كما فسرته رواية: «ولا صلى ليلة إلى الصبح».

[4])) وهذا راجع إلى اطلاع السيدة عائشة رضي الله عنها على حال رسول الله r، ولذلك لم تجزم بأنه لم يفعله r بل قالت: «لا أعلم».

[5])) روى الشيخان في «الصحيحين» وبعض أصحاب السنن عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: «لم يكن النبي r يصوم شهرا أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله»، وقد حمل قول عائشة على أنه كان يصوم أكثر شهر شعبان لا جميعه.

[6])) أي: زمانه وأيامه.

[7])) أي: كثير الخير حسا ومعنى. قال الملا علي القاري الحنفي: «ويحتمل أن يكون دعاء؛ أي: جعله الله مباركا علينا وعليكم، وهو أصل في التهنئة المتعارفة في أول الشهور بـ«الـمباركة»».اهـ. ومعلوم أن شهر رمضان مبارك في أصله، لكن في الدعاء طلبا لتنزيل البركات على الـمسلمين فيه.

تنبيه: من أعجب فتاوى مشايخ الوهابية الـمجسمة التي تكشف عن جهلهم في اللغة أيضا فوق جهلهم بأصول العقيدة وتكذيبهم لله ورسوله وإجماع الأمة، والعياذ بالله، فتوى شيخهم محمد بن العثيمين حيث قال: «رمضان كريم» غير صحيحة وإنما يقال: «رمضان مبارك» وما أشبه ذلك، لأن رمضان ليس هو الذي يعطي حتى يكون كريما، وإنما الله تعالى هو الذي وضع فيه الفضل، وكأن هذا القائل يظن أنه لشرف الزمان يجوز فيه فعل الـمعاصي».اهـ.

وبطلان هذا ظاهر، فإنه يجوز نسبة الشيء إلى سببه في مثل ذلك فيقال: «رمضان كريم» أو هو شهر فيه الكرم وءاثاره ظاهرة، كما أنه شهر كريم في أصله بمعنى العظيم، وقد ذكر الفيروزبادي في «بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز» ثلاثة وثلاثين معنى لكلمة الكريم، وجاء كثير من ذلك في القرءان، منها: {ورزق كريم}[الأنفال/٤]، أي: عظيم، و{مدخلا كريما}[النساء/٣١]، أي: محسنا وهو الجنة، وقول بلقيس: {كتاب كريم}[النمل/٢٩]، أي: حسن مضمونه مختوم أو بمعنى عجيب. وقول ابن العثيمين: «وكأن هذا القائل يظن أنه لشرف الزمان يجوز فيه فعل الـمعاصي» هو توهم من فكره السقيم.

[8])) بإسكان الفاء وتخفيف التاء.

[9])) سبق شرحه في الحديث (11).

[10])) أي: عند رؤية هلال رمضان.

[11])) أي: هلال شوال.

[12])) أي: إن حال بينكم وبين رؤيته غيم أو استتر.

[13])) أي: قدروا له تمام العدد ثلاثين يوما لشعبان ثم تصومون رمضان.