التحذير من منشورات الجماعة المسماة جماعة “عباد الرحمن”
* ومما يجب التحذير منه منشورات الجماعة المسماة جماعة “عباد الرحمن” وهم فرع من حزب سيد قطب فإن في هذه المنشورات من الفتاوى الكثيرة التي تخالف الدين وتخرق الإجماع، فمنها قولهم [160] “إن الإنسان مخيّر”، وهذا التعبير غلط إنما التعبير الصحيح عند علماء أهل السنة أن العبد مختار أي يفعل أعماله باختياره بالقدرة التي خلقها الله فيه على وفق مشيئة الله الأزلية، فقول بعض الناس: “الإنسان مخير أم مسير؟” غلط مخالف للغة وللمعنى الذي يعتقده أهل السنة وذلك لأن معنى مخير أن الإنسان خيره الله بين كذا وكذا، ومعنى مسير في اللغة التي جاء بها القرءان ممكّن من السير قال تعالى: {هُوَ الذي يُسَيِّرُكم في البرِّ والبحر} [سورة يونس/22] فهذه العبارة التي يستعملها أمثال هؤلاء مخالفة للغة وللشرع.
وإن علماء أهل السنة قالوا في كتبهم: “الإنسان مختار تحت مشيئة الله” بمعنى أن الإنسان يفعل باختياره ما كتب الله أنه يفعله وقدره وشاءه، فالعبارة الصحيحة لمن أراد أن يسأل شخصًا: “هل الإنسان يفعل باختياره أم هو مجبور” أن يقول “الإنسان مختار أم مجبور” فهؤلاء وأمثالهم يعبّرون بألفاظ لا توافق اللغة ولا الشرع وذلك لأنهم أعرضوا عن تعلم علم الدين من أهل الثقة على الطريق الذي توارثه المسلمون من السلف إلى الخلف.
ومما يحذر منه ما جاء في أحد منشوراتهم [161] من زعمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن تقبيل اليد تشبهًا بالأعاجم فلا يدع أحدًا يقبل يده، فالجواب: هذا الكلام مخالف لما صح في تقبيل يد النبي صلى الله عليه وسلم ورجله، وقد ألف الحافظ أبو بكر بن المقري رسالة في أحاديث تقبيل اليد.
وقد صح عند المحدثين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قُبلت يده ورجله، رواه الترمذي وصححه [162]، وأن علي بن أبي طالب قبّل يد العباس ورجله وقال: يا عم ارضَ عني، رواه البخاري في كتاب الادب المفرد [163].
[160] العدد رقم/70، [ص/2]، أيار سنة 1966.
[161] العدد رقم/183، [ص/4]، حزيران سنة 1986.
[162] رواه الترمذي في سننه: كتاب الاستئذان: باب ما جاء في قبلة اليد والرجل، وكتاب التفسير: باب ومن سورة بني إسرائيل.
[163] الأدب المفرد [ص/328].