الجمعة مارس 29, 2024

المقالة الإحدى والأربعون

تقول سعاد ميبر ص161: إن الله حذر من الخوض في تأويل المتشابه.

الرد: هذا مما خالفت به سعاد مذهب أهل الحق وذلك أن التأويل ثبت عن السلف والخلف أما السلف فقد أول عبد الله بن عباس قول الله تعالى: {يومَ يُكشفُ عن ساق} [سورة القلم] بأن الساق هي الشدة الشديدة. نزه الله تعالى عن الجسمية وعن إثبات العضو لله كما تعتقد الوهابية والعياذ بالله تعالى. كذلك أوّل مجاهد الذي هو من أكابر التابعين من الثقات قول الله تعالى: {فأينما تولوا فثمَّ وجهُ الله} [سورة البقرة] أوّل وجه الله بقبلة الله تنزيهًا لله عن الجسمية. كذلك البخاري أول قول الله تعالى: {كل شيءٍ هالكٌ إلا وجهه} [سورة القصص] قال إلا ملكه وذكر أن بعضهم أول الوجه في هذه الآية بما يُتقرب به إلى الله يعني الحسنات ا.هـ. كذلك الإمام أحمد أوّل: {وجاءَ ربُّكَ والملكُ} [سورة الفجر] وجاء ربك قال جاءت قدرته أي ءاثار القدرة العظيمة التي تظهر يوم القيامة لتنزيه الله تعالى عن المجيء بالحركة والانتقال لأنه من صفات الجسم والله خالق الجسم فكيف يكون متصفًا بصفة الجسم تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.

 

بعذ هذا كيف تزعم سعاد ميبر أن الله حذر من تأويل المتشابه على الإطلاق وإنما الذي جاء في القرءان النهي عنه بقوله تعالى: {فأمَّا الذينَ في قلوبهم زيغٌ فيَتَّبعون ما تشابهَ منهُ ابتغاءَ الفتنةِ وابتغاءَ تأويلهِ} [سورة ءال عمران] هو التأويل الباطل بتحديد موعد ظهور الدجال أو وجبة القيامة وما شابه ذلك لا كل تأويل على الإطلاق بما يشمل التأويل الذي مشى عليه علماء أهل السنة وليت شعري ماذا تفعل سعاد ميبر بقول الله تعالى: {وهو معكم أين ما كنتم} [سورة الحديد] هل تقول إن معناه أن الله منتشر في كل مكان كانتشار الهواء أم تؤوله كما فعل الشافعي وغيره فتقول معناه هو عالم بكم أينما كنتم؟! وماذا تفعل بقول الله تعالى: {ونحنُ أقربُ إليهِ من حبل الوريد} [سورة ق] هل تقول إن معناه أن الله منحصر بين الجلد والوريد من الإنسان أم تقول إن معناه نحن أعلم به من نفسه كما أوله أهل السنة؟! وماذا تقول بقول الله تعالى: {وهو الذي في السماءِ إلهٌ وفي الأرضِ إلهٌ} [سورة الزخرف] هل تقول إن معناه أن الله قسمين قسم موجود في السماء وقسم في الأرض أم تقول كما قال علماء أهل السنة إن معناه أن الله معبود في السماء من قبل أهلها وهم الملائكة ومعبود في الأرض من قبل مؤمني الإنس والجن فتؤول بذلك كما أولوا؟!.

 

فظهر أن مقالة سعاد ميبر شذوذ وانحراف مصدرها الجهل المركب بأصل عقيدة الإسلام فيا حسرة على من جعل أمره بيد مثل هذه المرأة تقوده إلى المهاوي.