الأحد ديسمبر 22, 2024

تقريظ الشيخ إبراهيم حسين رئيس قسم الفتاوى بمجلس العلماء الأندونيسي ورئيس جامعة علوم القرءان بجاكرتا

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمدًا يوافي نعمه، حمدًا كثيرًا طيبًا، حمدًا يحلنا أعلى الدرجات وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة تحسب لنا في ميزان الحسنات، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله الرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى ءاله وأصحابه ومن تبع هداه وسلك الطريق المستقيم إلى سنته القويمة.

أما بعد، فإن كل حديث يستمد من موضوعه، وسنة خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم خير موضوع وأحلفه وأثراه. لأنها حياته الكريمة ورسالته. وأن اتباعه واجب كالكتاب، بنص الكتاب {وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}. وقد بقيت حياته صلى الله عليه وسلم في تاريخ البشرية النموذج الأكمل لكل ما يتطلع إليه البشر من الأخلاق الكريمة والمثل الأعلى، كما بقيت رسالته أقوم منهج للحياة وأعدله. وقد اختاره الله تعالى أعظم قدوة للناس. قال الله عز وجل: {ولكم في رسول الله أسوة حسنة}. ولذلك حرص المسلمون في عصر النبوة وبعده على حفظ سنته صلى الله عليه وسلم ونشرها، ورواياتها عند الحكم على نوازلهم وأحداثهم.

ثم ظهر من يتعمد الكذب والوضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل، حتى اختلط الحديث الصحيح بالموضوع، وذلك بعد انقسام الأمة الإسلامية إلى أحزاب سياسية اتخذت شكلاً دينيًا، حيث حاول كل حزب أن يؤيد موقفه بوضع أحاديث على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، انتصارًا لمذاهبه، فدخل في تعاليم الإسلام ما ليس منه.

فقام العلماء الجهابذة من علماء الجرح والتعديل، إلى الاجتهاد في البحث عن الرواة، ونقد الأسانيد، مثل شعبة ومالك وابن المبارك وهشيم وابن عيينة ويحيى بن سعيد القطان وعلي المديني ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل والبخاري ومسلم وأبي زرعة وأبي حاتم ثم الترمذي والنسائي وغيرهم.

إن المنصف لا يسعه إلا أن يقف إجلالاً وإكبارًا لجهود علماء الأمة التي بذلوها في وضع القواعد العلمية الدقيقة، والمنهج الخاص الذي اتبعوه في سبيل الحفاظ على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكفل السنة من العبث، وتنقيحها مما أدخلته فيها يد الوضع، حتى امتاز صحيحها من سقيمها.

وكتاب [التعقب الحثيث على من طعن فيما صح من الحديث] أو [تحقيق البيان في سبحة أهل الإيمان] لمؤلفه عبد الله بن محمد الشيبي المعروف بالحبشي يطبق تلك القواعد العلمية الدقيقة، والمنهج الخاص الذي اتبعه علماء الحديث في سبيل الحفاظ على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تطبيقًا موضوعيًا، ويناقش المنهج المخالف بالحجة المستمدة من الكتب المعتبرة.

والله نسأل أن يستفيد من الكتاب قارئوه، والنصر المؤزر لناصري السنة الشريفة، وما النصر إلا من عند الله.

والسلام على من اتبع الهدى.