الجمعة أكتوبر 18, 2024

انطلق سيد قطب وحزبه من تكفيرهم لكل المجتمعات والجماعات حتى المؤذنين وأئمة المساجد وكل المسلمين حتى تجرأ سيد قطب على شتم ومحاربة الأزهر الشريف فقال سيد قطب: “أما أنت أيها الأزهر فقد أضعت الدين وأفسدت الدنيا” وذلك في مجلة حزب الإخوان المسماة الأمان العدد الرابع 23/2/1979 [ص/27]، واعتبروا أن الإسلام متوقف عن الوجود كما مرّ معنا في الفصول السابقة ليهون عليهم الأمر بزعمهم لأنهم إذا اعتبروا كل الناس كفارًا أباحوا بعد ذلك دماءهم وأموالهم وأعراضهم، وقد رأيت بعينك العبارات التي مرت في الفصل السابق في تكفير كل الناس، ونشاهد اليوم ما يحصل في الجزائر ومصر، وما حصل في اليمن وسوريا ولبنان، وما حصل في داغستان وكل ذلك شاهد على أعمالهم الإجرامية الإرهابية التخريبية. وواقع الحال يشهد عليهم بعد عباراتهم الصريحة الواضحة بتكفير المسلمين حتى الأطفال وهم يبيحون لأنفسهم كل شيء ليتمكنوا من الوصول إلى مآربهم.

والعجب كيف أنهم يستبيحون دماء المسلمين ويحرمون قتال الكافرين فقد حرّف سيد قطب قول الله تعالى: {فإنِ انتَهوا فلا عُدْوَان إلا على الظالمين} [193، سورة البقرة] فقال إن معنى الآية فإن انتهوا أي عن الحيلولة بيننا وبين الدعوة إلى الإسلام فلا يجوز قتالهم، ومعلوم أن الأمريكان والإنكليز والأوروبيين لا يحولون اليوم بيننا وبين الدعوة إلى الإسلام لا في أمريكا ولا لندن ولا غيرها من بلاد الكفر التي يحكمونها، فأبطل بذلك الجهاد الذي أمر الله به في ءايات عديدة لا تخفى على أدنى ذي فهم، وأبطل الأحاديث التي وردت عن رسول الله في ذلك، والتي منها قول الله تعالى: {قاتِلوا الذينَ لا يؤمنون باللهِ ولا باليومِ الآخر ولا يُحَرّمونَ ما حرَّمَ اللهُ ورسوله ولا يَدينونَ دينَ الحقِّ من الذينَ أوتوا الكتبَ حتى يُعطوا الجزيةَ عن يدٍ وهُم صاغرون} [29، سورة التوبة]، وقوله تعالى: {تُقاتلونهم أو يُسلمون} [16، سورة الفتح]، وقوله تعالى: {وقَاتلوهم حتَّى لا تكونَ فتنةٌ ويكونَ الدينُ كلّهُ للهِ} [39، سورة الأنفال]، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور: “أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله” رواه البخاري وأما قوله تعالى: {لا إكراهَ في الدين} [256، سورة البقرة] فلا حجة لهم فيه لأن هذه الآية نزلت في بدء الأمر قبل أن يأتي الإذن بالقتال ثمّ نُسخت بآيات القتال، وقال بعضهم: معناها لا تستطيع أن تكره قلوبهم، وبعضهم قال: أي ليس لك أن تكره الذين يدفعون الجزية. فيتبين للمنصف أنه لا وجه لما ذكره سيد قطب في تفسيره للآية.

والآن إليك أيها القارئ بعض الوقائع من عملياتهم التي شوّهوا بها سمعة الإسلام والمسلمين من قتل وخطف وتخريب وتفجير وتدمير وسفك دماء واعتداء على الحرمات والحُرَم:

في مجلة العواصف 18/5/1990 [ص/20] قالوا عن التكفير والهجرة ما نصه: وتعتبر جماعة المسلمين أو حركة التكفير والهجرة هي البنت البكر لحركة الإخوان، وهذه الجماعة الإسلامية قريبة إلى التطرف، وقد تأسست في العام 1996 وظهرت إلى العلن في العام 76/77 وهي بزعامة المهندس الزراعي مصطفى شكري، التحق في صفوف هذه الحركة العديد من الشبان الملتحين لابسي الجلابيات البيض، ويجندون للعيش خارج المدن، ويتدربون في شبه معسكرات خاصة على استخدام الاسلحة والسكاكين، ويحاربون عمل المرأة في الحياة الاجتماعية، ويرفضون الاختلاط بين الجنسين في الحياة العامة.

