السبت ديسمبر 21, 2024

خالد الجندي يشبه
الله بخلقه

قال خالد الجندي في شريطه المسمّى «كيفية الانتفاع بالقرءان»: «لا تستثير هذه الصفات أنها تعذبك يوم القيامة. لازم تأخذ من ربنا الصفات إللي تتلطف بها على نفسك، تأخذ مني أحسن ما في الصفات التي عندي تأخذ الرحمة والمودة والجمال واللطف إنما تأخذ صفات العنف».

الرَّدُّ: قال الإمام أبو منصور البغدادي في كتاب «الأسماء والصفات»: «لا يسمّى الله باسم إلا إذا جاء في الكتاب أو السُّنَّة الصحيحة أو الإجماع وإلا فلا يجوز»، وقال الإمام الأشعري: «لا يجوز تسمية الله إلا بما ورد في الكتاب والسُّنَّة الصحيحة أو الإجماع» وهذا هو المعتمد. ثم قال الإمام أبو منصور البغدادي: «لا مجال للقياس في أسماء الله وإنما يراعى فيها الشرع والتوقيف». ألم تعلم يا خالد أن صفات الله أزلية أبدية لأنّ الذات أزلي فلا تحصل له صفة لم تكن في الأزل. فصفات الله كاملة أزلًا وأبدًا، أما صفات الخلق فهي حادثة تقبل التطور من كمال إلى أكمل، فلا يتجدد على علم الله تعالى شيء ولا على قدرته ولا على مشيئته ولا على أي صفة من صفاته. فكفرٌ من يسمي الله روحًا أو عقلا مدبرًا أو العلة الكبرى أو السبب الأول أو الواسطة أو المصدر أو المنبع وهذا نوع من الإلحاد والعياذ بالله تعالى.

ثم الإمام أبو حنيفة النعمان قال في «الفقه الأكبر»: «وصفاته في الأزل غير محدثة ولا مخلوقة». فمن قال إنها مخلوقة أو محدثة أو توقّف أو شكَّ فيها فهو كافر بالله.

وما أشنع عبارتك التي تقول فيها: «تستثير هذه الصفات» أليس هذا وصف لله بالانفعال وهذا مستحيل على الله والعياذ بالله. ثم كيف تقول عن الصفات «تعذبك» هل قرأت ءاية قراءنية أو حديثًا نبويًّا أو قولًا لإمام معتبر أنَّ الصفات تعذب، نتحداك، إنما الذي يعذّبُ ويعاقب هو الله تعالى هو الذي ينتقم من الظالمين والكافرين وليست صفات الله؛ بل الله موصوف بصفات الكمال التي تليق به، وكل صفة تدل على الكمال اللائق بالله، أما قرأت هذا في كتب أهل السُّنَّة والجماعة، أما قرأت قول أبي حنيفة  وقول أبي منصور البغدادي والشافعي والغزالي، أما قرأت قول الإمام الطحاوي: «ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر».