قال الألباني ما نصّه([1]): «لا يجوز الشرب قائمًا إلا لعذر».اهـ.
الرَّدُّ:
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم بعد أن ذكر أحاديث النهي عن الشرب في حالة القيام ما نصّه([2]): «الصواب فيها أن النهي فيها محمول على كراهة التنزيه، وأمّا شربه قائمًا فبيان للجواز».اهـ. وقال في «روضة الطالبين»([3]): «والمختار أن الشرب قائمًا بلا عذر خلاف الأولى».اهـ.
وما يدل على الجواز ما رواه البخاري في صحيحه([4]) عن النَّزَّال قال: «أُتي عليٌّ رضي الله عنه على باب الرَّحبةِ بماء فشرب قائمًا فقال: إن ناسًا يكره أحدهم أن يشرب وهو قائم، وإني رأيتُ النبي فعل كما رأيتموني فعلتُ».اهـ. وفي رواية([5]) أخرى عن النزال يحدث عن عليّ رضي الله عنه أنه صلى الظهر ثم قعد في حوائج الناس في رحبة الكوفة حتى حضرت صلاة العصر ثم أُتي بماء فشرب وغسل وجهه ويديه،، وذكر رأسه ورجليه، ثم قام فشرب فضله وهو قائم ثم قال: إن ناسًا يكرهون الشرب قيامًا وإن النبيّ صنع مثل ما صنعتُ».اهـ. وروى البخاري أيضًا([6]) من طريق الشعبي عن ابن عباس قال: «شرب النبيّ قيامًا من زمزم».اهـ. وروى الترمذي([7]) من حديث كبشة الأنصارية، قالت: «دخل عليَّ رسول الله فشرب من فِي قربة معلقة قائمًا فقمتُ إلى فيها فقطعته([8])»، قال الترمذي: «حديث حسن صحيح». قال الحافظ ابن حجر العسقلاني بعد أن ذكر هذه الرواية([9]): «وعن كلثم نحوه أخرجه أبو موسى بسند حسن».اهـ.
وروى أيضًا([10]) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: «كنّا أكل على عهد رسول الله ونحن نمشي ونشرب ونحن قيام».اهـ. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».اهـ.
قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري»([11]): «وثبت الشرب قائمًا عن عمر رضي الله عنه أخرجه الطبري، وفي «الموطأ» أن عمر وعثمان وعليًّا كانوا يشربون قيامًا، وكان سعد وعائشة لا يرون بذلك بأسًا وثبتت الرخصة عن جماعة من التابعين».اهـ.
وروى ابن أبي حاتم في كتابه «ءاداب الشافعي»([12]) بإسناده إلى الربيع بن سليمان قال: «قال لي الشافعي: اسقني قائمًا فإن النبيّ شرب قائمًا».اهـ.
[1]() الألباني، الكتاب المسمّى سلسلة الأحاديث الضعيفة (3/170)، الألباني، الكتاب المسمّى سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/289).
[2]() النووي، شرح صحيح مسلم (13/195).
[3]() النووي روضة الطالبين (7/340).
[4]() أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأشربة، باب: الشرب قائمًا (5/2130).
[5]() أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأشربة، باب: الشرب قائمًا (5/2130).
[6]() أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأشربة، باب: الشرب قائمًا (5/2130).
[7]() أخرجه الترمذي في سننه، كتاب الأشربة باب: ما جاء في الرخصة في ذلك (4/306).
[8]() قطعته لتتَّخذه متبرَّكًا، لأنه لامس فم النبي .
[9]() ابن حجر العسقلاني، فتح الباري (10/84).
[10]() أخرجه الترمذي في سننه، كتاب الأشربة، باب: ما جاء في النهي عن الشرب قائمًا (4/300).
[11]() ابن حجر العسقلاني، فتح الباري (10/84).
[12]() ابن أبي حاتم ءاداب الشافعي ومناقبه (ص79).