الأحد ديسمبر 22, 2024

الرد على من أنكر جواز المولد باستعماله أسلوب مسابقة المولد

الحمد لله وصلى الله وسلم على نبي السلام سيدنا محمد بن عبد الله الذي نوّر الدنيا بولادته السَّنِيَّة وشرَّفها بطلعته البهية أما بعد،

طرح بعض من يعترض على الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم على شبكة الإنترنت ما أسماه مسابقة المولد النبـوي الشريف وعرض أسئلة ليصل بها إلى الاستدلال بزعمه على عدم جواز الاحتفال بمولد النبي.

فأقول قولك في السؤال الأول كم مرة احتفل النبي صلى الله عليه وسلم بمولده؟
هذا مثل أن يقول القائل كم مرة سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة لأداء العمرة راكبا الطائرة أو السيارة؟ فإن كان الجواب لا هل يكون ذلك دليلًا على حرمة السفر بالطائرة أو السيارة لأداء العمرة؟
وقولك في السؤال الثاني في أي مكان أقام الصحابة رضوان الله عليهم أول احتفال بالمولد؟
وهذا مثل أن يقول القائل ما اسم المطار الذي نزلوا فيه وما اسم أول فندق في مكة نزل الصحابة فيه عندما اعتمروا أول مرة؟ فإن كان الجواب لم ينزلوا في أي مطار ولم ينزلوا في أي فندق هل يكون ذلك دليلا على حرمة النزول في المطار أو الفندق في مكة لمن جاء معتمرا؟
وقولك في السؤال الثالث ما هي أنواع الحلوى التي كانت توزع في المولد؟ وتريد في زمانهم.
هذا مثل قول القائل ما هي أنواع الأطعمة التي أكلها الصحابة عندما أدوا العمرة من أنواع الأرز البخاري أو الكبسة أو البرياني أو الدجاج البروستد ونحوه. فإن كان الجواب أنهم ما ثبت عنهم أنهم أكلوا هذه المأكولات بخصوصها عند أدائهم للعمرة فهل يكون هذا دليلا على حرمة أن يأكل المعتمرون في هذه الأيام هذه المأكولات لأنه ما ثبت عن الصحابة أكلها في وقت أدائهم العمرة؟
وقولك في السؤال الرابع ما هي الأناشيد التي كانت تنشد في الاحتفال؟ مريدًا في أيامهم.
فهذا مثل أن يقول القائل ما هي الأشعار أو الأناشيد التي كان الصحابة ينشدونها في أسفارهم إلى الحج أو العمرة؟ فإن لم تُعرف هل يكون ذلك دليلًا على حرمة أن يترنم أو ينشد المسافرون في أسفارهم إلى الحج أو العمرة من الأشعار ما يهوّن عليهم قطع المسافة؟

وأعود للإجابة على بعض أسئلة المسابقة:
السؤال الأول: كم مـره احتفل النبي صلى الله عليه وسلم بمولده؟

الجواب:
احتفل به بمعنى جَلَّاه أي بيَّنه فقد جاءت روايات عديدة كما في صحيح مسلم وابن حبان ومسند أحمد وغيرهم بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين فقال (ذاك يومٌ وُلِدْتُ فيه) وقال بعض العلماء في الحديث دلالة على أن الزمان يتشرَّفُ بما وقع فيه وأنه ينبغي تعظيم اليوم الذي أحدث الله فيه نعمة على عبده ويكون ذلك بصومه والتقرب إليه سبحانه.

السوال الثاني: في أي مكان أقام الصحابة رضوان الله عليهم أول احتفال بالمولد؟

الجواب:
مما ورد أنه كان بعد انصراف النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك حيث قال العباس في مدح النبي صلى الله عليه وسلم

وأنت لما وُلِدْتَ أشرقتِ الأر*** ضُ وضاءت بنورك الأفق
فنحن في ذلك الضياء وفي النـ *** ـور وسبل الرشاد نخترق

فأقره النبي صلى الله عليه وسلم ودعا له بأن لا تسقط أسنانه.

وأما قولك فإن لم نجدها فهل يمكنك أن تخبـرنا من أين وكيف أتت هذه البدعـة.
فالجواب:
من أصول جاءت في الشرع ذكرها علماء الإسلام فحرروها وبينوها وهي ما تبنى عليها أحكام الفروع لا بالهوى والتشهّي فمن ذلك قول الله تعالى في سورة الحج (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) وقوله عليه الصلاة والسلام في ما رواه مسلم في صحيحه (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده لا ينقص من أجورهم شيء) وقول عبد الله بن مسعود (ما رءاه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن) وقد اتفق المسلمون بعد إحداث الاحتفال بالمولد على جوازه وتحسين هذا الفعل وألّف فيه عدد كبير من علماء الملة المشهورين وغيرهم، وقول عامة فقهاء الإسلام في قواعد الأصول (ترك الشىء لا يدل على حُرمته) فالحمد لله الذي هدى من يعمل المولد الشريف في شهر ربيع الأول إلى اتباع القرءان والرسول وعامة المسلمين.

وقولك في شرطك أن تكون هذه كلها مما في الكتاب أو السنة أو آثار الصحابة أو التابعين.

فالجواب أعلاه.