أقولُ مِنْ بعدِ افتِتاحِ القَوْلِ *** بِحَمْدِ ذي الطَّوْلِ الشديدِ الحَوْلِ
وَبَعدَهُ فأفضلُ السلامِ *** على النبيّ سيدِ الأنامِ
وءالِهِ الأطْهارِ خَيْرِ ءالِ *** فاحْفَظْ كلامي واسْتَمِعْ مَقالي
يا سائِلي عنِ الكلامِ المُنتَظِمْ *** حَدًّا ونَوعًا وإلى كَمْ يَنْقَسِم
اسمعْ هُديتَ الرُّشدَ ما أقولُ *** وافهَمْهُ فهْمَ مَنْ لهُ مَعْقُولُ
باب الكلام
حَدُّ الكلامِ ما أفادَ المُسْتَمِعْ *** نحوُ سَعى زيدٌ وعَمْرٌو مُتَّبِع
ونوعُهُ الذي عليهِ يُبْنَى *** إسمٌ وفِعلٌ ثُمَّ حرفُ مَعْنَى
باب معرفة الاسمِ
فالاسمُ ما يدْخُلُهُ مِنْ وإلى *** أوْ كانَ مجرورًا بِحَتَّى وعلى
مِثالُهُ زيدٌ وخيلٌ وغَنَمْ *** وذا وتِلكَ والذي ومَنْ وَكَمْ
بابُ الفعلِ
والفعلُ ما يَدْخُلُ قدْ والسينُ *** عليهِ مثلُ بانَ أو يَبينُ
أوْ لَحِقتهُ تاءُ مَنْ يُحَدَّثُ *** كقولِهِمْ في ليسَ لسْتُ أنْفُثُ
أوْ كانَ أمْرًا ذا اشتِقاقٍ نحوُ قُلْ *** وَمِثلُهُ ادْخُلْ وانْبَسِطْ واشرَبْ وكُلْ
باب معرفةِ الحَرفِ
والحرفُ ما ليستْ لهُ علامَهْ *** فَقِسْ على قولي تَكُنْ علَّامهْ
مِثالُهُ حتى ولا وثُمَّا *** وهَلْ وبَلْ ولوْ ولمْ ولمَّا
بابُ المعرفةِ والنكرةِ
والاسمُ ضَربانِ فضَربٌ نَكِرَهْ *** والآخَرُ المَعرِفةُ المُشتَهِرهْ
وكلُّ ما رُبَّ عليهِ تدخلُ *** فإنَّهُ مُنَكَّرٌ يا رجلُ
نحوُ غُلامٍ وكتابٍ وطَبقْ *** كقولِهِمْ رُبَّ غُلامٍ لي أبَقْ
وما عدا ذلكَ فهْوَ مَعْرِفهْ *** لا يَمْتري فيهِ الصحيحُ المعرفهْ
مِثالهُ الدارُ وزيدٌ وأنا *** وَذا وَتِلكَ والذي وذو الغِنى
بابُ التعريفِ
وءالةُ التعريفِ ألْ فَمَنْ يُرِدْ *** تعريفَ كَبْدٍ مُبهَمٍ قالَ الكبدْ
وقالَ قومٌ إنها اللامُ فقطْ *** إذْ ألفُ الوصلِ متى تُدرَجُ سقطْ
بابُ قسمةِ الأفعالِ
وإنْ أردتَ قِسمةَ الأفعالِ *** لِيَنجَلي عنكَ صدَا الإشكالِ
فهيَ ثلاثٌ ما لهُنَّ رابعُ *** ماضٍ وفعلُ الأمرِ والمُضارعُ
فكُلُّ ما يَصلُحُ فيهِ فيهِ أمْسِ *** فإنهُ ماضٍ بغيرِ لَبْسِ
بابُ الفعلِ الماضي
وحُكمُهُ فَتْحُ الأخيرِ منهُ *** كَقولِهِم سارَ وبانَ عنه
بابُ الأمرِ
والأمرُ مبنيٌّ على السكونِ *** مثالُهُ احْذَرْ صفقةَ المَغبونِ
وإنْ تَلاهُ ألفٌ ولامُ *** فاكْسِرْ وَقُلْ لِيَقُمِ الغُلامُ
وإنْ أمَرْتَ مِنْ سَعَى ومِنْ غدَا *** فأسْقِطِ الحرفَ الأخيرَ أبدَا
تقولُ يا زيدُ اغْدُ في يومِ الأحدْ *** واسْعَ إلى الخَيراتِ لُقِّيتَ الرَّشَدْ
وهكذا قولُكَ في ارمِ مِنْ رمى *** فَاحْذُ على ذلكَ فيما استَبْهَما
والأمرُ منْ خافَ خَفِ العِقابا *** ومِنْ أجادَ أجِدِ الجَوابا
وإنْ يَكُنْ أمْرُكَ للمُؤنَّثِ *** فقُل لها خافي رجالَ العَبَثِ
بابُ فعل المضارعِ
وإنْ وَجَدْتَ همزةً أو تاءً *** أوْ نونَ جمعٍ مُخْبِرٍ أو ياءَ
قدْ أُلْحِقَتْ أولَ كُلّ فعلٍ *** فإنهُ المضارعُ المُسْتَعلي
وليسَ في الأفعالِ فعلٌ يُعرَبُ *** سِواهُ والتّمثالُ فيهِ يَضْرِبُ
والأحرفُ الأربعةُ المُتابَعَهْ *** مُسَمَّياتُ أخرفَ المُضارعهْ
وَسِمطُها الحاوي لها نَأيْتُ *** فاسْمَعْ وَعِ القولَ كما وَعَيْت
وضمُّها مِنْ أصلها الرُّباعي *** مثلُ يُجيبُ مِنْ أجابَ الداعي
وما سواهُ فهْيَ تُفتَتَحْ *** ولا تُبَلْ أخفَّ وزْنًا أمْ رجَحْ
مِثالهُ يذهبُ زيدٌ ويَجي *** ويَستَجيشُ تارةً ويلتَجِي
بابُ الإعرابِ
وإنْ تُرِدْ أنْ تَعْرِفَ الإعرابا *** لِتَقتَفِي في نُطْقِكَ الصَّوابا
فإنَّهُ بالرَّفعِ ثمَّ الجرّ *** والنصبِ والجزمِ جميعًا يَجري
فالرفعُ والنصبُ بِلا مُمانعِ *** قدْ دخلا في الاسمِ والمُضارعِ
والجرُّ يَسْتأثِرُ بالأسماءِ *** والجزمُ في الفعلِ بلا امتراء
فالرَّفعُ ضَمُّ ءاخِرِ الحروفِ *** والنصبُ بالفتحِ بلا وُقوفِ
والجَرُّ بالكسرةِ للتَّبيينِ *** والجزمُ في السالمِ بالتَّسكين
