نصيحة
قال سيدنا علي رضي الله عنه ليس الحق يعرف بالرجال وإنما يعرف الرجال بالحق فعلى من أراد رضا الله واتباع الحق والنجاة في الآخرة أن يتبع الحق وينتصر له ولا ينخدع ولا ينغش ولا ينفتن بأشكالهن وتصنعهن من أنهن يدعين قيام الليل وحفظ أجزاء من القرءان ولبس الـ [الكبوت] [المانتو] الطويل والجورب الغليظ مع الألوان المخصوصة المعينة حسب رتبة كل واحدة منهن فإن الخوارج كانوا أكثر منهن وأشد في التمسك بصور العبادات ومظاهر صور الطاعات وقد قال الرسول فيهم: “يقرأون القرءان لا يجاوز حناجرهم” وقال أيضًا: “يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم” أي يراها قليلة بالنسة لأعمالهم “لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد” وقال أيضًا: “هم أبغض الخلق إلى الله” وقال أيضًا: “هم شر الخلق والخليقة” وقال أيضًا: “يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرميّة” فالخوارج كانوا يحفظون القرءان ويكثرون ظاهرًا من قراءته ومن الصيام والصلاة والعبادات ويتظاهرون بالورع والتقوى ومع ذلك وصفهم الرسول بهذا الوصف لفساد في عقيدتهم لذلك انتبه ولا تنخدع بالقبيسيات فلا تنفعهن أي طاعة أو عبادة مع فساد الاعتقاد وقد قال الإمام الغزالي: “لا تصح العبادة إلا بعد معرفة المعبود” وهذه كتبهن تشهد عليهن بفساد الاعتقاد فانتبه لذلك ولا تنخدع.
وفيهن وفي أمثالهن ينطبق ما جاء في الحديث: “رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ورب قائم ليس له من قيامه إلا التعب والسهر” وكذلك ما جاء في الأثر: “رب تالٍ للقرءان والقرءان يلعنه”.
والله من وراء القصد وهو العالم بالنوايا وهو نعم الوكيل.
الهوامش:
[13] القطر معناه الجهة.
[14] يعني أن كلمة ونصروه جاءت في الآية بعد وعزروه.