الأحد مارس 16, 2025

تأويل الإمام أحمد بن حنبل للمجيء بمجيء القدرة

في مناقب أحمد للبيهقيّ([1]) قال: «وأنبأنا الحاكم قال حدّثنا أبو عمرو بن السَّمَّاك، قال حدّثنا حنبل بن إسحاق، قال سمعت عمي أبا عبد الله ـ يعني الإمام أحمد ـ يقول: احتجُّوا عليَّ يومئذ ـ يعني يوم نوظر في دار أمير المؤمنين ـ فقالوا: تجيء سورة البقرة يوم القيامة، وتجيء سورة تبارك، فقلت لهم: إنما هو الثواب، قال تعالى: وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا {22} (الفجر)، أي تأتي قدرته، وإنما القرآن أمثال ومواعظ([2]). قال البيهقيّ: هذا إسناد صحيح لا غبار عليه، وفيه دليل على أنه ـ أي الإمام أحمد ـ كان لا يعتقد في المجيء الذي ورد في الكتاب والنـزول الذي وردت به السنَّة انتقالًا من مكان إلى مكان كمجيء ذوات الأجسام ونزولها، وإنما هو عبارة عن ظهور آيات قدرته، وهذا الجواب الذي أجابهم به أبو عبد الله لا يهتدي إليه إلا الحذّاق من أهل العلم المنـزَّهون عن التشبيه» اهـ.

[1] ) مناقب الإمام أحمد، البيهقي، مخطوط.

 

[2] ) البداية والنهاية، ابن كثير، 10/361.