قولهم في الملائكة:
وأجمعوا على وجوب الإيمان بالملائكة أي بوجودهم وأنهم عباد مكرمون وهم أجسام نورانية لطيفة ألطف من الهواء ليسوا ذكوراً ولا إناثاً لا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون ولا يتوالدون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وإبليس ليس منهم ولا كان طاووس الملائكة بل إن جبريل عليه السلام هو رئيسهم وأفضلهم، وما ينسب إلى الملكين الكريمين هاروت وماروت من الأفعال الشنيعة فهو كذب وافتراء لا صحة له وهو مناقض لقوله تعالى: { لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }.
قولهم في القدر:
وأجمعوا أن الله تعالى خالق لأفعال العباد كلها كما أنه خالق لأعيانهم، وأن كل ما يفعلونه من خير وشر اضطراري واختياري فبقضاء الله وقدره وارادته ومشيئته ولولا ذلك لم يكونوا عبيداً ولا مخلوقين قال الله عز وجل { قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } فلما كانت أفعالهم أشياء وجب أن يكون الله خالقها ولو كانت الأفعال غير مخلوقة لكان الله عز وجل خالق بعض الأشياء دون جميعها ولكان قوله { خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } كذباً، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.