الأحد ديسمبر 22, 2024

(33) مَا مَعْنَى الْخُشُوعِ.

        الْخُشُوعُ هُوَ اسْتِشْعَارُ الْخَوْفِ مِنَ اللَّهِ أَىْ خَوْفِ الإِجْلالِ وَالتَّعْظِيمِ أَوِ اسْتِشْعَارُ مَحَبَّتِهِ وَتَعْظِيمِهِ وَأَمَّا مُجَرَّدُ اسْتِحْضَارِ الْخَوْفِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ فِى الْقَلْبِ فَلا يُسَمَّى خُشُوعًا لِأَنَّ الْخُشُوعَ لِلَّهِ لَيْسَ الْخَوْفَ مِنَ النَّارِ. الشَّخْصُ حَتَّى يَتَعَوَّدَ عَلَى الْخُشُوعِ يَقُولُ فِى قَلْبِهِ هَذِهِ الصَّلاةُ لَعَلَّهَا ءَاخِرُ صَلاةٍ أُصَلِّيهَا حَتَّى يَتَكَلَّفَ الْخُشُوعَ. وَأَصْلُ الْخُشُوعِ أَنْ يَسْتَحْضِرَ الْخَوْفَ مِنَ اللَّهِ. يَسْتَحْضِرُ أَنَّ اللَّهَ يَسْتَحِقُّ الْخَوْفَ مِنْهُ وَيَسْتَحْضِرُ أَنَّهُ يَسْتَحِقُّ التَّذَلُّلَ لَهُ فَيَقُولُ فِى قَلْبِهِ أَنَا أَتَذَلَّلُ لِلَّهِ وَيَقُولُ أَنَا أُصَلِّى لِلَّهِ الَّذِى يَسْتَحِقُّ التَّذَلُّلَ لَهُ وَلا يَسْتَحِقُّ نِهَايَةَ التَّذَلُّلِ إِلَّا هُوَ. وَيُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ فِى قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿الَّذِينَ هُمْ فِى صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ خَائِفُونَ سَاكِنُونَ. سُكُونُ الْجَوَارِحِ وَالطُّمَأْنِينَةُ وَتَرْكُ الإِسْرَاعِ كُلُّ ذَلِكَ يُسَاعِدُ عَلَى الْخُشُوعِ.