هذا ما ما أملاه شيخ الإسلام والمسلمين الإمام عبد الله الهرري غفر الله له ولوالديه
الأحد 10-4-1977م
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أما بعد،
فقد قال الله تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا {70} يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا {71}) الله تعالى أمر بالقول السديد وهو عبارة عن الكلام الذي أمر به تبارك وتعالى، وهو عبارة عن القول الذي حسنه الشرع، ليس القول الحسن ما يعتبره الناس الذين ليس لهم فهم في الدين قولًا حسنًا، لأن الناس الذين لا عبرة بهم لجهلهم بالدين قد يرون القول الفاسد حسنًا وقد يرون القول الحسن في شرع الله تعالى قولًا فاسدًا، فلذلك لا عبرة لما يستحسنه الناس الذين لا فهم لهم في دين الله أي لا فهم لهم بما جاء به كتاب الله وحديث نبيه. إنما العبرة بالناس الذين لهم فهم بالدين أي يعرفون ما في كتاب الله ويعملون بذلك، فهؤلاء هم الذين يعتبر فهمهم صحيحًا ويقتدى بهم، لأن القاعدة الدينية التي لا يختلف فيها اثنان من المسلمين أن ما حسنه الشرع فهو حسن وما قبحه الشرع فهو قبيح.
فليست العبرة مجرد قول الناس إنما العبرة بخيار المؤمنين وهم الذين يفهمون شريعة الله ثم يطبقون ما جاء في كتاب الله وما جاء في حديث رسول الله اعتقادًا وعملًا وهذا هو المعنى المراد بالحديث الذي أخرجه مسلم في الصحيح من حديث أبي هريرة أن نبي الله ﷺ قال: “إذا أحب الله عبدًا نادى جبريل إن الله يحب فلانًا، فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في أهل الأرض“.
أهل السماء هم الملائكة، وأما قوله عليه الصلاة والسلام: “ثم يوضع له القبول في أهل الأرض” المعنى أن خيار المؤمنين أي الذين هم مؤمنون حقًا ليس المتشبهين بالمؤمنين يحبون، يصير لهم عندهم قبول أي كل عبد صالح وولي من أولياء الله وأحباب الله يلقى محبة هذا الإنسان في قلبه.
وأما الغوغاء الذين لا يعرفون شريعة الله ولا يعرفون أصول الاعتقاد، فإن هؤلاء حبهم وبغضهم لا عبرة به، هؤلاء الغوغاء – الكثير من الناس المختلط – الذين لا يعرفون إلا أن يتبعوا الناس بدون دليل وبدون معرفة بأحكام شريعة الله إنما ينظرون إلى المظاهر فيتبعون كل ناعق ويلبون صيحة كل رعاء فإن هؤلاء حبهم وبغضهم كلا شىء، وإنما العبرة بصلحاء أمة محمد ﷺ.
فمن ألقي له القبول في قلوب الصلحاء من أمة محمد فذلك دليل على أنه محبوب عند الله وفي أهل السماء ملائكة الله الكرام، فقد جرب كثيرًا أن الرعاء قد يحبون الشخص الذي ليس له من دين الله نصيب لأنهم رأوا منه مظهرًا مخادعًا يظنونه مظهر أهل الله مظهر الصادقين وهو في الحقيقة مظهر المخادعين. يحسنون للناس ما قبحه الشرع ويقبحون ما حسن الشرع مخادعين للناس في ذلك، وهؤلاء لا عبرة بهم.
والصوفية الذين لهم عند الله تعالى فضل هم الصوفية الذين يكونون على قدم الصوفية السالفين من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين وهلم جرًا، إذ إن أول الصوفية أبو بكر الصديق رضي الله عنه ثم أشباهه في سيرته التي هي صفاء المعاملة.
من عامل ربه معاملةً صافية، وعامل خلق الله معاملةً صافية وأخلص لربه في سره وأحسن علانيته فذلك هو الصوفي الذي تستنزل الرحمات لذكره. كان منهم أكبر الصوفية بعد الصحابة من التابعين أويس القرني كان معروفًا برثاثة اللباس، كان من الفقر ورثاثة الهيئة بحيث يظنه الصبيان مجنونًا، إنما يعرفه من يعرف دين الله على الحقيقة.
