المقالة الثانية والأربعون
تقول سعاد ميبر ص223: فالنبي هو إنسان من البشر أوحى الله تعالى إليه بشرع ولكنه لم يكلفه بالتبليغ.
الرد: هذا الكلام ضد قوله تعالى: {فبعثَ اللهُ النَّبين مبشرينَ ومُنذرين} [سورة البقرة].
وهذا الكلام ضد قول الله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنَّى ألقى الشيطانُ في أمنيتهِ} [سورة الحج] لأن معنى تمنى في هذه الآية دعا قومه كما بينه الرازي في تفسيره وغيره ومعنى ألقى الشيطان في أمنيته أي يزيد الشيطان على ما قاله النبي ما لم يقله ليوهموا غيرهم أن الأنبياء قالوا ذلك الكلام الفاسد. وليس معناه أن الشيطان يتكلم على لسان النبي فقد قال الفخر الرازي: يكفر من قال إن الشيطان أجرى كلامًا على لسان النبي هو مدح للأوثان الثلاث اللات والعُزى ومناة ا.هـ.
وليس في قول النبي صلى الله عليه وسلم: “كان النبي يرسل إلى قومه وأرسلت إلى الناس كافة” أن من سوى نبينا محمد لم يجب عليه أن يبلغ من هم من سوى قومه، إنما المعنى أن الأنبياء غير نبينا أرسلوا إلى أقوامهم أي أن النص لهم كان أن يبلغوا قومهم، وليس معناه أنهم لا يبلغون سوى قومهم، لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل من استطاع من أفراد المكلفين وذلك في حق الأنبياء أوكد. ولا عبرة بقول من خالف هذا.