الإثنين ديسمبر 23, 2024
    • الألباني يثبت لله معيَّةً ذاتية مع عباده:

    يثبت الألباني لله تعالى معيَّة ذاتية مع عباده مع قوله: إن الله فوق العرش بذاته، بقوله: إن الله محيط بالعالم إحاطة ذاتية([1])، أي: أنه تعالى فوق العالم وتحت العالم وعلى يمين العالم وعلى يسار العالم بذاته.

    الرَّدُّ:

    كيف ساغ في عقله الجمع بين هذه التناقضات، فهل هذا كلام يقوله عاقل فضلًا عن أن يقوله عالِـمٌ؟!

    فماذا تقول له فرقته لو اطلعوا على هاتين المقالتين؟ أي القول بالمعية الذاتية مع عباده المتقين، والقول بأنه محيط بالعالم إحاطة ذاتية، وهم القائلون بأن من لم يعتقد أن الله فوق العرش بذاته كافر – وَكَذَبوا – أيكفّرونه أو يسكتون عنه مداهنة لأنه يوافقهم في أكثر عقائدهم؟

    ثم إن في فتاوى هذا الرجل مقالات بشعة خبيثة تمجُّها أسماع المؤمنين وكل من يفرق بين الحق والباطل.

    انظروا إلى قول هذا الرجل: إن الله فوق العرش بذاته كما يقول أتباعه وإلى قوله: إن الله محيط بالعالم من جميع النواحي، وقوله: إن الله محيط بالعالم من جميع النواحي، وقوله: إنه ينزل من فوق إلى السماء الدنيا بذاته. عن فساد أفهامهم أدّى بهم إلى أن جعلوا النصوص القرءانية والحديثية متناقضة، حيث جعلوا الآيات التي ظواهرها أن الله في جهة فوق، وأنه يتحرك ويسكن وأن له أعضاء، محمولة على ظواهرها، فاعتقدوا أن الله جسمٌ يتحرك ويسكن كما أن أجسام المخلوقات كذلك، وأما أهل العدل أهل السُّنَّة فلم يحملوا هذه النصوص على ظواهرها؛ بل ردوا الجميع إلى قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [سورة الشورى: 11]، وترى المشبهة المجسمة يسمون أهل السُّنَّة لهذا التأويل معطّلة، فكيف استجازوا القول المشهور عندهم «التأويل تعطيل»، ولم يدروا أن هذا ينطبق عليهم وليس على أهل السُّنَّة، فالمشكل الأساس بزعمهم مع أهل السُّنَّة والجماعة، أن أهل السُّنَّة والجماعة أرجعوا تأويل تلك الآيات والأحاديث المتشابهات إلى ءاية {لَيْسَ كَمِثْلِه شَيْءٌ} [الشورى: 11] تنزيهًا لتلك الآيات والأحاديث من التناقض.

    [1]() الألباني، فتاوى الألباني (ص343).