الأربعاء ديسمبر 11, 2024

مجلس تلقي كتاب “سمعت الشيخ يقول” رقم (22)

*ابتداء من الدقيقة 10:36

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلمَ على سيِّدِنا أبي القاسمِ محمدٍ طه الأمين وعلى آلِ بيتِه وصحابتِه ومَنْ تبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين

(صحيفة 138)

*قال الإمامُ الهرريّ رضي الله عنه: يجبُ أنْ تُبيَّنَ العقيدةُ على المنابر لأنَّ بعضَ الناسِ لا يأتونَ إلا يومَ الجمعة

-قال فضيلة الشيخ الدكتور جميل حليم الحسيني غفر الله له ولوالديه

(كم وكم فيما نعرف من أنفسِنا ومِنْ إخوانِنا الخُطباء والدعاة مِنْ حوادث حصلت في خُطب الجمعة أنّ أناسًا استفادوا وتعلّموا العقيدة.

أنا حصلت معي حوادث في لبنان وخارج لبنان في عدة مساجد، مرةً نزلتُ عن المنبر في أحدِ مساجد بيروت جاءني شابٌّ صغير يمكن لعلّه… والعياذ بالله تعالى، قبل أنْ يستمعَ إلى خطبتي وتكلمتُ في التوحيد والحمد لله وبيّننتُ قال لي: قبلَ أنْ أسمعَ منك كنتُ أتوهّم وأعتقد أنّ اللهَ في مئذنةِ المسجد، انظروا هذا كفرٌ عجيب، هذه المئذنة لم تكن موجودة ثم نُصبَت وبُنِيَت ثم هي قد تتهدّم فأيُّ اعتقادٍ بشعٍ وسخيفٍ هذا؟

حدّثنا طبيب أسنان له شهرة في بيروت قال: طلعتُ مع سائق تاكسي بين مكة والمدينة فصرتُ أحدِّثُه في التوحيد والعقيدة، رجلٌ مسنّ يعمل على السيارة سائقًا، فقال لي هذا المسنّ السائق أنا كنتُ أعتقدُ أنّ اللهَ تعالى فوق الكعبة، انظروا هذا يعيش في الحجاز وكان يعتقد هذه الكفرية وأنّ اللهَ كالهواء في جوِّ أو ظهرِ أو هواء الكعبة فوقَها، وبعضُهم يعتقد أنّ اللهَ في جوفِ الكعبة، انظروا إلى بشاعة هذا الكفر.

عقيدةُ الإسلام اللهُ تعالى لا في هواء الكعبة ولا في الكعبة، عقيدةُ الإسلام اللهُ لا يسكنُ السماء ولا فوق السماء لا في العرش ولا فوق العرش لا في الفضاء ولا في الأرض لأنه هو خالق كلّ الأماكن.

شخص في برلين ألمانيا حكى لي مرة كنا نذهب من بلدة إلى بلدة في البحر، فنزلنا إلى المرفأ ننتظر الباخرة الثانية لننتقل إلى قريةٍ أخرى قال لي قبل أنْ أتعلم عند جماعةِ الشيخ كنتُ إذا رأيتُ هذه الغيوم أعتقد أنّها هي الله فكان يرفع يديه ويدعو ويظنّ أنّ هذا الغيم هو الله والعياذ بالله، وهذا الغيم يذهب ويجِىء منه كبيرٌ ومنه صغير ويتغيّر ويتطوّر ويذهب ويظهر ويختفي، ليس هو الإله ليس خالق الكونِ والعالم، بل هذا الغيم مخلوقٌ ضعيف عاجز اللهُ هو الذي أوْجدَه، {قل اللهُ خالقُ كلِّ شىء}[الرعد/١٦]

هذه أمثلة، حكى لنا شيخ من مشايخ لبنان أيضًا له شهرة هو من المشايخ الطيبين قال لنا: مرةً كنا في بلدةٍ لبنانية فنزلَ المطر فسمعتُ شخصًا فوق الأربعين والعياذ بالله عندَما نزل المطر قال تلك العبارة الكفرية البشعة الشنيعة نسبَ البولَ إلى الله، قال الله فعل كذا علينا، انظروا إلى هذا الكفر البشع الشنيع، هذا هنا في لبنان وهناك وهناك في الدول العربية والإسلامية هذه الكفريات منتشرة بين الناس، مَنْ يُحذّر منها إلا القليل النُّدرة النادرة؟

بفضل الله تعالى إخوانُنا في المساجد في القاعات في الاحتفالات في البيوت في التعازي في الأعراس يعلّمونَ الناس العقيدةَ والأحكام، فالألاف من الناس تعلّموا والمئات من الناس تشهّدوا من الكبار والصغار.

أنا مرةً كنتُ في احتفال في محافظة لبنانية في ذكرى المولد وكان الاحتفال ضخمًا كبيرًا، بعدما نزلتُ من المنَصة جئتُ لأقعدَ واحد كبير يمكن فوق السبعين سنة قال لي يا شيخ أليس اللهُ جالسًا على العرش؟ قلتُ له هذا ليس في القرآن، في القرآن {الرحمنُ على العرشِ استوى}[طه/٥] ما قال جالس ولا قال جلس واستوى في حقّ الله تُفَسّر ب {ليس كمثلِهِ شىء}[الشورى/١١] أما جلس هذه عقيدة اليهود والنصارى، جلس هذه عقيدة المجسمة المشبهة والجالس جسم يحتاج إلى جسمٍ أسفلَ منه ليَجلِسَ عليه يعني اتصال جسم بجسم، بفضل الله تشهّدَ الرجل، هذه أمثلة والكثير الكثير الكثير.

هنا في بيروت أحد أدعياء المشيخة وهو زنديق كان يقول لأتباعِه: الله يُدَندلُ رأسَه من السماء، إخوانُنا ومشايخُنا صاروا يحذِّرونَ منه ليُبيِّنوا للناس، انظروا هذا الكفر.

فإذا كان مشايخ الجمعة وخُطباء المنابر لم يُحَذّروا من الكفريات ماذا تتوقعونَ أنْ يحصُل؟ أيُّ مفسدة؟ أي بلية؟ أي فتنة؟ أيُّ جهلٍ يبقى ويستمرّ ويتوسّع؟

لذلك ينبغي على الخُطباء أنْ يتقوا الله ويُحذِّروا من الكفر والمنكرات وأنْ يعلِّموا الضروريات من العقائد والأحكام، أنا لا أقولُ لك يبقى كلَّ عمرِه يتكلّم في مسئلةٍ وقضية واحدة لا، يتناول كلّ المواضيع المهمة لكنْ يُركّز على الأصل على الأساس، لذلك الخطر كبير إنْ لم يأخذ الخطباء والأئمة والمشايخ والدعاة دورَهم الأساس الأصلي الذي لأجلِه نُصِبَت المنابر).

 

*وقال رضي الله عنه: الذي يُحرِّفُ شريعةَ الله التحذيرُ منه فرض والذي يسكتُ عنه شيطانٌ أخرس.

*وقال رضي الله عنه: نحنُ علينا أنْ نحذّرَ ممّن يدعو إلى الكفرِ والفسوق، علينا أنْ نُحذِّر

(ممّن يدعو إلى الكفر هذا تكلَّمْنا عنه، أيضًا ممّنْ يدعو إلى الفسقِ إلى الفجور إلى المعاصي هذا أيضًا نحذّر منه مثلًا الذي يجمع الناسَ على الزنا، الذي يجمع الناس على السرقة، الذي يجمع الناس على شربِ الخمر، كم من السفهاء اليوم الماجنين المُنحلّين الساقطين يقولون شرب الخمر ليس حرامًا على زعمِهم، يقولون هو مكروه فقط، هؤلاء كذّبوا القرآن كذّبوا الدين كذّبوا الإسلام، الخمر محرّم بالقرآن والحديث والإجماع.

بعض الناس اليوم من جهلهِم منْ سخافتِهم منْ عمى قلوبِهم يقولون لك القرآن ما حرّمَ الخمر، هؤلاء كذّبوا القرآن، بعض الناس يقول أنا أريد كلمة حرام عليكم الخمر أو حُرِّمَت عليكم الخمر، ماذا يظنّ من جهلِه؟ أنّ الآيةَ {فهل أنتمْ مُنْتَهون}[المائدة/٩١] والآية الثانية {فاجتنبوه}[المائدة/٩٠] بزعمِه لا تدلّ على التحريم مع أنّ هذا فيه تهديد ووعيد وأنْ يُترَكَ جانبًا وأنْ يبتعدَ الإنسان عنه، فهؤلاء حرّفوا معنى هذه الآيات وقالوا ليس فيها تحريم، وكل علماء الأمةِ من عهدِ النبيِّ إلى اليوم فهِموا منها التحريم، لو كانت لا تعني التحريم لماذا الصحابة ألقَوا الخمور في الشوارع عندما نزلت هذه الآيات؟ وقال عمر انتهَيْنا انتَهينا كما في السنن، فإذًا هذا تحريمٌ للخمر.

ثم هؤلاء السفهاء الذين يقولون أريدُ نصًّا صريحًا واضحًا على كلمةِ تحريم أو حرام يقال له: أينَ النص القرآني أنَّ صفعَكَ على وجهِكَ أنتَ بذاتِك بخصوصِك باسمِكَ ممنوع؟ أعطِنا نصًّا على ذلك، عندَه؟ يقالُ له أينَ النص القرآني الواضح الصريح أنْ لا تضربَ أمَّك بالعصا؟ هل هذا في القرآن؟ لا، لكنْ في القرآن ما يشمَل هذا وأخف منه {ولا تقلْ لهما أفٍّ}[الإسراء/٢٣]

لكنْ أينَ كلمة حرامٌ عليك أنْ تضربَ أمَّكَ بالعصا؟ هل هذا في القرآن؟ لا، فهل يتجرأ واحد فيقول إنّ ضربَ الأمِ بالعصا ليس حرامًا؟ أعوذُ بالله، هذا ممسوخُ القلب.

ومع هذا نحنُ عندَنا دليل نقول لهؤلاء السفهاء الذين يقولون نريدُ دليلًا على تحريمِ الخمر من القرآن، يعني لفظ حرام، في سورة البقرة {يسألونَكَ عن الخمرِ والميْسِر قل فيهما إثمٌ كبيرٌ}[البقرة/٢١٩] إثمٌ هنا يعني ضررٌ كبير، والرسولُ عليه الصلاة والسلام يقول [لا ضررَ ولا ضِرارَ]

في سورة الأعراف {إنما حرّمَ ربيَ الفواحشَ ما ظهرَ منها وما بطَنَ والإثمَ}[الأعراف/٣٣] الإثم محرّم بنصّ القرآن.

فتكون الخمرة محرّمة بالنصوص السابقة {فهل أنتم مُنتَهون}[المائدة/٩١] {فاجتَنِبوه}[المائدة/٩٠] وبهذه الآيات من سورة البقرة ومن سورة الأعراف.

ماذا يريد الزنديق بعد ذلك؟ بعضُهم يدّعي المشيخة كهذا الذي مرةً طلبْناه للمناظرة على التلفزيون في لبنان، ذهبتُ أنا يومَها وهو لمْ يحضُر وهو يدّعي أنه شيخ ويلبس العمامة على رأسِه وقد فضَحَهُ اللهُ تعالى وكفى المسلمين شرَّه وظهرَتْ زندَقتُه على الفضائيات وله شيخٌ أكبر منه في أستراليا أيضًا يقول إنّ القرآنَ لم يحرّم الخمر، هؤلاء زنادقة يلبسونَ العمائم، لعلّهم شغّلَهم أعداء الإسلام من الخارج ليُشوّشوا عقائدَ الناسِ من الداخل.

وأما من الحديث فقولُه صلى الله عليه وسلم [إنّ اللهَ ورسولَه حرّمَ الخمرةَ وثمنَها]

والإجماع الذي نقلَه الحافظُ النووي.

وهذا ملا علي القاري الفقيه الحنفي يقول “مَنْ قال إنّ القرآنَ لم يحرِّم الخمرةَ كفر” لأنّ القرآنَ نصَّ على تحريمِ الخمر.