بابُ تنوينِ الاسمِ الفريدِ المنصرفِ
ونَوِّنِ الاسمَ الفريدَ المُنْصرفْ *** إذا دَرَجْتَ قائلاً ولمْ تَقِفْ
وقِفْ على المنصوبِ منهُ بالألفْ *** كمِثلِ ما تَكْتُبُهُ لا يختلفْ
تقولُ عمرٌو قد أضافَ زيدًا *** وخالدٌ صادَ الغداةَ صيدا
وتُسقِطُ التنوينَ إنْ أضفتهُ *** أوْ إنْ يَكُنْ باللامِ قدْ عرَّفتهُ
مَثالهُ جاءَ غلامُ الوالي *** وأقبلَ الغلامُ كالغزالِ
بابُ الأسماءِ المعتلةِ المضافةِ
وسِتَّةٌ تَرْفَعُها بالواوِ *** في قولِ كُلّ عالِمٍ وراوي
والنصبُ فيها يا أُخَيَّ بالألِفْ *** وجَرُّها بالياءِ فاعْرفْ واعْتَرِفْ
وهْيَ أخُوكَ وأبو عِمرانا *** وذو وفُوكَ وحَمُو عُثمانا
ثمَّ هَنوكَ سادسُ الأسماءِ *** فاحْفَظْ مقالي حِفْظَ ذي الذكاءِ
بابُ حروفِ العلةِ
والواوُ والياءُ جميعًا والألف*** هُنَّ حروفُ الاعْتِلالِ المُكْتَنِفْ
بابُ المنقوصِ
والياءُ في القاضي وفي المُستَشْري *** ساكنةٌ في رَفْعِها والجَرّ
وتُفتَحُ الياءُ إذا ما نُصِبا *** نحوُ لقيتُ القاضيَ المُهَذَّبا
ونَوّنِ المُنكرَ المَنْقوصا *** في رَفْعِهِ وجَرّهِ خُصوصا
تقولُ هذا مُشترٍ مُخادعُ *** وافْزَعْ إلى حامٍ حِماهُ مانِعُ
وهكذا تفعلُ في ياءِ الشَّجِي *** وكُلّ ياءٍ بعدَ مكسورٍ تَجِي
هذا إذا ما وَرَدَتْ مُخَفَّفهْ *** فافْهَمهُ عنّي فَهْمَ صافي المَعرفه
بابُ الاسمِ المقصورِ
وليسَ للإعرابِ فيما قدْ قُصِرْ *** مِنَ الأسامي أثرٌ إذا ذُكِرْ
مِثالهُ يَحْيى ومُوسى والعصا *** أو كَرَحًا أو كَحَيًا أوْ كحَصى
فهذهِ ءاخِرُها لا يختلفْ *** على تصاريفِ الكلامِ المُؤتلِفْ
بابُ التثنيةِ
ورفْعُ ما ثَنَّيتَهُ بالألِفِ *** كَقَولِكَ الزَّيدانِ كانا مألَفِي
ونَصبُهُ وجرُّهُ بالياءِ *** بغيرِ إشكالٍ ولا مِراءِ
تقولُ زيدٌ لابسٌ بُرْدَينِ *** وخالدٌ مُنْطَلقُ اليَدينِ
وتلحقُ النونُ بما قد ثُنّي *** منَ المفاريدِ لِجَبرِ الوَهْنِ
بابُ الجمع المذكرِ السالمِ
وكُلُّ جمعٍ صحَّ فيهِ واحدُهُ *** ثُمَّ أتى بعدَ التناهي زائِدُهُ
فرَفعُهُ بالواوِ والنونُ تَبَعْ *** نحوُ شجاني الخَاطِبونَ في الجُمَعْ
ونَصبُهُ وجَرُّهُ بالياءِ *** عندَ جميعِ العَرَبِ العَرْباءِ
تقولُ حيّ النازِلينَ في مِنَى *** وَسَلْ عن ِ الزَيْدِينَ هلْ كانوا هُنا
ونُونُهُ مَفتوحةٌ إذْ تُذْكَرُ *** والنونُ في كلّ مُثَنّى تُكْسَرُ
وتسْقُطُ النونانِ في الإضافهْ *** نحوُ لَقيتُ ساكِنِي الرَّصافهْ
وقدْ لقيتُ صاحبَي أخِينا *** فاعْلَمْهُ في حذفِهِما بَقِينا
بابُ جمع المؤنثِ السالمِ
وكُلُّ جَمعٍ فيهِ تاءٌ زائدهْ *** فارْفَعْهُ بالضمِّ كرَفْعِ حامِدَهْ
ونَصبُهُ وجَرُّهُ بالكَسرِ *** نحوُ كَفَيْتُ المُسلماتِ شَرّي
بابُ جمع التكسيرِ
وكُلُّ ما كُسّرَ في الجُمُوعِ *** كالأسدِ والأبياتِ والرُّبُوعِ
فهوَ نظيرُ الفَرْدِ في الإعرابِ *** فاسْمَعْ مَقالي واتَّبِعْ صوابي
بابُ حروفِ الجرّ
والجرُّ في الاسمِ الصحيحِ المُنصرِفْ *** بأحرفٍ هُنَّ إذا ما قيلَ صِفْ
مِنْ وإلى وفي وحتى وعلى *** وعنْ ومُنذُ كمْ وحاشا وخلا
والباءُ والكافُ إذا ما زيدا *** واللامُ فاحْفَظْها تَكُنْ رشيدا
ورُبَّ أيضًا ثُمَّ مُذْ فيما حَضَرْ *** منَ الزمانِ دونَ ما مِنهُ غَبَرْ
تقولُ ما رأيتُهُ مذْ يومِنا *** ورُبَّ عبدٍ كَيّسٍ مَرَّ بِنا
ورُبَّ تأتي أبدًا مُصَدَّرهْ *** ولا يليها الاسمُ إلا نَكِره
وتارةً تُضْمَرُ بعدَ الواوِ *** كقولهم وراكبٍ بَجَاوِي
بابُ حروفِ القَسَمِ
ثُمَّ تجُرُّ الاسمَ باءُ القسمِ *** وَوَاوُهُ والتاءُ أيضًا فاعْلَمِ
لكنْ تخُصُّ التاءَ باسمِ الله *** إذا تَعَجَّبْتَ بلا اشْتِباهِ
بابُ الإضافةِ
وقَدْ يُجَرُّ الاسمُ بالإضافهْ *** كقولِهِم دارُ أبي قُحافهْ
فتارةً تأتي بمعنى اللامِ *** نحوُ أتى عبدُ أبي تمَّامِ
وتارةً تأتي بمعنى مِنْ إذا *** قُلتَ مَنا زيتٍ فقِسْ ذاكَ وذا
بابُ الأسماءِ التي تجرُّ بمعنى الإضافةِ
وفي المضافِ ما يَجُرُّ أبدَا *** مثلُ لَدُنْ زيدٍ وإنْ شئتَ لَدَى
ومنهُ سُبحانَ وذو ومِثلُ *** ومعْ وعندَ وَأولو وكُلُّ
ثمَّ الجهاتُ الستُّ فوقُ ووَرا *** ويَمنةٌ وعَكسها بلا مِرا
وهكذا غَيرُ وبعضُ وسوى *** في كلمٍ رواها مَنْ روى
بابُ كم الخبريَّة
واجْرُرْ بِكَمْ ما كُنتَ عنهُ مُخْبرا *** مُعَظّمًا لِقدْرِهِ مُكَثّرا
تقولُ كمْ مالٍ أفادَتْهُ يدي *** وكمْ إماءٍ مَلَكَتْ وأعْبُدِ
بابُ المبتدإ والخبرِ
وإنْ فَتَحتَ النُّطقَ باسمٍ مُبتدا *** فارْفَعهُ والأخبارَ عنهُ أبدا
تقولُ مِنْ ذلكَ زيدٌ عاقلُ *** والصُّلحُ خيرٌ والأميرُ عادِلُ
ولا يُحوَّل حُكمُهُ مَتَى دَخَلْ *** لكِنْ على جُملَتِهِ وهَلْ وبَلْ
وقَدّم الأخبارَ إذْ تَسْتَفْهِمُ *** كقولِهِم أينَ الكريمُ المُنْعِمُ
ومِثلُهُ كيفَ المريضُ المُدنِفُ *** وأيُّها الغادي متى المُنصَرَف
وإنْ يَكُنْ بَعْضُ الظروفِ الخَبَرا *** فأوْلِهِ النَّصبَ ودَعْ عنكَ المِرا
تقولُ زيدٌ خلفَ عَمرو قَعَدا *** والصَّومُ يومَ السبتِ والسيرُ غَدا
وإنْ تقُلْ أينَ الأميرُ جالسُ *** وفي فِناءِ الدارِ بِشرٌ مائِسُ
فجالسٌ ومائِسٌ قدْ رُفِعا *** وقدْ أُجيزَ النصبُ والرفعُ معا
بابُ اشتغالِ الفعلِ عنِ المفعولِ بضميرٍ
وهكذا إنْ قُلتَ زيدٌ لُمْتُهُ *** وخالدٌ ضَربتُهُ وضِمْتُهُ
فالرفعُ فيهِ جائزٌ والنصبُ *** كلاهُما دلَّتْ عليهِ الكُتْبُ
بابُ الفاعلِ
وكُلُّ ما جاءَ منَ الأسماءِ *** عَقِيبَ فعلٍ سالمِ البِناءِ
وَوَحّدِ الفعلَ معَ الجماعَهْ *** كقولِهِمْ سارَ الرجالُ السَّاعَهْ
وإنْ تَشأْ فَزِدْ عليهِ التاءَ *** نحوُ اشتَكَتْ عُراتُنا الشتاءَ
وتُلْحَقُ التاءُ على التحقيقِ *** بِكُلّ ما تأنيثُهُ حقيقي
كقولِهِمْ جاءَتْ سُعادُ ضاحِكهْ *** وانْطَلَقَتْ ناقةُ هندٍ راتِكَهْ
وتُكْسَرُ التاءُ بلا مَحالهْ *** في مثلِ قدْ أقْبَلَتِ الغَزالهْ
بابُ ما لم يُسَمّ فاعلُهُ
واقضِ قَضاءً لا يُرَدُّ قائِلُهُ *** بالرفعِ فيما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهْ
مِنْ بَعْدِ ضَمّ أوَّلِ الأفعالِ *** كقَولهم يُكتَبُ عَهْدُ الوالي
وإنْ يكُنْ ثاني الثُّلاثي ألِف *** فاكْسِرْهُ حينَ تَبْتَدي ولا تَقِفْ
تقولُ بِيعَ الثَّوبُ والغلامُ *** وَكِيلَ زيتُ الشامِ والطعام
بابُ المفعولِ بهِ
والنَّصْبُ للمفعولِ حُكْمٌ أُوجِبا *** كَقَولِهِمْ صادَ الأميرُ أرْنَبا
ورُبَّما أُخّرَ عنهُ الفاعلُ *** نَحْوُ قد استَوفى الخراجَ العامِلُ
وإنْ تَقُلْ كَلَّمَ موسى يَعْلَى *** فقدّمِ الفاعلَ فهْوَ أوْلى
بابُ ظننتُ وأخواتِها
وكُلُّ فعلٍ مُتَعَدّ يَنْصِبُ *** مفعولَهُ مثلُ سقى ويشرَبُ
لكنَّ فعلَ الشكّ واليقينِ *** ينصِبُ مَفعولَيْنِ في التَّلقينِ
تقولُ قدْ خِلْتُ الهلالَ لائِحا *** وقدْ وَجَدْتُ المُستشارَ ناصِحا
وما أظُنُّ عامِرًا رفيقا *** ولا أرى لي خالدًا صديقا
وهكذا تصنعُ في عَلمْتُ *** وفي حَسِبتُ ثُمَّ في زَعَمتُ
بابُ اسم الفاعلِ
وإنْ ذَكَرتَ فاعلاً مُنَوَّنًا *** فهْوَ كما لو كانَ فِعلاً بيّنا
فارفَعْ بهِ في لازمِ الأفعالِ *** وانْصِبْ إذا عُدّي بكلّ حالِ
تقولُ زيدٌ مُستوٍ أبوهُ *** بالرفعِ مثلُ يستوي أخوهُ
وقُلْ سعيدٌ مُكْرِمٌ عُثمانا *** بالنصبِ مثلُ يُكرِمُ الضِّيفانا
بابُ المصدرِ
والمصدرُ الأصلُ وأيُّ أصلِ *** ومنهُ يا صاحِ اشتقاقُ الفعلِ
وأوْجَبَتْ لهُ النُّحاةُ النَّصْبا *** كقولِهِمْ ضرَبْتُ زيدًا ضربا
وقدْ أُقيمَ الوَصفُ والآلاتُ *** مُقامَهُ والعدَدُ الإثباتُ
نحْوُ ضربتُ العبدَ سوطًا فهَرَبْ *** واضْرِبْ أشدَّ الضربِ مَنْ يَغشى الرّيَبْ
واجلِدْهُ في الخَمْرِ أربعينَ جلْدَهْ *** واحْبِسهُ مثلَ حبسِ مَوْلًى عبدَه
ورُبَّما أُضْمِرَ فِعْلُ المصدرِ *** كقولِهِمْ سَمْعًا وطَوْعًا فاخْبُرِ
