الخميس نوفمبر 21, 2024

خاتمِةٌ في ذِكرِ بعضِ المُعجِزاتِ الّتي لَم يَتعرَّض لَها النّاظِم

473-        

وَكَـمْ لَـهُ مِـنْ مُعْجِـزَاتٍ بَيِّنَةْ


 

تَضِـيْقُ عَنْهَا الكُـتُـبُ الْمُدَوَّنَةْ


 





(وَكَمْ) للتّعجُّبِ (لَهُ)(مِنْ مُعْجِزَاتٍ بَيِّنَةٍ) أي ظاهِرةٍ في خَرقِ العادةِ (تَضِيْقُ) أي تَعجِزُ (عَنْهَا) أي عَن إحصائِها وذِكرِها (الكُتُبُ الْمُدَوَّنَهْ) أي المكتوبةُ في سِيرَتِه ﷺ. ونذكُرُ هُنا استِطرادًا بعضَ ما لَم يذكُرُهْ النّاظِمُ مِن مُعجِزاتِه ﷺ: رَدُّ الشَّمْسِ بعدَ غُروبِها بدُعائِه ﷺ([1])، انْقِلابُ عُودٍ وقَضِيبٍ ناولَهُ غيرَه سَيفًا جَيِّدًا([2])، تحرُّك الجبَلِ لأَجْلِه وسُكونُه بأمرِه ﷺ([3])، تَظلِيلُ الغَمامِ له ﷺ([4])، سُقوطُ الأصنامِ لإشارَتِه ﷺ([5])، إلانةُ الصَّخرِ له ﷺ([6])، تأمينُ أُسْكُفّةِ البابِ وجُدُرِ البَيتِ على دُعائِه ﷺ([7])، إخبارُه ﷺ بمَوضِع ناقَتِه لَمّا ضَلَّتْ([8])، ظهورُ برَكَتِه ﷺ في البِئرِ بِقُباءَ([9])، عُذوبةُ ماءِ بِئرٍ بريقِه ﷺ([10])، غَرسُه ﷺ لِسَلْمانَ الفَارِسيّ نَخْلًا أَطْعَمَ مِن سَنَتِه([11])، سماعُ الصَّحابَةِ تَسبِيحَ الطَّعامِ وهُم يَأكلُونَه معَه ﷺ([12])، نَسْجُ العَنكبوتِ وتَفريخُ الحَمامِ على الغارِ الّذي كانَ فيهِ ﷺ لحمايَتِه([13])، شَكْوَى الحُمَّرَةِ حالَها به ﷺ لمّا فُجِعَتْ بِفَرْخِها([14])، احتمالُ الصّحابيّ سَفِينةَ ما ثَقُلَ مِن مَتاعِ القَومِ ببرَكَتِه ﷺ([15])، إحياءُ اللهِ ولدَ المُهاجِرةِ بَعد موتِه بدُعائِه ﷺ([16])، شهادةُ الرَّضِيعِ والأبكَمِ بالرَّسالةِ له ﷺ([17])، رؤيَتُه ﷺ لِمَن خَلْفَه في بعضِ الأحيانِ كما يَرَى مَن أمامَهُ، إضاءةُ طرَفِ سَوْطِ الطُّفيلِ بنِ عَمرٍو بدُعائِه ﷺ([18])، إضاءةُ عصَا أُسَيدِ بنِ حُضَيرٍ وعبّاد بنِ بِشْرٍ ببرَكتِه ﷺ([19])، إضاءةُ العُرجونِ([20]) الّذي أعطاهُ ﷺ لقتادةَ بنِ النُّعمانِ([21]).

 

تَمَّ الجُزء الأَوّل بِعَونِ اللهِ تَعالَى

ويَلِيهُ الجُزءُ الثّاني وأَوَّلُه

«ذِكرُ خَصائِصهِ ﷺ»



([1])  رواهُ ابْن منده وَابْن شاهين وَالطَّبَرَانِيّ عَن أَسمَاء بنت عُمَيْس.

([2])  دلائل النّبُوّة، أبو بكر البيهقي، (3/98).

([3])  رَوَى البُخاريُّ في «صحيحه» أنَّ أَنَسَ بنَ مالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ، حَدَّثَهُم أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ صَعِدَ أُحُدًا، وَأَبُو بَكرٍ وَعُمَرُ وَعُثمانُ فَرَجَفَ بِهِم، فَقالَ: «اثبُتْ أُحُدُ فَإِنَّما عَلَيكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدانِ».