هذه أربع أجوبة على القضايا التي تتعلق بمسئلةِ الخمر وهذا ردٌّ على السفهاء الماجنين من الرجال والنساء والشباب والشابات الذين يشربونَ الخمر ويُعلِنونَ ذلك ويُرَوِّجونَ له وعلى الفضائيات وفي المسلسلات والتمثيليات وعلى شواطىء البحار وفي الأنهار والبساتين والجبال والمقاهي والسينما يدخلون علنًا يشربون يُشجّع بعضهم بعضًا وبعضُ الأفلام والتمثيليات صار شيئًا علنًا حتى البنات الصغيرات تمارس هذا الخبث والفسق والفجور.

ثم تحريم الخمر قليلًا كان أو كثيرًا نصّ عليه الرسول صلى الله عليه وسلم قال [ما أسكَر الفرقُ منه فمِلءُ الكفِّ منه حرام]  الفرَق شىءٌ كثير، وبرواية أخرى قال عليه السلام [ما أسكَرَ كثيرُه فقليلُه حرام]

بعضُ الماجنين المُنحلّين يقول أنا أشرب البيرة ولا أسكر، لو شربْتَ سطل برميل بيرة تسكر أم لا؟ بلى، إذًا القليل منه حرام.

حتى لو لم يكن شُربًا، لو وضعْتَ القليل منه مع الطعام، بعض الناس يضعون النبيذ مع المقانق أو مع السجق أو مع الطبخ أو مع الشوكولا والبون بون أو مع الكاتو أو الحلويات الويسكي أو غيرها من الخمر، كل هذا حرام لو لم يكن شرابًا.

نحنُ نحذّر من الكفريات في الدرجة الأولى ونحذّر من باقي المُنكرات أيضًا من الفسق من الفجور من شربِ الخمر من الزنا.

كم وكم من الناس اليوم يُرَوِّجونَ للزنا والعياذ بالله إنْ كان من الرجال أو من النساء وصار بعض الناس يُباهونَ بذلك يذهبونَ كالبهائم إلى الزنا يتلطخون ويتضمّخونَ بهذه القذارة ثم يقعدون في المجالس فيتَباهَوْنَ بين الرجالِ يأتي هذا الخبيث الملعون يقول أنا الليلة فعلتُ كذا وكذا، يحرّك الآخرين، وهذا يقول أنا نمتُ مع فلانة هذا يقول أنا فعلتُ مع زوجة فلان، وهذا يقول مع جارتِنا فلانة، لعنةُ اللهِ عليكم لعنات متتاليات، هؤلاء يُفسِدونَ المجتمع يدمّرونَ العائلات الأسَر، وبعضُ النساء الساقطات المُنحلّات الوضيعات الرخيصات القذرات الوسِخات هي تلحق الشباب تعلِّقُهم بنفسِها تصطادُهم على الفيس بوك والواتساب، تدخل أحيانًا على الأسماء على الأرقام على الصور مَنْ أعجبَها على الصورة والكتالوج تختار مَن تريد ثم تعمل على اصطيادِه، وتقع في الزنا.

بعضُهنَّ تركتْ أولادَها وسافرت منْ ألمانيا إلى المغرب وبعضُهنّ من السويد إلى المغرب وبعضُهن من أوروبا إلى لبنان أو من لبنان إلى بلدٍ آخر إلى مصر إلى غيرِها، هؤلاء النساء الرخيصات تهتك سترَها، ارتكبَت أعظم الذنوب بعد الكفر وبعد قتلِ النفس التي حرّمَ اللهُ إلا بالحق ألا وهو الزنا، ذنبُ الزنا هو الثالث في ترتيب الكبائر والجرائم.

ترتيبُ الجرائم أوّلُها الكفر، ثانيها القتل بغير حق، ثالثُها الزنا.

ولهذا الخبيث الملعون الدجال الشيطان الخسيس الوضيع الذي يزني بجارتِه أو بزوجةِ جارِه ليَسمع أنّ الرسولَ عليه الصلاة والسلام قال [ما زالَ جبريل يوصيني بالجار حتى ظنَنْتُ أنه سيُوَرِّثُهُ] انظروا إلى حق الجار.