برزت الجماعة حين خطفت الدكتور محمد حسين الذهبي وكان وزيرًا للأوقاف المصرية مطالبة بإطلاق 30 من أعضاء الجمعية المسجونين في السجون المصرية، ودفع مبلغ 200 ألف جنيه مصري. بالإضافة إلى وجوب نشر بياناتها ومواقفها عبر وسائل الإعلام وعلى رأسها التلفزيون والإذاعة. السلطات المصرية اعتقلت زعيم هذه الجماعة وعددًا كبيرًا من أعضائها، وحكم على 5 منهم بالإعدام، ولا يزال عدد كبير منهم في السجون حتى اليوم.

وفي مجلة الوسط العدد 235 تموز 1996 [ص/12] مذكور ما يلي: “هذه التهمة لا أستحيي منها وهي فخر لي ولا أدفن رأسي في الرمال، الجهاد الذي يسمونه العنف أو الإرهاب هو فريضة كالزكاة، التي يأتي وقتها عندما يحول الحول ويكتمل النصاب ولكل مقام مقال، فمن يرى في بلده أنه قادر على تغيير النظام بالعنف فله ذلك وهم يقدرون أحواله”، ويتابع قائل هذا الكلام أبو محمد المقدسي المعتقل في سجون الأردن فيقول عن جماعته الذين يخربون ويقتلون في الجزائر: “ونحن ندعو لهم بالخير وندعو الله أن ينصرهم على أعدائهم ونحن في السجن ولا تصلنا أخبارهم ولكن نعرف أنهم على خير عظيم لأنهم يقاتلون ضد المرتدين الذين هم أكثر شرًا من اليهود والنصارى”، وأكد المقدسي أنه متأثر بفكر سيد قطب [ص13].

وفي مجلة الأنصار الخميس 9/2/1995 العدد/83 تحت عنوان: حسب مصادر تابعة للجماعة حصيلة قتلى المرتدين ترتفع إلى 150 قتيل: أكدت مصادر رسمية تابعة لجهاز استخبارات الجماعة الإسلامية المسلحة أن عدد القتلى في صفوف العدو من جراء انفجار سيارة العملية الاستشهادية بلغ حوالي 150 قتيلًا، وقد نقلت جل الجثث إلى مستشفى عين النعجة العسكري.

وفي نفس المجلة [الأنصار] في [ص3] عدد/83 يقولون: نصبت إحدى سرايا الجماعة الإسلامية المسلحة نقطة للتفتيش على الطريق المتواجد قرب منطقة الشفة، وبعد عدة ساعات استطاعت هذه السرية من اصطياد أربعة من قوات العدو المرتدة كان من بينهم ضابط برتبة ملازم أول، وبعد استجوابهم تمَّ تنفيذ حكم الله فيهم بالقتل.

وفي مجلة الوسط العدد 81- 16/8/1993 تحت عنوان: “تكفير المقرئين المشهورين”: أما القضية رقم 2471 لسنة 1989 فهي أكثر غرابة إذ عوقب أنصار شوقي الشيخ بقالًا يدعى شعبان أبو طالب لأنه دأب على سماع القرءان الكريم بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وكان شوقي يعتبر أن المقرئين المشهورين [كفرة] لأنهم يتعاملون مع النظام القائم.

وذكرت جريدة السفير في 25/7/95 تحت عنوان: “مسلحون يقتلون شيخًا في أسيوط” ما نصه: وقالت مصادر أمنية أن المسلحين الأربعة من بينهم فتى عمره 12 عامًا أوقفوا سيارة نقل الشيخ خالد عبد الحميد متولي [35 عامًا] في قرية بني كورا في أسيوط معقل الإسلاميين الرئيسي في الصعيد، وأطلق المسلحون النار على متولي فيما شدوا وثاق الآخرين واستولوا على ما يحملون من أموال قبل أن يفروا، وقالت مصادر رفضت الكشف عن هويتها إنه ليس واضحًا ما إذا كان المهاجمون أرادوا الاستيلاء على الأموال فقط، أم أنهم كانوا يستهدفون قتل الشيخ بسبب قيامه بأناشيد دينية، وهو ما يعتبره الإسلاميون المتشددون مخالفًا للدين.

وبعد مقتل السعيد ورجام قالت جريدة الحياة في [ص/6] تحت عنوان: “الإنقاذ الجزائرية فتوى من لندن أباحت قتل السعيد ورجام” ما نصه: في غضون ذلك أوردت نشرة [السبيل] الصادرة عن أنصار [الإنقاذ] في بريطانيا معلومات عن تفاصيل مقتل الشيخين رجام والسعيد ونقلت في عددها الذي يصدر اليوم وتلقته [الحياة] عن أحد الناجين من عملية القتل التي حصلت في المدينة أن السعيد ورجام و50 من أتباعهما ذبحوا على يد الجماعة المسلحة، ونسبت إلى هذا الناجي الذي لم تُسمّه أن عملية الذبح تمّت بناء على فتوى صادرة من لندن وأن التهمة الموجهة إليهم هي تبنيهم العقيدة الأشعرية، وأضافت نقلًا عن المصدر ذاته أن محاكمات جرت قبل شهرين بعد صدور الفتوى وأن المحاكمين عزلوا وحوكموا فردًا فردًا ثم نفذ فيهم حكم القتل ذبحًا”.

وفي جريدة الديار الثلاثاء 11 تموز 1995 تحت عنوان “كشف النقاب عن وجهها فعذبها والداها حتى الموت”، تقول: “أفادت صحيفة [العربي] الأسبوعية أمس أن طفلة في الثالثة عشر من عمرها لقيت مصرعها في المنصورة شمال القاهرة على يد والديها بعد تعذيب استمر شهرًا تنفيذًا لأوامر أمير جماعة متشددة ينتميان إليها لأنها كشفت النقاب عن وجهها”.

وجاء في مجلة الافكار/ العدد 661 الاثنين 15 نيسان 1995 [ص/14] ما نصه: “فالحرب التي حصدت أكثر من أربعين ألف شخص مرت في عدة مراحل، ففي حربهم ضد السلطة استهدفت المجموعات المسلحة على التوالي قوات الأمن ثم المثقفين والبورجوازيين المعتدلين، وهم الصحافيون والإذاعيون وكبار الموظفين والقضاة والاطباء. والذين كان موتهم يثير ضجة إعلامية أكثر من موت الفلح العادي، ويحث الطاغوت أو الكفرة الغربيين على المغادرة لانهم يرفضون قيام الدولة الإسلامية، ثم جاء دور الأجانب والذين قتل منهم حتى الآن أكثر من 73 شخصًا ابتداء من العام 1993 ولم يبق سوى النساء ءاخر العقد في سلسلة الرعب، وفكر الإسلاميون أنه من أجل السيطرة على الوضع لصالحهم لا بد من خفض عدد النساء. أمل تلبس ثياب الحداد وهي تروي قصتها فتقول: ذات يوم تسلمت ظرفًا فيه مبلغ 25 ألف دينار ثمنًا لابنتيها، واحدة منهما في العشرين من العمر اقتيدتا إلى أحد معسكرات المسلحين لتنضما إلى مجموعة النساء اللواتي سيقدمن إلى الإرهابيين، وهي ما زالت تأمل أن تراهما على قيد الحياة ذات يوم.

ووفقًا للإسلاميين فإن هذا الاغتصاب يعتبر [شرعيًا] وفقًا لتعاليم بعض المتطرفين الذين يرون فيه [زواجًا مؤقتًا] وبعض الفتيات لا ينجون منه ويقتلن تمامًا كما يجري في البوسنة على أيدي الصرب، ولكن عددًا كبيرًا يعدن إلى أهلهن بعد الاستعمال، وعلينا أن نتصور الحالة النفسية لهؤلاء العائدات.

