الجمعة أكتوبر 18, 2024

يقول ابن تيمية الحراني: “فإن الناس متنازعون في أول من أسلم فقيل أبو بكر أول من أسلم فهو أسبق إسلامًا من علي، وقيل إن عليًا أسلم قبله لكن علي كان صغيرًا وإسلام الصبي فيه نزاعٌ بين العلماء” اهـ انظر المنهاج [4/42].

ويقول في موضع ءاخر ما نصه: “وأما إسلام علي فهل يكون مُخرجًا له من الكفر على قولين مشهورين ومذهب الشافعي أن إسلام الصبي غير مخرج له من الكفر”، انظر كتاب المنهاج لابن تيمية [4/218-219].

ويقول ابن تيمية في كتابه المنهاج [4/65] ما نصه: “وقد أنزل الله تعالى في [علي بن أبي طالب] {يأيها الذينَ ءامنوا لا تقربوا الصلوة وأنتُم سُكَرَى حتى تعلموا ما تقولون} [43، سورة النساء] لما صلى فقرأ وخلط” اهـ.

فيتبين لك أن ابن تيمية الحراني كفر عليًا رضي الله عنه واعتبره بعد من المشركين لم يخرج من كفره وشركه، وقد نقل الحافظ أحمد بن محمد بن صديق الغُماري الحسني في كتابه “علي بن أبي طالب إمام العارفين” الطبعة الأولى عن ابن تيمية الحراني أنه طعن بالسيدة الجليلة فاطمة الزهراء رضي الله عنها فقال فيها إنَّ فيها شبهًا من المنافقين الذين وصفهم الله بقوله: {فإن أعطوا منها رَضوا وإن لم يُعطوا منها إذا هم يسخطون} [58، سورة التوبة] قال ابن تيمية: فكذلك فعلت هي إذ يعطها أبو بكر من ميراث والدها صلى الله عليه وسلم، ثم قال الحافظ الغُماري [ص/56] بعد كلام ما نصه: “فقبح الله ابن تيمية وأخزاه وجزاه بما يستحق، وقد فعل والحمد لله إذ جعله إمام كل ضال مضل بعده، وجعل كتبه هادية إلى الضلال فما أقبل عليها أحد واعتنى بشأنها إلا وصار إمام ضلالة في عصره، ويكفي أن الله تعالى أخرج من صُلب أفكاره الخبيثة قرن الشيطان وأتباعه كلاب النار وشر من تحت أديم السماء الذين ملؤوا الكون ظلمة وسودوا وجهه بالجرائم والعظائم في كل مكان، والكل في صحيفة ابن تيمية إمام الضالين وشيخ المجرمين، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من سنّ سُنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة”، وقال صلى الله عليه وسلم: “من دعا إلى ضلالة كان عليه إثم من تبعه إلى يوم القيامة” انتهى كلام الغُماري.

وقد قال العلامة علوي بن طاهر الحداد في كتابه القول الفصل فيما لبني هاشم من الفضل في الجزء الثاني ما نصه: “وفي منهاجه [أي كتاب المنهاج لابن تيمية] من السب والذم الموجه المورد في قالب المعاريض ومقدمات الأدلة في أمير المؤمنين علي والزهراء البتول والحسنين وذريتهم ما تقشعر منه الجلود وترجف له القلوب، ولا سبب لعكوف النواصب والخوارج على كتابه المذكور إلا كونه يضرب على أوتارهم ويتردد على أطلالهم وءاثارهم فكن منه ومنهم على حذر” اهـ. فمن عرف ما ذكرنا من أمر ابن تيمية من سوء رأيه في سيدنا علي رضي الله عنه عرف أنه ينطبق عليه حديث مسلم أن عليًا رضي الله عنه قال: “والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي إلي أن لا يُحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق”.

فليعلم ذلك أنصار ابن تيمية من وهابية وأتباع سيد قطب الذين اتبعوا إمام المنافقين في عصره ابن تيمية الحراني.

ومع كل هذه الوقاحة من ابن تيمية الحراني ومع ما له من كفريات ترى أن زعماء حزب الإخوان يسارعون إلى مدحه وتسميته بشيخ الإسلام على زعمهم كما تجد ذلك مكررًا كثيرًا كثيرًا في كتاب يوسف القرضاوي المسمى الحلال والحرام في الإسلام، بل إن مدرسة حزب الإخوان المسماة بالجماعة الإسلامية استقت أفكارها من ابن تيمية كما صرّح بذلك أحد زعماء حزب الإخوان في لبنان “زهير العبيدي النائب السابق لحزب الإخوان” في مقابلة أجرتها معه مجلة الوطن العربي في عددها الصادر في 7/12/1992 في [ص/14] قائلًا: “إن الجماعة الإسلامية استقت أفكارها من أمثال ابن تيمية وسيد قطب”.

فلقد رأيت بعينك كيف أن هذه الجماعة المتطرفة تكفر الامة الإسلامية بمن فيهم الخلفاء الراشدون الأربعة الذين هم داخلون تحت قول الله عز وجل: {والسَّبقون الأوَّلون منَ المُهَجرينَ والأنصار والذين اتَّبعوهم بإحسان رضيَ الله عنهم ورضوا عنه} [100، سورة التوبة].