تعرفون ماذا ورد أنّ الإنسان إذا مدحَه جيرانُه وأثْنَوا عليه يدلّ على حُسنِ حالِه؟ فكيفَ يزني بزوجات الجيران أو بالجارات؟ وتعرفون أنّ الذي يزني بزوجةِ الجار كعشرِ زنيات بغيرِها؟

لعظيمِ حقّ الجار، فهؤلاء السفلة المنحطين الساقطين الذين يُروِّجونَ للزنا من الرجال والنساء يستحقونَ التحذير والفضيحة لأنهم يُخرِّبون الأسَر يُدمِّرونَ العائلات يُفرِّقونَ الأم عن أبنائِها والأب عن أولادِه، فحذّروا من الزنا الذي تفَشّى للأسف بين كثيرٍ من الناس وصارت بعضُ البلاد كأنها مرتعًا للزنا سوقًا للزنا، بعضُ البلادِ بعض المناطق صارت كأنها والعياذ بالله أوكارًا للدعارة والقذارة والحقارة للتخلّف والرجعية بهذه النجاسات والقذارات والحقارات.

كم وكم من الناس يرَوِّجونَ اليوم للزنا ذنبٌ عظيم إجرامٌ كبير، اللهُ يقول في القرآن في صفةِ المؤمنين الكاملين {ولا يَزنون}[الفرقان/٦٨]

انتبهوا احذروا حذّروا الناسَ من هذا الفسق والفجور والخبث ومن هذه الملعنة، الزنا ملعنة فضيحة في الدنيا والآخرة لمَنْ فعلَ ولم يتُب، أما مَنْ تابَ وكان صادقًا في توبتِه فإنّ اللهَ يقبلُ التوبةَ من عبادِه، قال صلى الله عليه وسلم [التائبُ من الذنبِ كمَنْ لا ذنبَ له]

هذه المرأة الخبيثة الملعونة التي تترك زوجَها أو أولادَها وتروِّج للزنا وتعمل على الزنا وتزني إنْ كان على الفيس بوك والواتساب وتلحق الشباب هؤلاء خبيثات خطيرات لا يُؤْتَمَنْ لهنَّ، فمَنْ عُرِفَتْ بهذا لا تأذنوا لها في دخولِ بيوتِكم، لا تأذنوا له أنْ يختلطَ في أهلِكم أنْ يُخالطَ أهلَكم، مَنْ عُرِفَ بذلك فاحفظوا أهلَكم منه ومَنْ عُرِفَتْ بذلك فاحفظوا الناس منها لأجلِ أنْ لا تُخرِّبَ ولا تدمّر ولا تُفسِد.

كم من عائلاتٍ لحِقَها الدمار وسفكِ الدماء ثم إلى السجون بسببِ هذه الوضيعة الرخيصة الوسخة القذرة التي تعمل على الزنا وترَوِّج له أو بسببِ هذا المُنحط الخسيس الوضيع، هؤلاء يدمّرونَ المجتمعات يصل بسبِبهم أحيانًا الناس إلى سفكِ الدماء ثم إلى السجون ولا حول ولا قوة إلا بالله.

إذًا نحنُ نحذّر من الفسق من الفجور من كلِّ المنكرات لكنْ الكفر هو أكبر المنكرات، أكبرُ الجرائمِ أخطر الجرائم على الإطلاق الكفر لأنّ مَنْ مات عليه منْ غيرِ أنْ يرجِعَ إلى الإسلام بالشهادتين خُلِّدَ في جهنم إلى أبدِ الآبدين.