ومِثلهُ سَقْيًا ورَعْيًا *** وإنْ تَشأْ جَدْعًا لهُ وكَيًّا
ومِنْهُ قدْ جاءَ الأميرُ رَكْضا *** واشتَمَلَ الصَّمَّاءَ إذْ توضَّا
بابُ المفعولِ لهُ
وإنْ جرى نُطْقُكَ بالمفعولِ لهْ *** فانْصِبْهُ بالفعلِ الذي قدْ فعَلَهْ
وهوَ لَعَمري مصدرٌ في نفسِهِ *** لكنَّ جِنْسَ الفعلِ غيرُ جِنسِهِ
وغالِبُ الأحوالِ أنْ تراهُ *** جوابَ لِمْ فَعَلتَ ما تَهْواهُ
تقولُ قدْ زُرْتُكَ خوفَ الشَّرّ *** وغُصْتُ في البحرِ ابتِغاءَ الدُّرّ
بابُ المفعول معهُ
وإنْ أقمتَ الواوَ في الكلامِ *** مُقامَ مَعْ فانْصِبْ بلا ملامِ
تقولُ جاءَ البردُ والجِبابا *** واستوتِ المياهُ والأخشابا
وما صَنَعْتَ يا فتًى وسَعْدًا *** فقِسْ على هذا تُصادِفْ رُشْدا
بابُ الحالِ والتمييزِ
والحالُ والتمييزُ مَنصوبانِ *** على اختلافِ الوَضْعِ والمَباني
ثُمَّ كِلا النَّوعَينِ جاءَ فضلَهْ *** مُنَكَّرًا بعدَ تمامِ الجُملَهْ
لكنْ إذا نظرتَ في اسمِ الحالِ *** وَجَدْتَهُ اشتُقَّ منَ الأفعالِ
ثُمَّ ترى عندَ اعْتِبارِ مَنْ عَقَلْ *** جوابَ كيفَ في سؤالِ مَنْ سَألْ
مِثالُهُ جاءَ الأميرُ راكِبا *** وقامَ قُسٌّ في عُكاظَ خاطِبا
ومِنْهُ مَنْ ذا بالفِناءِ قاعِدا *** وبِعتُهُ بدرهمٍ فصاعِدا
بابُ التمييزِ
وإنْ تُرِدْ معرفةَ التمييزِ *** لكَيْ تُعَدَّ مِنْ ذوي التمييزِ
فهْوَ الذي يُذكرُ بعدَ العددِ *** والوزنِ والكَيلِ ومذروعِ اليدِ
ومِنْ إذا فكَّرتَ فيهِ مُضمَرهْ *** مِنْ قبلِ أنْ تذْكُرَهُ وتُظْهِرَهْ
تقولُ عندي مَنَوانِ زُبْدًا *** وخمسةٌ وأربعونَ عبْدًا
وقدْ تَصَدَّقتُ بصاعٍ خلاّ *** وما لهُ غيرُ جَريبٍ نَخْلا
بابُ نِعْمَ وبِئْسَ وحبَّذا
ومنهُ أيضًا نِعْمَ زيدٌ رجُلا *** وبِئْسَ عبدُ الدارِ منهُ بَدَلا
وحبَّذا أرضُ البقيعِ أرْضا *** وصالحٌ أطْهَرُ منكَ عِرْضا
وقدْ قَرِرْتَ بالإيابِ عَيْنا *** وطِبْتَ نفسًا إذ قضيتَ الدَّيْنا
بابُ كم الاستفهامية
وكمْ إذا جِئْتَ بها مُسْتَفهِما *** فَانْصِبْ وقُلْ كَمْ كوكبًا تَحوي السَّما
بابُ الظُّروفِ
والظرفُ نوعانِ فظرفُ أزْمِنَهْ *** يَجري معَ الدهرِ وظرفُ أمْكِنهْ
والكُلُّ منصوبٌ على إضمارِ في *** فاعْتَبِرِ الظرفَ بهذا واكْتفي
تقولُ صامَ خالدٌ أياما *** وغابَ شهرًا وأقامَ عاما
وباتَ زيدٌ فوقَ سطحِ المسجدِ *** والفرسُ الأبلَقُ تحتَ معبدِ
والريحُ هبَّتْ يَمْنةَ المُصلي *** والزرعُ تِلقاءَ الحَيا المُنهَلّ
وقيمةُ الفضةِ دونَ الذهبِ *** وثَمَّ عمرٌو فادْنُ منهُ واقْرُبِ
ودارُهُ غَربيَّ فيضِ البصرهْ *** ونَخْلُهُ شرقيَّ نهرِ مُرَّهْ
وقدْ أكَلْتُ قَبلَهُ وبَعْدهْ *** وخلفَهُ وإثْرَهُ وعندَه
وعندَ فيها النصبُ يَسْتَمِرُّ *** لكنَّها بِمِنْ فقطْ تُجَرُّ
وأينَما صادَفْتَ في لا تُضمَرُ *** فارفَعْ وقُلْ يومُ الخميسِ نُيّرُ
بابُ الاستثناء
وكلُّ ما اسْتَثْنَيْتَهُ مِنْ مُوجَبِ *** تَمَّ الكلامُ عندهُ فلْيُنْصَبِ
تقولُ جاءَ القومُ إلا سعدا *** وقامتِ النسوةُ إلا هِندا
وإنْ يكُنْ فيما سِوى الإيجابِ *** فأوْلِهِ الإبدالَ في الإعرابِ
تقولُ ما المَفخرُ إلا الكرمُ *** وهَلْ مَحَلُّ الأمنِ إلا الحَرَمُ
وإنْ تَقُلْ لا ربَّ إلا الله *** فارْفَعهُ وارفَعْ ما جرى مَجراهُ
وانْصِبْ إذا ما قُدّمَ المُستثنى *** تقولُ هلْ إلا العراقَ مَغْنى
وإنْ تكُنْ مُستَثنيًا بِما عدا *** أوْ ما خلا أو ليسَ فانْصِبْ أبدا
تقولُ جاؤوا ما عدا محمدَا *** وما خلا عَمْرًا وليسَ أحمدا
وغيرُ إنْ جِئتَ بها مُسْتَثْنِيَهْ *** جرَّتْ على الإضافةِ المُسْتَولِيَهْ
وراؤُها يُحْكَمُ في إعرابِها *** مثلُ اسمِ إلا حينَ يُستثنى بها
بابُ لا التي لنفي الجنسِ
وانْصِب بلا في النَّفي كُلَّ نَكِرهْ *** كَقولِهِمْ لا شكَّ فيما ذَكَرَهْ
وإنْ بدا بينَهُما مُعترِضُ *** فارْفَعْ وقُلْ لا لأبيكَ مُبْغِضُ
