الجمعة مارس 29, 2024

ترجمة الشارح

ترجمة الشارح [1]

هو الشيخ عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الملقب زين الدين الحدادي ثم المناوي القاهري الشافعي، صاحب التصانيف السائرة.

كان إمامًا فاضلًا زاهدًا عابدًا قانتًا لله خاشعًا له، كثير النفع، وكان متقربًا بحسن العمل مثابرًا على التسبيح والأذكار، صابرًا صادقًا، وكان يقتصر يومه وليلته على أكلة واحدة من الطعام.

وقد جمع من العلوم والمعارف على اختلاف أنواعها وتباين أقسامها ما لم يجتمع في أحد ممن عاصره، ونشأ في حجر والده وحفظ القرءان قبل بلوغه، ثم حفظ البهجة وغيرها من متون الشافعية وألفية ابن مالك وألفية سيرة العراقي وألفية الحديث له أيضًا، وعرض ذلك على مشايخ عصره في حياة والده، ثم أقبل على الاشتغال فقرأ على والده علوم العربية وتفقه بالشمس الرملي، وأخذ التفسير والحديث والأدب عن النور علي بن غانم المقدسي، وحضر دروس الأستاذ البكري في التفسير والتصوف، وأخذ الحديث عن النجم الغيطي والشيخ قاسم والشيخ حمدان الفقيه والشيخ الطبلاوي لكن كان أكثر اختصاصه بالشمس الرملي وبه برع، وأخذ التصوف عن جمع وتلقن الذكر من قطب زمانه الشيخ عبد الوهاب الشعراني.

ثم أخذ الطريقة الخلوتية عن الشيخ محمد المناخلي أخي عبد الله وأخلاه مرارًا، ثم عن الشيخ محرم الرومي حين قدم مصر بقصد الحج، والطريقة البيرامية عن الشيخ حسين الرومي المنتشوي، والطريقة الشاذلية عن الشيخ منصور الغيطي، والطريقة النقشبندية عن السيد الحسيب النسيب مسعود الطاشكندي وغيرهم من مشايخ عصره.

تقلد النيابة الشافعية ببعض المجالس فسلك فيها الطريقة الحميدة وكان لا يتناول منها شيئًا، ثم رفع نفسه عنها وانقطع عن مخالطة الناس، وانعزل في منزله وأقبل على التأليف فصنف في غالب العلوم.

ثم ولي تدريس المدرسة الصالحية، وشرع في إقراء مختصر المزني ونصب الجدل في المذاهب وأتى في تقريره بما لم يسمع من غيره، فأذعنوا لفضله وصار أجلاء العلماء يبادرون لحضوره، وأخذ عنه منهم خلق كثير منهم الشيخ سليمان البابلي، والسيد إبراهيم الطاشكندي، والشيخ علي الأجهوري، والولي المعتقد أحمد الكلبي، وولده الشيخ محمد وغيرهم.

وكان مع ذلك لم يخل من طاعن وحاسد حتى دسّ عليه السم فتوالى عليه بسبب ذلك نقص في أطرافه وبدنه من كثرة التداوي، ولما عجز صار ولده تاج الدين محمد يستملي منه التآليف ويسطرها.