([4])  مَرَّ ذِكرُها في خبَرِ خُروجِه إلى الشَّامِ مَعَ مَيسرةَ خادِمِ خدِيجةَ رضي الله عنها.

([5])  دلائل النّبُوّة، أبو نُعيم الأصبهانيّ، (ص/588).

([6])  المصدر السّابِق، (ص/594).

([7])  دلائل النّبُوّة، أبو بكر البيهقي، (6/71).

([8])  المصدر السّابق، (5/232).

([9])  المصدر السّابِق، (6/136).

([10])  دلائل النّبُوّة، أبو نُعيم الأصبهانيّ، (ص/162).

([11])  دلائل النّبُوّة، أبو بكر البيهقي، (6/97).

([12])  رَوَى البُخاريُّ في «صحِيحِه» عَن عَبدِ اللَّهِ بنِ مَسعودٍ قالَ: كُنّا نَعُدُّ الآياتِ بَرَكَةً، وَأَنتُم تَعُدُّونَها تَخوِيفًا، كُنّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي سَفَرٍ، فَقَلَّ الماءُ، فَقالَ: «اطلُبُوا فَضلَةً مِن ماءٍ» فَجاءُوا بِإِناءٍ فِيهِ ماءٌ قَلِيلٌ فَأَدخَلَ يَدَهُ فِي الإِناءِ، ثُمَّ قالَ: «حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ المُبارَكِ، والبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ» فَلَقَد رَأَيتُ الماءَ يَنبُعُ مِن بَينِ أَصابِعِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَلَقَد كُنّا نَسمَعُ تَسبِيحَ الطَّعامِ وَهُوَ يُؤكَلُ.

([13])  دلائل النّبُوّة، أبو نُعيم الأصبهانيّ، (ص/66).

([14])  رَوَى أبو داودَ في «سُنَنِه» عن عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ عَبدِ اللَّهِ، عَن أبِيهِ، قالَ: كُنّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي سَفَرٍ، فانطَلَقَ لِحاجَتِهِ فَرَأينا حُمَرَةً مَعَها فَرخانِ فَأخَذنا فَرخَيها، فَجاءَتِ الحُمَرَةُ فَجَعَلَت تَفرِشُ، فَجاءَ النَّبِيُّ ﷺ فَقالَ: «مَن فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِها؟ رُدُّوا وَلَدَها إلَيها».

([15])  رَوَى أحمدُ وغيرُه أنّ سفينةَ مولى رسولِ الله ﷺ قالَ: قالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَمَعَهُ أصحابُهُ، فَثَقُلَ عَلَيهِم مَتاعُهُم، فَقالَ لِي: «ابْسُطْ كِساءَكَ» فَبَسَطتُهُ، فَجَعَلُوا فِيهِ مَتاعَهُم، ثُمَّ حَمَلُوهُ عَلَيَّ، فَقالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «احْمِلْ، فَإِنَّما أنتَ سَفِينَةُ» فَلَو حَمَلتُ يَومَئِذٍ، وِقرَ بَعِيرٍ أو بَعِيرَينِ أو ثَلاثَةٍ أو أربَعَةٍ =
= أو خَمسَةٍ أو سِتَّةٍ أو سَبعَةٍ ما ثَقُلَ عَلَيَّ إِلّا أنْ يَحْفُوا.

([16])  دلائل النّبُوّة، أبو بكر البيهقي، (6/50).

([17])  المصدر السّابِق، (6/59، 61).

([18])  إمتاع الأسماع، تقي الدّين المَقريزي، (5/311).

([19])  رواهُ البخاريُّ في «الصّحيحِ» والنَّسائيُّ في «السُّنَن الكبرى» وابنُ حِبّانَ في «الصّحيحِ» وغيرُهم.

([20])  أصلُ العِذْق الّذي يَعْوَجُّ ويَنعَطِفُ ويُقطَعُ مِنهُ الشّمارِيخُ فيَبقَى على النّخلةِ يابِسًا.

([21])  دلائل النّبُوّة، أبو نُعيم الأصبهانيّ، (ص/562).