الجمعة أبريل 19, 2024

فائدة جليلة

أجمع المسلمون على أن الله تعالى متكلم بكلام واحد قديم أزلي أبدي ليس بـحرف ولا صوت ولا لغة[1]، لا يشبه كلام الخلق، قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه وهو من أساطين علماء السلف، في كتابه الفقه الأكبر[2]: “ويتكلم لا ككلامنا ونحن نتكلم بالآلات والحروف والله يتكلم بلا ءالة ولا حروف“.اهـ وذهب العلماء في تفسير قول الله تعالى في سورة يس{إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون}[يس:82] مذهبين: قال الإمام أبو منصور الـماتريدي[3]: إنه عبارة عن سرعة الإيجاد وتكوينه عند تعلق إرادته بلا تراخ ولا تعذر. وقال الإمام البيهقي الأشعري: عبارة عن حكم الله الأزلي بوجود الشىء فيحدث المراد له تعالى في وقته الذي شاء وعلم حدوثه فيه.اهـ[4]

وليس المعنى أن الله يخلق الأشياء بعد النطق بالكاف والنون، فهذا مستحيل على الله تعالى. لأن النطق بالكاف والنون من صفاتنا، وهما حرفان عربيان. وكذلك ما يقوله بعض الناس “سبحان من أمره بين الكاف والنون” كلام فاسد لا هو قرءان ولا حديث ولا هو كلام أهل العلم. اهـ

[1]  قال العلامة أبو علي السكوني الإشبيلي المالكي المتوفى سنة سبعمائة وسبعة عشر في كتابه التمييز لما أودعه الزمخشري من الاعتزال في تفسير الكتاب العزيز (1/92، دار الكتب العلمية) ما نصه: وكلام الله سبحانه واحد بإجماع الأمة.اﻫ وقال القاضي أبو بكر الباقلاني في الإنصاف(ص/149، عالم الكتب): ويجب أن يعلم أن الله تعالى لا يتصف كلامه القديم بالحروف والأصوات ولا شىء من صفات الخلق وأنه تعالى لا يفتقر في كلامه إلى مخارج وأدوات بل يتقدس عن جميـع ذلك اﻫ

[2]  انظر شرح الفقه الأكبر لملا علي القاري (ص/58، دار الكتب العلمية)

[3]  انظر كتابه تأويلات أهل السنة  (8/542، دار الكتب العلمية).

[4]  انظر شرح الفقه الأكبر لملا علي القاري (ص/36)، الدليل القويم للإمام المحدث الشيخ عبد الله بن محمد الهرري (ص/269، دار المشاريع).