ما يتأكَّد بدءُ العام الهجري به
ويتعيَّنُ افتِتاحُ العامِ بتوبةٍ نَصوحٍ تمحُو ما سلفَ من الذنوبِ السالفةِ في الأيامِ الخالية.
قَطَعْتَ شهُورَ العامِ لَهْوًا وغَفلةً ولمْ تحتَرِمْ فيما (2) أتيتَ المُحرَّمَا
فلا رَجَبًا وافَيتَ فيهِ بحقِّهِ ولا صُمْتَ شهرَ الصومِ صومًا مُتَمَّمًا
___________
ولا في ليالي عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ الذي مضى كُنتَ قوَّامًا ولا كُنتَ مُحرِما
فهل لكَ أن تُمْحَى الذُّنوبُ بعِبرةٍ وتبكــــــــــي عليها حسرةً وتنَدُّما
وتستقبِلَ العامَ الجديدَ بتوبةٍ لعلكَ أن تَمْحُو بها ما تقدَّما
ويتأكدُ أيضًا الاجتهادُ ببدءِ العامِ بوجوهِ المبرّاتِ وصُنوف الطاعات (1). وقد سمَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم المُحرَّمَ شهرَ الله، وإضافتهُ إلى الله تدلُّ على شرفِ الشهرِ وفضلِهِ كما سبق.
وقد قيلَ في معنى إضافةِ هذا الشهرِ إلى الله عز وجل: إنهُ إشارةٌ إلى أنّ تحريمَه إلى الله عزّ وجل ليسَ لأحدٍ تبديلُه كما كانتِ الجاهليةُ يُحِلُّونه ويُحرِّمونَ مكانَه صفَرًا، وفي ذلك قالوا:
شَهْرُ الحرامِ مُبارَكٌ مَيمونُ والصومُ فيه مُضاعَفٌ مسنونُ
وثوابُ صائمِهِ لوَجْهِ إلهِهِ (2) في الخُلدِ (3) عندَ مَليكِهِ (4) مخزونُ
___________