ويُسـمى الـمفْعُولَ الـمطْلَق (وَهْوَ: الاسـم الـمنْصُوبُ الَّذِي يَجِيءُ ثَالِثَاً فِي تَصْرِيفِ الْفِعْلِ (ذَهَبَ يَذْهَبُ ذَهابًا، قامَ يَقُومُ قِيامًا هذا الثالِث هُوَ الـمصْدَر) نـحو َقَوْلِكَ: ضَرَبَ يَضْرِبُ ضَرْبَاً) يعني أَنَّ الـمصدرَ هو الاسـم أي اسـم الـحدَثِ (أَي اسـم الفِعْل الذي حَدَث هوَ الـمصْدَر) الذي يَجِيء ثالِثاً في تَصريفِ الفِعلِ أَي في تَغييرِهِ منْ صِيغةٍ إلى صَيغةٍ أُخْرى نـحو: ضَرَبَ يَضْرِبُ ضَرْبًا، فقدْ تغيرَ مِنْ صِيغَةِ الـماضِي إلى صِيغَةِ الـمضارِع إلى صيغة الـمصدَر، وَجاء الـماضِي أَوَّلًا والـمضارِعُ ثانِيًا والـمصدَرُ ثالِثًا فإذا قُلْتَ: ضربَ زيْدٌ ضرباً فزيدٌ فاعِل، وضَرباً مفعولٌ مطلق منصوب بِضَرَبَ، وإن شئتَ قُلْتَ: مَنْصُوبٌ على الـمصْدَر بِضَرَبَ (ضَرَبَ زَيْدٌ ضَرْبًا. هذا إِنْ شئتُ تَقُولُ مَصْدَر وَإِنْ شئتَ قُلْتَ مَفْعولٌ مُطْلَق. مطلق لأنه ليسَ مُقَيَّدا بـ “بِهِ” ولا بـ “مَعَهُ”. ليس مفعولا به ولا مفعولا معه ولا مفعولا لأجله). (وَهُوَ قِسـمانِ: لَفْظِيٌّ وَمَعْنَوِيٌّ فَإِنْ وَافَقَ لَفْظُهُ لَفْظَ فِعْلِهِ (كَأَنْ قُلْتَ ضَرَبَ ضَرْبًا) فَهْوَ لَفْظِيٌّ نـحوَ قَوْلِكَ: قَتَلْتُهُ قَتْلاً. وَإِنْ وَافَقَ مَعْنَى فِعْلَهُ دُونَ لَفْظِهِ فَهُوَ مَعْنَوِيٌّ نـحوَ: جَلَسْتُ قُعُودَاً وَقُمْتُ وُقُوفَاً) فإنَّ الـجلُوسَ والقُعُودَ بمعنًى واحِد (القُعود نَوْعٌ مِنَ الـجلوس) كَما أَنَّ القِيامَ والوُقُوفَ بمعنًى واحِد، فَكُلٌّ مِنْ قُعُوداً وُوُقُوفاً منصوبٌ على الـمصْدريةِ بالفعلِ الذي قَبلَهُ (ففِي قَوْلِكَ جَلَسْتُ قُعُودًا، تَقولُ قُعُودًا مَصْدَرٌ مَنصُوبٌ بِجِلِسَ وَلوْ لـم يَكُن مِنْ لَفْظِهِ، نَصَبَهُ لأنَّهُ بِمَعناهُ)، ويكفي اتِّفاقُهُما في الـمعنَى (يَكْفِي أَنْ يَكونَ مَعناهُما واحِد) وإنْ اخْتَلَفا في اللَّفْظ، وَقيلَ يُقَدَّرُ لَهُما فِعْلٌ مُوافِقٌ في اللفظِ فَيُقالُ في الأَوَّلِ: جَلَسْتُ وَقَعَدْتُ قُعُودًا وفي الثاني: قُمْتُ وَوَقَفْتُ وُقُوفاً، وذلكَ تَكَلُّف لا حاجةَ إليهِ. واللهُ سبحانَهُ أعْلـم.