الدرس الخامس والعشرون
عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه
هو أبو الحسن عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف ابن عم رسول الله r، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، ولد قبل البعثة بعشر سنين، وتربّى في حجر النبيّ وفي بيته، وهو أول من أسلم بعد خديجة وهو صغير، كان يلقب بحيدرة تشبيهًا له بالأسد، وكناه النبي صلى الله عليه وسلم: أبا ترابٍ، وكانت أحبّ الكنّى إليه.
ولما هاجر النبيّ صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة أمر عليًّا أن يبيت على فراشه وأجّله ثلاثة أيام ليؤدي الأمانات التي كانت عند النبيّ إلى أصحابها ثم يلحق به إلى المدينة، هاجر من مكة إلى المدينة المنورة ماشيًا، شهد المشاهد كلّها مع النبيّ صلى الله عليه وسلم إلا غزوة تبوك لأن النبيّ استخلفه على المدينة لئلا يترك المسلمين هناك بلا حماية، واختاره النبيّ صلى الله عليه وسلم صهرًا له وزوّجه بنته فاطمة الزهراء، واتخذه أخًا لنفسه حين ءاخى بين أصحابه، وأعطاه اللواء يوم خيبر ففتحها واقتلع باب الحصن (وخيبر كان حصنًا يتحصّن به اليهود) وقتل مرحبًا صاحب خيبر.
كان رضي الله عنه وكرّم وجهه ءادم اللون (أي أسمر) أدعج([1]) العينين، حسن الوجه، ربعة القد، بطينًا، كثير الشعر، عريض اللحية، أصلع الرأس، ضحوك السن، أعلم الصحابة في القضاء ومن أزهدهم في الدنيا.
ولما قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه اجتمع طلحة والزبير وأكثر المهاجرين والأنصار وأتوا عليَّا ليبايعوه وكان أول من بايعه طلحة، ثم الزبير، ثم بايعه الناس، ثم بعد المبايعة خطب الناس، ووعظهم ثم دخل بيته، وذلك يوم الخميس لخمس يقين من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين.
ثم ظهر القول واللّغط في قتل عثمان رضي الله عنه وإقامة الحد والقود على من قتله، فقال أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه: ننظر الأمور فتؤخذ الحقوق، وهرب مروان وبنو أمية إلى الشام.
وكانت وفاة سيدنا عليّ رضي الله عنه لإحدى وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين عن ثلاث وستين سنة من عمره، عندما خرج إلى صلاة الصبح على يد أحد الخوارج واسمه عبد الرحمن بن ملحم المراديّ فكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر.
تولى غسله الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر وصلّى عليه الحسن عليه السلام ودفن سحرًا قيل فيما يلي قبلة مسجد الكوفة، وقيل: عند قصر الإمارة، وقيل: بالنجف، والصحيح أنهم غيّبوا قبره الشريف خوفًا عليه من الخوارج.
أسئلة:
10- متى توفي رضي الله عنه؟ ومن تولى غسله؟ ومن صلى عليه؟
11- ما هو خبر دفنه؟ وكيف؟