الجمعة أبريل 19, 2024

عمرو خالد يحرف الأحاديث النبوية وينسبها إلى غير مواضعها

قال في المدينة الرياضية في بيروت بتاريخ 11/3/2002 عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للصحابة: «بلغني أن الله يباهي بكم الآن الملائكة».

هذا كلام لا أصل له البتة ونتحداه أن يثبت السند.

وفي المناسبة نفسها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للجيش: «لا تقتلوا شيخًا لا تقتلوا امرأة لا تقطعوا شجرًا»، وقال: لا تقتلوا امرأة لا تقطعوا شجرًا، وقال: «ستجدون رهبانًا تفرغوا للعبادة في الكنائس فلا تقربوهم لا تحرقوا زرعًا لا تروعوهم».اهـ.

نقول: من أين لعمرو خالد هذا الحديث وأين صحة سنده وقد كان عليه أن لا يتملق للنصارى بالأحاديث المكذوبة؛ بل كان عليه أن يبيّن الأحكام التي وردت في الكتاب والسُّنَّة ومثل هذه الأحكام لا تخفى على المسلمين ولا تخفى على الكثير من غير المسلمين؛ لأن الثقافة الإسلامية شائعة ولا يستطيع أن يحجر عليها أحد ولسنا بحاجة للروايات المكذوبة لإثبات إنصاف المسلمين وعدلهم فالنصوص الصحيحة طافحة بذلك.

  • ويقول في المناسبة نفسها: «الناس والبشرية تنادي أين ربنا ليحاسبنا».

الرَّدُّ:

هذا كلام لا أصل له ولا دليل عليه فمن أين أتيت به يا عمرو ولا عجب فإن من تصدر للتدريس والإفتاء وهو ليس من أهل العلم لا يستغرب صدور مثل هذا منه.

  • ويقول في شريط المدينة الرياضية – بيروت: «‏كل البشرية تذهب إلى ءادم ليشفع لها عند ربهم فيقول نفسي نفسي وكذلك عند نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ليشفع لهم فيقول الناس الكافر والمسلم: «من يشفع لنا عند ربنا ليبدأ الحساب» ‏‏‏‏‏فيقول الأنبياء نفسي نفسي وعندما يذهبون لمحمد يقول: «‏يا رب اشفع فـيّ أن يبدأ الحساب‏‏‏»،‏ فيبدأ الحساب كرامة لرسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم».ا‏‏هــ.

الرَّدُّ:

من أين جاء عمرو خالد بعبارة «‏‏ليبدأ الحساب» فإن هذه العبارة لا أساس لها ولا أصل لها في حديث الشفاعة ولا في غيره، وإنما الشفاعة التي وردت في الحديث في هذا الموقف هي الشفاعة للمؤمنين خاصة من حر الشمس في ذلك اليوم.

‏‏‏‏‏‏‏‏‏ثم ألا يعلم عمرو خالد أنه ليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا هلك، روى البخاري في صحيحه بسنده عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «‏من نُوقِشَ الحساب عُذِّب»([1])‏‏‏‏‏‏‏‏‏ قالت: أليس يقول الله تعالى: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يًسِيرًا} [سورة الانشقاق: 8] قال: «‏ذلك العرض». وروى بسنده عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «‏‏ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك» فقلت: يا رسول الله أليس قد قال الله تعالى: {‏‏‏‏‏‏‏‏‏فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا‏‏‏‏‏‏}‏‏‏‏‏‏‏‏[‏‏‏‏‏‏‏‏‏سورة الانشقاق: 7، 8‏‏‏‏‏‏‏‏‏] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «‏إنما ذلك العَرْض وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عُذِّب‏‏».

‏‏‏‏‏‏‏‏‏أما الأنبياء والأولياء فإنهم يحاسبون حسابًا يسيرًا وذلك لإظهار فضلهم كأن يقال للنبي هل بلغت الرسالة ونحو ذلك وفي ذلك سرور له لا تكدير فيه بل فيه إظهار لشرفه وفضله.

  • ثم يقول عمرو خالد في كتابه المسمّى «‏‏أخلاق المؤمن» (‏‏‏‏‏‏‏‏‏ص 27): «‏يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «‏إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم وإنما الصبر بالتصبر‏».اهـ.‏ ويدعي عمرو أن ابن حجر رواه في فتح الباري (1/161):

الرَّدُّ:

لا يوجد في «فتح الباري» من الحديث إلا الفقرة الأولى: «‏إنما العلم بالتعلم‏‏‏‏‏‏‏‏‏».

  • ويقول عمرو خالد في (‏‏‏‏‏‏‏‏‏ص‏‏‏‏‏‏‏‏‏33) ‏في المصدر نفسه عن حديث: «‏لا تنسنا يا أخي من صالح دعائك‏‏‏‏‏‏‏‏‏» قال: رواه أبو داود في الحديث 3562.

الرَّدُّ:

الحديث غير موجود في هذا الموضع إنما تحت رقم 1498.

  • وقال في (ص54) في المصدر نفسه: «‏يقول النبي صلى الله عليه وسلم للجيش أثناء خروجه في غزوة مؤتة: انطلقوا باسم الله على ملة رسول الله لا تقتلوا شيخًا فانيًا لا تقتلوا امرأة لا تقتلوا صغيرًا رضيعًا لا تهدموا بناءً لا تحرقوا شجرًا لا تقطعوا نخلًا وأحسنوا‏».اهـ. ‏رواه أبو داود في (الحديث 2614).