جاءت امرأةٌ إلى شيخِنا وكنتُ حاضرًا وهذه القصة حكيْتُها على المنابر أكثر من مرة وهي قصة مؤثّرة ومُرعبة ومُفزِعة وخطيرة جدا، هذه المرأة جاءت تحكي عن أختِها التي حصلَ معها أمرٌ فظيع ورأوْهُ بأعيُنِهم ما هو؟

رجلٌ من الطيبين من آل أبي النعاج كان يدرّس هذه المرأة التي جاءت إلى شيخِنا ويدرّس أهلَها في مخيم شاتيلا في بيروت، وجاء معها وهو من الصادقين وأهلُه أيضًا من الصادقين من الطيبين, جاء معها واسمُها فاطمة هي تعيش في مخيم شاتيلا في بيروت وأختُها في دمشق في منطقة يقال لها كفرسوسة معروفة هناك في دمشق، أختها مريم، مريم هذه حملَت أول مرة أجهضَت ثاني أسقطَت ثالث مرة هكذا إلى خمس مرات، وهي تُجهض لا يَثبُت الحمل عندَها، في المرةِ الخامسة كفرَت بربِّها كفرًا فظيعًا قالت لا أعبدُه بعد اليوم لماذا أعبُدُه وهو يقتلُ أولادي، حاشى، تقول عن رب العالمين الذي خلقَها وأوجَدَها ورزقَها وأعطاها النِّعم تقول لا أعبدُه بعد اليوم ولماذا أعبدُه وهو قتل أولادي

هذه مريم بعد الإجهاض الخامس مرضت اللهُ أعلم هل هو النزيف أو ما شابه وماتت، وقام أهلُها بتجهيزِها وأختها فاطمة هنا في مخيم شاتيلا، اتصلوا بها قالوا لها أدركي أختكِ ماتت ونحنُ نعمل على دفنِها، خرجَتْ فاطمة لم تلحق الدفن، أُخبرَت متأخرة إلى أنْ ذهبتْ إلى الحدود إلى أنْ  دخلَت وهذا قبل هذه الأحداث والبلبلات والمشاكل، وصلَتْ متأخرة ووجدَتْ أنّ أهلَها قد

 رجعوا من الجبانة من الدفن، هي وصلَت بعد المغرب ورأتْهم في حالةٍ مرعبة من الفزع والصراخ والخوف والبكاء والاضطراب شىء زائد عن مجرد الموت، قالت ما الأمر وهل إلى الآن وأنتم في الدفن ما الذي حصل؟ قالوا لها لا نحنُ رجَعْنا بعد العصر لكنْ جاء الحفار وقال الحَقوا ابنتكم دفنتموها وهي حيّة تصرخ من تحت التراب صراخَ المُعذَّب الذي يتقطّع بدنه، صراخًا مُرعِبًا الحفار ارتعب، جاءوا حفروا فإذا بها كالجذعِ المُحترق اليابس سوداء مُتَفَحّمة مما زاد في حُرقَتِهم وفي ألمِهم، ونزلَ بهم ذلك الكرب، ردّوا عليها التراب ورجَعوا وكانت وصلت فاطمة وهي عندَهم جاء الحفارُ ثانيةً ليلًا وخرجوا إلى الجبانة مرةً ثانية، تخيّلوا ما الذي يحصل في قلوب الأهل على ابنتِهم على أختِهم وهي في هذا العذاب وفي هذا الحريق والاحتراق وهذا بعدُ لم تصل إلى الآخرة، الناسُ سمعوا الصراخ عند باب الجبانة، فتحوا القبر ثانية فإذا بها مُحترقةً مرةً ثانية متفَحِّمة وزادَ عن الأول، أخذَهم ما أخذهم من الألم والحزن قالوا هذا حالُها مهما فعلْنا.

ثم جاءت هذه فاطمة إلى شيخِنا وحكت له وتأثّرَ وظهرَ عليه التأثر الشديد واسْتأذَنَها قال تأذنينَ أنْ نسجّلَ هذا على الآلة؟ فأذِنَت، فوضَعنا نحنُ لها آلة التسجيل على الطاولة أمامها وسجلت الحادثة.