وتآليفه كثيرة منها: تفسيره على سورة الفاتحة وبعض سور البقرة، وشرح على شرح العقائد للسعد التفتازاني سماه “غاية الاماني” لم يكمل، وشرح على نظر العقائد لابن أبي شريف، وشرح على الفن الأول من كتاب “النقاية” للجلال السيوطي، وكتاب سماه “أعلام الأعلام بأصول فني المنطق والكلام”، وشرح على متن النخبة كبير سماه “نتيجة الفكر”، وءاخر صغير، وشرح على شرح النخبة سماه “اليواقيت والدرر”، وشرح “التيسير”، وشرح قطعة من زوائد الجامع الصغير وسماه “مفتاح السعادة بشرح الزيادة”، وله كتاب جمع فيه ثلاثين ألف حديث وبين ما فيه من الزيادة على الجامع الكبير وعقب كل حديث ببيان رتبته وسماه “الجامع الأزهر من حديث النبي الأنور”، وكتاب ءاخر في الاحاديث القصار عقّب كل حديث ببيان رتبته سماه “المجموع الفائق من حديث خاتمة رسل الخلائق”، وكتاب انتقاه من لسان الميزان وبين فيه الموضوع والمنكر والمتروك والضعيف ورتبه كالجامع الصغير، وكتاب في الاحاديث القصار جمع فيه عشرة ءالاف حديث في عشر كراريس كل كراسة ألف حديث كل حديث في نصف سطر يقرأ طردًا وعكسًا سماه “كنز الحقائق في حديث خير الخلائق”، وشرح على نبذة شيخ الإسلام البكري في فضل ليلة النصف من شعبان، وكتاب في فضل ليلة القدر سماه “إسفار البدر عن ليلة القدر”، وشرح على الأربعين النووية، ورتب كتاب الشهاب القضاعي وشرحه وسماه “إمعان الطلاب بشرح ترتيب الشهاب”.

وله كتاب في الأحاديث القدسية وشرح الكتاب المذكور، وشرح الباب الأول من الشفا، وشرح الشمائل للترمذي شرحين أحدهما مزج والآخر قولان لكنه لم يكمل، وشرح ألفية السيرة لجده العراقي شرحين أحدهما قولان والآخر مزج سماه “الفتوحات السبحانية في شرح نظم الدرر السنية في السيرة الزكية”، وشرح الخصائص الصغرى للجلال السيوطي شرحين صغير سماه “فتح الرؤوف المجيب بشرح خصائص الحبيب”، وشرح كبير سماه “توضيح فتح الرؤوف المجيب”، واختصر شمائل الترمذي وزاد عليه أكثر من النصف وسماه “الروض الباسم في شمائل المصطفى أبي القاسم”، وخرّج أحاديث القاضي البيضاوي، وكتاب الادعية الماثورة بالأحاديث المأثورة، وكتاب ءاخر سماه بالمطالب العلية في الادعية الزهية، وكتاب في اصطلاح الحديث سماه “بغية الطالبين لمعرفة اصطلاح المحدثين”.

وشرح على ورقات إمام الحرمين، وءاخر على ورقات شيخ الإسلام ابن أبي شريف، واختصر التمهيد للإسنوي لكنه لم يكمله، وله كتاب في الاوقاف سماه “تيسير الوقوف على غوامض أحكام الوقوف” وهو كتاب لم يُسبق إلى مثله على ما قيل، وشرح زبد ابن رسلان التي نظم فيها أربعة علوم أصول الدين وأصول الفقه والفقه والتصوف وسماه “فتح الرؤوف الصمد بشرح صفوة الزبد”، وشرح التحرير لشيخ الإسلام زكريا سماه “إحسان التقرير بشرح التحرير”، ثم شرح نظمه للعمريطي بالتماس بعض الأولياء وسماه “فتح الرؤوف الخبير بشرح كتاب التيسير نظم التحرير” وصل فيه إلى كتاب الفرائض، وكمله ابنه تاج الدين محمد، وشرح على عماد الرضا في ءاداب القضاء سماه “فتح الرؤوف القادر لعبده هذا العاجز القاصر”، وشرح على العباب سماه “إتحاف الطلاب بشرح كتاب العباب” انتهى فيه إلى كتاب النكاح، وحاشية عليه ولكنه لم يكملها، وشرح على المنهج انتهى فيه إلى الضمان، وحاشية على شرح المنهج لم تكمل، وكتاب في أحكام المساجد سماه “تهذيب التسهيل”، وكتاب في مناسك الحج على المذاهب الأربعة سماه “إتحاف الناسك بأحكام المناسك”، وشرح على البهجة الوردية سماه “الفتح السماوي بشرح بهجة الطحاوي”، ثم اختصره في نحو ثلث حجمه وكلاهما لم يكمل، وكتاب في أحكام الحمام الشرعية والطبية سماه “النزهة الزهية في أحكام الحمام الشرعية والطبية”، وشرح على هدية الناصح للشيخ أحمد الزاهد لكنه لم يكمل، وشرح على تصحيح المنهاج سماه “الدر المصون في تصحيح القاضي ابن عجلون” لكنه لم يكمل.

