الجمعة أكتوبر 18, 2024

يتساءل كثيرون ما هي طرق وسُبل معالجة التطرف الذي يشوه سمعة الإسلام وينشر الرعب والعنف والدم في بلادنا؟ والجواب على ذلك هو أنه لا بد من معرفة أن المواجهة الأساس تكون بكشف أستارهم وتجريدهم من أقنعتهم، وإقامة الحجج عليهم، وبيان بطلان ما يذهبون إليه، وفساد ممارستهم المستندة إلى أفكارهم السوداء.

إن الحرب ضد التطرف هي حرب عملية لا بد أن ترافقها تدابير وقائية بمنعهم من التمترس وراء المناصب التي تتيح لهم التحرك والتحدث زورًا باسم الإسلام، والحيلولة دون اعتلائهم المنابر المخصصة أصلًا لنشر حقائق الإسلام ومفاهيمه البعيدة كل البعد عن التطرف والغلو.

وهنا يبرز لنا بوضوح دور العلماء والمشايخ والدعاة الذين هم خط المواجهة الأول وخط الدفاع الأقوى الذي في حال سقوطه يصبح الطريق أمام هؤلاء المتطرفين معبَّدًا، وتصبح أهدافهم سهلة التحقيق.

كما لا يخفى دور الجهات والسلطات الرسمية في الحد من استفحال ظاهرة التطرف من خلال منعهم من الوصول إلى مواقع التأثير على الجماهير، وليس من المقبول إتاحة المجال أمام هؤلاء المتطرفين بدعوى الحرية لأن الذين يهددون الصالح العام وأمن الأمة تحت ستار الحرية إنما يشكلون خطرًا لا تحمد عواقبه ولا يستطاع تداركه في كثير من الأحيان.

والحقيقة أن سبب التطرف ليس شيئًا واحدًا فأسبابه متعددة فهناك أسباب نفسية واجتماعية وتاريخية وسياسية لكنها تكون أحيانًا متشابكة ومتداخلة، فلا ينبغي أن نعالج سببًا ونترك ءاخر، وعلينا معالجة هذه الأسباب بالحكمة والجرأة المطلوبة مع الإشارة إلى أن الجهل يحارب بالعلم، والتطرف يحارب بالاعتدال، والباطل يحارب بالحق.

وكم هو مفيد العود إلى الينابيع الحقيقية والتمسك بمصادر التشريع دون تحريف، فالعلم الديني السليم يحرسك من كل أشكال التطرف، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: “أيها الناس تعلموا إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه” رواه الطبراني في المعجم الكبير بإسناد حسن. نريد الالتزام الديني حلًا للعصبية الذميمة التي تجتاح المجتمعات ولا تهزم إلا بتلك المسلكية السامية التي نستفيدها من الالتزام الديني الصافي من كل الشوائب، وعدونا الرابض لن يهزمه إلا ذلك.