قال الشيخ بعد أن انتهت  “هذا بعضُ ما لها من العذاب وما لم تطّلِعوا عليه أشد وما لها في الآخرة أكبر لأنها اعترضَتْ على الله لأنها كفرت وماتت على الكفر”

رأيتم لماذا التحذير من الكفر أشد وأولى وأهم؟ لأنّ الكافر يُخلَّد في النار إلى أبدِ الآبدين لذلك كان ينبغي التشديد في التحذيرِ من الكفر رأفةً بهؤلاء الناس لأجلِ أنْ لا يموتوا على الكفر لأجلِ أنْ لا يُخلَّدوا في جهنم، ومَنْ شاء اللهُ له الاهتداءَ قبِلَ منكم النصيحة ورجَع للإسلام بالشهادتين أما مَنْ لم يتشهّد ومات على الكفر خسرَ الدنيا والآخرة، لذلك نحن نحذّر من الكفر ومن باقي المنكرات كالفسوق كالزنا كشربِ الخمر كالسرقة كلعبِ القمار والفسقُ والفجورُ كثير والكبائر كثير، نسألُ اللهَ السلامةَ والنجاةَ ونسألُهُ حسنَ الحال وحُسنَ الختام)

 

*يقول الشيخ رحمه الله: فمَنْ لم يحَذِّرْ فهو عاصٍ يستحقُّ العذاب، الذي لا يغيِّرُ المنكرَ مع القدرة يستحقُّ العذاب لذلك علينا أنْ نحذِّرَ الناسَ مِنْ دعاةِ الكفر.

*وقال رضي الله عنه: الإنسانُ خُلقَ ليَعبُدَ الله ما خُلقَ للأكلِ والشرب، عبادةُ اللهِ كيفَ تكون؟ بالتعلّم، بتعلُّمِ علمِ الدين لا عُذرَ للجاهل، تكلّموا بالتوحيدِ أينما كنتم.

*قال الإمام الهرري رضي الله عنه: كلُّ فردٍ  ليَشتغل بالتوحيد في مجالسِكم وفي أسفارِكم انشروا التوحيد.

واحدٌ منْ جماعتِنا قال: كنتُ في الحجاز فالسواقُ سوّاقُ السيارة التي يأخذُنا من مكةَ إلى المدينة تحدّثتُ معه وأنا في السيارة بيّنتُ له العقيدةَ فقال: أنا كنتُ أظنُّ أنّ اللهَ بين مكةَ والمدينة، وهو رجلٌ كبير، تكلّموا بالتوحيدِ أينما كنتم في البيوتِ وغيرِ البيوت في رحلةِ الحج أو العمرة، كذلك كثيرٌ من الناس يعتقدون أنّ الإسلامَ هو قولُ لا إله إلا الله محمدٌ رسولُ الله مِنْ غيرِ معرفةِ أنّ اللهَ تعالى ليس جسمًا ليس له كميةٌ –أي مقدار- لا يعرفون بل بعضُ الناسِ يعتقدونَ أنَّ اللهَ ذكَر والعياذ بالله ويظنونَ بأنفسِهم أنهم مسلمون، هنا في لبنان حصل وفي غيرِ لبنان لأنهم تركوا علمَ الدين وانكبّوا على علمِ الدنيا، الأبُ والأم لا يعلِّمانِ الولدَ في البيت والمدارس لا تُعلّم إلا مدارسُ جماعتِنا، في لبنان لا توجَدُ مدارس تعلِّمُ التوحيدَ  كما يجب إلا مدارسُ جماعتِنا

-(بل بعضُ المدارس في لبنان التي تسمي نفسَها إسلامية والإيمان وما شابه أو عبارات على زعمِهم دينية وإسلامية وما شابه يعلمون الأولاد الكفر الصريح.

مرة هنا مدرسة في بيروت أعطيَ الولدَ قصيدة فيها كفرية عجيبة ليَحفظَها، فيها نسبة الأبوة والبُنوة إلى الله، فكلّمَنا الشيخ نزار رحمة الله عليه وجعلَه في أعلى عليين، أنا وبعضُ الإخوة ذهبنا إلى مديرةِ هذه المدرسة، صارت تتظاهر أنها لا علمَ  لها بهذا الكلام، تصوّروا مديرة لا تعرف مقرّرات المدرسة وما هي الأمور التي تُعطى للأطفال لحفظِها ويردّدونَها جماعةً في المدرسة، كفر صريح في نسبةِ الأبوة والبنُوة إلى الله.