هذا الرجل أويس بن عامر القرني، جاء عن رسول الله ﷺ أنه قال في حقه: “إن خير التابعين رجل يقال له أويس بن عامر من قرن ثم من مراد، له والدة هو بها بر، كان به برص فأذهبه الله عنه إلا قدر درهم، فإذا لقيتموه فمروه فليستغفر لكم“، فكان عمر بن الخطاب من جملة السامعين لهذا الحديث من فم رسول الله ﷺ، ثم بعد أن توفي رسول الله ثم توفي أبو بكر كانت أمداد اليمن تأتي إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يسأل عمر أمداد اليمن: هل فيكم أويس بن عامر من قرن ثم من مراد، حتى اجتمع بمن يعرفه وقالوا: إنه معنا. فاجتمع به عمر رضي الله عنه فسأله: أنت أويس بن عامر من قرن ثم من مراد؟ قال: نعم، قال: كان بك برص فأذهبه الله عنك إلا قدر درهم؟ قال: نعم، قال: لك والدة أنت بها بر؟ قال: نعم، قال: فاستغفر لنا، فقال – أي من تواضعه – أنتم أحدث عهدًا بسفر صالح، يعني إنك يا أمير المؤمنين قريب عهد بالقدوم من مكة فألح عمر عليه فاستغفر لهم.
هذا أويس بن عامر، الرسول قال في حقه إنه خير التابعين أي أفضل هذه الأمة بعد الصحابة، هو أفضل ولي بعد أولياء الصحابة. ثم قال له عمر: أكتب لك إلى عاملي يجري لك عطاءً، فقال: أكون في غبراء الناس أحب إلي أي أن أعيش فقيرًا أحب إلي فلم يقبل أن يجري له راتبًا، ءاثر فقره على الغنى والرفاهية.
فانظروا هذا الذي جاء به الأئمة المعتمدون من أهل الحديث والصوفية المتقدمون، انظروا إلى هذا وانظروا إلى بعض افتراءات بعض أهل هذا العصر الذين يحتقرون الفقر ويجعلون الفقر علامة الهوان ولا يدرون أن رسول الله ﷺ قال: “يدخل فقراء المهاجرين الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام“.
ما أكذب هؤلاء المفترين على الله وعلى رسوله، يجعلون الفقر وقلة المال نقصانًا، يجعلونه بين الإنسان الكريم وبين الإنسان الهين ولا يدرون أن الكريم على ربه هو العبد المتقي إن كان غنيًا وإن كان فقيرًا.
ثم إن أكثر الأتقياء فقراء، الأغنياء حظهم من التقوى قليل، هؤلاء أصحاب رسول الله من عرف أحوالهم وخبر سيرتهم علم علمًا يقينيًا بأن أغلبهم كانوا فقراء، كان الغنى فيهم نادرًا.
العياذ بالله تعالى من مسخ القلوب الذي يزين لصاحبه القبيح عند الله حسنًا والحسن عند الله قبيحًا. ثم إن هناك حديثًا صحيحًا أخرجه مسلم وغيره متفق على صحته أن رسول الله ﷺ قال: “دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء” فبعد هذا كيف يدعي إنسان أنه مسلم أنه صوفي أنه شيخ في الدين ثم يذم الفقر من غير تفصيل، فما هذا، هل هذا يعرف دين الله؟ هل هذا يعرف كتاب الله؟ هل هذا يعرف حديث رسول الله؟ هل هذا يعرف الصوفية؟ وهل الصوفية أغلبهم إلا فقراء.
هو هذا الإنسان يدعي التصوف حتى إنه يدعي أنه هو يتولى محبيه في القبر، هذا لو كان يعرف ما كتاب الله وما أحاديث رسول الله وما سيرة الصوفية لم يقل هذا الكلام.
سئل الجنيد سيد الطائفة الصوفية، قال الجنيد رضي الله عنه الذي كان فقيهًا محدثًا إمام الصوفية في عصره كان يأتي إلى مجلسه الأدباء والنحويون أهل البلاغة فيطلبون منه ما لا يعرفونه في العلم الذي يريدون، ويأتي الفقيه فيستفيد منه في علمه الذي هو مختص به ما لم يكن يعلمه، وأما الصوفية فقد كان هو محط رحالهم، قال رضي الله عنه: “ما أخذنا التصوف عن القيل والقال، ولكن أخذناه عن السهر والجوع وترك المألوفات والمستحسنات” أي مخالفة الهوى لأن التصوف صفاء المعاملة كما قال حارثة، يقال الحارث ويقال حارثة، وهو من أصحاب رسول الله من الأنصار: “أصبحت عازفًا عن الدنيا، أسهرت ليلي وأظمأت نهاري، وكأني بعرش ربي بارزًا، وكأني بأهل الجنة يتزاورون فيها، وكأني بأهل النار يتعاوون فيها. معنى “عزفت نفسي عن الدنيا” أي لا أترك نفسي تسترسل في الملذات.
