باب ذكر أمرائه صلى الله عليه وسلم
أمَّرَ باذانَ بلادَ اليمنِ *** ثُمَّ ابنَهُ شَهْرًا بِصَنْعا يَمَنِ
وابنَ أبي أُميَّةَ المُهاجِرا *** كِندةَ والصَّدِفْ فقبلَ أنْ سرا
لِعَمَلِهْ قضى النَّبيُّ بالموت *** كذا زيادُ بنُ لبيدٍ حضرموت
كذا أبو موسى زبيدًا وعدَنْ *** وزمْعِ والسَّاحل من أرضِ اليمنْ
كذاكَ قد ولّى معاذًا الجَنَدْ *** كذاكَ عَتَّابًا على خيرِ بلدْ
أمَّر بتشديد الميم رسول الله صلى الله عليه وسلم باذان بباء موحدة وذال معجمة على بلاد اليمن ذكره الواقدي وهو أحد من قام في قتل الأسود العنسي، ثم أمَّر ابنه شهرًا واستعمله على صنعاء اليمن، وأمَّر المهاجر بن أمية بن المغيرة المخزومي واسمه الوليد استعمله على صدقات كندة بكسر الكاف والصدف بفتح الصاد وكسر الدال المهملتين وتشديد الفاء فقبل أن سرى من المدينة قضى النبي بالموت في ربيع الأول، وكذا أمَّر زياد بن لبيد بن ثعلبة البياضي على حضرموت، وأمَّر أبا موسى عبد الله بن قيس الأشعري ولاية وبيد بفتح الزاي وكسر الباء الموحدة، وعدن بفتح العين والدال فنون، وزمع بفتح أوله وسكون ثانيه وعين مهملة، وعدن أرض باليمن وهي من مخاليف وإلى الساحل من مخاليف أرض اليمن أيضًا، وكذا ولَّى معاذ بن جبل وبعثه قاضيًا للجند بفتح الجيم والنون بلد باليمن، وولى عتاب بفتح المهملة وشدة المثناة فوق ابن أسيد بن أبي العيص الأموي مكة خير بلد على وجه الأرض فلم يزل أميرًا عليها حتى مات.
كذاكَ قد ولّى أبا سُفيانا *** صخرَ بنَ حربٍ بعدَ ذا نجرانا
كذا ابنهُ يزيدُ في تيماءَ *** وابنَ سعيدٍ خالدًا صنعاء
كذاكَ عَمْرًا أخَهْ وادي القِرى *** وحكمًا أخاهما على قُرى
عُرينة كذاكَ أيضًا أعْطى *** أخاهُما أبانَ منهُ الخَطَّى
كذاكَ ابن العاصِ عمرًا بِعُمانْ *** كذا على الطائفِ ولّى عُثمان
وكذلك ولى أبا سفيان واسمه صخر بن حرب بن أمية القرشي بعد ذلك الزمان لأن أبا سفيان أسلم يوم الفتح واستعمله على بلد نجران بفتح النون وسكون الجيم مدينة بالحجاز من شق اليمن وهي أطيب بلاد الحجاز [سميت بنجران بن زيد]، وولى ابنه يزيد أي استعمله على تيماء بفتح المثناة فوق والمد من أمهات القرى، وأمَّر خالد بن سعيد بن العاص على صنعاء اليمن [فلم يزل عليها حتى مات المصطفى]، وكذا أمّر عمرًا أخه بفتح الخاء المعجمة أي أخاه فهو على لغة القصر أي استعمل عمرًا أخا خالد بن سعيد على وادي القرى، وأمر الحكم أخاهما على قرى عرينة بالإضافة [لا ينصرف قرى بالحجاز معروفة]، وكذا أعطى المصطفى أخاهما أبان بن سعيد منه أي من عنده الخَطى بفتح الخاء المعجمة وشد الطاء المهملة ساحل ما بين عمان إلى البصرة أو هي قرية على ساحل البحرين، وكذا أمّر عمرو بن العاص السهمي على عُمان بضم العين وتخفيف الميم وهي من اليمن، أما عَمان بفتح العين وشد الميم فهي عمان البلقاء من أكناف دمشق، وولى عثمان بن أبي العاص السهمي أخا عمرو على الطائف.
ابنَ أبي العاصِ كذاك ولَّى *** مَحْمِئَةَ الأخماسِ ثمَّ ولَّى
عليًّا القضاءَ والأخماسا *** بيمنٍ فكانَ فيه راسا
كذاكَ أمَّرَ ابنَ حاتِمٍ عَدِي *** في صَدَقاتِ طئ وأسَدِ
وغيرهُ من أمراءِ الصدقهْ *** تجمعُ من قبائلٍ مفترقهْ
قوله “كذاك ولى” مبني للفاعل أي وكذا ولى النبي محمئة بفتح الميم الأولى وكسر الثانية [فهمزة مفتوحة وهو ابن جزء بفتح الجيم وسكون الزاي] ابن عبد يغوث الزبيدي على الأخماس، وولى علي بن أبي طالب القضاء والأخماس الأربعة بالقضاء وضرب بيده في صدره وقال: “اللهم اهد قلبه وسدده” فكان في القضاء رأسًا [لقول النبي: “أقضاكم علي”]، وكذا أمر عدي بن حاتم الطائي واستعمله على صدقات قومه طئ بتشديد الياء وهمزة، وولى غيره أي غير ابن حاتم من أمراء الصدقة لجمع الصدقات من قبائل متفرقة.
وأمَّر أبا بكر الصديق على الحج بالناس سنة تسع من الهجرة [ومعه ثلثمائة رجل وعشرون بدنة لدى سنة تسع بتقديم التاء يؤذن بسورة براءة] ولما نزل العرج [من جاء معه على نحو ثمانية وسبعين ميلًا من المدينة وهي أو تهامة] أدركه علي فقال له أبو بكر: فيم جئت؟ قال: مبلغًا للناس بالنداء لا أميرًا عليهم بأن أنادي أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان وأقرأ على الناس سورة براءة، وقوله “خاب المشرك” أي خسر حشو كمل به الوزن.
وقوله “أما الأولى” بالقصر للوزن أي وأما الذين أمَّرهم المصطفى في البعوث والسرايا فذكروا في كل بعث وسرية وذكر من بعث فيها أميرًا عليها كما مر مفصلًا.