الجمعة مارس 29, 2024

خالد الجندي
يعتبر التداوي بالقرءان من السحر والعين إهانة

قال خالد الجندي في شريط المسمّى «كيفية الانتفاع بالقرءان»: «الشفاء من المس والسحر والنظرة والعين هذا لم يحدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم» ثم قال: وأكبر إهانة للقرءان أن نصدق هذا الهراء، أي: الخطاب مع النبي وواحد مصروع والجني ظهر».

الرَّدُّ: هذا الكلام الذي ذكره هنا ليس صحيحًا لعدم اطلاعه على النصوص أو لجهله بها، أليس بعض العلماء والمفسرين ذكروا أنّ لبيد بن عاصم اليهودي سحر النبي صلى الله عليه وسلم لكن لم يتأثر عقله أو تفكيره صلى الله عليه وسلم ثم أنزل الله تعالى المعوذتين على رسول الله إحدى عشرة ءاية لأنّ لبيدًا عقد الخيط إحدى عشرة عقدة فكلما قرأ الرسول ءاية انحلت عقدة، فكيف ينكر الشفاء من السحر بالقرءان.

ثم الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعوّذ الحسن والحسين من العين بماذا يعوذهما قال لهما: «أعيذكما بكلمات الله التامات من شر ما خلق». ثم أليس بعض الصحابة الذين من حي العرب منعوا ضيافتهم فلدغت عقرب سيد الحي فأتوا إلى النفر من الصحابة ثم طلبوا منهم الرقية. ثم أبو سعيد الخدري رقى سيد الحي الذي لدغ بالفاتحة سبع مرات فشفاه الله فأعطوهم غنمًا وأخذوا منها للرسول وما اعترض عليهم بل قال الرسول: «وما أدراك أنها رقية» ثم الرسول قال: «العين حق».

ثم الرسول صلى الله عليه وسلم قال عن المعوذتين: «ما تعوذ المتعوذون بمثلهما»، فمن أي شيء يتعوذون يا خالد أليس من الشيطان من نفخه ونفثه ومن السحر ومن العين. ثم أليس الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «من تصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة لم يصبه في ذلك اليوم سُمٌ ولا سحر» رواه مسلم.

وقد صح أن الرسول صلى الله عليه وسلم بصق في فيّ الطفل المعتوه وكان يعتريه الشيطان كل يوم مرتين وقال: «اخرج عدوّ الله أنا رسول الله» رواه الحاكم فخرج منه الجني فتعافى.

وقد حصل في زمن النبي أن صحابيين كانا في مسير فوقفا في الطريق عند ماء متجمع من ماء المطر ليغتسلا فتجردا فقال أحدهما للآخر لما رءاه: ما رأيت كاليوم ولا جلد عذراء فوقع الصحابي الآخر وأخبر النبي بذلك فقال: «هلا برّك عليه» ثم رقاه الرسول فتعافى، ومعنى يُبرّك عليه أنه كان يستحسن لو دعا بالبركة فقال: «اللَّهُمَّ بارك فيه ولا تضره» وهذا حفظ من الإصابة بإذن الله تعالى، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: «العين حق يحضرها الشيطان وحسد ابن ءادم»، هذا الحديث يفيد أنّ الإصابة بالعين أمر يحصل بمشيئة الله، فكيف تنكر هذه الحوادث التي حصلت في عهد النبي.

ثم على زعمك أكبر إهانة للقرءان أن نصدق هذا الهراء أي الخطاب مع النبي وواحد مصروع والجني ظهر أعوذ بالله من هذا الكلام، أيّ إهانة للقرءان لو تليت منه ءايات على مريض ونحوه بل هذا فيه تعظيم له واعتقاد بعظم بركته ونفعه وأسراره. الاستخفاف بالقرءان أن يلقى في النجاسة أو يداس أو يرمى في القاذورات أو يؤول كتأويل المشبهة والمعتزلة والمجسمة وتأويلاتك الفاسدة نسأل الله السلامة.