بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين، وسلام الله عليهم أجمعين، الحمد لله رب العالمين، مالك يوم الدين، الذي قال في القرءان الكريم (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ) [110 سورة ءال عمران] والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من رأى منكم منكراً فليغيّره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام (أناسٌ من جِلْدَتِنا يَتَكَلَّمونَ بألسِنَتِنا تعرفُ منهم وتُنْكِر، دُعاة على أبوابِ جهنَّم من استجاب لهم قذفوهُ فيها) رواه البخاري.
ومن هؤلاء، رجل نسب نفسه للعلم والعلماء، والحديث والمحدثين زورا وبهتانا، فأطلق لسانه وقلمه بغير علم، وعمد من خلال فتاويه إلى زرع الفتنة وبث الحقد والعداوة والبغضاء بين المسلمين، إنه الساعاتي المدعو( ناصر الدين الألباني) الذي كفانا مؤنة نفسه في الرد عليه حيث وصف نفسه بأنه كان يعمل ساعاتيا وكانت هوايته قراءة الكتب بدون تلقّ للعلم من أهله ودون أن يكون له إسناد معتبر فيه، فتخبط هنا وهناك بين الكتب ونسب نفسه إلى السلف مع مخالفته لهم في العقيدة والأحكام الفقهية.
وزعم أنه من المحدثين وهو لا يحفظ حديثا واحدا بالإسناد المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم كيف يكون محدثا وهو يصحح أحاديث في كتبه ويحكم عليها بالتضعيف في مواضع أخرى والعكس، ويتهجم على علماء المحدثين بعبارات الازدراء والتهكم، وهو مع ذلك يكابر ويماري ويجادل بالباطل لهوى نفسه فيتجرأ على البخاري ومسلم وغيرهما، فيضعف من الأحاديث ما أجمع الحفاظ على صحتها، فهو بهذا شذّ عما عليه جمهور الأمة المحمدية من أشاعرة وماتُريدية الذي ادعى زورا وبهتانا أنهم أهل بدعة، سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم.
وهو أيضا شذّ عن الشرط الذي اشترطه علماء الحديث، لأن التصحيح والتضعيف من وظيفة الحافظ، وقد صرّح بذلك كثير منهم في مؤلفاتهم، ويكفي في ذلك قول الحافظ السيوطي في ألفية الحديث:
وَخُذْهُ حَيْثُ حَافِظٌ عَلَيْهِ نَصْ *** أَو مِن مُصَنِّفٍ بِجَمْعِهِ يُخَصْ
فكيف تجرأ مَعْ بعدِهِ عن أهلية التصحيح والتضعيف بُعد السماء عن الأرض على تسمية بعض مؤلفاته الصحيحة (يعني بذلك أنه جمع فيها الأحاديث الصحيحة فقط) وبعضها ضعيفة.
فما هذه الجرأة والوقاحة اللتان يتصف بهما هذا الرجل، حيث أوهم تلاميذه الذين أعماهم الله بأنه من أهل التصحيح والتضعيف، على أنه اعترف في بعض مجالسه بأنه ليس بحافظ، فلو كان هذا الرجل اطلع على كتب الحديث لعَلِم أن التصحيح ليس من وظيفة المحدث، ولا من هو دونه، ولعلم أن الحافظ هو من له وظيفة التصحيح والتضعيف كما بينا.
وقد ذُكر لنا أن رجلا من المحامين قال له أنت محدث؟
قال نعم،
قال تروي لنا عشرة أحاديث بأسانيدها،
قال أنا لست محدث حفظ، بل محدث كتاب،
فقال الرجل وأنا أستطيع أن أحدّث من كتاب، فأسكته.
فويل للذين قلّدوه من أتباعه الذي يشتغلون بالتعليق على كتب المحدثين فليتقوا الله فإنهم تائهون كما تاه متبوعهم، ولا يقلّد هذا الألباني إلا المغترون الذين لا يحسنون قواعد علم الحديث لم يؤتوا حظا لحفظ متون الأحاديث ولا في دراية قواعده مثل علي الحلبي، ومراد شكر، ومحمد شقرة، وعمر الأشقر، وسليم الهلالي وغيرهم.
فغيرةً منا على ديننا وعقيدتنا وسنة نبينا وانتصارا للسلف والخلف أهل الحق، وحرصا منا على تبيان حال من شبّه الخالق سبحانه وتعالى بخلقه وتجرأ على حديث رسول الله وضلل المسلمين، فعملا بالآية الكريمة (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [104 سورة ءال عمران] نحذركم من الألباني لأنه انشق عن الجمهور وخرق الإجماع واختار لنفسه فرقة الوهابية التكفيرية مذهباً وديناً، ومن يخفى عليه انحراف الوهابية وغلوهم؟
فمنهم هذا القنوجي الذي قال في كتابه المسمى زورا (الدين الخالص) ص١٤٠ (تقليد المذاهب شرك) والعياذ بالله تعالى.
ومن ضلالات هذا الرجل المتمحدث الألباني أقوال عجيبة غريبة منها ما يلي:
شذوذ الألباني في العقيدة وفي مسألة كلام الله وشذوذ الألباني في مسألة التأويل.
إنكار الألباني تأويل البخاري.
يدعي الألباني أن كل من تكلم بالكفر أو يكفر بالفعل في حكم المكره.
بيان شذوذ الألباني في مسألة التوسل والاستغاثة.
يدعي الألباني أنه لا يجوز الزيادة في التلبية على تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
يعتبر الألباني النبي صلى الله عليه و سلم ضالا كما يعتبر المتوسلين بالأنبياء والأولياء ضالين.
شذوذ الألباني في مسألة الشرك.
الألباني ينكر تسمية ملك الموت عزرائيل.
الألباني يدعو إلى هدم ءاثار الرسول و يمنع من قول (السلام عليك أيها النبي …) في الصلاة.
شذوذ الألباني عن المذاهب الاربعة.
شذوذ الألباني عن الجمهور فيحكم على نفسه بأنه ليس جمهوريًّا.
تحريم الألباني استعمال السبحة للذِّكر.
يمنع الألباني الزيادة على إحدى عشرة ركعة في صلاة قيام رمضان.
يدعي الألباني أن قيام اليل بأكثر من إحدى عشر ركعة بدعة ويرى أن هذا ليس بطاعة.
الألباني يمنع سنة الجمعة القبلية قبل الجمعة وبعد الأذان بحجة أنها بدعة.
ومن أراد المزيد فلينظر كتاب (تبيين ضلالات ناصر الدين الألباني).
نحذركم منه وندعو المسلمين للتوحد ولزوم الجماعة ونبذ الفرقة والتمسك بما قرره أئمة المذاهب الأربعة والتي أجمعت الأمة عليها.
فاحذورا وفقكم الله والله من وراء القصد.