الدرس الرابع والعشرون
عثمان بن عفان رضي الله عنه
كان رؤساء الفتنة الأشرار يبطنون ما في قلوبهم من الخبث ويموهون للناس أنهم يريدون إظهار الحق والعدل.
وكان رئيسهم في ذلك الأمر عبدالله بن سبإ يعرف بإبن السوداء كان من يهود العراق نافق وأظهر الإسلام لإيقاع الفتن والانشقاق في الأمة الإسلامية، فلما عرفه أهل البصرة طردوه وأخرجوه منها، فذهب إلى الكوفة ثم إلى الشام فطرد منهما.
ذهب ابن السوداء إلى مصر واستوطنها فكثرت جماعته هناك، وكان يكثر الطعن في عثمان، ومراده شقّ كلمة المسلمين.
وكثر الطعن والقيل والقال في المدينة وكتب رؤساء الفتنة إلى جماعتهم في الأمصار يستقدمونهم إلى المدينة، ودخلوا المدينة مظهرين الحج مجمعين باطنًا على السوء بعثمان رضي الله عنه.
فحاصروه أربعين يومًا حتى منعوه الماء فغضب عليّ وأرسل له ماء، وأرسل الحسن والحسين وجماعة من أولاد الصحابة يحرسون بيت عثمان خوف الهجوم عليه، وهاج المنحرفون يقتحمون باب عثمان فمنعهم الحسنوالحسين والزبير وطلحة وغيرهم، ثم تسوروا واقتحموا الدار من دار عمرو بن حزم فلم يشعر الذين على الباب.
ودخل محمد بن أبي بكر وتكلم مع عثمان فقال له عثمان: لو رءاك أبوك أبو بكر ما رضي ذلك، فاستحى وخرج نادمًا.
ثم دخل عليه سفهاء الفتنة فضربه أحدهم بالسيف، فأكبت عليه نائلة زوجته فقطعت أصابع يدها، ثم قتلوه رضي الله عنه وهاجت الفتنة وانتهبوا البيت.
ويقال: إن الذي تولى قتله كنانة بن بشر النجيي وعمرو بن الحمق، وذلك يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين.
وبقي في بيته ثلاثة أيام ثم جاء حكيم بن حزام وجبير ابن مطعم إلى عليّ فأذن بتجهيزه ودفنه، فدفن بين المغرب والعشاء في بستان كان اشتراه عثمان رضي الله عنه وأدخله في بقيع الغرقد. وكانت خلافته اثنتي عشرة سنةً إلا يومًا.
وكان عثمان رضي الله عنه قبل قتله قال: إني رأيت البارحة رسول الله r في المنام وأباب بكرٍ وعمر فقالوا لي: اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة.
أسئلة: