المقالة السابعة
تقول سعاد ميبر في كتابها ص166 رؤية الله سبحانه وتعالى: إن هذه المسئلة مما ثار حولها الخلاف والنزاع بين أهل السنة والمعتزلة بسبب أنها لا ترتبط بأدلة قطعية جازمة مثل بقية مسائل العقيدة.
الرد: أما القول برؤية الله في الآخرة أي برؤية المؤمنين ربهم في الآخرة فهو اعتقاد حق معلوم بين أهل السنة ثابت بالدلائل إلا أن منكريها وهم المعتزلة أنكروها بطريق التأول فلم يكفروا لأجل ذلك إنما كفروا لغيرها كقولهم العبد يخلق فعله استقلالًا بقدرةٍ خلقها الله فيه وغير ذلك حتى قال الإمام أبو منصور البغدادي يجب تكفير كل زعيم من زعماء المعتزلة، وصرح بكفرهم فقهاء من المذاهب الأربعة.
وكيف يثير أهل السنة كل هذا النزاع مع المعتزلة في هذا الأمر ولا تكون عندهم أدلة قاطعة فيه كما زعمت سعاد. إن هذا لعجيب.
وليعلم أن الله يُرى في الآخرة يراه المؤمنون وهم في الجنة وهو سبحانه موجود بلا مكان فيرونه بلا هيئة ولا صورة ولا كيفية ولا كمية ولا أينية ولا لون ولا حجم ولا جهة ولا اتصال ولا انفصال لا في جهة فوق ولا تحت ولا أمام ولا خلف ولا يمين ولا شمال بل يرونه كما عرفوه {ليس كمثله شيء} [سورة الشورى] ولا يكون في مسافة ولا اتصال شعاع بين الرائي وبينه سبحانه وتعالى.
قال الله تعالى عن أهل الجنة: {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ* إلى ربها ناظرة} [سورة القيامة].
وقال عن الكفار: {كلا إنَّهم عن ربهم لمحجوبون} [سورة المطففين].