فائدة مهمة:
- الغضب إذا أضيف إلى الله فمعناه إرادة الانتقام قال الإمام أبو حنيفة: والله يغضب ويرضى لا كأحد من الورى لأن الله غضبه ليس كغضبنا ولا يرضى كرضانا. ليس انفعالا نفسانيا غضبنا انفعال نفساني ورضانا كذلك.
- صلة الأقارب والأرحام: والمراد بالرحم الأقارب كالخالات والعمات وأولادهن والأخوال والأعمام وأولادهم. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل من وصل رحمه إذا قعطت، ففي هذا الحديث إيذان بأن صلة الرجل رحمه التي لا تصله أفضل من صلته رحمه التي تصله، لأن ذلك من حسن الخلق الذي حض عليه الشرع حضا بالغا، فقد قال بعض العلماء: المؤمن كالشجرة المثمرة هذه الشجرة يأخذ منها ثمرها الذي يأخذ برفق، وآخر يضربها فيأخذ ثمرها لا تمنعه، المؤمن مقصوده رضا الله.
- حسن معاملة الجيران والإحسان إليهم: لحديث عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة، فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك.
فقد روي عن سهل التستري أنه كان له جار مجوسي، فانفتح خلاء المجوسي إلى دار سهل فأقام سهل مدة يزل أي ينحي في الليل ما اجتمع عنده من القذر في بيته حتى مرض فدعا المجوسي واعتذر بأن ورثته لا يتحملون ذلك الأذى كما كان يتحمله فيخاصمون المجوسي، فتعجب المجوسي من صبره على هذا الأذى العظيم ثم قال له: “تعاونني بذلك هذه المدة الطويلة وأنا على ديني، مد يدك لأسلم فمد يده فأسلم، ثم مات سهل رضي الله عنه.
- وقد روى البخاري أن رسول الله: “لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة” رواه أبو داود الطيالسي فرسن شاة: ظلفها، رجلها أليس عليه ما يؤكل مع أنه شيء قليل هذا فيه ثواب إذا أهدتها الشيء القليل هذا فيه حسنة. لا تترك الإحسان إليها ولو بشيء قليل. وفي هذا الباب ورد في أمر الجار أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: “ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به” فالذي يعلم أن جاره ليس له طعام يسد به ضرورته ثم لا يغيثه يترك جاره يقاسي ولا ينقذه وهو يعلم بحال هذا الجار هذا معناه كأنه لم يؤمن بي معناه ذنبه عظيم.
وقد قيل ثلاثة تكدر العيش: جار السوء، والولد العاق، والمرأة الخائنة.
- حسن الصحبة والمعاملة في السفر: وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي. وقد ورد مرفوعا: “الرجل على دين خليله فينظر أحدكم من يخالل، وقال تعالى: (وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب).
- وقد قال ابن عباس في تفسير (والصاحب بالجنب) الرفيق في السفر.
- التعليم من كفاءات الآخرين وخبراتهم وتجاربهم والاستفادة منها.
- مجاراة الناس الذين يخشى من ضررهم وشرهم في أخلاقهم وللأمن من غوائلهم وشرورهم دون الوقوع في أمر حرمه الله.
- حسن معاملة الرئيس للمرؤوس والقائد للمقود والمدير للمدار وبالعكس.
- حسن معاملة الحاكم لرعيته والرعية للحاكم.
- حسن معاملة المعلم للتلميذ والتلميذ للمعلم ففي الحديث: “ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه أي ليس على طريقتنا الكاملة. ومن آداب الإسلام توقير الكبير ورحمة الصغير، فحق المحب على المحب أن يرحمه فعن أنس رضي الله أنه قال: خدمت رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي قط: أف، ولا قال لشيء فعلته لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلت كذا؟
- الكبير في السن ينبغي أن يقدم في المجلس وفي الكلام ينبغي أن ينتظر حتى يبدأ الكبير في الكلام إذا كان الكلام فيه مشاورة لا ينبغي أن يسبقه الصغار. في هذا الزمان الصغير يتقدم على الكبير ويجلس أمام أبيه بغير احترام ويرفع صوته على من هو أكبر منه، لو كان الحق مع الصغير يظهر المصلحة من غير رفع صوت. وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أراني في المنام أتسوك بسواك فجاءني رجلان، أحدهما أكبر من الآخر فناولت السواك الأصغر فقيل لي: كبر، فدفعته إلى الأكبر منهما.
- وذكر أهل العلم أن من آداب المعلم أن يكون حليماً لأنه بالحلم يتحقق معنى التعليم كذلك تحمل المتاعب من المتعلمين والمتعلمات هذا أيضاً ييسر فائدة التعليم والتحصيل. ما أفلح المفلحون إلا بالصبر والحلم.
- إكرام الضيف، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه.
- إكرام الضيف لحديث أبي شريح العدوي في الصحيحين قال: سمعت أذناي وأبصرت عيناي حين تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته قالوا: وما جائزته؟ قال: يومه وليلته والضيافة ثلاثة أيام فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه. والمناسب أن يأكل الضيف إلى حد الشبع حتى لا ينكسر خاطر صاحب الطعام، ليس يأكل قليلا ثم يترك، وإكرام الضيف سنة مؤكدة.
- لا تعلق قلبك بما في أيدي الناس والزم القناعة والعفاف. قال الله تعالى: (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها) وقال تعالى: (للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيمهم لا يسئلون الناس إلحافاً).
- فقد ورد في حديث ضعيف القناعة كنز لا يفنى ومعناه كالكنز الذي لا يفنى ككنز يطول كثيراً، الذي يرضى بالقليل من الرزق الذي ساقه الله إليه هذه القناعة كأنها كنز لا يفنى، ومعناه أن القناعة غنى القلب، القلب يرتاح بالقناعة أما إذا كانت النفس لا ترضى بالقليل من الرزق دائماً هي في تفكير، من كان همه دائماً في المال، يفكر كيف يزيد ماله، هذا لا قناعة له في الرزق، كم من أغنياء كلما غنوا يطمعن في الزيادة أما الذين غلبت عليهم النقاعة وحب الآخرة إذا كثر عندهم المال يتضايقون حتى يوزعوه، لا ترتاح نفوسهم حتى يفرقوه، هذا شأن الأولياء الذين امتلأت قلوبهم قناعة وزهدا.
- وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن يأخذ أحدكم أحبله ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه.
- كسب اليد أنفع من غيره النجار والحداد هذه الحرف أشرف من بعض الحرف: التجارة محمودة أيضاً إذا كان الشخص يلتزم الصدق. والزراعة فيها خير الذي يزرع لا للبطر والفخر بل لينفع نفسه وغيره هذا أيضاً محمود.