وارْفَعْ إذا كَرَّرْتَ نَفْيًا وانْصِبِ *** أوْ غايرِ الإعرابَ فيهِ تُصِبِ
تقولُ لا بيعٌ ولا خِلالُ *** فيهِ ولا عيبٌ ولا إخلالُ
والرفعُ في الثاني وفَتْحُ الأولِ *** قدْ جازَ والعكسَ كذاكَ فافْعَلِ
وإنْ تشأْ فافْتَحْهُما جميعَا *** ولا تَخَفْ ردًّا ولا تَقريعا
بابُ التعجبِ
وتُنصَبُ الأسماءُ في التَّعَجُّبِ *** نَصْبَ المفاعيلِ فلا تَسْتَعجِبِ
تقولُ ما أحسنَ زيدًا إذْ خَطا *** وما أحدَّ سيفَهُ حينَ سَطا
وإنْ تَعَجَّبْتَ منَ الألوانِ *** أو عاهَةٍ تَحْدُثُ في الأبدانِ
فابْنِ لها فِعْلاً منَ الثلاثي *** ثُمَّ ائْتِ بالألوانِ والأحداثِ
تقولُ ما أنقى بياضَ العاجِ *** وما أشدَّ ظُلْمَةَ الدَّياجِيْ
بابُ الإغراءِ
والنَّصْبُ بالإغراءِ غيرُ مُلْتَبِسْ *** وهْوَ بفعلٍ مُضمَرٍ فافْهَمْ وقِسْ
تقولُ للطالبِ خِلاًّ بَرًّا *** دونَكَ زيدًا وعليكَ عَمْرًا
باب التحذير
وتَنْصِبُ الاسمَ الذي تُكَرّرُهْ *** عَنْ عِوَضِ الفعلِ الذي لا تُظْهرهْ
مثلَ مقالِ الخَاطبِ الأوَّاهِ *** أللهَ أللهَ عِبادَ اللهِ
بابُ إنَّ وأخواتِها
وسِتةٌ تَنْصِبُ الأسماءَ *** بها كما ترتفعُ الأنباءُ
وهْيَ إذا رَوَيْتَ أوْ أمْلَيْتا *** إنَّ وأنَّ يا فتى وَلَيتا
ثمَّ كأنَّ ثمَّ لكِنَّ وعّل *** واللغةُ المشهورةُ الفُصحى لعل
وإنَّ بالكسرةِ أُمُّ الأحرفِ *** تأتي معَ القولِ وبعدَ الحَلِفِ
واللامُ تختصُّ بمعمولاتِها *** لِيَسْتَبِينَ فَضْلُها في ذاتِها
مِثالهُ إنَّ الاميرَ عادلُ *** وقدْ سَمِعتُ أنَّ زيدًا راحِلُ
وقيلَ إنَّ خالدًا لَقادِمُ *** وإنَّ هندًا لأبوها عالم
ولا تُقدّمْ خبرَ الحروفِ *** إلا معَ المجرورِ والظروفِ
كقولِهِمْ إنَّ لِزيدٍ مالا *** وإنَّ عندَ عامرٍ جِمال
وإنْ تُزَدْ ما بعدَ هذي الأحرفِ *** فالرفعُ والنصبُ أُجيزا فاْعْرِفِ
والنصبُ في ليتَ لعلَّ أظهرُ *** وفي كأنَّ فاسْتَمِعْ ما يُؤْثَرُ
بابُ كان وأخواتِها
وعَكسُ إنَّ يا أُخَيَّ في العملْ *** كانَ وما انفكَّ الفتى ولمْ يزَلْ
وهكذا أصبحَ ثمَّ أمسى *** وباتَ ثمَّ ظلَّ ثم أضحى
وصارَ ثمَّ ليسَ ثمَّ ما برِحْ *** وما فَتِئَ فافْقَهْ بياني المُتّضِحْ
وأخُتُها ما دامَ فاحفظَنْها *** واحْذَرْ هُديتَ أنْ تزيغَ عنها
تقولُ قدْ كانَ الأميرُ راكبًا *** ولمْ يزَلْ أبو عليّ غائبا
وأصبحَ البردُ شديدًا فاعْلَمِ *** وباتَ عمرٌو ساهرًا لمْ يَنمِ
ومَنْ يُرِدْ أنْ يجعلَ الأخبارا *** مُقَدَّماتٍ فلْيَقُلْ ما اخْتارا
مِثالُهُ قدْ كانَ سَمْحًا وائِلُ *** وواقفًا بالبابِ أضحى السائِلُ
وإنْ تقُلْ يا قومِ قدْ كانَ المطرْ *** فَلَسْتَ تحتاجُ لها إلى خَبَرْ
وهكذا يصنعُ كلُّ مَنْ نَفَثْ *** بها إذا جاءتْ ومعناها حَدَثْ
والباءُ تختصُّ بليسَ في الخبرْ *** كقولِهِم ليسَ الفتى بالمُحْتَقَرْ
بابُ ما النافية الحِجازيةِ
وما التي تنفي كَليسَ النَّاصِبهْ *** في قولِ سُكّانِ الحجازِ قاطِبهْ
فقولُهُمْ ما عامِرٌ مُوافِقا *** كقولِهِم ليسَ سعيدٌ صادِقا
بابُ النداءِ
ونادِ مَنْ تدعو بِيَا أوْ بأيا *** أوْ همزةٍ أوْ أيْ وإنْ شِئتَ هَيا
وانْصِبْ ونَوّنْ إذْ تُنادي النَّكِرهْ *** كقولِهِمْ يا نَهِمًا دَعِ الشَّرَهْ
وإنْ يكُنْ معرفةً مَشتَهِرَهْ *** فلا تُنَوّنْهُ وضُمَّ ءاخرَهُ
تقولُ يا سعدُ أيا سعيدُ *** ومِثلهُ يا أيُّها العميدُ
وتَنْصِبُ المُضافَ في النداءِ *** كقولِهم يا صاحِبَ الرّداءِ
وجائِزٌ عندَ ذوي الأفهامِ *** قولُكَ يا غُلامُ يا غُلامي
وجوّزوا فتحةَ هذي الياءِ *** والوقفَ بعدَ فتحِها بالهاءِ
والوقفُ بالهاءِ على غُلامِيَهْ *** كالوقفِ بالهاءِ على سُلطانيهْ
وقالَ قومٌ فيهِ يا غُلاما *** كما تَلَوا يا حسْرَتا على ما
وحَذفُ يا يجوزُ في النداءِ *** كقولِهِمْ رَبّ اسْتَجِبْ دُعائي
وإنْ تَقُلْ يا هذهِ أوْ ياذا *** فحذفُ يا مُمْتَنِعٌ يا هذا
بابُ الترخيمِ
