باب ذكر بغاله وحميره صلى الله تعالى عليه وسلم
بِغالهُ خمسةٌ او فَسِتّهْ *** دُلْدُلُ مع فِضةَ والأيْلِيَّهْ
وبغلةً أهدى لهُ الأُكيْدِرُ *** وجاء مِن كِسرى وفيهِ نظرُ
وبغلةً أهدى لهُ النَّجاشي *** وهْوَ بأخلاقِ النَّبيِ الفاشي
كانت بغاله خمسة أو ستة، الأولى: دلدل بضم الدالين كانت بيضاء وهي أول بغلة رؤيت في الإسلام أهداها له الجذامي فوهبها لأبي بكر، الثالثة: الأيلية بفتح الهمزة نسبة إلى أيلة أهداها له صاحب أيلة. وقول الناظم: “وبغلة” مفعول مقدم أي وأهدى له الأكيدر صاحب دومة الجندل بغلة وهي الرابعة، وجاء في رواية ذكرها الثعالبي في تفسيره أنه جاء له من كسرى بغلة هدية وهذه الخامسة، وفيه نظر لما مر أنه مزق كتابه ورد رسوله، وقوله: “وبغلة” مفعول مقدم أيضًا أي أهدى له النجاشي بغلة، وقوله: “وهو بأخلاق النبي” أي أن ما ذكر من أن النجاشي أهدى له بغلة مذكور في كتاب “أخلاق النبي” لأبي الشيخ [1]، وقوله “الفاشي” أي الكتاب المشتهر المنتشر بين الناس.
حِمارهُ عُفيرٌ أو يَعفورُ *** أو فَهُما اثنانِ وذا المشهورُ
وكَونهُ كان اسمهُ زِيَادا *** أو ببَزِيدُ منكرٌ إسنادا
وثالثٌ أعطاهُ سعدٌ سَنَدهُ *** رَديفُهُ قيسُ بنُ سعدٍ ولدُهُ
وأما حميره فمنهم حماره الذي يقال له: عُفير بضم العين المهملة وفتح الفاء أهداه له المقوقس، وقيل: هما اثنان وهذا هو المشهور، وكون هذا الحمار كان اسمه زياد بن شهاب أو يزيد بن شهاب منكر إسنادًا ومتنًا، وله حمار ثالث أعطاه له سعد بن عبادة فإنه كان ماشيًا فأركبه في رجوعه حمارًا، وأرسل قيس بن سعد خلفه فلما وصل إلى بيته أراد أن يرد الحمار فقال: هو هدية، روى ذلك يحيى بن منده وغيره بسنده عن قيس المذكور.
[1] أخلاق النبي [ص/133].