الأحد ديسمبر 22, 2024

التحذير من حزب التحرير

من قلة التحذير من الضلال ظهرت الفرق الضالة في هذا العصر وانتشرت هاتان الفرقتان الوهابية وجماعة سيد قطب والفرقة المسماة حزب التحرير فإنهم إخوان القدرية يقولون إن الإنسان يخلق أعماله أي يبرزها من العدم إلى الوجود وهذا إشراك بالله قال الله تعالى (هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ) (سورة فاطر) فيجب التحذير منهم، وزادوا على هذا الكفر تحليلهم لمصافحة الرجال النساء وهو محرم بإجماع علماء الإسلام الأئمة الأربعة وكل المجتهدين الذين مضوا عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (اليد تزني وزناها اللمس) رواه مسلم وابن حبان وغيرهما، وبقوله صلى الله عليه وسلم (لأن يطعن أحدكم بحديدة في رأسه خير له من أن يمس امرأة لا تحل له) رواه الطبراني.

ومن جملة ضلالهم قول زعيمهم (قبل النبوة والرسالة يجوز على الأنبياء ما يجوز على سائر البشر لأن العصمة هي للنبوة والرسالة) فعلى قوله تصح النبوة لمن كان لصا سراقا ولوطيا (1) إلى غير ذلك من الرذالات التي تحصل من البشر.
وأباحوا أيضا قبلة الرجل للمرأة الأجنبية للتوديع ولم يقل ذلك أحد من العلماء فتركوا ما أجمع العلماء في كل العصور على تحريمه واتبعوا أهواءهم وشهواتهم.
ويدعون أيضا في كتبهم إلى الفوضى والإفتاء بغير علم وتحريم الحلال وتحليل الحرام تحت شعار الاجتهاد ميسر لكل الناس فزعموا في كتابهم المسمى التفكير ما نصه (إن الاستنباط أو الاجتهاد ممكن لجميع الناس وميسر لجميع الناس ولا سيما بعد أن أصبح بين يدي الناس كتب في اللغة العربية والشرع الإسلامي). اهـ

ويكفي في رد مقالاتهم هذه الباطلة حديث البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (فرب مبلغ أوعي من سامع) وحديث الترمذي وابن حبان (نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه) فقوله عليه السلام (فرب حامل فقه ليس بفقه) معناه أن من الناس من حظه الرواية فقط وليس عنده مقدرة على فهم ما يتضمنه الحديث من المعاني، وقد قال علماء الحديث من لم يتلق القرءان من لفظ ثقة عارف لا يسمى مقرئا بل يسمى مصحفيا ومن لم يتلق الحديث من عارف ثقة لا يسمى محدثا بل يسمى صحفيا، فهؤلاء جعلوا علم الدين أهون من علوم الدنيا فإنهم في علوم الدنيا هذا القول بل يقضون له سنوات حتى يطلع أحدهم مهندسا أو محاميا أو نحو ذلك بل كل علوم الدين تحتاج إلى نقل من الثقات العارفين، ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (من قال في القرءان برأيه فأصاب فقد أخطأء) وقال (من قال في القرءان برأيه فليتبوأ مقعده من النار) فكفى هؤلاء خزيا أنهم جعلوا علم الدين فوضى، وكل هذه الأحاديث المتقدمة ثابتة عند أهل الحديث، ومثال كلام هؤلاء نقض الشريعة شيئا فشيئا.

(1) كلمةُ لُوطِي نِسبَة لقَوم لوط وليسَ إلى نَبيّ الله لوط، وقولُ بَعضٍ إنّ النّاسَ اشتَقُّوا اللّواطَ مِن اسم لُوطٍ غَيرُ صَحِيح.