في الثالث عشر من شهر ءاذار الماضي ارتدى ستة مسلحين ثياب الشرطة وذهبوا للبحث عن فاطمة غضبان [16 سنة] فأخرجوها من المدرسة، واقتادوها إلى الشارع وهناك ذبحوها وعلى بعد 10 أمتار فقط من باب مدرستها، ذنبها – بزعمهم- أنها كانت أكبر وأنضج وأجمل من رفيقاتها في نظر أفراد [الجيش الإسلامي المسلح] الذي يزرع الرعب في القرى الجزائرية. وبعد يومين فقط كانت امرأة قاضية ورئيسة محكمة بلدة [لعربة] وهي مقر أصوليين وعلى بعد 25 كيلومترًا من العاصمة تسقط صريعة برصاص القتلة المجرمين. وصبيحة اليوم التالي تم اغتيال ثلاث فتيات في موقف للسيارات في الجزائر أمام رياض الفتح أكبر مركز تجاري في العاصمة. في العشرين من ءاذار جاء دور حورية [36 سنة] وأختها رشيدة [32 سنة] والتي كانت تعمل كصحافية في التلفزيون، إذ وقعتا في كمين عند مشارف العصمة وهما في طريقهما إلى أحد المستشفيات التي يقيم فيهما أبوهما وهو شرطي يعالج من إصابة بالرصاص على يد المسلحين قبل أيام، فقد شاهدت رشيدة السيارة الحمراء ورأت فوهة المسدس يصوب نحوهما فتقدمت لتحمي شقيقتها الصغرى ولكن عبثًا فقد استقرت الرصاصة في رأس رشيدة وأدخلتها في غيبوبة ولكن حورية قتلت على الفور برصاصة أخرى، وظلت رشيدة حمادي تصارع الموت حتى توفيت في أحد مستشفيات باريس، وجريمة رشيدة – بزعمهم- أنها امرأة وصحافية وابنة شرطي. ولكن ما الجريمة التي ارتكبتها موظفة شابة اخرى اختطفت من ضواحي العاصمة في وضح النهار في اواخر كانون أول الماضي ولم يجدها زوجها إلا جثة هامدة في المشرحة وجسمها مشوه؟ وهي لم تكن فقط مفصولة الرأس بل أن  عمدوا إلى وضع رأس رجل في أحشائها وأعادوا خياطتها. فما الداعي لهذه القسوة والتمادي في الإرهاب والإجرام؟

وفي جريدة النهار 17/3 تحت عنوان “ذبح شقيقتين شابتين في الجزائر” تقول: ويذكر أن عددًا كبيرًا من النساء قتل منذ بدء العنف في الجزائر الذي أودى بنحو 20 ألف شخص، إلا أنه في الفترة الأخيرة فقد باتت النساء هدفًا محددًا إلى جانب الصحافيين والمثقفين والشرطيين والأجانب.

وفي مجلة روز اليوسف 3/3/1997 [ص/32] تحت عنوان: “حوار هام، أحمد راشد يواصل اعترافاته سبايا الافغان للإرهابيين المصريين”.

– انزعج المجاهدون الأفغان من عربي ضاجع فتاة في حفرة.

 – حساب أيمن الظواهري وتنظيمه 12 مليون دولار.

وفي جريدة الديار تحت عنوان الجزائر: “17 مدنيًا ذبحوا بوحشية بينهم إمام مسجد وأحد أقربائه” تقول: ارتفع عدد القتلى المدنيين في مجازر وحشية ارتكبتها مجموعات أصولية مسلحة في أكثر من بلدة جزائرية خلال الأيام الأربعة الماضية إلى أكثر من مائة شخص بعد العثور على سبعة عشر شخصًا قتلوا ذبحًا الخميس والأحد الماضيين في بلدتي عين الحديد قرب تيهارت وسيدي عبد الكريم قرب سعيدة جنوب غرب العاصمة.

وأوضحت [ليبرتيه] أن 15 شخصًا وجدوا [مذبوحين بطريقة وحشية] الأحد في عين الحديد التي تقع على مسافة 65 كيلومترًا من مدينة تيهرت فيما قالت صحيفة الوطن إن مجموعة مسلحة أقدمت الخميس على ذبح مقدم زعيم زاوية سيدي عبد الكريم واحد أقربائه. وكان 84 مدنيًا ذبحوا الخميس والجمعة خلال هجمات ليلية شنتها جماعات مسلحة على القرى.

وذكر إلى مجلة روز اليوسف في 24/2/97 تحت عنوان “ضربة ينتظرها العالم” ءاخر قائد لتنظيم الجهاد يكشف ماذا سنفعل في الانقلاب العسكري؟

بعضنا تسوّل في أفغانستان بعد أن باعوا جواز سفرهم.

أيمن الظواهري أبلغ عند عصام القمري وقبض الثمن.

حضرت إعلان أسامة بن لادن لحرب الإرهاب مع 40 شخصًا.

سرقنا تبرعات المساجد.

اعترافات الإرهابي التائب عادل عبد الباقي حيث يقول: اسمي أحمد راشد محمد راشد حاصل على الثانوية العامة، كنت ملتحقًا بكلية دار العلوم وكلية الزراعة وءاخر عمل لي في شركة تجارية في الإمارات وفيما سبق كنت ضمن جماعة الجهاد منذ 1976، ثم ضمن قيادتها قبل أن يمنّ الله علي بالتوبة 1994 سافرت إلى أفغانستان حيث قضيت بين المعسكرات ما يقرب من عامين حتى نهاية 1990 ووصلت إلى الإمارات وسرت متنقلًا بين الإمارات والسعودية وباكستان حوالي سنتين أخريين، وفي هذه الفترة التي قضيتها في باكستان وأفغانستان تعرفت على الكثير من أفراد هذه الجماعات.

س: أين تعرفوا عليك؟

ج: في مسجد كلية الزراعة، تدرجت المسألة في الكتيبات البسيطة إلى كتب محمد بن عبد الوهاب وأبو الأعلى المودودي وكتب سيد قطب التي تحض على كراهية المجتمع ووصفه بالجاهل، ثم أعطوني مناهجهم المكتوبة، وأسمعوني بعض الأشرطة لمن كانوا متهمين في قضية الفنية العسكرية، ورغبة في تحميسي بأن الحاكم والدار التي نعيش فيها هي دار كفر وإقناعي بأن الأخطاء الشديدة لن يتم إصلاحها إلا على يديهم.

س: هل انضمامك لهم كان أحد أسباب عدم استكمال دراستك؟

ج: كان السبب الرئيسي، لقد تركت المدرسة تمامًا رغم أنني كنت ناجحًا.

س: كيف كانت نشاطاتك داخل الجماعة؟

ج: لقد تعودنا أن الأمير يُسمع ويُطاع وطاعته من طاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، – قال- بل إن طاعته فرض مثل الصلاة والصوم، وطالما أنني أسمع وأطيع فكأنني أعبد الله. وعندما تعلمت ذلك علمته لغيري، وهجرت البيت وبعدت عن أهلي.

س: لماذا؟

ج: لأن مجموعة من الجماعة حرضتني بأن تركي للمنزل سيجعلني أمارس العبادة بصورة أحسن بعيدًا عن التلفزيون وبعيدًا عن بعض المعاصي.

وهناك صورة ثانية للتمويل بدأت في نفس الوقت وهي السرقة بالاستحلال فما داموا كفروا الحاكم إذن فأموال البنوك ومكاتب البريد مباحة لهم شرعًا في جهادهم ضد السلطة، لأنهم هم السلطة الشرعية التي أخذت مكان السلطة الموجودة التي تم سلب شرعيتها.

وأول عملية استحلال تمت في تنظيم الجهاد سنة 1977 على يد ثلاثة من منظمة الحوامدية، واحد منهم اسمه كمال غيار، والثاني اسمه خليفة، وعرفت أنهم نفذوا هذا العمل ضد أحد تجار الذهب لم يكن يصلي، فحكموا عليه بالكفر والردة واستباحوا ماله، وسرقوا من منزله ذهبًا وباعوه بألفي جنيه لحساب التنظيم.

بل إنهم أيضًا سرقوا بعض الناس بحجة المعصية وليس بحجة الردة فقط، هذه المسألة أفتى بها عمر بن عبد الرحمن وقال لي عليها علي الشريف في 1986 وهو أحد أعضاء مجلس الشورى في الجماعة الإسلامية، وقال إن عمر عبد الرحمن أفتى لهم بسرقة بعض الأماكن الموجودة فيها المعاصي مثل الملاهي وغيرها على أساس أن تكون لحساب الجماعة والتنظيم.

لكنني كنت أريد أن أؤكد على مسألة موضوع سرقة مسلم لم يحكموا عليه بالكفر، واحد اسمه حسنين طه قضى 3 سنوات في الجهاد، طلع من السجن سنة 1986 خطف سلسلة، بيسألوه ليه؟ قال: متبرجة، يبقى مالها حلال.

وعبر القناة الأولى والقناة الفضائية المصرية ظهر عادل محمد عبد الباقي ليروي حكايته مع المتطرفين، تولى عبد الباقي منصب نائب أمير جماعة الشوقيين لمدة 12 عامًا، وجاء في كلامه: ومن بين الكتب التي قرأتها كتاب المصطلحات الأربعة للمودودي وكتاب حمل اسم “الحكم الجديدة بالإذاعة” وهو كتاب يدعو إلى استحلال الأموال بالقوة الجبرية، وكذلك كتاب “معالم في الطريق” للشيخ سيد قطب، وبعد قراءتي تلك الكتب أيقنت أن الدين المتعارف عليه بين الناس غير الدين الذي شرعه الله لنا وإن الناس لا تعبد الله كما يجب أن تكون العبادة. ومع الوقت تغير كياني بالكامل وءامنت بنظرية الاستحلال وقمت بضم أعداد كبيرة من الشباب إلى الجماعة، وهؤلاء بدءوا يمارسون عمليات السطو للحصول على الأموال، ثم اعتقلت خلال أحداث أيلول عام 1981 وداخل السجن قابلت شوقي الشيخ وعبد الله سماوي والأول كنت أعرفه قبل دخولي السجن، أما السماوي فساهم بقدر كبير في تأصيل مبدإ الاستحلال وأقنعني بأن الدراسة في مدارس الحكومة حرام وأن العمل في المصالح الحكومية حرام وأن من يخالف ذلك يكون كافرًا، وكنت قبل دخولي السجن اعتزلت أسرتي وعشت مع الإخوة، حتى إنني كنت أرفض مقابلة أفراد أسرتي حينما كانوا يزورونني في السجن وكان ولائي للإخوة أي الجماعة، وأعدائي هم المشركون أي كل من هم خارج الجماعة بمن فيهم أفراد أسرتي.

وقال عادل عبد الباقي: أن شخصًا منهم أدخل أولاده المدرسة الحكومية وقال له أمير الجماعة أنت كافر مرتد، وقال لزوجة هذا الشخص وهي من الجماعة أيضًا اعتدّي ثلاثة أيام لأنك حرمت عليه، فاعتدت ثلاثة أيام ثم زوجوها من غيره، ثم رجع زوجها وأخرج أولاده من المدرسة الحكومية فقال له أمير الجماعة: الآن رجعت للإسلام، وقال لهذه المرأة اعتدي ثلاثة أيام ثم أرجعها إليه.

وفي مجلة الحوادث 16/3/1997 [ص/28] تحت عنوان يقول: “الإرهابيون رصدوا المنطقة قبل تنفيذ الجريمتين ضد المواطنين الأبرياء، شهيدة القطار كانت في طريقها للقاهرة لولادة طفلها الأول. السيدة الوحيدة التي استشهدت برصاص المجرمين كانت داخل القطار المتجه من الأقصر للقاهرة وهي عفاف محمود عمرها [23 سنة] أصيبت بطلق ناري في الرأس، وتبين أنها متزوجة بالأقصر وكانت متجهة للقاهرة لوضع مولودها الأول وتوفي المولود داخل بطنها بعد أن توقف قلب الأم من أثر الجريمة التي ارتكبتها عناصر مجرمة، وتقول الدكتورة شريفة المراغي وكيل وزارة الصحة بسوهاج: إن خمسة مصابين في حادث القطار خرجوا من مستشفى جرجا وهم: إمام أحمد علي، وبكري دريد محمد، وعماد ناشر، وسعيد جاد الله، ومجدي رفعت بسطروس.

وفي جريدة الديار/5-1-2000 عقب الأعمال الإرهابية التخريبية التي قاموا بها في شمال لبنان/ الضنية نشرت هذه الجريدة بعضًا من أفكارهم التكفيرية وتحت عنوان: “جماعة التكفير والهجرة أبرز الافكار التكفيرية” ذكر ما نصه: “فيما يلي نصوص التكفير عند جماعة التكفير والهجرة وهذه النصوص تعتمدها غالبية المجموعات المسلحة في مصر والجزائر وغيرها:

أولًا: حكم العمل في عموم وظائف الحكومات الكافرة..؟

ثانيًا: حكم المشاركة في جيوش وشرطة هذه الحكومات؟

ثالثًا: حكم الأبعاث أو الخروج في جيوش الأمم المتحدة لحفظ السلام ولفظ بعض النزاعات في كثير من بقاع العالم. فنقول باختصار وبالله التوفيق:

اعلم أن هذه الحكومات الجبرية المتسلطة على ديار المسلمين اليوم لا يشك في كفرها إلا من طمس الله بصيرته وأعماه عن نور الوحي مثلهم إذ كفرهم متلون متنوع من أبواب شتى. فهم يكفرون من باب تشريعهم مع الله حيث نصت دساتيرهم المحلية والدولية سواء على المستوى المحلي أو على مستوى هيئة الأمم المتحدة أو الجامعة ونحوها أن لهم الحق في تشريع لهم ونوابهم. وهذا مقرر معروف من موادهم لا يجادل فيه إلا جاهل لا يعرفه أو متجاهل لا يريد أن يعرفه، قال تعالى: {ءأربابٌ متفرِّقونَ خيرٌ أمِ اللهُ الواحدُ القهَّارُ} [39، سورة يوسف].

ويكفرون من باب طاعتهم المحليين منهم والدوليين وغيرهم واتباعهم لتشريعاتهم الكفرية.

ويكفرون من باب توليهم للكفار من النصارى والمشركين والمرتدين ودفهم عنهم ونصرتهم لهم بالجيوش والسلاح والمال والاقتصاد، بل قد عقدوا معهم اتفاقيات ومعاهدات النصرة بالنفس والملل واللسان والسنان فتولوهم كاملًا. ويكفرون من باب إخوتهم الشرقيين والغربيين وموادتهم ومحبتهم” اهـ.

وفي جريدة السفير 25/ حزيران/ 1998 العدد 8028 [ص/5] وجريدة الديار 25/6/1998 [ص/6] فيهما اعترافات بعض أفراد هؤلاء المتطرفين الإرهابيين، ومما جاء فيهما أن رائد أثوم اعترف على أحمد الرفاعي رئيس هذه المجموعة الإرهابية كان يقول لهم إن الجيش اللبناني كافر، وكل من يضع الأرزة فهو كافر، والذين يتعاملون مع الدولة كفار. اهـ.

وهذا الكلام الذي هو منهج سيد قطب وأتباعه التكفيري التخريبي التنفيري الدموي الإرهابي الذي أينما حلَّ حلَّ الخراب والدمار وسفك الدماء، وقتل النساء والأطفال والشيوخ، والخطف والاغتيالات ونشر الفوضى وزعزعة الاستقرار والأمن في البلاد، وكم في الجيش اللبناني أو من الذين يحملون الأرزة في بطاقاتهم الشخصية [هوية، باسبور، إخراج قيد] من مسلمين طيبين يصومون ويصلون، فكيف تجرّأ حزب الإخوان على تكفير كل المجتمعات والأفراد من الحكام والرعايا والمؤذنين وأئمة المساجد والخطباء حتى رعاة الغنم، وإنما قالوا ما قالوا من التكفير العام ليصلوا بعد ذلك إلى إباحة دماء وأموال وأعراض المسلمين وعامة الناس مطلقًا في كل الأحوال كما سترى في الفصل التالي من إرهابهم وتطرفهم وخطفهم وقتلهم للناس، وتخريب البلاد اعتمادًا منهم بزعمهم على هذه الفتاوى التي توصلوا بها لتكفير كل المجتمعات. ونتيجة هذا الفكر الأسود الإرهابي ما تسمع عنه وتقرأ كل يوم مما يحصل في البلاد، فالحذر كل الحذر من كتب سيد قطب وكل جماعاتهم التي خرجت من تحت عباءته.