هم الصوفية لا يحرمون ما أحل الله لكنهم يقتدون بأنبياء الله. أنبياء الله كانوا لا يسترسلون في الملذات. هذا رسول الله نبينا محمد من عرف سيرته عرف أنه كان كثير الجوع، كان يؤثر على نفسه فيجوع كثيرًا من الأوقات وكان لا يوقد في بيته أكثر من الشهر النار،كانوا يكتفون بالماء والتمر بغير أن يوقدوا نارًا لطبيخ أو لغير ذلك.
وكان سليمان بن داود صلى الله عليهما، كان مع ما أتاه الله من الملك كان يتقوت من الشعير، يترك الأرز والقمح وغيرهما مما هو أعلى من حيث التغذية ويتقوت بالشعير تواضعًا لله تعالى.
الحاصل أن أنبياء الله وأولياء الله يتركون كثيرًا من الملذات التي هي حلال إيثارًا للآخرة، كثير منهم مع المقدرة. سليمان لو أراد أن يأكل كل يوم الذهب والجواهر مطحونة لاستطاع، مع ذلك كان قوته الشعير، وهو اليوم قوت البهائم في الغالب، مع أنهم لا يحرمون زينة الله والطيبات من الرزق، من غير أن يحرموها كانوا يتركون أكثر الملذات.
وكذلك الصوفية لأن الصوفية أتباع الأنبياء بالمعنى الكامل، الصوفي هو الذي يتبع الرسول اتباعًا كاملًا. أما الذي يقتصر على استعمال المسبحة وإطراق الرأس وتغميض العينين عند الورد ولا يتبع الرسول اتباعًا كاملًا فإن هذا مدع كذاب، هذا ليس صوفيًا.
من أراد التصوف الصادق فليتبع رسول الله، وليتبع أبا بكر رضي الله عنه الذي شوهد بعدما تولى الخلافة وهو يحمل شيئًا ليحصل منه مصاريف بيته، فقيل له: يا خليفة رسول الله إنا نكفيك فلماذا تخرج للعمل بنفسك.
الجنيد توفي في أواخر القرن الثالث الهجري قال :”ما أخذنا التصوف عن القال والقيل”، فليس التصوف إيراد حكايات الصالحين، عمل فلان كذا، إنما أخذنا التصوف وحصلنا عليه حتى صرنا إلى هذه الدرجة بتقليل النوم وبتقليل الطعام، ما وصلنا إلى هذه الحال بملء البطون والإكثار من النوم، بل بترك شهوات النفس، بهذا أخذنا التصوف.
أغلب الذين يدعون التصوف اليوم ليس عندهم إلا الحكايات، وظيفتهم أن يقولوا إذا اجتمعوا: “قال أبو يزيد كذا وكذا، عمل أبو يزيد كذا وكذا”، ثم لو كانوا يروون عن المشايخ ما ثبت عنهم مما هو لا يخالف شريعة الله لكان شرهم أخف وأقل، لكنهم يروون عن هؤلاء الطامات المهلكات الكفريات ويستحسنونها ويشوقون الناس إليها.
كان أحد مشايخي يسمى أحمد بن عبد المطلب رضي الله عنه كان يدرس العلم في مكة أيام السلطان عبد الحميد، كان متفوقًا في الحفظ، كان إذا نظر للورقة مرة يحفظها، كان متفوقًا في العلم والحفظ والفهم، مع ذلك كان عندما يذهب المشايخ إلى الأمراء ليكسبوا منهم من المال هو لا يذهب من زهده، مع كل هذا وكان يختم في رمضان وشعبان ورجب القرءان كل يوم ختمةً أو ختمتين، كان شديد الاجتهاد بالعبادة كأنه من الملائكة، كان يؤم في الحرم الشريف الناس بالتراويح، مع كل هذا ما كان ينظر لنفسه كان يقول لي: “إن رأيت علي مكروهًا فنبهني فلا تسكت”، مع أنه في ذلك المقام الأعظم لكنه يرى نفسه من شدة خوفه من الله أقل بكثير مما يستحقه. هذا توفي منذ سبع سنوات أو ست سنوات في الحبشة([1])، إذا كان هذا ممن أدركناه، فكيف كان الجنيد ومن قبل الجنيد من أهل الله من الصوفية؟!
