(22) مَا هُوَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ وَهَلْ يُسَنُّ صِيَامُهُ.
يَوْمُ عَاشُورَاءَ هُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنْ شَهْرِ الْمُحَرَّمِ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِى نَجَّى اللَّهُ فِيهِ سَيِّدَنَا نُوحًا وَمَنْ مَعَهُ فِى السَّفِينَةِ مِنَ الطُّوفَانِ وَفِيهِ تَابَ اللَّهُ عَلَى سَيِّدَنَا ءَادَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ مِنْ مَعْصِيَةٍ صَغِيرَةٍ لا خِسَّةَ فِيهَا وَلا دَنَاءَةَ وَفِيهِ نَجَّى اللَّهُ سَيِّدَنَا مُوسَى وَأَتْبَاعَهُ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْغَرَقِ وَأَهْلَكَ فِرْعَوْنَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْكَافِرِينَ وَفِيهِ نَجَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ مِنْ نَارِ النُّمْرُودِ وَفِيهِ نَجَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلامُ مِنْ جَوْفِ الْحُوتِ وَفِيهِ رُفِعَ الْمَسِيحُ عَلَيْهِ السَّلامُ إِلَى السَّمَاءِ وَفِيهِ رَدَّ اللَّهُ سَيِّدَنَا يُوسُفَ عَلَى سَيِّدِنَا يَعْقُوبَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ وَفِيهِ شَفَى اللَّهُ سَيِّدَنَا أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَرَفَعَ عَنْهُ الْبَلاءُ وَفِيهِ قُتِلَ سَيِّدُنَا الْحُسَيْنُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فِى كَرْبَلاءَ فَظَهَرَتِ النُّجُومُ فِى النَّهَارِ وَبَكَى عَلَيْهِ مَلائِكَةُ السَّمَاءِ وَالصَّالِحُونَ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ. وَيُسَنُّ صَوْمُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِى تَصُومُونَهُ فَقَالُوا هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ أَنْجَى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ فَنَحْنُ نَصُومُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ، ثُمَّ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ صَوْمُ شَهْرِ اللَّهِ الْمُحَرَّمِ سِيَّمَا عَاشُورَاءَ فَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ عَنِ النَّبِىِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْلِ. وَيُسَنُّ صَوْمُ تَاسُوعَاءَ وَهُوَ التَّاسِعُ مِنَ الْمُحَرَّمِ لِقَوْلِهِ ﷺ لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ. قَالَ إِمَامُنَا الشَّافِعِىُّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ يُسْتَحَبُّ صَوْمُ التَّاسِعِ وَالْعَاشِرِ وَالْحَادِى عَشَرَ مِنَ الْمُحَرَّمِ.