غزوة بني قينقاع
السادسة:غزوة بني قينقاع [18]: بتثليث النون بطن من يهود المدينة وكانوا أول يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت هذه الغزوة يوم السبت نصف شوالٍ على رأس عشرين شهرًا من الهجرة، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعهم في سوق بني قينقاع وقال: “يا معشر يهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة وأسلموا فإنكم عرفتم أني نبي مرسلٌ تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم” قالوا: يا محمد لو حاربتنا لتعلمن أنا نحن الناس فنزل فيهم: {قُلْ للذينَ كفروا ستُغلبونَ وتُحشرونَ} [سورة ءال عمران] الآيات، وقال ابن سعدٍ [19]: كانوا قومًا من يهود حلفاء عبد الله بن أبيّ، وكانوا أشجع يهود، فوادعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كانت وقعة بدر أظهروا البغي والحسد وتركوا العهد والذمة، وذلك أن امرأةً من العرب جلست إلى صائغٍ منهم بسوق بني قينقاع فرادوها على كشف وجهها فأبت فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها فقامت فانكشفت سوءتها فضحكوا فوب مسلم على الصائغ فقتله فقتلته اليهود، فغضب المسلمون، فسار المصطفى إليهم وحمل لواءه حمزة وكان أبيض ولم تكن الرايات يومئذ، وخلف على المدينة أبا لبابة الأنصاري، وحاصرهم خمس عشرة ليلة فنزلوا على حكمه فحكم بأن له أموالهم ولهم النساء والذرية، فنزلوا فكتفوا واستعمل على كتافهم المنذر بن قدامة السلمي فكلم ابن أبيّ فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وألح وقال: موالي أربعمائة حاسر وثلاثمائة دراع منعونا من الأسود والاحمر تحصدهم في غداةٍ واحدة إني والله أخشى الدوائر فقال: “خلوهم لعنهم الله ولعنه معهم” وأمر أن يجلوا من المدينة فلحقوا بأذرعات، ولما رأى ذلك عبادة بن الصامت وكان له من حلفهم كالذي لابن أبيّ فتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حلفهم فأنزل الله في ذلك: {يا أيُّها الذينَ ءامنوا لا تتخذوا اليهودَ والنصارى أولياء} الآيات من المائدة، وولّى قبض أموالهم محمد بن مسلمة وإخراجهم عبادة بن الصامت، ووجدوا بحصنهم سلاحًا كثيرًا فأخذ المصطفى الخمس ثم قضى بالقية على صحبه.
[18] راجع تفصيل هذه الغزوة في: طبقات ابن سعد [2/21]، السيرة النبوية لابن هشام [2/47]، تاريخ الطبري [2/48]، الدرر [ص/149]، عيون الأثر [1/343]، الكامل [2/137].
[19] طبقات ابن سعد [2/21].