الجمعة أكتوبر 18, 2024

خاتمة
من طالع ما مرّ من الكلام على ابن تيمية علم أنه شاذ عن الإجماع في حكمه على قصد قبور الأولياء والصالحين للدعاء عندها رجاء الإجابة من الله تعالى، وأن دعواه اتفاق العلماء على أن ذلك بدعة قبيحة وأنها من شعب الشرك كذب وباطل، وكذلك دعواه عدم جواز التوسل إلا بالحي الحاضر. وقوله في الحلف بالطلاق مع الحنث أن ذلك لا يتطلب إلا كفارة اليمين، وكذلك تبين شذوذه بقوله إن الله ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا من غير أن يخلو منه العرش لم يسبقه إلى ذلك أحد، اللهم إلا أن يكون قال بذلك بعض المجسمة الذين يقتدي بهم من متأخري الحنابلة الذين ابتلي بهم هذا المذهب الشريف المذهب الحنبلي شين بهم كما قال الحافظ ابن الجوزي. وكذلك تبين شذوذه في دعواه أن جنس العالم أزلي لم يزل مع الله وإنما الحادث المخلوق هو الأفراد المعينة، وأن ذات الله محل لحوادث لا أول لها كما قال السبكي، وأن الله يتكلم بحروف وأصوات أزلية، وقد تبع في ذلك متأخري الفلاسفة، فليعلم ذلك المفتونون به، فإنه ليس باهل لأن يقتدى به ويعمل بقوله، فإنه يأخذ من الحديث ما يوافق هواه ويترك ما سواه، ويفتري على الأئمة ويتقول عليهم ما لو يقولوا. هذا ءاخر ما كتبنا ولله الحمد من قبل ومن بعد والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ءاله وصحبه. والله أعلم.