وشرح على مختصر المزني لم يكمل، واختصر العباب وسماه “جمع الجوامع” ولم يكمل، وكتاب في الألغاز والحيل سماه “بلوغ الأمل بمعرفة الألغاز والحيل”، وكتاب في الفرائض، وشرح على الشمعة المضية في علم العربية للسيوطي سماه “المحاضر الوضية في الشمعة المضية”، وكتاب جمع فيه عشرة علوم: أصول الدين وأصول الفقه والفرائض والنحو والتشريح والطب والهيئة وأحكام النجوم والتصوف، وكتاب في فضل العلم وأهله، وكتاب اختصر فيه الجزء الأول من المباح في علم المنهاج للجلدكي، وشرح على القاموس انتهى فيه إلى حرف الذال، واختصر الأساس ورتبه كالقاموس وسماه “أحكام الأساس”، وكتاب الأمثال، وكتاب سماه “عماد البلاغة”، وكتاب في أسماء البلدان، وكتاب في التعاريف سماه “التوقيف على مهمات أسماء الحيوان”، وكتاب في أسماء الحيوان سماه “قرة عين الإنسان بذكر أسماء الحيوان”، وكتاب في أحكام الحيوان سماه “الإحسان ببيان أحكام الحيوان”، وكتاب في الأشجار سماه “غاية الإرشاد إلى معرفة أحكام الحيوان والنبات والجماد”، وكتاب في التفصيل بين الملك والإنسان، وكتاب الأنبياء سماه “فردوس الجنان في مناقب الأنبياء المذكورين في القرءان”، وكتاب الطبقات الكبرى سماه “الكوكب الدرية في تراجم السادة الصوفية”، وكتاب “الصفوة بمناقب بيت ءال النبوة”، وأفرد السيدة فاطمة بترجمة، والإمام الشافعي بترجمة، وكذا الشيخ علي الخواص شيخ الشيخ عبد الوهاب الشعراني، وله شرح على منازل السائرين، وحكم ابن عطاء الله، وترتيب الحكم للشيخ علي التقي سماه “فتح الحكم بشرح ترتيب الحكم” لكنه لم يكمل.

وله شرح على رسالة الشيخ ابن علوان في التصوف، وكتاب “منحة الطالبين لمعرفة أسرار الطواعين”، وكتاب في التشريح والروح وما به صلاح الإنسان وفساده، وكتاب في دلائل خلق الإنسان، وشرح على ألفية ابن الوردي في المنامات، وشرح على منظومة ابن العماد في ءاداب الأكل سماه “فتح الرؤوف الجواد” وهو أول كتاب شرحه في الآداب، وكتاب في ءاداب الملوك سماه “الجواهر المضية في بيان الآداب السلطانية”، وكتاب في الطب سماه “بغية المحتاج إلى معرفة أصول الطب والعلاج”، وكتاب سماه “الدر المنضود في ذم البخل ومدح الجود”، وكتاب في تاريخ الخلفاء، وتذكرة فيها رسائل عظيمة النفع ينبغي أن يفرد كل منها بالتأليف، وله مؤلفات أخر غير هذه، وبالجملة فهو من أكثر علماء الإسلام ءاثارًا، ومؤلفاته غالبها متداولة وأشهرها شرحاه على الجامع الصغير، وشرح السيرة المنظومة للعراقي.

 

وكانت ولادته في سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة، وتوفي صبيحة يوم الخميس الثالث والعشرين من صفر سنة إحدى وثلاثين وألف وصلي عليه بجامع الأزهر يوم الجمعة ودفن بجانب زاويته التي أنشأها بخط المقسم المبارك فيما بين زاويتي سيدي الشيخ أحمد الزاهد والشيخ مدين الأشموني، وقيل في تاريخ موته مات شافعي الزمان رحمه الله تعالى.

[1] راجع ترجمته في: معجم المؤلفين [5/220]، الأعلام للزركلي [6/204]، خلاصة الأثر [2/412]، فهرس الفهارس: [2/560-562]، البدر الطالع [1/357].