الجمعة أكتوبر 18, 2024

(27) اذْكُرْ نَوَاقِضَ الْوُضُوءِ.

        يَنْقُضُ الْوُضُوءَ مَا خَرَجَ مِنَ الْقُبُلِ أَوِ الدُّبُرِ كَالْبَوْلِ أَوِ الْغَائِطِ أَوِ الرِّيحِ غَيْرَ الْمَنِىِّ وَمَسُّ قُبُلِ الآدَمِىِّ أَوْ حَلْقَةِ دُبُرِهِ بِبَطْنِ الْكَفِّ بِلا حَائِلٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ رَوَاهُ التِّرْمِذِىُّ. وَالْمُرَادُ بِالْمَسِّ الْمَسُّ بِبَطْنِ الْكَفِّ لِحَدِيثِ ابْنِ حِبَّانَ إِذَا أَفْضَى أَحَدُكُمْ بِيَدِهِ إِلَى فَرْجِهِ وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا سِتْرٌ وَلا حِجَابٌ فَلْيَتَوَضَّأْ، وَمَعْنَى أَفْضَى أَىْ مَسَّ بِبَطْنِ كَفِّهِ وَلا يَنْقُضُ الْمَسُّ بِظَهْرِ الْكَفِّ وَحَرْفِهَا وَرُؤُوسِ الأَصَابِعِ وَمَا بَيْنَهَا. وَالنَّاقِضُ مِنْ قُبُلِ الْمَرْأَةِ مُلْتَقَى شُفْرَيْهَا عَلَى الْمَنْفَذِ الْمُحِيطَيْنِ بِهِ وَالْمُرَادُ بِالْمَنْفَذِ مَخْرَجُ الْبَوْلِ وَمَدْخَلُ الذَّكَرِ. وَالنَّاقِضُ مِنَ الدُّبُرِ مُلْتَقَى الْمَنْفَذِ فَقَطْ فَلا يَنْقُضُ مَسُّ الأَلْيَةِ، وَبَطْنُ الْكَفِّ هُوَ الْقَدْرُ الَّذِى يَسْتَتِرُ عِنْدَ وَضْعِ إِحْدَى الْكَفَّيْنِ عَلَى الأُخْرَى مَعَ تَحَامُلٍ يَسِيرٍ أَىْ كَبْسٍ خَفِيفٍ وَتَفْرِيقِ الأَصَابِعِ وَيُضَافُ إِلَيْهِ بَاطِنُ الإِبْهَامِ. وَيَنْقُضُ الْوُضُوءَ مَسُّ بَشَرَةِ الأُنْثَى الأَجْنَبِيَّةِ أَىْ غَيْرِ الْمَحْرَمِ الَّتِى تُشْتَهَى بِغَيْرِ حَائِلٍ لِقَوْلِهِ تَعَالَى ﴿أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ﴾ وَلا يَنْقُضُ لَمْسُ الْمَحْرَمِ بِالنَّسَبِ أَوِ الرَّضَاعِ أَوِ الْمُصَاهَرَةِ، وَالْمَحْرَمُ هِىَ مَنْ حَرُمَ نِكَاحُهَا عَلَى التَّأْبِيدِ لِأَجْلِ نَسَبٍ كَالأُمِّ أَوْ رَضَاعٍ كَالأُخْتِ مِنَ الرَّضَاعِ أَوْ مُصَاهَرَةٍ كَأُمِّ الزَّوْجَةِ. فَإِنْ لَمَسَ رَجُلٌ بَشَرَةَ بِنْتٍ صَغِيرَةٍ لا تُشْتَهَى أَوْ بَشَرَةَ امْرَأَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ بحَائِلٍ أَوْ لَمَسَ غَيْرَ الْبَشَرَةِ مِنْهَا كَشَعَرِهَا أَوْ سِنِّهَا أَوْ ظُفْرِهَا لَمْ يَنْتَقِضْ وُضُوؤُهُ أَمَّا لَمْسُ بَشَرَةِ الْعَجُوزِ الَّتِى لا تُشْتَهَى وَلَمْسُ بَشَرَةِ الزَّوْجَةِ فَإِنَّهُ يَنْقُضُ. وَيَنْقُضُ الْوُضُوءَ زَوَالُ الْعَقْلِ أَىِ التَّمْيِيزِ بِنَحْوِ جُنُونٍ أَوْ نَوْمٍ لِحَدِيثِ أَبِى دَاوُدَ الْعَيْنَانِ وِكَاءُ السَّهِ فَمَنْ نَامَ فَلْيَتَوَضَّأْ، وَالْوِكَاءُ هُوَ مَا تُرْبَطُ بِهِ الْقِرْبَةُ وَالْمَعْنَى أَنَّهُ مَا دَامَ مُسْتَيْقِظًا فَإِنَّهُ يَشْعُرُ بِمَا يَخْرُجُ مِنْهُ أَمَّا إِذَا نَامَ فَلا يَشْعُرُ بِذَلِكَ فَيَنْتَقِضُ وُضُوؤُهُ بِالنَّوْمِ إِلَّا نَوْمَ قَاعِدٍ مُمَكِّنٍ مَقْعَدَتَهُ مِنْ مَقَرِّهِ كَأَرْضٍ أَوْ ظَهْرِ دَابَّةٍ فَإِنَّهُ لا يَنْقُضُ الْوُضُوءَ لِلأَمْنِ مِنْ خُرُوجِ الرِّيحِ وَنَحْوِهِ. أَمَّا إِذَا وَقَعَتْ نَجَاسَةٌ عَلَى الْيَدِ مَثَلًا فَلا يَنْتَقِضُ الْوُضُوءُ بِإِجْمَاعِ الْفُقَهَاءِ.