وإنْ تَشا الترخيمَ في حالِ النِّدا *** فاخصُصْ بهِ المعرفةَ المُنفرِدا
واحذِف إذا رخَّمْتَ ءاخرَ اسمِهِ *** ولا تُغيّرْ ما بقي عنْ رَسْمِهِ
تقولُ يا طَلْحَ ويا عامِ اسْمَعا *** كما تقولُ في سعادَ يا سُعا
وقدْ أُجيزَ الضَمُّ في الترخيمِ *** تقولُ يا عامُ بضمّ الميم
وألقِ حَرْفَينِ بلا غُفُولِ *** مِنْ وزنِ فعلانَ ومِنْ مفعولِ
تقولُ في مروانَ يا مَرْوَ اجْلسِ *** ومِثلهُ يا مَنْصُ فافْهَمْ وقِسِ
ولا تُرَخّمْ هندَ في النداءِ *** ولا ثُلاثيًّا خلا منْ هاءِ
وإنْ يَكُنْ ءاخرَهُ هاءٌ فقُلْ *** في هبةٍ يا هِبَ مَنْ هذا الرجُلْ
وقولُهُمْ في صاحبٍ يا صاحِ *** شَذَّ لِمعنًى فيهِ باصطلاحِ
بابُ التصغيرِ
وإنْ تُرِدْ تصغيرَ الاسمِ المُحْتَقَرْ *** إمَّا لِتَهْوانٍ وإمَّا لِصِغَرْ
فضُمَّ مَبْداهُ لهذي الحادثهْ *** وزِدهُ ياءً لتكونَ ثالثه
تقولُ في فَلْسٍ فُلَيْسٌ يا فتَى *** وهكذا كلُّ ثُلاثِيّ أتى
وإنْ يَكُنْ مؤنَّثًا أرْدَفتَهُ *** هاءً كما تُلحقُ لوْ وَصَفتَهُ
فصَغّرِ النارَ على نُوَيرهْ *** كما تقولُ نارُهُ مُنِيرَهْ
وصَغّرِ القِدرَ فَقُلْ قُدَيرهْ *** كما تقولُ قِدْرُهُ كَبيرهْ
وصَغّرِ البابَ فقُل بُوَيبُ *** والنَّابُ إنْ صَغَّرتهُ نُيَيْبُ
لأنَّ بابًا جَمْعُهُ أبوابُ *** والنابُ أصلُ جمعِهِ أنيابُ
وفاعِلٌ تصغيرهُ فُوَيْعِلُ *** كقولِهِم في راجِلٍ رُوَيجِلُ
وإنْ تَجِدْ مِنْ بعدَ ثانيهِ ألِفْ *** فاقْلِبْهُ ياءً أبدًا ولا تَقِفْ
تقولُ كمْ غُزَيِّلٍ ذَبَحتُ *** وكمْ دُنَيْنِييرٍ بهِ سَمَحْتُ
وقُلْ سُرَيحِينٌ لسرحانٍ كما *** تقولُ في الجمعِ سراحينُ الحِمَى
ولا تُغَيّرْ في عُثَيمانَ الالفِ *** ولا سُكَيْرانَ الذي لا ينصرفْ
وهكذا زُعَيْفرانُ فاعْتَبِرْ *** بهِ السُّدَاسياتِ وافْقَهْ ما ذُكِرْ
وارْدُدْ إلى المحذوفِ ما كانَ حُذِفْ *** منْ أصلِهِ حتى يعودَ مُنتَصِفْ
كقولهم في شَفَةٍ شُفَيهَهْ *** والشاةُ إنْ صَغَّرتها شُوَيهَهْ
بابُ حروفِ الزيادةِ
وألْقِ في التصغيرِ ما يُسْتَثقلُ *** زائِدُهُ وما تراهُ يَثْقُلُ
والأحرفُ اللاتي تُزادُ في الكَلِمْ *** مجموعُها قولُكَ يا هَولُ اسْتَنِمْ
تقولُ في مُنطَلِقٍ مُطَيْلِقُ *** فافْهَم وفي مُرْتَزِقٍ مُرَيْزِقُ
وقيلَ في سفرجلٍ سُفَيْرِجُ *** وفي فتًى مُستَخْرِجٍ مُخَيْرِجُ
وقدْ تُزادُ الياءُ للتعويضِ *** والجَبْر للمُصغّر المَهيضِ
كقولهم إنَّ المُطَيْليقَ أتى *** واخْبِ السُّفَيْريجَ إلى فصلِ الشتا
وشَذَّ مِمَّا أصَّلُوهُ ضَيَّا *** تَصغيرُ ذا ومِثلهُ اللَّذَيَّا
وقولُهُمْ أيضًا أُنَيْسيانُ *** شَذَّ كما شذَّ مُغَيْرِبانُ
وليسَ هذا بمثالٍ يُحذى *** فاتَّبِعِ الأصلَ ودَعْ ما شَذَّا
بابُ النسبِ
وكُلُّ مَنسوبِ إلى اسم في العَرَبْ *** أوْ بلدةٍ تَلحقُهُ ياءُ النَّسَبْ
فَشَدّدِ الياءَ بلا توَقُّفِ *** مِنْ كلّ مَنسوبٍ إليهِ فاعِرِفِ
تقولُ قدْ جاءَ الفتى البَكْرِيُّ *** كما تقولُ الحسنُ البصريُّ
وإنْ يكُنْ في الأصلِ هاءٌ فاحْذِفِ *** كَمثلِ مَكّيّ وهذا حَنفي
وإنْ يكُنْ مما على وَزْنِ فتى *** أوْ وزْنِ دُنيا أو على وزنِ متى
فأبْدِلِ الحرفَ الأخيرَ واوا *** وعاصِ مَنْ مارَى ودَعْ مَنْ ناوَى
تقولُ هذا عَلَويٌّ مُعْرِقُ *** وكلُّ لَهْوٍ دُنيوي مُوبِقُ
وانْسُبْ أخا الحِرْفَةِ كالبقَّالِ *** ومَنْ يُضاهيهِ إلى فعَّالِ
بابُ التوابعِ
والعَطْفُ والتوكيدُ أيضًا والبدل *** توابعٌ يُعْرَبنَ إعرابَ الأولْ
وهكذا الوصفُ إذا ضاهى الصّفهْ *** مَوْصوفُها مُنَكَّرًا أوْ مَعرِفَهْ
تقولُ خلّ المَزْحَ والمُجونا *** وأقْبَلَ الحُجَّاجُ أجْمَعونا
وامرُرْ بزيدٍ رَجُلٍ ظريفِ *** واعْطِفْ على سائِلِكَ الضعيفِ
والعَطفُ قدْ يدخلُ في الأفعالِ *** كقولهم ثِبْ واسمُ للمعالي
وأحرُفُ العطفِ جميعًا عشرهْ *** مَحصورةُ مأثورةٌ مُسْتَطَرهْ