ومرةً ذهبْنا إلى رئيس مجموعةِ مدارس في لبنان أرَيْناه المقرَّرات التي عندَهم وفيها تكذيبٌ للقرآن، قال هذا عندَنا في مدارسِنا؟ أرَيْناه أنها طُبِعَت باسمِ مدارسِهم وفيها هذه الكفريات، قال أنا أكلِّمهُم، رفعَ التلفون وتكلّمَ مع فلان وفلانة قال سنُغيّرِ، بعد مدةٍ عرَفْنا أنهم لم يغيِّروا فصرْنا ندور على المدارس مدرسة مدرسة وعلى النُّظار والمدراء ما بلغَنا أنهم غيّروا إلا أنّ معلمة ليست مديرة في إحدى هذه المدارس التابعة لجماعة هذا الإنسان قالت للطلاب في الصف افتحوا الدرس الفلاني الصحيفة الفلانية أمسكوا الورقة مزّقوها، هذه المعلمة جزاها اللهُ خيرًا فعلَتْ ذلك، فطردوها، هذه مدارس إسلامية على زعمِهم.

مدرسة أخرى تسمّى الإيمان على زعمِهم كانوا يعلّمونَ الأولاد في كتاب باسمِ المحفوظات يقول الله كالعصفور يتثنّى على الأغصان وكالسمكة يسبح في الأنهار، أستاذ من آل دبوسي وآخر من آل صهيوني حذّرا الأولاد وقالا هذا كفرٌ واتركوا هذا الدرس لا تقرأوهُ لا تحفظوا فيه، أيضًا طُرِدا، واحد سافر إلى أستراليا والثاني صار يعمل سائقُا على السيارة.

لكنْ رُويَ “مَنْ تركَ شيئًا لله عوّضَه اللهُ خيرًا منه” لو كان أُخرِجا من التدريس لأنهما قالا الحق لكنْ ما لهما عند الله أعظم من كلِّ هذه المدارس ليس فقط من صف بل من كلّ المدارس ومن وظيفةِ مدير ومن صاحب مدرسة إذا كان بهذه النجاسة وبهذا الخبث.

كم من مدارس تسمى إيمانية وإسلامية وأسماء رنانة تعلّم الاولاد والضلال وهذا عندَنا حوادث بالأسماء ومقررات مدارسِهم وكتبهم عندنا وحذّرْنا منهم على المنابر، أنا ممّن أحمل كل سنة في موسم الصيف والدراسة الكتب على المدارس وأحذّر، وهذا مسجّل بالفيديوهات نحنُ لا نتقوّل عليهم هذا موجود في كتبِهم وفي مؤلَّفاتِهم، أيُّ مدارس؟

هذه المدارس التي يسمّيها هؤلاء على زعمِهم مدارس الإيمان مدارس الكذا الإسلامية البيادر السنابل كذا والجواهر كذا البيت المعمور، هذه مدارس مليئة بالجهل والفساد ونحن نتكلم عن المناهج التي اطّلَعنا عليها وذهبْنا إلى بعضِ المسؤولين ومن هم في منصب المسؤولية وكلّمْناهم وهذا منْ أكثر من خمسة عشر سنة وما بعدَ ذلك إلى مدةٍ قريبة، السنة الماضية كثير من المدارس الحكومية والخاصة وضعوا في مقرّراتِهم على زعمهم الله كتاجِ نخلة، ما هذا الكفر؟

ليس كمثلِه شىء، شبّهوا اللهَ بالأم وأشياء وأشياء من الكفر والضلال.

هذه المدارس في معظمِها وغالبيّتِها تعلّم الكفر والفساد والفسق والفجور.

لذلك يا إخواننا أكثر الناس لا تعلّموا في بيوتِهم ولا في المدارس فأنتم لا يسعُكم السكوت، لا يسعُكم إلا أنْ تبيّنوا، أما مَنْ لم يُبيِّن مَنْ لم يحذِّر مَنْ قصّر فليَبكِ على نفسِه).

 

*وقال رضي الله عنه: الدعوةُ إلى عقيدةِ أهلِ السنةِ والجماعة منْ أفضلِ المبرّات.

والحمد لله رب العالمين