يقول القرضاوي نقلًا عن «مدارج السالكين» لابن قيم الجوزية والنقل في كتابه المسمّى «في فقه الأولويات»([1]): «ومن أنواع الشرك: سجود المريد للشيخ، فإنّه شرك من الساجد والمسجود له، ومن أنواعه الخوف من غير الله»، ثم قال: «والتوكل على غير الله والعمل لغير الله([2])».اهـ.
الرَّدُّ:
مجرد سجود شخص لشخص ليس كفرًا إلا إذا كان على وجه العبادة فقد ثبت في الحديث أن معاذ بن جبل سجد لرسول الله ﷺ فنهاه النبي ﷺ وقال: «لو كنت ءامرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها» رواه الترمذي([3])، فالرسول نهاه ولكن ما قال له كفرت أو أشركت؛ لأنّه يعلم أن ذلك كان من الصحابي على غير وجه العبادة أما السجود للشمس أو للصنم فهو كفر مطلقًا.
وأما قوله: ومن أنواعه الخوف من غير الله فهذا مردود ومرفوض فقد ثبت أن بعض الأنبياء خافوا من غير الله وذلك بنص القرءان كما جرى لسيدنا موسى في غير موضع وقد أفردنا بحثًا خاصًّا لهذا الموضوع في مكان ءاخر من الكتاب تحت عنوان «القرضاوي يكفر من خاف غير الله».
وأما قوله: والعمل لغير الله، فهذا ليس من الشرك الأكبر إنما هو من الشرك الأصغر ويسمّى «الرياء» والرياء في العمل كبيرة من الكبائر ولا ثواب لشخص يعمل عملًا لا يبتغي فيه وجه الله.
[1])) انظر: الكتاب (ص147).
[2])) وعد من الشرك نقلًا عن ابن القيم قوله: «واعتقاد أن يكون في الكون ما لا يشاؤه». أقول: هذا كلام صحيح لا غبار عليه وفيه نسبة الشرك للقرضاوي الذي يزعم أن الإنسان يكفر ويعصي بغير مشيئة الله. راجع أقواله في هذا الكتاب «بحث خاص».
[3])) أخرجه الترمذي في سننه، كتاب الرضاع، باب: ما جاء في حق الزوج على المرأة.