الواوُ والفاءُ وثمَّ لِلْمَهلْ *** ولا وحتى ثمَّ أوْ وأمْ وبلْ
وبعدَها لكِنْ وإما إنْ كُسِرْ *** وجاءَ للتخييرِ فاحْفَظْ ما ذُكِرْ
بابُ ما لا ينصرفُ
هذا وفي الاسماءِ ما لا يَنصرفْ *** فَجَرُّهُ كَنَصبِهِ لا يختَلِفْ
وليسَ للتنوينِ فيهِ مَدْخَلُ *** لِشِبْهِهِ الفعلَ الذي يُسْتَثْقَلُ
مِثالهُ أفعَلُ في الصفاتِ *** كقولِهم أحمرُ في الشّياتِ
أو جاءَ في الوزنِ مِثالَ سَكْرَى *** أوْ وَزْنِ دُنيا أوْ مِثالَ ذِكرى
أوْ وزنِ فعلانَ الذي مُؤنّثهْ *** فعْلى كَسَكرانَ فخُذْ ما أنفُثُهْ
أوْ وزنِ فعلاءَ وأفعلاءَ *** كمِثلِ حسناءَ وأنبياءَ
أوْ وزنِ مثْنى وثُلاثَ في العددْ *** فأصْغِ أيا صاحِ إلى قولي السَّدَدْ
وكلُّ جمْعٍ بعدَ ثانيهِ ألِفْ *** وهْوَ خُماسيٌّ فليسَ ينصرفْ
وهكذا إنْ زادَ في المِثالِ *** نحوُ دنانيرَ بلا إشكالِ
فهذهِ الأوزانُ ليستْ تنصرفْ *** في مَوطنٍ يَعرفُ هذا المُعترِفْ
وكُلُّ ما تأنيثُهُ بلا ألِفْ *** فهْوَ إذا عُرّفَ غيرُ مُنصرِفْ
تقولُ هذا طلحةُ الجَوَادُ *** وهلْ أتَتْ زَينبُ أَمْ سُعادُ
وإنْ يَكُنْ مُخَفَّفًا كدَعْدِ *** فاصرِفْهُ إنْ شِئتَ كَصَرْفِ سَعْدِ
وأَجْرِ ما جاءَ بوزنِ الفعلِ *** مُجْراهُ في الحُكمِ بغيرِ فَصْلِ
فقولُهُمْ أحمدُ مثلُ أذهَبُ *** كقولِهمْ تغلبُ مثلُ تضربُ
وإنْ عَدَلْتَ فاعِلاً إلى فُعَلْ *** لمْ يَنْصَرِفْ مُعَرَّفًا مثلُ زُحَلْ
والأعجميُّ مِثْلُ مِيكائِيلا *** كذاكَ في الحُكمِ وإسماعيلا
وهكذا الاسمانِ حينَ رُكّبا *** تركيبَ مَزْجٍ نحوُ مَعْدِيكَرِبا
ومنهُ ما جاءَ على فَعْلانا *** على اختِلافِ فائِهِ أحيانا
تقولُ مَروانُ أتى كِرْمانا *** ورحمهُ الله على عُثمانا
فهذهِ إنْ عُرّفَتْ لمْ تَنْصَرِفْ *** وما أتى مُنكرًا منها صُرِفْ
وإنْ عراها ألِفٌ ولامُ *** فما على صارِفِها مَلامُ
وهكذا تُصْرَفُ في الإضافهْ *** نحوُ سخا بأطيبِ الضّيافه
وليسَ مَصروفًا منَ البِقاعِ *** إلا نَواحٍ جِئنَ في السَّماعِ
نحوُ حُنَيْنٍ ومِنًى وبَدْرِ *** ودابِقٍ وواسِطٍ وحِجْرِ
وجائِزٌ في صَنعةِ الشعرِ الصَّلِفْ *** أنْ يَصْرِفَ الشاعرُ ما لا ينصرفْ
بابُ العددِ
وإنْ نَطَقْتَ بالعُقُودِ في العددْ *** فانْظُر إلى المَعدودِ لُقيتَ الرَّشَدْ
فأثبِتِ الهاءَ معَ المذكرِ *** واحْذِفْ معَ المؤنثِ المُشْتَهِرِ
تقولُ لي خمسةُ أثوابٍ جُدُدْ *** وازْمُمْ لهُ تِسعًا منَ النُّوقِ وقُدْ
وإنْ ذَكَرْتَ العددَ المُرَكَّبا *** فهوَ الذي استَوجَبَ أنْ لا يُعْرَبا
فألحِقِ الهاءَ معَ المُؤنثِ *** بآخِرِ الثاني ولا تَكْتَرثِ
مِثالهُ عندي ثلاثَ عشرهْ *** جُمانَةً مَنْظومَةً ودُرَّهْ
وعكسُها يُعْمَلُ في التذكيرِ *** بغيرِ إشكالٍ ولا تأخيرِ
وقدْ تناهى القولُ في الأسماءِ *** على اختِصارٍ وعلى استيفاءِ
وحَقَّ أنْ نشرحَ شرحًا يُفهِمُ *** ما يَنصِبُ الفعلَ وما قدْ يَجْزِمُ
بابُ نواصبِ الفعلِ
وتَنْصِبُ الفعلَ السليمَ أنْ ولنْ *** وكيْ وكيلا ثمَّ حتى وإذَنْ
واللامُ حينَ تَبْتَدِئ بالكسرِ *** وهْيَ إذا حَقَّقْتَ لامُ الجرّ
والفاءُ إنْ جاءَتْ جوابَ النَّهي *** والأمرِ والعَرضِ معًا والنفيِ
وفي جوابِ ليتَ لي وهلْ فَتى *** وأينَ مَغْداكَ وأنَّى ومتى
والواوُ إنْ جاءَتْ بمعنى الجمعِ *** في طلبِ المأمورِ أوْ في المنعِ
وتَنصِبُ الفعلَ بأوْ وحتى *** وكلُّ ذا أُودِعَ كُتْبًا شَتَّى
تقولُ أبْغي يا فتى أنْ تذهبا *** ولنْ أزالَ قائمًا أوْ تَرْكبا
وجِئتُ كيْ تُوليني الكرامَهْ *** وسِرتُ حتى أدخُلَ اليمامه
واقْتَبِسِ العلمَ لكَيما تُكرما *** وعاصِ أسبابَ الهوى لِتَسلما
ولا تُمارِ جاهلاً فتَتْعَبا *** وما عليكَ عَتْبُهُ فتُعْتَبا
وهلْ صديقٌ مُخلصٌ فأقصدهْ *** وليتَ لي كنزَ الغِنى فأرْفِدهْ
وزُرْ فَتَلْتَذَّ بأصنافِ القِرى *** ولا تُحاضِرْ وتُسيءَ المَحْضرا
ومَنْ يقُلْ إني سأغشى حَرَمَكْ *** فقُلْ لهُ أنتَ إذًا أحترمكْ
