الخميس نوفمبر 21, 2024

(ظرفُ الزَّمانِ) في اصْطلاحِ النـحاةِ (هُوَ اسـم الزَّمانِ) الذي يَقعُ الـحدَثُ فِيهِ (الـمنْصُوبُ بِتَقْدِيرٍ فِي)، فإذا قُلْتَ: صُمْتُ يَوْمَ الـخمِيسِ (يَوْمَ هُوَ اسـم الزَّمان الذي وَقَعَ فِيهِ الـحدَث الذي هُوَ الصَّوْم هُنا) كانَ التقديرُ صمتُ في يومِ الـخميسِ، فاليومُ وَقعَ الصَّوم فيهِ (نـحوِ: الْيَوْمَ) في نـحوِ قَوْلِكَ: صُمْتُ اليَوْمَ، فاليومَ مَنْصُوبٌ عَلى الظرفيةِ الزَّمانِيَّةِ بْصُمْتُ، ومِثلُهُ صمتُ يومَ الـجمعةِ أو يَومَ الـخمِيس (وَالَّليْلَةَ) نـحو: اعْتَكَفْتُ الليلةَ أو ليلةً أو ليلةَ الـجمعةِ، فالكُلُّ مَنْصوبٌ على الظرفيةِ الزمانيةِ بالفعلِ الذي قبلَهُ (وَغَدْوَةَ) نـحو: أَزُورُكَ غَدْوَةً (أَيْ في الصباح أي في الغَدْوَةِ) فَأَزُورُكَ فِعلٌ مُضارعٌ وفاعِلُهُ مُستترٌ فِيهِ وُجُوبًا تقديرُهُ أَنا، والكافُ ضَميرُ الـمـخاطَبِ مفعولٌ بهِ مَبنيٌ على الفتحِ في محلِّ نَصْبٍ، وَغَدوةً مَنْصُوبٌ على الظَّرفيةِ الزَّمانيةِ بِأَزُورُ، (وَبُكْرَةً) نـحو: أَزورُكَ بُكرةً (أي في البُكورِ أَيْ في الصباح) (وَسَحَرًا) نـحو: أَجِيئُكَ سَحَرًا (أَيْ في السَّحَرِ، قَبْلَ الفَجْر مَنْصُوبُ على الظَّرفيةِ الزَّمانيةِ بِفِعْلِ أَزُورُ) (وَغَدًا) نـحو: أَجِيئُكَ غَداً (وَعَتَمَةً) نـحو: أَجِيئُكَ عَتَمَةً (أَيْ في العِشاء) (وَصَباحًا) نـحو: أَجِيئك صَباحًا (وَمَساءً) نـحو: أَجِيئُكَ مَساءً، والإعْرابُ ظاهِرٌ مما قبلَهُ (وأبدًا) نـحو: لا أُكَلـم زَيْداً أَبَداً (أَيْ في الأبَدِ)، وإعْرابُهُ لا نافِيَة، وأُكَلـم فعلٌ مضارع، وفاعلُهُ مستترٌ فيهِ وُجُوبًا تقديرُهُ أَنا، وأَبَدًا مَنصوبٌ على الظرفيةِ الزَّمانيةِ؛ والأبدُ الزمنُ الـمستقبلُ الذي لا نهايَةَ لَهُ (كَقَوْلِهِ تعالى ﴿خالِدِينَ فيها أبَدا﴾ أَي إلى ما لا نِهايَةَ لَهُ، لـمنْ تُسْتَعْمَل أَيْضًا إلى الـموْت) (وأَمَدًا) نـحو: لا أُكَلـم زَيداً أَمَداً، والأمَدُ الزمنُ الـمسْتَقْبَل (وَحِيناً) تقولُ: قَرَأْتُ حِيناً (الأَمْد والـحين مُدَّة)، فَقَرأْتُ فعلٌ وفاعِل، وَحِيناً مَنْصُوبٌ على الظرفيةِ الزمانيةِ، والـحينُ الزَّمانُ الـمبْهَم، (وما أَشْبَهَ ذَلِك) نـحو: وَقْت وساعَة وضَحْوَة. (وَظرْفُ الـمكانِ هُوَ اسـم الـمكانِ) الذي يَقَعُ فيهِ الـحدَث (الـمنْصُوب بِتَقديرِ فِي نـحو: أَمام) تَقولُ: جَلَسْتُ أَمامَ الشَّيخِ (أَيْ في أَمامِ)، فجَلَسْتُ فِعْلٌ وفاعِل، وَأَمامَ منصوبٌ على الظرفيةِ الـمكانيةِ بـجلستُ، والشَّيخِ مُضافٌ إلَيْهِ (وَخَلْفَ) نـحو: جَلَسْتُ خَلْفَهُ (وَقُدّامَ) بمعنى الأَمام (وَوَراءَ) بمعنى الـخلف (وفَوْقَ) نـحو: جَلستُ فَوْقَ السَّطحِ ففوقَ مَنصوبٌ على الظرفيةِ الـمكانيةِ، والسَّطْحِ مُضافٌ إليهِ (وتَحْتَ) نـحو: جلستُ تَحْتَ السَّقْفِ، فَتَحْتَ مَنْصوبٌ على الظَّرفيةِ الـمكانِيةِ، والسَّقْفِ مُضافٌ إلَيْهِ (وعِندَ) بمعنى الـمكانِ القريبِ نـحو: جلستُ عنْدَ زيدٍ (أَيْ في قُرْبِ زَيْد)، فعِنْدَ مَنصوبٌ على الظرفيةِ الـمكانية، وزيدٍ مضافٌ إليهِ (ومَعَ) بمعنى مَكانِ الاجتماعِ والـمصاحبةِ نـحو: رَكِبْتُ مَعَ زَيْدٍ، فمَعَ مَنْصُوبٌ على الظرفيةِ الـمكانيةِ، وزيدٍ مضافٌ إليهِ (وَإِزاءَ) بمعنى مُقابِلَ نـحو: جلستُ إزاءَ زَيدٍ، فَإِزاءَ مَنصوبٌ على الظرفيةِ الـمكانيةِ، وزيدٍ مضافٌ إليه (وَحِذاءَ) بمعنى الـمكانِ القريبِ نـحو: جلستُ حذاءَ زيدٍ، فحذاء منصوب على الظرفيةِ الـمكانية، وزيد مضافٌ إليهِ (وَتِلْقاءَ) بمعنى مُقابِلَ نـحو: جلستُ تِلْقاءَ زَيدٍ، فَتِلْقاءَ مَنْصوبٌ على الظرفيةِ الـمكانيةِ، وَزَيدٍ مُضافٌ إليهِ (وهُنا) اسـم إشارةٍ للـمكانِ القريبِ فهو ظرفُ مَكانٍ نـحو: جَلسْتُ هُنا، فَهُنا مبنيٌّ على السكونِ في محلِ نَصبٍ على الظرفيةِ الـمكانِيةِ (وَثَـمَّ) (أَيْ هُناكَ ويُقالُ أَيْضًا ثَمَّةَ) اسـم إشارةٍ للـمكانِ البَعيدِ فهو ظرفُ مَكانٍ نـحو: جلستُ ثَمَّ، فثَمَّ مَبْنيٌّ على الفَتحِ في محلِ نصب على الظرفيةِ الـمكانيةِ (وما أشبه ذلك) منَ أسـماءِ الـمكانِ الـمبهمةِ نـحو: يـمين وشِمال وبريد وفَرْسَخ وميل. والله سبحانه وتعالى أعلـم.