السبت أبريل 20, 2024

وَمِن سُنَنِ التّرمِذيّ

  • قال أبُو عِيسَى محمّدُ بنُ سَوْرةَ التِّرمِذِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقيُّ، حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبَرِيِّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ([1]) ذُكرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ([2])، وَرَغِمَ أَنفُ رَجُلٍ دَخلَ عَلَيْه رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ([3]) قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ([4])، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ([5]) أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الكِبَرَ([6]) فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الجَنَّةَ([7])».

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ([8]): وَأَظُنُّهُ قَالَ: «أَوْ أَحَدُهُمَا([9])».

[1])) أصلُه مِن لَصَقَ بالرَّغامِ بالفَتح، أي: الْتصَق أنفُه بالتُّراب، ثُم صارَ مُستَعمَلًا كِنايةً عن الذُلّ والعَجزِ والخُسرانِ والخَيبةِ، والـمُرادُ هنا أنّ فاعلَ ذلكَ ضَيَّع على نَفسِه الثّوابَ والبرَكَةَ بسببِ تَركِه الصّلاة والسّلامُ على رسولِ الله r.

[2])) أي: إذا ذُكِرَ عند السامع النّبيُّ r ففارَقَ الـمَجلِسَ ولَم يُصلِّ على النّبيّ r مرّة فقَد فاتَهُ خيرٌ شدِيدٌ ووقَع في كراهةٍ شدِيدةٍ، قاله شيخُنا الهرريّ.

[3])) أي: خرَج مِنه إلى شوَالٍ.

[4])) أي: خَسِرَ وضَيَّع ما بِه الفَوزُ حيثُ دخَل في رمَضانَ وخرَج مِنه إلى شوَالٍ ولَم يَغتنِمْ رَمضانَ في الاشتغالِ بالطّاعاتِ ليَكُون مِن عُتَقاءِ النّارِ.

[5])) أي: امرئٍ ذكرًا كان أو أنثى.

[6])) أي: أدركَا كِبَر السِنِّ في حالِ حضُورِهِ ومكانِ حصُوله.

[7])) أي: لَم يَبرَّهُما فيكونَ ذلكَ سببًا لدُخولِه الجنّةَ مع الأوّلِينَ. قال الشرَف الطِّبيّ: «خابَ وخَسِرَ مَن أدرَك تِلكَ الفُرصةَ الّتي هي مُوجِبةٌ للفَلاحِ والفَوزِ بالجَنة ثُمّ لَم يَنتَهِزْها».اهـ. ومعنَى «مُوجِبةٌ»، أي: مُثبِتةٌ عكسُ سالِبةٍ وليسَ ذلكَ بمعنَى أنّ اللهَ تعالَى يجِبُ عليه شيءٌ، حاشا لله.

[8])) أي: ابنُ إسحاق المارُّ في السَّنَد.

[9])) أي: أحدُ والِدَيه.