وقُلْ لهُ في العرْضِ يا هذا ألا *** تنزلُ عندي فتُصِيبَ مأكلا
فهذهِ نواصبُ الأفعالِ *** مثَّلتُها فاحْذُ على تِمثالي
وإنْ تكُنْ خاتِمةُ الفعلِ ألِفْ *** فهيَ على سُكُونها لا تختلِفْ
تقولُ لنْ يرضى أبو السعودِ *** حتى يرى نتائجَ الوُعودِ
فصلٌ في الأمثلةِ الخمسةِ
وخمسةٌ تَحذفُ منهُنَّ الطَّرَفْ *** في نَصبِها فألْقِها ولا تَخَفْ
وهيَ لقيتَ الخيرَ تفعلانِ *** ويفعلانِ فاعْرفِ المَباني
وتفعلونَ ثُمَّ يفعلونا *** وأنتِ يا أسماءُ تفعلينا
فهذهِ تُحذَفُ منها النونُ *** في نصبِها ليظهرَ السكونُ
تقولُ للزَّيدَينِ لنْ تنطلقا *** وفَرْقَدا السماءِ لن يفترقا
وجاهِدوا يا قومِ حتى تَغْنَموا *** وقاتِلوا الكفارَ كيما يُسْلِموا
ولنْ يطيبَ العيشُ حتى تُسْعَدي *** يا هندُ بالوصلِ الذي يشفي الصَّدي
بابُ الجزمِ
ويُجزَمُ الفعلُ بِلَمْ في النفي *** واللامِ في الأمرِ ولا في النهيِ
ومِنْ حروفِ الجزمِ أيضًا لمَّا *** ومَنْ يَزِدْ فيهِ يَقُبْ ألمَّا
تقولُ لمْ تسمعْ كلامَ من عَذَلْ *** ولا تُخاصِمْ مَنْ إذا قالَ فَعَلْ
وخالدٌ لمَّا يَرِدْ معْ مَنْ وَرَدْ *** ومَنْ يَوَدّ فلْيُواصِلْ مَنْ يَوَدْ
وإنْ تلاها ألفٌ ولامُ *** فليسَ غيرُ الكَسْرِ والسلامُ
تقولُ لا تَنْتَهِرِ المِسْكينا *** ومِثلهُ لمْ يَكُنْ الّذينا
وإنْ ترَ المُعتَلَّ فيها رِدْفًا *** أوْ ءاخِرِ الفعلِ فَسُمهُ الحَذفا
تقولُ لا تأسَ ولا تُؤْذِ ولا *** تقُلْ بلا عِلْمٍ ولا تَحْسُ الطلا
وأنتَ يا زيدُ فلا تَهْوَ المُنى *** ولا تَبِعْ إلا بنَقْدٍ في مِنَى
والجزمُ في الخمسةِ مثلُ النصبِ *** فاقْنَعْ بإيجازي وقُلْ لي حَسْبي
بابُ الشرطِ والجزاءِ
هذا وإنْ في الشرطِ والجزاءِ *** تنَجزِمُ فِعْلَينِ بلا امْتراءِ
وأختُها أيٌّ ومَنْ ومهما *** وحيثُما أيضًا وما وإذما
وأينَ مِنْهُنَّ وأنَّى ومتى *** فاحْفَظْ جميعَ الأدواتِ يا فتى
وزادَ قومٌ ما وقالوا إمَّا *** وأيْنَما كما تَلَوا أيَّاما
تقولُ إن تخرجْ تُصادِفْ رُشدا *** وأينما تذهَبْ تُلاقِ سَعدا
ومَنْ يَزُرْ أزُرهُ باتّفاقِ *** وهكذا تصنعُ في البواقي
فهذهِ جوازِمُ الأفعالِ *** جَلَوْتُها مَنظومةَ اللآلي
فاحفَظْ وُقيتَ الشرَّ ما أملَيتُ *** وقِسْ على المذكورِ ما ألغيتُ
بابُ المبنياتِ
ثُمَّ اعْلَمنَّ أنَّ في بعضِ الكَلِمْ *** ما هُوَ مبنيٌّ على وضعٍ رُسِمْ
فسَكَّنوا مَنْ إذ بَنَوها وأَجَلْ *** ومُذْ ولكِنْ ونَعَمْ وكَمْ وهَلْ
وضُمَّ في الغايةِ مِنْ قبلُ ومنْ *** بَعْدُ وأمّا بعدُ فافْقَهْ واسْتَبِنْ
وحيثُ ثمَّ منذُ ثمَّ نحنُ *** وقطُّ فاحْفَظها عداكَ اللحنُ
والفتحُ في أينَ وأيّانَ وفي *** كيفَ وشتّانَ ورُبَّ فاعْرفِ
وقدْ بَنَوا ما ركَّبوا منَ العددْ *** بفتحِ كلّ منهما حيَ يُعَدّ
وأمسِ مَبنيّ على الكسرِ فإنْ *** صُغّرَ كانَ مُعربًا عندَ الفَطِنْ
وجَيْرِ أيْ حقًّا وهؤلاءِ *** كأمسِ في الكسرِ وفي البِناءِ
وقيلَ في الحربِ نزال مثلَ ما *** قالوا حَذامِ وقطامِ في الدُّمى
وقدْ يُنِي يفعلْنَ في الأفعالِ *** فما لهُ مُغَيّرٌ بحالِ
تقولُ منهُ النوقُ يسرحْنَ ولمْ *** يسرَحنَ إلا للّحاقِ بالنَّعَمْ
فهذهِ أمثلةٌ مِمَّا بُنِي *** جائِلةٌ جائِزةٌ في الألسنِ
وكلُّ مبنيّ يكونُ ءاخرَهْ *** على سواءٍ فاسْتَمِعْ ما أذكُرَه
وقدْ تَقَضَّتْ مُلْحَةُ الإعرابِ *** مُودَعَةً بدائِعَ الآدابِ
فانْظُرْ إليها نظرَ المُسْتَحسِنِ *** وأحْسِنِ الظنَّ بها وحَسّنِ
وإنْ تَجِدْ عَيبًا فسُدَّ الخللا *** فجَلَّ مَنْ لا عيبَ فيهِ وعلا
والحمدُ للهِ على ما أوْلى *** فنِعمَ ما أولى ونِعْمَ المَولى
ثمَّ الصلاةُ بعدَ حمدِ الصمدِ *** على النبيّ الهاشميّ محمدِ
وءالِهِ وصَحبهِ الأطهارِ *** القائِمينَ في دُجى الأسحارِ
ثمَّ على أصحابِهِ وعِترَتِهْ *** وتابعي مقالهِ وسُنَّتِهْ