قولهم في الوعد والوعيد:
وأجمعوا أن الوعيد المطلق في الكفار والمنافقين، والوعد المطلق في المؤمنين والمحسنين.
وقالوا إن الله يغفر الكبائر والصغائر لمن شاء من عباده المؤمنين المتجنبين للكفر بنوعية الإشراك بالله تعالى الذي هو عبادة غيره والكفر الذي ليس فيه إشراك كتكذيب الرسول والاستخفاف بالله تعالى أو برسوله مع توحيد الله تعالى وتنزيهه. ومما يدل على ذلك قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ } فالكفر بجميع أنواعه هو الذنب الذي لا يغفره الله لمن استمر عليه إلى الموت وهو أقسام ثلاثة:
كفر اعتقادي ومكانه القلب كنفي صفة من صفات الله الواجبة له إجماعاً كنفي وجوده سبحانه أو تشبيهه بشيء من خلقه كما قال الإمام أبو جعفر الطحاوي: “ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر”.
وكفر فعلي كإلقاء المصحف في القاذورات أو أوراق العلوم الشرعية، أو ورقة عليها اسم من أسماء الله تعالى مع العلم بوجود الاسم فيها استخفافاً.
وكفر قولي كمن يشتم الله تعالى أو انبياءه أو ملائكته، وكرمي المسلم بالكفر بلا سبب شرعي فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه” فقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من أن نقول لمسلم: يا كافر أو يا عدو الله وأن من قال له ذلك بلا سبب شرعي فإنه يعود عليه وبال هذه الكلمة.