الذي نظر في سيرة الصحابة والتابعين يعرف أنهم لو كانوا يؤثرون أنفسهم بالملذات ما وصلوا إلى هذه الدرجة من نشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها. كانوا كلما يفتحون أرضًا يأكلون ويشربون ويتلذذون من خيرات هذه الأرض؟! ما كان يهمهم ذلك بل كلما فتحوا أرضًا يتركون في هذه الأرض من يعلمهم علم الدين ثم ينتقلون إلى ما وراءها ما كانوا يلتهون بملذات هذه الأرض ونعيمها عن الدؤوب في السير في الجهاد في سبيل الله بل كانوا يدأبون لأنهم علموا علم يقين أن هذه الدنيا دار ممر وأن الطعام الذي يؤكل نهايته القذر، بعد قليل من الوقت يصير قذرًا تشمئز منه نفس الآكل، وثياب الدنيا بعد برهة من الزمن ترمى في المزابل، هم عرفوا حقيقة الدنيا هؤلاء العقلاء هؤلاء الزهاد الذين ءاثروا ما عند الله تعالى، أولئك أهل العقل الكامل، أما الذين يتقلبون في ملذات الدنيا ليل نهار هؤلاء إنما يجمعون الويل لأنفسهم.
أصحاب الملايين الذين في هذا العصر إنما يجمعون الويل لأنفسهم، أولًا لا تخلو أموالهم من حرام إن لم يكن الجميع فالغالب لا تخلو أموالهم من حرام، وثانيًا لا يغيثون أهل الضرورات من المسلمين، هؤلاء عقلاء؟! ثم بعد قليل يتركون هذا ويأكله من كان عدوًا لهم، لأن الموت لا يستشيرهم لا يقول لهم: أنا أعطيك سنة حتى ترتب أمورك، لا يقول له، يأتيهم وهم سابحون في بحر الطمع، ثم قد يتسلط على هذه الملايين إنسان لم يكونوا يحبونه.
الصوفية كانوا لا يكثرون من ملذات الدنيا، ولكنهم لم يكونوا يحرمونها بل يقولون للناس: “خير لكم إذا قللتم من ملذاتها من غير أن يحرموها على الناس، أما الذين ذمهم الله تعالى في القرءان الكريم بقوله: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ) أولئك هم قوم من مشركي العرب كانوا يحرمون على أنفسهم للتقرب إلى الأوثان بعض الأنعام الإبل والغنم كانوا يحرمونه لأوثانهم، يقولون هذا وهبناه للأوثان لآلهتنا، لا يتعرضون له لا يأكلونه ولا يشربون الحليب، كذلك الزينة حرموها على أنفسهم، كيف حرموا الزينة على أنفسهم؟ الشيطان ظهر لهم بصورة إنسان، فكلمهم بكلام مسموع ففتنهم، قال لأهل مكة: أنتم كيف تطوفون ببيت الله وأنتم لابسون هذه الألبسة التي تقترفون المعاصي فيها هذا لا يجوز، تعروا امشوا بالكعبة عراةً من غير ثياب، فأطاعوه وصاروا يطوفون بالكعبة عراةً كما خرجوا من بطون أمهاتهم، هؤلاء حرموا الزينة التي خلقها الله لعباده، كانوا يرون ذلك بعدما علمهم الشيطان حرامًا والتعري([2]) في حال الطواف قربةً إلى الله. يقولون إذا فعلنا هذا يرضى الله عنا. هذه الزينة التي حرمها المشركون والله أحلها لعباده: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ ءامَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ) ، الله تعالى يقول لسيدنا محمد: هي للذين ءامنوا في الحياة الدنيا هذه الزينة التي أحلها الله لعباده والمستلذات من الرزق للذين ءامنوا في الحياة الدنيا مع غيرهم من غير المؤمنين، أما في الآخرة فتكون لهم خالصةً أي للذين ءامنوا بالله ورسوله وهم أهل الزينة أي أهل اللباس الذي يتزين به.
الكفار يوم القيامة حرام عليهم أن يلبسوا ثيابًا عادية، لا يلبسونها في الآخرة كما كانوا يلبسون في الدنيا، فحرام عليهم أن يشربوا ماءً عذبًا ينعش البدن كما كانوا في الدنيا يشربون، هناك حرام عليهم لا يرزقهم الله، ليس لهم سبيل إلى أن يجدوا ماءً أو طعامًا أو لباسًا كالذي كان لهم في الدنيا، كل ذلك حرام عليهم بعد موتهم، فالله تعالى إنما رد على المشركين الذين كانوا يعتبرون لبس الثياب في حال الطواف بالكعبة الشريفة حرامًا لأنهم هم حرموها، ما حرمها الله. الله يأمر بالستر لا يأمر بكشف العورات.