الرَّدُّ:

لم يرد هذا الحديث بهذا النص عند أبي داود وقد زاد فيه عمرو: «‏لا تهدموا بناءً لا تحرقوا شجرًا لا تقطعوا نخلًا‏‏».

‏‏‏‏‏‏‏‏‏وفي أبي داود: «‏ولا تغلوا وضموا غنائمكم وأصلحوا‏‏».

  • ذكر عمرو حديثًا طويلًا في المصدر نفسه (ص‏‏‏‏‏‏‏‏‏67 – 68) ثم قال: «‏رواه الإمام أحمد في 6/242».

نقول: الحديث غير موجود في الموضع المشار إليه.

وقد ذكر حديثًا طويلًا في المصدر نفسه (ص166 – 167) عزاه إلى القرطبي في تفسيره 8/49.

نقول:

الحديث ليس له صحة ولا يحتج به، قال الحافظ ابن حجر في الإصابة (‏‏‏‏‏‏‏‏‏3/363): «‏فيه من لم يسم‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏».

‏‏‏‏‏‏‏‏‏ثم في أصل هذا الحديث الطويل: «‏‏ومن لقيَ أبا بَخْتَري فلا يقتله‏‏‏‏‏‏‏‏‏» بفتح الباء وليس كما نقلها عمرو بضم الباء.

  • يقول عمرو في المصدر نفسه (ص‏‏‏‏‏‏‏‏‏221): «‏كان هناك طفل صغير في المدينة اسمه عُمَير كان دائمًا معه عصفور يلعب به، النبي صلى الله عليه وسلم سمى هذا العصفور النُّغَير فكان النبي صلى الله عليه وسلم كلما رأى عُميرًا يقول له «‏‏‏‏‏‏‏‏يا عُمير ما فعل النُّغَير؟» وفي يوم من الأيام رأى النبي صلى الله عليه وسلم عميرًا يبكي فقال: «ما يبكيك يا عمير» فقال يا رسول الله لقد مات النُّغير فجلس النبي صلى الله عليه وسلم يلاعبه فمر الصحابة فوجدوا النبي يلاعب عُميرًا، فنظر إليهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «مات النُّغير فأردت أن ألاعب العمير».اهـ. يقول عمر: رواه البخاري في (6203) واحمد في (3)/115/119.

الرَّدُّ:

هذه الرواية بهذا اللفظ لا وجود لها في البخاري ولا أحمد والذي في البخاري عن أنس: وكان لي أخ يقال له: أبو عُمير قال أحسبه فطيمًا وكان إذا جاء قال: «‏يا أبا عُمير ما فعل النُغير‏‏‏»،‏ ثم إن الحافظ ابن حجر استعرض الروايات ولم يذكر هذه الرواية بهذا اللفظ.

  • وقال في (ص‏‏‏‏‏‏‏‏‏225) في نفس المصدر: «‏وكلنا يعلم حكاية المرأة التي دخلت النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من حشائش الأرض‏‏‏‏‏‏‏‏‏».‏‏‏‏‏‏‏‏ا‏‏‏‏‏‏‏‏‏هـ.

الرَّدُّ:

النص الوارد «‏‏من خشائش الأرض‏‏‏‏‏‏‏‏‏» ‏‏‏بالخاء ومعناه الحشرات وقد غلَّط ابن حجر في «الفتح» من رواها بالحاء «‏‏حشائش» فمن أين أتيت يا عمروا بحشائش؟!!

* قول عمرو في (ص‏‏‏‏‏‏‏‏‏232) في المصدر نفسه: «‏‏يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «‏إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة أمسك عنده تسعة وتسعين رحمة وأرسل في خلقه رحمة واحدة تتراحم بها الخلائق إلى يوم القيامة فإذا جاء يوم القيامة ضمّ الله هذه الرحمة إلى التسعة والتسعين ثم نشرها وبسطها على كل خلقه كل رحمة منهم كما بين السماء والأرض فلا يهلك يومها إلا هالك».اهـ. قال عمرو رواه أحمد في (2/514).

الرَّدُّ:

الذي عند أحمد غير ما ذكره عمرو والذي في أحمد في الموضع المشار إليه: «‏لله U مائة رحمة وأنه قسَّم رحمة واحدة بين أهل الأرض فوسعتهم إلى ءاجالهم وذخر تسعة وتسعين رحمة لأوليائه والله U قابضٌ تلك الرحمة التي قسمها بين أهل الأرض إلى التسعة والتسعين فيكملها مائة رحمة لأوليائه يوم القيامة‏».اهـ.‏ فالمعنى مختلف عن المعنى الذي أورده عمرو خالد كما لا يَخْفَى ويكفيك بيانًا لذلك الفرق بين لفظ: «أوليائه» ولفظ: «كل خلقه» الذي أورده عمرو وهو فرق شاسع فيه تحريف لمعنى الحديث تحت دعوى تفسيره وتبيينه فإنا لله وإنا إليه راجعون.

[1])) صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب: من نوقش الحساب عُذّب.