الأربعاء ديسمبر 4, 2024

ما يتأكَّد بدءُ العام الهجري به

ويتعيَّنُ افتِتاحُ العامِ بتوبةٍ نَصوحٍ تمحُو ما سلفَ من الذنوبِ السالفةِ في الأيامِ الخالية.

قَطَعْتَ شهُورَ العامِ لَهْوًا وغَفلةً            ولمْ تحتَرِمْ فيما (2) أتيتَ المُحرَّمَا

فلا رَجَبًا وافَيتَ فيهِ بحقِّهِ              ولا صُمْتَ شهرَ الصومِ صومًا مُتَمَّمًا

___________

  • من حيث ذاتُها.
  • أي لم تُراعِ إظهارَ الاحترامِ وليس على معنى الاستخفاف بهذا الشهر المبارك.

 

ولا في ليالي عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ الذي      مضى كُنتَ قوَّامًا ولا كُنتَ مُحرِما

فهل لكَ أن تُمْحَى الذُّنوبُ بعِبرةٍ          وتبكــــــــــي عليها حسرةً وتنَدُّما

وتستقبِلَ العامَ الجديدَ بتوبةٍ                   لعلكَ أن تَمْحُو بها ما تقدَّما

ويتأكدُ أيضًا الاجتهادُ ببدءِ العامِ بوجوهِ المبرّاتِ وصُنوف الطاعات (1). وقد سمَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم المُحرَّمَ شهرَ الله، وإضافتهُ إلى الله تدلُّ على شرفِ الشهرِ وفضلِهِ كما سبق.

وقد قيلَ في معنى إضافةِ هذا الشهرِ إلى الله عز وجل: إنهُ إشارةٌ إلى أنّ تحريمَه إلى الله عزّ وجل ليسَ لأحدٍ تبديلُه كما كانتِ الجاهليةُ يُحِلُّونه ويُحرِّمونَ مكانَه صفَرًا، وفي ذلك قالوا:

شَهْرُ الحرامِ مُبارَكٌ مَيمونُ                والصومُ فيه مُضاعَفٌ مسنونُ

وثوابُ صائمِهِ لوَجْهِ إلهِهِ (2)        في الخُلدِ (3) عندَ مَليكِهِ (4) مخزونُ

___________

  • على عكس ما يعملُه الكفار والفُجّار والفُساق في أول السنة الرومية من افتتاحِها بالزّنى وشرب الخمر والمُحرَّمات بدلَ أن يُحاسِبوا أنفُسهم ويندَموا على ما فرَّطُوا فيه.
  • أي ابتغاءَ ثوابِ الله ومرضاتِهِ، فهو نظيرُ قوله تعالى {وما تُنفِقُونَ إلا ابتِغاءَ وجهِ اللهِ} أي رِضاهُ وطلبًا للثوابِ منه عزَّ وجلَّ.
  • أي جِنانِ الخُلد.
  • أي حكم الله به، والله تعالى موجودٌ بلا كيفٍ ولا مكانٍ.