الجمعة أكتوبر 18, 2024
  • تحبيب الآخرين في الأعمال المطلوبة منهم:

    من الأمور التي ينبغي للإنسان أن يدركها في معاملته الناس أنهم ينطلقون ويندفعون في أداء الأعمال التي يرغبون فيها وهذا أمر عادي وليه فلا ننتظر من الآخرين أن يقوموا لنا بأعمال تبدو وكأنها قرارات بعيدة عن تحبيبنا إياها لهم وترغيبنا.

    ومثال هذه القاعدة أن يريد امرؤ تكليف شخص آخر بتدريس مجموعة من الطلاب في فن معين من الخير. فيأتي ويقول له بصدق نية وإخلاص: إن مهنة التدريس من المهن الإنسانية المؤثرة اللطيفة وللمدرس دور أولي وكبير في تعليم الناس ونقلهم من مستوى إلى آخر وفي توجيههم وتربيتهم في الحياة، وإني لأتوسم فيك وأنتظر منك أن تقوم بمهمة التدريس، وإنه لثواب جزيل ينتظرك في اليوم الآخر مقابل هذه الخدمة العظيمة. وبعد هذا لا غرابة إذا وجد هذا المدرس ينطلق وبإخلاص في التدريس ويتفاعل معه يقوم به على خير وجه والسبب يعود إلى الحب والرغبة اللذين وجدا في نفس هذا الإنسان تجاه خدمة التدريس.

    ولذلك نذكر بعض الأحاديث التي تحث على التدريس الديني كقوله صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو آية. وقوله صلى الله عليه وسلم: نضر الله امرأة سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها. الرسول صلى الله عليه وسلم دعا في حديثه هذا لمن حفظ حديثه فأداه كما سمعه من غير تحريف بنضرة الوجه أي بحسن وجهه يوم القيامة وبالسلامة من الكآبة التي تحصل من أهوال يوم القيامة، لأن يوم القيامة يوم الأهوال العظام والشدائد الجسام.

    وهكذا الحال بالنسبة لأعمال الخير الأخرى، فتحبيب الناس فيها وتحبيبها إليهم وسيلة تربوية ناجحة تجعلهم يندفعون إليها وينطلقون بنشاط في أدائها.